جواز نت
هنا وفرح وزمان سلمى عشيتهم مع عيالها أهي سلمى دي عليها حنية مش ممكن ربنا يصلح لها الحال مع جوزها
أمنت ايناس على دعاء منة واتجهت معها ليلحقا بالباقين في غرفة المائدة وهي تقول ضاحكة
لا ياللا بينا أحسن مش عارفة ليه عندي احساس كدا ان جوزك ممكن يأكلنا نادر ع العشا أنا شوفت نظراته ليه كأنه بيتمنى الارض تنشق وتبلعه
هههه ظريفة أوي طب ياللا يا خفيفة نلحقهم ضحكت ايناس وتابعا سيرهما الى غرفة المائدة للحاق بالباقين
كان الجو العام يسوده الهدوء أثناء تناولهم طعام العشاء والذي تخلله بعض الاحاديث الخفيفة كانت منة تجلس بجوار سيف والذي يجاور والدته التي تجلس يسار عبد الهادي وعبد العظيم صمم عبدالهادي على أن يجلس هو الى يمينه تجاوره عواطف ثم نادرفأحمد وأيناس
لفت انتباهه كلمة جعلته تيبس في مكانه فقد قال أحمد بتلقائية رادا على سؤال عبدالهادي عن مكتب نادر السياحي والذي حدثه الاخير عنه
وبعدين كفاية ان الباش مهندسة منة بنفسها هي اللي عملاله ديكور المكتب أنا متأكد إن شغلها هيبقى وشه حلو عليه
هو أنا لسه عملت حاجه انا ما لحقتش أرسم خط واحد حتى
عبدالهادي متسائلا
ليه يا بتي ديه شغلك برضك
منة بابتسامة
أبدا يا حاج أصلي شوفت المكتب في نفس اليوم اللي جينا فيه هنا فما لحقتش اعمل حاجه
عبدالهادي بهدوء
واني خلاص بجيت منيح يبجى لازم تخلصي أشغال الناس المتعطلة دي
حصل خير يا حاج وبعدين أنا مش غريب ووقت ما منة تفضى تبقى تشتغل فيه براحتها
عبدالهادي بلهجة قاطعه لا سبيل لمعارضتها
لاه يا ولدي مش عشان إنت تبجى ابن خالتها يبجى تتعطل مصالحك عموما فرصة إنك موجود إهنه فمنة تجدر تخلص الشغل اليامين دول
تبادل الجالسون النظرات منهم المتفهم لكلامه كعبدالعظيم وعواطف ومنهم الغير مبال كأحمد ومنهم المشفق على منة كإيناس ومنهم المتردد بين الفرح لأنه سيكون بجوار من يهواها قلبه وبين الخۏف من نظرات ذاك القابع بجوارها يكاد يفتك به بنظراته ومنهم الخائڤ من نتيجة هذا القرار كمنة ولكنها تحاول التماسك واصطناع الهدوء وبث الثقة في نفسها أنه لا يوجد ما يريب في الأمر فهذا عملها ولا بد من إنجازه ومنهم الذي يكاد يرقص جزلا لأن خطته تسير كما سبق ورسمها ك زينب أما سيف فحدث ولااااا حرج فما إن إنتهى والده من القرار الذي أدلى به بمنتهى الهدوء حتى كاد أن يقفز صائحا پغضب عڼيف شرس يملأ دواخله ولكنه تمالك نفسه بصعوبة شديدة قابضا على يديه بقوة وضاغطا على أسنانه بشدة حتى أن وجهه قد أصبح بلون ثمرة الفراولة ولكن ڠضبا وكمدا ومن يراه يكاد يقسم أنه يرى دخانا يخرج من أنفه وأذنيه وقد إحمرت عيناه بلون الډم فغدا كالتنين الهائج الذي ينفث ڼارا من شدة غضبه الۏحشي
التي كانت تتلاعب بالطعام في انتظار انتهاء الباقين من تناول طعامهم وسيف الذي يجلس وكأنه يجلس فوق جمر من يدعو الله أن تنتهي محڼة تناول الطعام سريعا ليتحين الفرصة السانحة للإنفراد بمنة فهوإن لم يواجهها بما يعتمل في داخله اليوم وينهاها عن القيام بهذا العمل لا يضمن ما الذي سيفعله ان رآها بجوار هذا اللعېن المتبجح
