ارتواء الروح بقلم ساره فتحي
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
ولا فعلا مش عاجبك موضوع العقلتين
قاطعته والدموع تظفر من عيناها
لأ طبعا لأ .. انا بعدت عشان التعب اللى سببته ليك
اجابها انس بقلب مټألم قائلا
وانا متعبنيش غير بعدك عنى يا ونس
وانا مش عارف انتى فين ولا ايه اللى بيحصل معاكى
ثم اكمل ولم يقدر على مقاومة مشاعره المعاتبه متسائلا
طب قلبك طاوعك حتى متسأليش فيا !
اجابته مندفعه تنفى التهمة عنها
لا والله ده انا كنت بمۏت وكل شويه أسال امير عليك
كنت هتجنن عليك يا ريتنى كنت انا مكانك
ادركت ما تفوه به لسانها وعضت على شفتيها بندم
بينما هو اصبح فى حالة تيه امام اعترافها
دا انتي واقعه بقى اومال ايه جو مفيش جواز دا
الجواز اخر الشهر لعلمك عشان لو عملت اللى فى دماغى دلوقتى وانتى بشكلك كده تتاكلى
بصراحة امى هتفرج عليا الشارع
شارع ايه يا واد اللى هيتفرج عليك
ولااا انت هتعمل ايه !
تلك الجملة اردفتها نوال وهى تضع صينية الشاى على المائدة
حك مؤخرة رأسه وهو يجيبها
الفرح ... الفرح يااااما شارع هيتفرج على فرحنا
امممم يعنى عرفت واقنعتها خلاص انت متعرفيش حالته كانت عامله ازاى من غيرك كان ماشى فى دنيا زى اللى تقولى عقله طار قلبى وجعنى عليه
بأمانة لو ما كنتى رجعتى ما كنت هسامحك لأن انس حالته كانت تصعب على الكافر حتى الورشة اللى روحه فيها سابها ومرضيش ينزلها
كفاية بقى كفايه يا نبع الحنان انا هقوم انزل الورشة
واجهز للفرح قبل ما ترجع فى كلامها
وق ح .. وق ح اوى
ميين ده اللى وقح يا ونس
ضيقت نوال عيناها متسائلة بينما هى اجابتها بارتباك
الناموس وق ح اوى يا ماما عن اذنك رايحه الحمام
الايام مرت كالبرق وانقضى الشهر سريعا
يجلس انس فى مشيخة الأزهر يردد خلف
الشيخ والسعادة تعم الاجواء وهو ينظر لها فأقل ما يقال عنها انها فاتنه بفستانها السكرى وضع الدفتر امامها
بارك الله لكما وبارك عليكم وجمع بينكما في خير
اطلقت نوال الزغرودة من شفتيها اما انس اندفع مسرعا نحو ونس يحتضنها بقوة يود ان يدخلها بين ثنايا ضلوعه
قلبها يقرع پجنون تكاد تجن لا تصدق أن الحياة عقدت هدنه معها همس فى اذنيها
مبروك ... يا مراتى ... يا ام عيالى مستقبلا
وقف خلفه امير قائلا
مبروووووك يا زعامة الف مبروك
الټفت له انس بكل جمود
امييير هو انا قولتلك انك مرفود ..
زفر امير بحنق
ده بدل ما تشكرنى انا صاحب الفرحه ديه كلها
جز انس على اسنانه وهو يكمل مشاكسته
بينما هى فى عالم اخر تشعر انها فى حلم جميل يتسلل إلى نومها
ذلك الحلم ظنته اشبه بالمستحيلات
فى شقتهم وقفت فى منتصف البهو تقبض باناملها على فستانها تنظر إلى الارض بخجل
فاقترب منها ليطالع رماديتيها التى تتوهج بشغف
فابتسم ا قائلا
مش عايزه تقوليلى حاجه !
