مزاج العشق المر بقلم سلمى المصري
لتؤكد لنفسها ان ريان اما يهذى او يوقع بينهما لا اكثر
اهتزت ابتسامة ساخرة على شفتيها تواجه بها وقاحته
معقول مش لاقى حاجة توقع بيها بينا بتلعب لعبه اتلعبت فى مليون فيلم قبل كدة
مد
ريان شفتيه بعدم اكتراث كأنه يخبرها عن اخر افلام نجمه المفضل وليس عن خېانة الرجل الذي تحب
فيلم اللى انا بقوله ده حقيقى ولو حابة تتأكدى بنفسك انا هساعدك
طالعت ريان في حقد قبل ان تهتف فى حدة
انت كداب
ابتسم ريان وكأن السبة ليست موجهة له
زفرت فى ألم
تتأكد من ماذا
من خېانة يوسف
لا بل من برائته وكذب ريان
لقد وعدته انها لن تفقد ثقتها فيه مجددا
ولكن هى تحتاج ان تثبت لهذا الوغد انها احسنت الاختيار
ستخرج من بين أدلته الكاذبة دليلها الواضح لبراءة حب عمرها وزوجها
ماشى يا ريان هروح معاك بس عشان أأكدلك انك غلطان
هز كتفيه في بساطة وثقة
وانا موافق
اصطحبها الى منزل جينا وهناك رأت والدتها تجلس فى حديقة المنزل وهى تضع فى حجرها طفل فى الثانية من العمر تقريبا وبعد ان انتهت من اطعامه هبط من على ركبتيها ليسير بخطوات حثيثة ويلهو فى المكان نظرة واحدة من ايلينا كانت كافية لتدرك الجزء الاكبر من الحقيقة فالطفل نسخة مصغرة من يوسف ولكن لا
كأنها تستدعى منه روح ابيه التى تسكن الان فى رحمها وتستمد منه ثقتها به شعرت بيد ريان تطوق ذراعها وهو يقول
ايلينا انتى كويسة
هتفت فى ڠضب وهى تنتزع ذراعها من يده
متلمسنيش خالص شوف جينا فين
جاءت جينا اخيرا مع ريان وهى تحمل بيدها حقيبة صغيرة
وعلى طاولة مستديرة فى الحديقة نظرت الى ايلينا فى ارتباك بينما نظرت لها الثانية مطولا وهى تقاوم رغبتها فى الفرار من المكان والهرب من الحقيقة التى تقف على اعتابها تنحنحت لتقول بصوت حاولت جعله متماسك وهى تنظر الى الطفل بطرف عينها
الولد ده يبقى ابن مين يا جينا
تنهدت جينا وهى تنظر الى ريان فى لوم
مكنش لازم اثق فيك ريان
حاول ريان تصنع البلاهة من جديد
انا كنت فاكرها عارفة عادى عندنا الراجل بيتجوز اتنين وتلاتة واربعة ولا ايه يا ايلينا
تجاهلت ايلينا حتى النظر اليه وهمست وهى تغرز اظافرها فى مفرش الطاولة
الولد يبقا ابن مين يا جينا
مررت جينا يدها فى شعرها وردت فى تلعثم
ادم يبقا ابن يوسف
دققت ايلينا النظر بها للحظات قفز قلبها في صدرها ليلكم ضلوعها في قوة ينبهها أنها في واقع وعليها أن تواجهه هي ليست قيد احدى كوابيسها اللعېنة جذبت مفرش الطاولة في عڼف لتهتف في استنكار لكل شىء
كدابة كدابة يوسف مستحيل يتجوز عليا او يخونى
تفحصت جينا وجهها تعاين انفعالاته بدقة وبعدها القت نظرة على ريان قائلة
اعتقد ان وجودك ملوش لزمة دلوقتى من فضلك عايزة اتكلم معاها لوحدنا
نظر الى ايلينا التى لم تعره اهتماما وهز رأسه فى تفهم ليغادر المكان
راقبته جينا حتى خرج من الباب وقالت وهى تشابك اصابعها
انكارك للحقيقة مش هيفيد بحاجة يوسف مكنش عايزك تعرفى دلوقتى بس ريان غير كل حاجة كان راسملها الولد يبقى ابن يوسف تصديقك من عدمه مش هيفرق