بعد الانتهاء من طعام العشاء طلبت زينب من الجميع الذهاب الى الحديقة حيث ستوافيهم مهجة بأكواب الشاي وأكمل الجميع سهرتهم في الحديقة المزدانة بمصابيح صغيرة بينما يعم الجو هدوءا جميلا وتهب من آن لآخر نسمة هواء عليل ويرتفع صوت صرصور الليل كالموسيقى التصويرية لتكمل هذا المشهد الريفي البديع حيث يتناول الجميع الشاهي مع أكواز الذرة المشوي الطازجة والتي يقوم بشيها رماح
استأذن عبدالعظيم للذهاب للنوم تبعته زوجته ثم بعد قليل لحق به أحمد وايناس فوجد نادر أنه من الأنسب انسحابه هو الآخر ليقف سيف فجأة ما ان توارى نادر عن الانظار زافرا براحة وعمق وقال وهو يمد يده ليمسك بيد منة
احنا كمان هنستأذن يا حاج عن اذنك وقام بتقبيل يد والده ووالدته وهو يقبض على يد منة بقبضة محكمة حيث لم تستطع الافلات منها فاصطنعت الابتسامة وأومأت برأسها متمتمة بتحية المساء لعبدالهادي وزينب والتي كانت تلاحقهم بنظراتها الماكرة
ما إن دخلا سيف ومنة غرفتهما حتى جذبت منة يدها بقوة من سيف والتفتت إليه تهتف بحنق بينما كان يغلق الباب خلفه
أقدر أعرف ايه اللي انت عملته تحت دا شدتني من ايدي زي ما أكون عيل صغير كدا ليه
اقترب سيف منها عدة خطوات ووقف امامها واضعا يده في جيبه وقال بنظرات غامضة وبهدوء مريب
مزعلك أوي اللي انا عملته والشو اللي اتعمل على العشا دا يبقى ايه ما يزعلش أعرف بالصدفة حكاية الشغل بتاع سي نادر دا سكت قليلا وتابع ساخرا
أنا على كدا طلعت الزوج اللي آخر من يعلم
نظرت اليه منة في برود مغيظ وقالت بلامبالاة أشعلت الڼار في عروقه
ما جاتش مناسبة إنك تعرف عادي يعني وبعدين الموضوع حصل زي ما قلت لعمي يوم ما روحت شوفت المكتب هو نفس اليوم اللي شوفت حضرتك فيه ونفس اليوم اللي جالنا فيه ان عمي تعب ونقلوه المستشفى يعني تسلسل الاحداث نفسه ما سابش أي فرصة لأي موضوع زي دا إنه يتفتح
اقترب منها سيف ووقف على بعد إنشات قليلة منها ومال برأسه تجاهها سائلا بريبة وعقدة عميقة تحتل جبينه العريض
إنتي روحتي شوفتي المكتب معاه يوم ما انا لاقيتكم قاعدين في الكافيه اللي ع البحر صح أومأت بالايجاب فتابع بغيظ من بين أسنانه وهو يقبض فجأة على ذراعها بقسۏة جعلتها تشهق متفاجئة
وإزاي يا مدام يا محترمة تسمحي لنفسك تروحي مع واحد غريب عنك لا هو اخوك ولا حد من محارمك مكتب عشان ايه وتابع مقلدا اياها بسخرية
تشوفيه علشان تعملي الديكور بتاعه
كادت ابتسامة أن تفلت منها ولكنها جعدت وجهها في تكشيرة عميقة وطالعته ببرود ثلجي وقالت وهي تحاول جذب ذراعها من قبضته
انا قلت لك 100 مرة يومها ان احمد كان معانا أنا ما بكدبش وبعدين معلهش بقه انا عارفة ديني كويس أوي ومراعية حدود ربي مش محتاجه
حد انه يقولي ايه الصح وايه الغلط
ضيق سيف عينيه ومال عليها حتى أن أنفاسه اللاهبة قد لفحت وجهها فشعرت بسخونة شديدة تصفع وجهها
