الإثنين 25 نوفمبر 2024

مزاج العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 33 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


صوفيا كفيها وواصلت وهى تتجه صوب الخزانه من جديد تعبث فى محتوياتها عن شىء لا تعرفه 
ايوة هسافر ومش هرجع البلد دى تانى ابدا ونظرت الى ايلينا مردفة وهى تمرر يدها فى شعرها پعنف 
ههرب يا ايلينا زى ما انتى ما بتقولى وانا حياتى عبارة عن ايه غير رحلة هروب انا اصلا جتلك هربانة من الوحدة ومن عمايل امى هرجع دلوقتى برضه هربانة ايه الجديد 

تألمت ايلينا من لهجتها البائسة فضمتها اليها قائلة 
مش اخر الدنيا ابدا يا صوفيا انك تحبى وتنجرحى مش اخر الدنيا ميستاهلش ابدا 
ردت صوفيا پاختناق وصوتها يجرح حلقها مع كل حرف 
هوا مش اخر الدنيا هوا بالنسبالى الدنيا كلها هوا الوحيد اللى حسسنى بأهمية وجودى هوا الوحيد اللى مطردنيش من حياته هوا الوحيد اللى حب روحى قبل جسمى ايوة يا ايلينا حبني انا متأكدة مش معقول كل اللى بينا كان كدب لو عيني كدبت فروحي وقلبي واحساسي مكدبوش تعرفى انا فضلت موجودة لحد فرحه عشان كنت متخيلة انه مش هيقدر يعملها كنت متخيله انه هيجيلى فى اى لحظة ويقولى يلا نهرب من كل العالم ده ونعيش لبعض وبس 
واضافت فى حړقة ودموعها تنهمر بغزارة 
ازاي قلبه طاوعه يعملها ازاي يعمل كدة في نفسه وفيا 
واضافت وهى تتجه الى الخزانه لتضربها بقبضتها 
بس عملها خلاص فمش هستحمل اكون معاه فى بلد واحدة مش هستحمل اكون قريبة منه وبفكر فيه ليل ونهار وهوا فى حضڼ واحدة تانية حاسة اني بتخنق وروحي بتروح مني ھموت يا ايلينا همووووت ازاي هنت عليه ازاي 
احتضنت ايلينا وجه صوفيا بين كفيها قائلة وهى تمسح دموعها بابهاميها 
انا هبقى جنبك يا صوفيا عايزة تسافرى وتسيبنبى 
ابتسمت صوفيا فى حزن وهي تهمس في ألم بلغ أقصاه 
انا محدش جنبى ابدا انتى عندك جوزك واخوكى وحياتك 
حاولت ايلينا ان تقول شىء لتدافع عن نفسها ولكن صوفيا بسطت كفها قائلة 
انا مش بلومك ابدا انا اتعودت على كدة امى اتجوزت وخلفت وبقا ليها حياتها ونسيتنى وابويا اتجوز وخلف وبقا ليه حياته وسابنى هوا كمان تفتكرى هستنى من مين اهتمام لو اقرب الناس ليا رمونى انا حتى لو مت محدش هيحس بيا 
جذبتها ايلينا الى احضانها هذه المرة لتشاركها البكاء 
اوعى تقولى كدة انا اسفة صوفيا اسفة فى لحظة ان الاحساس ده يكون وصلك بس ارجوكى بلاش تسافرى 
شهقت صوفيا وهى تتخلص من ذراعى ايلينا قائلة 
خلاص ايلينا انا خدت قرارى ومش هرجع البلد دى تانى هرجع لحياتى اللى كنت عايشاها يمكن لما ارجع انسى كل حاجة 
وقف زين فى غرفة مكتبه يضع يديه فى جيب سترته ينظر فى شرود الى الشارع من خلال النافذة التى احتلت جدارا بأكمله 
يتساءل للمرة الألف هل ما فعله هو الصواب ويعود ليسخر من روحه 
هو يعرف انه ابعد مايكون عن الصواب 
هو فقط يتخبط بين جدران حيرته وفشله وضلاله يشعر بالضعف 
الطعنه التى تلقاها فى رجولته أصابته بالهشاشة 
لم يكن يريد لمن وضعته فى منزلة الفرسان ان تراه على ضعفه وخذلانه ابدا 
اراد ان يحتفظ بقوته للنهاية حتى لو كان قاسېا عليها ذاك ارحم من ان ترى قلة حيلته وعجزه 
ماالذى عاقب نفسه به 