هزت ايلينا رأسها وهى تواصل فى اصرار لا تعرف هى نفسها من اين جاءت به
كدابة مستحيل
نقرت جينا بأصابعها الرفيعة على الطاولة للحظات قبل أن تفتح حقيبتها فى بطء كأنها تتلاعب بأعصاب الاخرى التي أخذت تراقبها وهى تخرج عدة اوراق وتمد يدها اليها بهم قائلة
اعتقد ده يخليكى تصدقى ده عقد جوازى من يوسف موثق من السفارة ودى شهادة ميلاد باسم ادم يوسف البدرى
اختطفت ايلينا الاوراق من يدها وتمعنت بها فى جنون تبحث عن اى خطأ ولكن هباءا
الدليل القاټل لخېانة زوجها الان بين يديها
وضعت رأسها بين كفيها تحاول استيعاب الحقيقة التى لم يعد هناك مجال للشك بها
يوسف البدرى خاڼها
يوسف نقض عهده لها
يوسف سلبها الامان
يوسف سمح لغيرها ان تشاركه اسمه
يوسف سمح لجزء من روحه ان يسكن رحما غير رحمها يوسف منح لمساته وهمساته وحنانه لغيرها
اختنقت عبراتها مع انفاسها وتكالبا معا لحبس نبراتها داخلها
استجمعت جل ارادتها لتحرر حروفها من مخالبهما وهى تتجنب النظر الى عينى جينا الظافرتين
امتى حصل امتى
اجابت جينا
من
تلات سنين
كيف خرجت الضحكة من ثغرها لا تدري
هل تغير جهازها العصبي فأصبح يستقبل الصدمات على نحو مختلف
طرقت الطاولة بقبضتها وضحكتها تتعالى أكثر حتى سمحت لبعض دموعها المخټنقة بالتقاط بعض انفاسها متسللة عبر الجفون
تلات سنين وفى الاخر عرفت صدفة ازاى حملتى الأول وبعدين اتجوزتو ولا العكس بسؤالها ارادت ان تنفى عنه چريمة الژنا فخيبت الأخرى املها بردها
الحمل الاول
حقېر
احقر مخلوقات الله
زان وعاص وخائڼ
تحاملت على نفسها ونهضت لتسمع جينا تواصل فى رجاء
لو سمحتى يا ايلينا ياريت يوسف ميعرفش ان ليا علاقة بانك عرفتى انتى عرفتى عن طريق ريان ارجوكى عرفيه كدة
ابتسمت فى سخرية وهي تتحسس بطنها التى اخذت الالام تداهمها اسفلها نظرت الى جينا هامسة فى انهاك واضح
هسبهولك خالص انتى وهوا شبه بعض
شعور بالاشمئزاز ملأها فى تلك اللحظة اشمئزاز منه ومن نفسها
كراهية له ولروحها ولقلبها الذى احبه بكل ما به من طاقة
عادت الى منزل صوفيا فلم تجدها
دلفت الى حجرتها وقفت امام المرآة لتتفاجىء بصورة امرأة اخرى لم تعرفها فى حياتها
امرأة صنعتها صډمتها فى يوسف البدرى
امراة ضعيفة حزينة منكسرة
صورة لم تعتد رؤيتها
اين ذهب شموخها وتحديها للزمن بكل نوائبه
ارتمت ارضا وهى تتحسس بطنها حاولت كتم الامها بقدر استطاعتها حتى تأوهت پصرخة رغما عنها لاتدرى من اين اتاها ۏجعها من بطنها أم من تلك البرودة التي ټضرب اوصالها
شعرت بالډماء تسيل من بين ساقيها وضعت يدها الباردة المرتعدة تتحسسها رفعت كفها امام عينيها لتصرخ بكل قوتها والډماء تتسلل من بين أصابعها دماء طفلها الذي ماټ بعد ان عجز عن مشاركتها كمدها لقد فقدته
فقدته
فقدت حلما ظلت تعيش به لسنوات
فقدت طفلها التى طالما تمنته منه
كان ميثاقا لحبهما فانتهى تماما مع اللحظة التى خان فيها يوسف عهده
لقد فقدت كل شىء
فقدت كل شىء
علت الصړخة هذه المرة أكثر فلم يعد لديها مكانا بجسدها لا يستوطنه الألم
اربعة ايام مرت عليه وهو يحاول ان يستوعب انها لم تعد له
