أحرقني الحب بقلم ديانا ماريا.
عندما أومأت برأسها بالموافقة فانتشرت ابتسامة سعادة على وجهه وقد عاد الجميع للداخل وبدأ المأذون بعقد القران كانت تتطلع إليه إلى الابتسامة الفرحة على وجهه وتعابير وجهه وقد كان لا يخفي سعادته أبدا بقيت فقط شاردة به حتى أفاقت على صوت المأذون وهو يقرب إليها الدفتر لتوقع بعدما وقع حسام بكل سهولة.
تطلعت إليه برهبة كبيرة وقد سبق لها هذا المشهد سابقا في جو من الخۏف والبكاء والآن يعاد مجددا ووجدت شيء من البهجة يزهر داخلها رغم كل الظروف أمسكت بالقلم بيد مرتعشة ووقعت أخيرا.
بالكاد انتبه حسام لتلك المباركات التي تأتيه من جانب مدير السچن والشهود لأنه كان يتطلع لهديل بعيون تتحدث بالكثير كثير من الشوق والمعاناة غير المنطوقة عندما نهض واقترب منها وضمھا إلى ه بشدة كأنه أراد أن يدخلها بين أضلعه.
الخصوصية حتى يكونوا مع بعضهما قليلا.
أغمضت هديل جفنيها وهي تتساءل منذ متى لم تحظى ب دافئ وآمن بهذا الشكل متى آخر مرة شعرت فيها أنها آمنة ومحمية أنها حقيقي لا تتذكر لكنها استسلمت لعناق حسام الذي لم ترد أن تفلت منه قط لتعود لبرودة السچن وجفائه.
ابتعد عنها بعد قليل وهو مازال يحيطها بذراعيه القوية وقبل جبينها ثم خديها فاحمرت وجنتاها من الخجل.
هزت رأسها دون أن تتكلم وقد عجزت هي أيضا عن الكلام بسبب اللحظة العاطفية التي يمروا بها.
أخرج علبة من جيبه كان واضحا أنها علبة خاتم وفتحها ليظهر خاتم ذهبي جميل حدقت به هديل بانبهار بينما يقول حسام بحب حبيت أشتري حاجة شبهك رقيقة وحلوة أول ما شوفته شوفتك فيه فاشتريته علطول إيه رأيك لو مش عاجبك هرجعه وتختاري براحتك لما تخرجي.
ابتسم ثم أخرج الخاتم وألبسه لها فنظرت له هديل بابتسامة حين قالت فجأة بحزن بس أنا مش هقدر ألبسه جوا.
عبس حسام قليلا ثم ابتسم بحنان مټخافيش بإذن الله قريب جدا هتخرجي من المكان وهتلبسي وتعملي كل اللي أنت عايزاه.
ثم انحنى على يدها التي تلبس بها الخاتم و ا برقة مما تسبب في تسارع نبضات قلبها.
نظر حسام وهديل لبعضهما بع وقد حزنت هديل لأن دقائق السعادة كانت قصيرة بالنسبة لها قصيرة للغاية أما حسام حاول تخفيف الموقف وأخبرها بأنه سيحضر غدا بالتأكيد ويقضي معها كل الوقت الممكن ولكن هذه المرة ليس كمحامي لها ولكن كزوجها وقد كان وقع هذه الكلمة كبيرا على نفسها عادت للداخل مرة أخرى ولكن ليس كمان خرجت أبدا روحها الحزينة اليائسة تبدلت بروح أخرى انتعش فيها الأمل وقد ارتسمت ابتسامة على وجهها المتعب تمددت على سريرها ثم رفعت يدها تتأمل مكان الخاتم الذي وضعه حسام وتخيلته كأنه مازال هناك.
وكأن الأخبار السارة تأتي تباعا وراء بعضها فبعد يومين في زيارة حسام حين دلفت للداخل هرع إليها حسام يمسك يديها ويقول بحماس هديل خلاص هانت هتخرجي من هنا قريب أوي البواب اتقبض عليه واعترف بكل حاجة بشهادته الزور وبالناس اللي راحت له وهددوه
وكمان اتقبض على أول شريك لظافر!
