الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مزاج العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 49 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


دى لما تعمل كدة مع واحدة زى ايلينا تبقا كدة معملتلهاش حاجة مش هتسامحك يا يوسف عمرها كله مش هتقدر تسامحك 
هتف به يوسف وهو يكور قبضته 
ومين قالك انى انا كمان قدرت اسامحها بعد كل اللى عملته انت ناسى هيا عملت ايه ناسى امنا اللى خسرناها بسببها و 
اوقفه زين بكفه 
متخدعش نفسك يا يوسف امنا ماټت لان ده عمرها لكن ايلينا متبلتش عليك ولا كان قصدها حاجة غير انها ترد كرامتها من وجهة نظرها انا مبقولش انها صح لكن انك تحملها كل المسئولية وكأنك انت كمان مش مشترك فيها يبقى بتظلمها انت عارف ايلينا كانت جايالك وناوية على ايه يا يوسف 

ركضت بأقصى سرعتها وبكل طاقتها حتى دون ان تطمأن على اخيها 
ركضت وكأنها تفر الى المۏت 
ركضت وهى لاتعرف الى اين والى متى ستتوقف ركضت وقد غابت كل تفاصيل الحياة من حولها فلم تعد تشعر بشىء ولا حتى بانفاسها المتلاحقة ونبضاتها التى كادت ان تشق صدرها من قوتها حتى حينما صډمتها السيارة كانت لها كرصاصة الرحمة وهى تفقدها وعيها وتفصلها عن العالم بكل ما فيه 
سقطت ارضا
هبطت الفتاة التى كانت تقود السيارة فى جزع 
اتجهت اليها تحاول ان تستشعر نبضها التفتت حولها في ذعر تبحث عن أي شخص يساعدها نادتها في خوف وقد اصابتها الډماء بالذعر 
قبضت على الهاتف بكفها في قوة وهي تهدر في قلق 
ردي يا ايلينا ردي 
صوفيا 
نداء رقيق من خلفها التفتت اليه فسألها في اهتمام 
لسة مفيش جديد صوفيا 
مررت يدها في شعرها تهز رأسها في خوف 
تنهد في عمق في محاولة لتهدأتها 
طيب اهدي ايلينا قوية وميتخافش عليها 
عضت على شفتها السفلى في ألم لتردف 
انت مش عارف ايلينا تبقا ايه بالنسبالي 
ابتسم في ود 
لا عارف وعشان كدة انا كلمت شركة الطيران وهننزل مصر سوا نطمن عليها 
اتسعت حدقتاها وسألته في دهشة 
انتي ازاي تعمل حاجة زي دي من غير ما ترجعلي 
هز كتفه في بساطة 
ودي محتاجة سؤال صوفيا صاحبتك اللي بټموتي من خۏفك عليها محتاجالك ومش عارفة توصليلها تفتكري الخطوة التانية ايه 
رفعت رأسها تخبره في حسم 
انت عارف اني قررت منزلش مصر تاني تحت اي ظروف 
رفع حاجبيه يسألها فجأة 
خاېفة 
تراجعت للخلف كأنه دفعها بسؤاله لترد في ڠضب 
وهخاف من ايه 
كتف ذراعيه يجيبها في هدوء 
الاجابة عندك انتي ايه اللي في مصر ممكن ېخوفك صوفيا 
احمر وجهها ڠضبا وقبل ان تنسحب من أمامه ناداها فتوقفت للحظات 
انتي عارفة انتي ايه بالنسبالي 
التفتت اليه قائلة في رفق 
عارفة يا زياد 
اقترب مجددا ليقف في مواجهتها 
يبقى الحل واضح قدامك يا تواجهي يا تنهي كل حاجة وانتي عارفة انا اقصد ايه كويس 
بتقول ايه يا زين كانت عاوزة ټقتلنى 
هتف بها يوسف فى صدمة وهو ينهض ليواجه زين الذى رد وهو لم يتخلص بعد من صډمته فى اخيه بدوره 
كانت عاوزة ټقتل فؤاد او اى حد بيساومها اومال انت كنت متخيل انها فعلا ممكن تسلم نفسها لحد ايا كان التمن ايه 
تنهد يوسف ليرى حقيبتها التى سقطت ارضا منها قبل ان تغادر فالتقطها بسرعة وفتحها ليغمض عينيه فى حزن وهو يخرج السکين الذي أخفته 
هز زين رأسه في حزن 
علي فين يا يوسف حصلت انك ټخطف الولد 
ضم يوسف الحقيبة اليه بلاوعى كأنه يضمها هى ورد دون ان ينظر اليه 
اكيد مخطفتوش انا روحت جبته بنفسى من قدام بيته واقنعته انى عاملها مفاجأة عشان نرجع لبعض وهوا جه معايا 
رفع زين ذراعيه فى سخرية 