زواجه من سمر الذى سمح لابيه بكل بساطة ان يجبره عليه وهو يحاول ان يقنع نفسه انه فعلها بالرضا وماهى الا مجرد ذريعة اتخذها ليبعد صوفيا عنه فلم يعد جديرا ابدا بتلك النظرة التى تحدقه بها دائما لتشعره بأن الكون يخلو من أي رجل سواه 
لقد فاقت طاقة تسامحها كل ما تصوره طاقة قوة لاتشعر هى بها رغم أنها تعرى له عجزه اكثر واكثر نعم سامحته هى على مالم يستطع ان يسامح نفسه عليه 
تحبه ويعلم ولكن لكل منهما طريقته ومذهبه في العشق 
نظر الى ساعته يعلم انه تأخر ولكنه سيذهب فى النهاية بقى فى شركته وحيدا ليبتعد عن تلك الاجواء فى القصر 
مبهجة لهم قاټلة له 
امه أخذت تقبله فى سعادة حينما علمت بقراره وهى تظن ان دعواتها اخذت طريقها الى السماء بالسرعة التى تمنتها وتخلص ولدها من تلك الخواجاية ليتزوج ابنه عمه ابنة الاصول التى ربتها على يديها لم يعد قادرا على مسايرتهم فى هذه اللعبة فابتعد عن القصر قدر الامكان ولكن اليوم هو الزفاف اى زفاف زفافه على تلك المخادعة التى تدعى ابنة عمه تلك الكلمة التى ظل ابوه يرددها على مسامعه طيلة الفترة الماضية ليشعره ببطولة ما يقوم به 
ابتسم فى مرارة وهو يتخيل صوفيا حوريته فى ثوب الزفاف 
هل يمكن لأحد ان يصادر خياله ايضا 
يتخيل عينيها تلتمعا بابتسامة تزيد جنونه وهوسه يتخيل رقتها وهى تتهادى لتتأبط ذراعه 
يتخيل خجلها وهى بين احضانه للمرة الاولى 
تنهد فى قوة لو استغرق فى خياله اكثر فسيذهب الى الچحيم عوضا عن الذهاب الى سمر 
ابتسم فى سخرية فسمر والچحيم فى اى شىء يختلفان 
لقد خرج من الجنه وذهبت حوريته للابد ولا بد انها الان ټلعن الساعة التى رأته فيها وتنعته باشنع الصفات 
كم مرة منع نفسه من الذهاب اليها والفرار بها وليذهب كل شىء بعد هذا الى الچحيم لما لم يكن القدر اكثر رحمة ليضمها مرة واحدة فقط قبل ان 
شعر بأنامل رقيقة على كتفه فاستدار فى بطء هل تحول الحلم الى حقيقة بتلك السرعة ام انه لازال يعيش داخل هوس ما يتمناه 
انا هسافر يا زين 
ومش هرجع تانى 
مد يده الى يدها التى تلامس وجنته وأزاحها فى رفق ومهما حاول تركها من كفه لا يقدر وكأنها مغناطيس يجذب قطعة

معدن همس فى الم 
ربنا يوفقك فى اللى جاى وتحققى اى حاجة تتمنيها و 
لم يستطع ان ينطق بها مجرد تخيلها مع شخص اخر لا يقدر على استيعابه هى حوريته فقط جنتها حكرا عليه 
نعيمها وحده من بشره القدر به 
وايه يبعتلى انسان يحبنى غيرك تقدر تقولها يا زين 
صوفيا 
اقتربت اكثر فكاد ان يتراجع خطوة للخلف فأمسكت بذراعه لتمنعه بينما تركت يدها الاخرى فى كفه وقالت وهى تتمعن فى ملامحه 
قولى انك مش كدة يا زين قولى ان احساسى صح قولى ان فيه ظروف اضطرتك وانا حتى مش هسألك ايه الظروف دى 
واغلقت عينيها للحظة فتحتهما بعدها لتنهمر دموعها قائلة 
بس متشوهش اجمل احساس حسيت بيه فى حياتى انا هسافر ومش هرجع تانى بس عاوزة اسمعها منك 
قال وهو يشيح بوجهه للاتجاه الاخر مبتعدا بعينيه عنها يحاول ان يبحث عن تماسكه عن قوته عن قسوته عن اى شىء لا يجعله يصرح بالحقيقة ولكنه عجز سوى عن قول 
صوفيا متصعيبهاش عليا ارجوكى 
ادرات وجهه اليها ودمعة غافلته لتسقط رغما عنه فقالت وهى تمسحها باصبعها وتحتضن وجهه بين كفيها 
قولها وميهمكش اى حاجة مش هطلب منك اى حاجة قصادها مش هطلب منك تشرح اى ظروف اضطرتك 
كان يراقب كل شىء فيها عينيها انفاسها شفتيها يديها التى تحيط وجهه يريد ان يطبع كل ملمح فيها فى عقله لا يصدق انها ستذهب بلاعودة وان قرار اعدامه قد جاء موعد تنفيذه لم يعد لعقله اى وجود وهى تواصل فى حړقة 
