الجمعة 22 نوفمبر 2024

براءه بين الاشواق بقلم ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 6 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


للأسف لما بنشوف بنت بالمواصفات اللى بتحكى عليها دى بنبقى مستغربين وكأن المفروض الصفه دى تكون انقرضت من زمان وماټت زى ما حاجات جميلة كتير ماټت مع العولمه اللى محوطانا وطمثت هوية كل شئ جميل كان بيميز البنات والستات.....
جادله ليث مردفا 
بس يابابا مش للدرجه دى.. مش فى وقتنا ده ينفع يحصل كده.. دى كانت بتترعش وټعيط بشكل هستيرى.. أنا كنت حاسس انها فاضل تكه و ممكن ټموت بسكته قلبيه من الكسوف والخجل.. أنت عارف كنت ممكن أوافقك الرأى لو زمان على ايامك أنت وماما.. لكن دالوقت فى ظل التطور والانفتاح ده صعب تلاقى بنت بالشكل ده......

بحكمه حاوره والده معقبا 
عارف يا ليث الفرق بين أيام أمك وأيامكم دلوقتي.. أن زمان كانت البنات حريصه كل الحرص على براءتها وخجلها عشان هما كانوا تاج عفتها اللى بتتزين بيه وأبوها بيرفع رأسه أنه ربى صح.. مش معنى كده أن هي كانت ضعيفه لا بالعكس كانوا ستات اقويه وعندهم حياء عالي بس زمان كانت الستات تربيتهم واحده.. البيوت كلها كانت على نظام عادات وتقاليد واحده.. تفكير وثقافه وتربيه واحده.. كانوا زمان بيربوهم على الغلط غلط والصح صح.. فعشان كده البنت زمان قليلة الحيا كانت بتبقى ظاهره شاذه الكل كان بېخاف من مصاحبتها عشان متشوهش سمعتها وشكلها لما تجاورها وتمشى معها..
زفر بحنق مما يحدث الان واستكمل بمراره 
للأسف الموضه اللي طالعه دلوقتي فى زمنكم أن يقولك دي مساحتها الشخصيه اسيب لها فرصه تجرب واسيب لها فرصه عشان تعرف تتعامل وتعيش وتكتسب خبرات وعادى ترتبط وتصاحب وعادى الاهالى سامحه بده من باب أنه يحصل تحت عينى خوفا من أنه يحصل من ورا ضهرى..
وافقه ليث الرأى ولكن لديه تحفظ أردف قائلا بحيره 
تمام ياولدي أنا بتفق معاك فى ده كله.. وأنا على مادر سنين دراستى وشغلى شفت نماذج لبنات كتير خجوله.. لكن مش بالشكل ده دى كانت على حافة الاڼهيار.. شكلها مكنش طبيعى..
أجابه والده بحنكه اكتسبها من سنوات عمره 
بصى يابنى من خبرتى فى الحياه وتعاملى مع الناس أقدر اقولك أن ده راجع من بيتها.. البنت دى ورا منها حكايه....
نظر له ليث نظره عميقه تحمل الفضول متشوقا معرفة ما ورائها بادله أبيه النظرات مبتسما يهز رأسه باستفهام وهو يغمز له قائلا
أنت مهتم ليه.. هى شكل الصنارة غمزت ولا أيه.. أتمنى يا ابني متكنش مرتبطة شكلنا هنفرح بيك قريب....
استقام ليث وهو يقف يتتأب بنعاس مردفا بتمنى 
ادعيلي يا والدي على قد ما تقدر إنها تبقى حياتي..
قالها وتركه ليصعد كى يرتاح من عناء ما حدث طيلة اليوم ليدعو له أبيه بصلاح الحال فى دينه ودنياه وعاقبة أمره......
فى نفس الأثناء بالخارج فى ردهة الفيلا تجلس كلا من ثريا والدة ليث وحنين أخته يتسامرون بعد ذهاب الأطفال للنوم انتهزتها حنين فرصه للدردشه مع والدتها فى أمور حياتيه على المستوى الشخصى والذى لا تريد الخوض فيها أمام أبيها وأخيها......
لاحظت ثريا شرود حنين وترددها فى الحديث هتفت بتساؤل 
مالك ياحبيبتى شارده وحساكى عايزة تتكلمى بس متردده..
زفرت حنين تنهيده عميقه نابعه من الحيره التى بداخلها وأجابتها 
والله ياماما نفس الحوار بتاع كل مره مع رشا أخت مراد لما مبقتشش عارفه أعمل إيه.. ديما مستكتره عليا أى حاجه مراد بيجيبهالى.. غير كلامها الچارح أنى مستهلش الخير ده كله اللى معيشنى فيه.. وقرها عينى
 

انت في الصفحة 6 من 36 صفحات