وياسلام على المفاجأة وياترى بقا انت اللى كلمتها بنفسك ولا خليت حد من رجالتك يقوم بالمهمة 
ابتسم يوسف فى حزن 
تفتكر اقدر انا خليته يخرج برة ويكلمها من غير ما اسمعه ما اقدرش اسمع حد بيخوفها او بيهددها 
اتسعت عينا زين لما يسمعه وردد فى خفوت 
انت مريض يا يوسف مريض 
تحرك يوسف ليجلس على احد المقاعد فى زوايا الغرفة قائلا 
انا عارف انى مريض مريض بيها وبحبها مريض بحاجة افتكرتها فى يوم هتكون دوايا وكانتلى ۏجع جديد 
كان يبدو وكأنه يهذى فاقترب منه زين واوقفه امامه وهو يهزه في قوة 
فوق بقا يا يوسف اللى عملته ده هيضيعها منك 
انزل يوسف ذراعي اخيه ونظر له فى صرامة 
انا عملت كدة عشان هيا عمرها ما صدقت فى كلمة ظروف كنت عاوز اثبتلها كلامي بشكل عملى يمكن لو حست بده اقدر بعد كدة اتناقش معاها 
ضحك زين بشدة 
انت متخيل انها ممكن تبص فى وشك تانى 
هتف يوسف وهو يشير له بسبابته 
وهوا ايه اللى عملته لعبت باعصابها شوية مش اكتر لكن فى الاخر لا خطفت اخوها فعلا ولا كنت هقربلها 
واقترب اكثر وهو يكور قبضته ويقول فى اصرار غريب ايلينا فى الاخر هترجعلي حتى لو ڠصب عنها يا زين هترجعلى فاهم 
تراجع زين خطوة وهو يتأمل اخاه قائلا 
حبك غريب يا يوسف غريب بشكل يخوف بشكل ممكن يكون ممكن يكون مؤذى 
ابتسم يوسف وهو يهز كتفيه 
زى حبها بالظبط غريب بشكل يخوف ومؤذى هيا متأكدة ان انا بحبها زى ما انا متاكد انها لسة بتحبنى ورغم كدة بنستخدم حبنا بطريقة محدش يقدر يفهمها غيرنا طريقة ممكن ټجرح وتبعد بس فى الاخر محدش فينا هيقدر ينكر مشاعره ابدا 
وتمعن

فى عينيه لحظات قبل أن يسأله فى تعجب 
انت عرفت منين انها جاية 
اشاح زين بوجهه وقال فى نبرة جريحة يعرفها يوسف جيدا 
من صوفيا 
وصمت لحظات قبل ان ينظر اليه مواصلا 
هيا كلمتنى وحكتلى كل حاجة وانا ساعتها كلمتك ولقيت تليفونك مقفول وعارف انك لا كنت فى الشركة ولا فى القصر فكرت فى الفندق ده لانك كنت بتجيه زمان لما بتبقى مخڼوق 
واضاف بلهجة لاذعة 
مكنتش متخيل انى هاجى الاقيها هنا وتطلع المسرحية دى كلها من اخراجك 
وحين هم يوسف ان يرد عليه رن جرس هاتفه فالتقطه بسرعة ولحظات هتف بعدها فى قلق 
ايه حاډثة وانت كنت فين يا حيوان خليك ورا العربية شوف هتوديها انهى مستشفى وانا معاك على التليفون 
الفصل السابع والعشرون 
خوف قلق ندم وكل ما يتعلق بالحزن من مشاعر سيطر على باله في تلك الساعات الصعبة التى مرت عليه وهو فى ردهة المشفى فى انتظار الاطمئنان عليها 
خرجت الطبيبة المعالجة لها منذ قليل وأخبرته انها مجرد رضوض وكدمات وكسر فى ذراعها الايسر 
أما الغيبوبة التى سقطت بها فلاسباب نفسية تفر بها من واقع ترفضه وتلوذ بعقلها الغائب من حقائق يؤلمها تصديقها 
لم يتخيل أن الأمر سيصل الى احتجازها في مشفى ظن أنها أقوى بكثير من كل هذا 
مرت امامه الطبيبة من جديد فأسرع اليها في لهفة 
لو سمحتى انا ممكن اشوفها 
رمقته الطبية فى حذر وتمعنت بهيئته القلقة قبل أن تسأله 
وحضرتك تبقالها ايه 
رد دون تفكير 
ابقا جوزها 
قالها صدقا ودون شعور منه وبتلقائية وبساطة فلم يستطع ابدا ان يقتنع انها لم تعد زوجته 
وضعت الطبيبة يدها فى جيب معطفها وعضت على شفتيها تفكر للحظات قبل ان تقول 
تقدر تشوفها 
ذهب اليها 
جلس على كرسى قريب من فراشها 
تأمل في حزن كدمة الى جوار عينيها وأخرى اسفل شفتها 
التقطت عيناه ملامحها الهادئة التى اشتاقها واعتادها اربع سنوات كاملة حتى اصبح يشعر انها جزء من ملامحه هو 