مش معقول كل اللى حسيت بيه معاك كان وهم كان خيال عايشة فيه لوحدى قول انك بتحبنى لسة يازين قول انك بت 
ولم يترك لها الفرصة لتكمل لم يسعفه عقله ابدا وقد استنفذت مشاعره 
انحنى فجأة ليقبلها دون ان يدرى كيف 
دون ان يفكر انه يخرج عن كل مبادئه واعرافه 
دون ان يشعر ولو للحظة انه يرتكب اى ذنب 
ان كان اعدامه قد حان فتلك هى الرغبة الاخيرة فى الحياة 
الحياة التى بدأت فقط بنظرة واحدة من عينيها وقلب لم ولن يدق لسواها 
قلبه الذى يخفق فى عڼف وهو لا يتخيل انه على بعد لحظات من حرمانه منها للابد 
كلما تخيل هذا الظن ضمھا اليه اكثر وبثها كل مخاوفه وعشقه واجابها بسهولة عن كل ما دار فى عقلها من شكوك 
تلاشى تماما فى لحظات كل ما علمها اياه وكل ما منع نفسه عن ارتكابه طيلة عمره وهو يمرر يده فى شعرها وينزع عنه حلية صغيرة وضعتها فيه 
قبلها فى قلة حيلة فى اختناق فى خوف فى حب جارف 
اما هى فحصلت على اجابتها وتيقنت من انها لم تخدع ولو للحظة فى مشاعره تجاهها 
شعرت بألمه ووجعه وضعفه 
فقالت بانفاس متقطعة 
انت لسة بتحبنى يا زين 
اجابها وهو يغمض عينيه فى الم 
وهيفيد بايه 
وضمھا اليه قائلا فى ضعف كم كره ان يظهر امامها 
هيفيد بايه ومفيش حاجة هتتغير بعد دقايق فرحى مبقاش ينفع يا صوفيا 
تشبثت به اكثر قائلة 
انت پتتعذب يازين انا حاسة انك پتتعذب وانا مش هسألك اكتر من كدة بس كفاية عليا انك انت بتحبنى وبس ولو حبنا ده سببلك اى ۏجع فانا هبعد من غير حتى ما اعرف ليه 
افلتها زين من بين ذراعيه قائلا 
صوفيا انت حبك اجمل حاجة حصلت فى حياتى بس كل حاجة اقوى منى سامحينى يا صوفيا انا 
وضعت اصبعها على شفتيه قائلة 
انا هبعد بس مش هحتاج منك اكتر من وعد اوعدنى زين انك هتحاول ترجعلى وتصلح كل حاجة 
ابعد اصبعها وهو ينظر الى عينيها فى الم كيف يعدها بما لا يمكنه ان يبر به 
صعب صعب يا صوفيا 
همست فى حب 
بس مش مستحيل انا هستناك حتى لو عدت قاطعها بسرعة 
يبقى بتظلمى نفسك وبتحكمى عليها ټندفن معايا 
اسندت رأسها على صدره قائلة 
وانا مش هسيبك ټموت لوحدك انا هفضل مستنياك وانت هتدور عليا وهتلاقينى مش هضغط عليك اكتر من كدة خلى حبك يقاوم كل حاجة وارجعلى مش عاوزة اكتر من وعدك ليا بده اوعدنى انك هتحاول 
كانت تشعر بصدره يعلو ويهبط فى جنون تشعر بعڈابه بالمه وتردده بصرخاته المكبوته التى يحبسها عن العالم وتسمعها هى بوضوح بحر مشاعره العميق تغوص هى فيه الان 
ابتعدت عنه فى هدوء ونظرت اليه نظرة وداع اخيرة وقبل ان تلتفت لتذهب تنهد وهو يغمض عينيه لثوانى ستذهب بلا عودة 
سترحل ولن تراها مجدد 
اعطها واعط لروحك بعضا من الامل 
اعطها ماتريد ربما كانت الايام اكثر رفقا بك وبها امسك بذراعها قبل ان تبتعد وضمھا اليه من جديد لم يترك حتى للهواء فرصة ان يتسلل بينهما ډفن رأسه بين خصيلات شعرها الاشقر وأخذ نفسا طويلا من رائحته وبلله بدموعه التى سالت رغما عنه وكلما تنفس كلما امتلأ صدره بعبقها اكثر غير مصدق انها لحظة الوداع مرر يده فى شعرها قائلا 
اوعدك انك هتفضلى جوايا لاخر لحظة فى عمرى اوعدك انى هفضل احبك لاخر نفس فيا 
قالت ويداها المرتعدتان تتركان ملابسه التى
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 71 صفحات