اجابته بارتباك وهى تحاول التم لص من بين يديه
اه اه احضرلك العشا
رفع احد حاجبيه بتهكم
عشا!!! ليه هى كانت نبع الحنان مقصره معايا فالأكل
ياست حاجه تانى فكرى كده
غمغت ونس وهى تحاول التهرب منه
طب انا هروح اغير
بحبك يا ونس
نزلت تلك الجملة عليها كصاعقة فتخشبت مكانها وهى
تطالع عيناه اللامعتين
لم تستطيع كبح جماح سعادتها وشوقها له تركت العنان لمشاعرها تهمس
انت كل حياتى يا أنس ماليش حد غيرك فى الدنيا بحبك بحبك يا انس
صائحا بحدة
فين السوسته ! السوسته فين يا هانم !
سوستة ايه يا أنس مالك !
تراجعت خطوات للخلف بريبه من عصبيته
مالك يا انس فى أيه !
سو.....ستة ايه !
تنهد بحرارة وهو يهز رأسه بيأس
الفستان من غير سو...سته ليه يا هانم !
اومال انا المفروض هساعد..ك فى ايه مفيش معلومات خالص فى التاريخ كده اكيييد ده اختيار امى صح
انسسسسس خضتنى انت وق..ح اوى اوى
اكمل انس بمشاكسه
هشششش كفايه ضيعتى التاريخ نركز بقى فى الا...حياء مش هنقضيها رغى
لا نصلى عشان ربنا يباركلنا صح .. واشكو إليه الله انى اټصدمت فى فرحى ان مفيش سو..سته
فى الصباح
تنظر إليه وهو نائم يبدو مسالما إلى ابعد الحدود عكس ما فعله امس انفلتت ضحكة منها فتح عيناه يطالعها
بشقاوة قائلا
ده ايه الصباح ده ! ايه الضحكه ديه !
طب ضحكينى معاكى
اجابته بتلعثم
ضحكه .. عادى هو مينفعش
قائلا
لا حيث كده نضحك مع بعض بقى
طرق على الباب عاليا بحدة اغمضت عيناها پألم
تشعر بړعب من ما هو أتى ها هو حظها يلحقها
ثانية فى نفس الموعد ازداد طرق الباب وازداد
انكماشها على نفسها
اشفق عليها قائلا
اهدى مفيش حاجه هروح افتح اشوف مين
ده تلاقيه الواد امير اكيد وبيهزر .. البسى اسدالك
توجه ليفتح الباب وهى خلفه فتح الباب فطالع
وجه والدته تبكى ودموعها تنهمر تلتقط
انفاسها بصعوبة ولجت من الداخل ووقفت فى الزواية تبكى بصمت وتحاول كبح شهقاتها تعلم انها ستسمع ما ينهى سعادتها فتحدث انس
خير يا أمى ! فى ايه مالك يا حبيبتى تعالى اقعدى مالك
اجابته بتقطع وصوتها مبحوح اثر البكاء
هروح .. انا .. مش مصدقه يابنى .. هروح اخيرا
تجاوزته تقف امام ونس قائلة
يا وش الخير .. الحج بقالى ٦ سنين بحاول فيه
النهارده ردوا عليه هروح ازور الحبيب عليه افضل الصلاة والسلام
بعد ان سمعت حديثها وقعت ارضا فاقدة الوعى
هرع إليها انس يحاول افاقتها
بعد مرور دقائق فتحت عيناها تهمس بخفوت
هى ماما قالت أيه !
بقولك هروح احج ان شاء الله يا وش الخير
التوي فم انس قائلا
لا وجت فى وقتها يا نبع الحنان عشان تدعى لينا بالذرية الصالحة اصلى بعد الخضه والډخله ديه هى قطعت الخلف ..
مبروووك يا ماما فرحتلك من قلبى
قالتها ونس وهى تعتدل فى جلستها
فدائما الخير الذى تفعله يرد لك حتى وأن اختلفت الطرق
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
انتى تستاهلى يا أمى قلبك ابيض مبروك عليكى
طريقة تعاملك مع الأخرين تعكس مدى انسانيتك
فأن اكثر العلاقات المجزيه أن تكون مفيدا للاخرين
فكل حرف تنطق به يجد صداه فى نفوس الاخرين
إما مساعدة او ايذاء ..
تم بحمدلله