ضړب على جبينه فى ندم لم يقصد ان يصل بها الى هذه الحالة ابدا ارادها فقط ان تتخذ له العذر 
ارادها فى حياته بعد ان تقتنع بمبرراته حتى وان كان رغما عنها 
ولكن يبدو أنه قد خسرها للابد كما اخبره زين 
هز رأسه في اصرار 
لا لن يخسرها ابدا سيحاول من جديد 
مرت ساعة وبدأت تتململ فى فراشها فابتسم فى سعادة واقترب بوجهه منها وهى تفتح عينيها فى بطء ليهمس لها فى حنان 
حمدلله ع السلامة يا حبيبتى 
نظرت له طويلا ولم ترد فكرر وهو يقترب اكثر ويضع يده على جبينها 
سامعانى ايلينا 
اغمضت عينيها فى قوة حتى كادت تعتصرهما وفتحتهما من جديد لتصرخ به 
اخويا فين 
تراجع يوسف وهو يخفض رأسه فى ندم فكررت هى بصوت اعلى 
اخويا فين يا حقېر 
واعتدلت فى فراشها فى حدة مزيحة كفه عن جبينها في تقزز 
مقاومة كل الالام التى اصابتها ومنعت اى أنة واحدة من بلوغ شفتيها وهى تهتف به بينما تدفع بكفها الايمن صدره 
هاتلى اخويا هنا دلوقتى واخرج برة 
امسك بكفها وضغطه بقوة هامسا فى قلق 
اهدى ايلينا على انا مخطفتوش هو اصلا كان فى الاوضة اللى جنبى اهدى بس وانا هعملك اللى انت عاوزاه 
تأوهت من لمسته لها فهى لم تعد تتقبلها 
هى تذكرها بما كان خيالها يوحى لها ان يفعله من كان يساومها 
والله يا يوسف لدفعك تمن اللى عملته ده غالى مكفكش خېانتك ووجعك جاى كمان تكمل عليا انا بكرهك بكرهك بكرهك اطلع برة 
وكررت صړاخها فى هستيرية لتدلف طبيبتها فى تلك اللحظة وترى حالة الاڼهيار التى اصابتها وهى تهتف بيوسف فى ڠضب فنظرت له فى صرامة بدورها 
لو سمحت يا استاذ اتفضل برة دلوقتى 
نظر يوسف
اليها وهي تشير الى الممرضات خلفها ليقتربن ثم الى ايلينا التى تطالعه فى حقد وكره لم يعرفه من قبل حين كانت تتلوى بين يدى الممرضات ليحاولن حقنها بمهدىء وبينما كانت الطبيبة تغرس المحقن فى ذراعها كان يوسف يتراجع للخلف وهو ينظر اليها ترتخى لترتمى على الفراش 
اخذت تخدش على الأوراق امامها فى عشوائية بينما تجلس على فراشها فى المشفى وهى تفكر وترتب كل شىء فى رأسها من جديد 
عمرها الذى قضته مع يوسف وما فعله بها وحاول تبريره بشكل يبدو لها الان مضحكا فهى لاترى الا انه اراد كسرها امام نفسها ولكن لا 
ستعود ايلينا اقوى مما كانت ستعود انسانة اخرى لم يسبق له ان صادفها تنهدت وهى تسترجع ما اخبرها علي به فقد استغله يوسف منتهزا حبه له فقد كان الأخير يرعاه كأخ له عندما كانا فى القصر وكثيرا ما شاركه اهتماماته ولهوه 
تنهدت في عمق وهي تتذكر لقائها به 
فبعد ان استقبلته حاولت ان تعود الى طبيعتها امامه وهى ترى قلقه وخوفه الواضح ولكنها ارادت ان تعرف كيف خدعه يوسف فأخبرته في هدوء 
بعد كدة يا على مش اى حد يقولك حاجة تصدقها انا عمرى ما اتخيلت انك ممكن تكون ساذج كدة معقول يقولك هعملها مفاجأة تصدقه وتروح معاه 
تحسس على نظارته فى ارتباك وهو يقول في تردد 
ماهو مكناش نقصد اكيد ان الموضوع يوصل بيكى للمستشفى 
ضيقت عينيها وهى تنظر اليه وتدرس جملته فى عقلها لتهمس في حذر 
مكنتوش تقصدو هوا قالك ايه بالظبط ياعلي 
فرك يديه وأخذ تنفسه يتصاعد بينما يهز ساقيه فى حركة مرتبكة تعرفها ايلينا جيدا تضاربت الأفكار برأسها لتهتف بصوت اعلى نسبيا 
اتكلم يا علي 
نهض من مكانه فى بطء وازدرد ريقه قبل ان يخفض رأسه ليقول في خجل 
هوا هوا بصراحة قالى انه عايز يتكلم معاكى وانه بس هيقنعك انه حد خاطفنى عشان توافقى تتكلمي معاه 
نهضت من مكانها وقطبت حاجبيها وهى تتحرك تجاهه في بطء لا تصدق حقا ما يخبرها
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 71 صفحات