بردو بتلفي تلفي وتفتحي نفس الموضوع وبردو هقولك انا غلطت وتبت وندمت حطيتي الكلمتين دول في دماغك الناشفة ديه وفهمتيها واستوعبتيها هترتاحي في عيشتك معايا يا بنت الناس لكن فضلت راكبه دماغك وكل شوية تفتحي نفس الموضوع يبقى عيشتك هتبقى نكد في نكد والنكد دا مش هيبقى مني لأ النكد دا هيبقى منك إنتي لأنك مش هتكوني راضيه عن حياتك معايا وبصي بقه كلمة وتحتها مليون خط بالاحمر انسي خاااالص أنك تبعدي عني ولو لحظة واحده ولما نرجع مصر ان شاء الله هترجعي معايا إنتي والبنات على بيتنا أظن واضح
نظرت اليه منة بقوة وقالت بثبات
بص يا سيف إنت أكتر واحد عارف أنه لهجة الأمر دي ما تنفعش معايا موضوع انى كل شوية ألف وافتح نفس السيرة صدقني مش من جمالها أوي بتكلم فيها لكن أعملك إيه إذا كنت بتحاول توعظني وتعدل عليا أما بقه حكاية اننا هنرجع من هنا على البيت عندك فالكلام دا سابق لأوانه ودلوقتي بقه لو سمحت ممكن تسيب دراعي مش لعبة هي كل شوية تقفش فيه
أجاب سيف وقد تصاعدت نيران الڠضب بداخله لتنعكس على عينيه اللتان رمقتاها بنظرات دخانية عاصفة
شوفي يا منة حساب وهحسابك ولو شوفتك عاوزة تتقومي هقومك أنا جووووزك يا هانم حطي الكلمة دي حلقة في ودنك واسمه بيتنا مش بيتك وكلمة أخيرة الشغل بتاع مكتب ابن خالتك دا
تسيبيه هتعتذري له انك مش قادرة تعمليه مفهوم
نظرت اليه بحدة جعلت عينيها تلمعان وأجابت بحدة بينما صبغ لونها لون أحمر شديد دليل على ڠضبها الذي يمور بداخلها لم تعلم أنه جعلها شديدة الفتنة واصطبغ صوتها برنة تحد لم يرق لسيف
بص بقه علشان أنا زهقت شغلي اللي اتفقت عليه مع نادر هعمله ولو كان فيه أي حاجه غلط ما كانش والدك أول واحد اتشجع له وصمم أني أخلصه بس عارف ليه والدك عمل كدا
سأل سيف ساخرا
ليه يا فيلسوفة زمانك
أجابت ببرود مستفز وعيناها تلمعان بالتحدي
لأنه ارتاح أوي لنادر حاكم فيه ناس كدا ترتاح لها من أول ما تشوفها ونادر ابن خالتي من الناس دي
وأنا مش مستعد دمي يتحرق وأنا شايفك عماله تتكلمي معاه ولو مصممة على الشغل دا يبقى أنا معاكي خطوة بخطوة فاهمه يا منة ولمصلحتك إنتي بلاش تختبري صبري أكتر من كدا
نظرت منة اليه مقطبة وهتفت محاولة افلات ذراعها من قبضته
انت اټجننت يا سيف سيب دراعي إنت ازاي تسمح لنفسك
تمسكني بالاسلوب الھمجي دا
ايوة اټجننت يا منة إنتي أكتر واحده عارفة بعادك عني بيجنني إزاي ماينفعش تستني مني أنك تكوني جنبي وبين ايديا ومعرفش أو أخدك في أنا عارف أني وعدتك أني عمري ما هقربلك تاني لكن احساسي أنك ممكن تروحي من ايدي بيموتني ويخليني أتجنن إرجعي بقه إرجعيلي منة اللي حبيتها واتجوزتها منة اللي قلبي دق لها من اول لحظة سمعت فيها صوتها قبل ما أشوف وشها كمان منة اللي كنت هتجنن علشان توافق عليا منة اللي عمري ما حبيت ولا هحب حد غيرها ارجعيلي أرجوكي
لمعت عيناها بدموع محپوسة وقالت بابتسامة أسف
للأسف يا سيف حتى لو رجعت لك زي ما إنت عاوز منة اللي انت شوفتها وعرفتها وحبيتها واتجوزتها ماټت على إيديك اللي إنت شايفها قودامك دلوقتي دي منة تاني خالص صنع ايديك إنت ما تستناش مني أني أرجع منة المسالمة البريئة اللي كانت عمرها ما فكرت إنها تشك في حبيبها وجوزها ولما كانت بتسمع صحباتها وهما