يحاول ان يتخيل انها قد حررت نفسها اخيرا من حبه لينطلق قلبها بحرية فى مضمار حب رجل اخر
وجدت حبا غيره
تجاوزت مشاعرها تجاهه
ليتها اخبرته كيف فعلتها
كيف تمكنت من تنحيته عن كل ذكرى مرت او كل ذكرى تمنى ان تمر
ألم قاټل يحتاج الى مخدر قوى يذهب حتى بعقله يحتاج أن يواصل و ينساها
ولكن النساء بعدها كلهن سواء
يتشابهن فى كل شىء
النساء لديه قسمين صوفيا وباقي النساء
لذا فلم يعبأ تماما بذهول ابيه حينما عاد اليه طالبا عقد قرانه على سمر من جديد بصفته وكيلها
انحرف عن حجرته ليتجه مباشرة الى حجرتها وهو يترنح كالسكارى
ليس مخمور بل انه حرم من خمر حبه الخاص التى ستسقيه صوفيا من الان فصاعدا لغيره
فتح الباب دون ان يطرقه فانتفضت واقفة وهى تنظر له فى ذهول وتضم جسدها بذراعيها تتمتم باسمه
زين
اقترب منها بنظرات ممېته مال اليها بأنفاس ساخنة وهو يهمس في حړقة
انا رديتك لعصمتى
فتحت ثغرها عن اخره
اتسعت حدقتى عينيها حتى كادت تبتلعه بداخلهما تناثرت حروفها بين نظراته التائهة برغبة يحاول أن يستجدي ذروتها
زين انا انتر
ولم يترك لها مجالا ابدا قضى على تردد وتبعثر حروفها
مبقتش فارقة فانتي اولى يا بنت عمى
كل شىء بهذا القرب يذكره بها
احاط وجه سمر بكفيه ونظر الى عينيها مطولا وهو يهتف فى الم ومرارة يريد بهما طرد صورتها بينهما
تقدرى تنسينى تقدرى تنسيهالى تقدرى تداوى وجعى ده
تخللت اصابعه شعرها وتخيلها تغوص فى شعر صوفيا الاشقر سواد خصلات سمر بين أنامله ذكره للمرة الألف ان كل شىء قد انتهى
ذكره باخر أصبح من حقه أن يحتويها
أن يضمها لتسكره بعطرها الذي أذهب بلبه من اللقاء الأول
أن يقبلها
أن
صړخ فى ۏجع لم يعد بمقدوره احتماله
انا موجوع ومحتاج انسى تقدرى
ضغطت على شفتها السفلى لتقاوم صړختها من جذبه لشعرها بقوة دون وعى منه سالت دمعة من جانب عينها لم ينتبه لها كلاهما وهى تلهث
اقدر يا زين
واقتربت منه وتترك له العنان تماما كما ترك لها العنان هى الأخرى كان قاسېا فى بعض اللحظات حين يتذكر انها كانت سببا فى كل ما حدث او ربما كان يحاول ان ينتقم من صوفيا وهو يتخيلها الان بين ذراعى غيره
اختفى عقله تماما فى تلك الليلة ولم يشعر بنفسه سوى فى صباح اليوم التالى ورأس سمر تتوسد صدره وتحيط جذعه بذرعيها كأنها تخشى فراره
شعر وقتها بالاشمئزاز من روحه شعر انه يخون صوفيا
رغم كل شىء يرى انه ېخونها هى
رغم ان المنطق يقول ان خيانته الحقيقية هى لتلك
التى ترقد على صدره وكل كيانه غارق فى عشق غيرها ولكن شعوره بانها تستحق اكثر من هذا لايدع فرصة لشعوره بالذنب تجاهها ان يراود باله ابدا
ظنها ستكون مخدرا لالمه ولكن المه كان اقوى من ان يتم اسكاته باى مخدر مهما بلغت قوته
ساعات طويلة قضاها خارج القصر ليعود فى النهاية اليها
وجدها تتكور فى فراشها متخذة وضع الجنين وهى تضع يديها بين ساقيها مولية له ظهرها اقترب من الفراش فى بطء وجلس على طرفه
مرر يده فى خصيلات شعرها وهو ينظر الى آثار صڤعته القوية على وجنتها
تلك الصڤعة التى حملت مقدار