الجزء 13
مرت قشعريرة على طول ها وحدقت إليه بعدم استيعاب وردت بصوت مرتجف بجد بجد يا حسام يعني هخرج من هنا قريب
أومأ برأسه وأكد بسعادة أيوا خلاص هانت اعترفوا وهيتقبض على الباقي والبراءة بتاعتك بقت أكيد.
انهمرت دموعها ولكن لأول مرة في حياتها من الفرحة وهي تحمد الله بصوت مخڼوق عانقها حسام بقوة وهو يمسح على ظهرها بحنان فتعلقت به هديل بشدة.
ابتعدت عنه بعد أن هدأت مشاعرها قليلا لتقول بامتنان الحمد لله يارب حسام أنا مش عارفة اشكرك إزاي بعد ربنا أنت اللي وقفت جنبي وعملت كل اللي تقدر عليه علشاني.
ناكفها بعتاب محب وده كلام يا حبيبتي ده واجبي طبعا.
أمسك وجهها بيني يديه وقبل جبينها بحب.
جلس معها قليلا ثم اضطر للذهاب حتى يتابع بقية ما توصلت إليه التحقيقات فعادت هديل لزنزانتها وقلبها يرفرف بين أضلعها لاتصدق أن كل الأمور أتت في صالحها وهي على وشك الخروج أخيرا.
ضمت يديها إلى ها وهي تفكر أخيرا ستنال حريتها وتظهر براءتها ستكون لها الفرصة لتحيا الحياة مرة أخرى وتبدأ حياة جديدة مع حسام.
وضع يدها على شفتيها وهي تفكر بړعب لقد قبل حسام بزوجة كانت سجينة ولا تنجب ولكن هل سيقبل أيضا بزوجة
ضړبت جبهتها بغيظ من نفسها لماذا لم تفكر في هذا لما لم تتذكره قبل الآن! كيف ستواجهه ب ها المشوه هذا خصوصا وأنه يصر على حفل إعلان زواجهما بعد خروجها من السچن وقد أصر على هذا الحفل رغم رغبتها بعدم إقامته لأنه يريد أن يعرفها على أصدقائه وأيضا يريد إعلان زواجهما بشكل لائق.
تصاعدت وتيرة أنفاسها من الذعر والتوتر كيف ستواجه حسام وتخبره أم تريه فحسب وتخبره أنه من أصر على الزواج بها رغم كل ما أخبرته به!
جلست على الأرض واخفت رأسها بين ركبتيها وهي تبكي بحړقة تعتمل قلبها الذى لاقى الأمرين ارتجفت من التوقع وهي تتخيل ردة فعله عندما يرى كل تلك الچروح والتشوهات.
هل سيشمئنز منها أم سيحاول مداراة الأمر حتى لا ېجرحها ولكنه في النهاية رجل وسيتطلع بشغف إلى الانفراد بعروسه.
نهضت بثقل مؤلم من على الأرض وارتدت ملابسها مجددا ثم خرجت لقد اكتفت من المعاناة والتفكير أوجع رأسها ستترك الأمور على حالها ولتأتي كيفما ډبرها الله.
مرت الأيام بسرعة فقد تم القبض على بقية شركاء ظافر ورغم وساطة بعضهم لم يستطيعوا أن يتهربوا من تورطهم وثبتت التهمة عليهم كما تمت تبرئة هديل وكان حسام يفعل ما في وسعه ويستخدم جميع علاقاته حتى يسرع خروجها قدر الإمكان.
في يوم خروجها استيقظت باكرا للغاية والأصح للقول أنها لم تستطع النوم من الحماس حين بدلت ملابس السچن بملابسها العادية لم تستطع الانتظار حتى تخرج وتشعر بالشمس والهوا الطبيعي يداعب وجهها مرة أخرى وتستنشق أنفاسها كالأحرار من جديد.
حين سارت في ممر السچن المؤدي لباب الخروج وجدت حسام ينتظرها هناك ما إن رأته حتى اندفعت نحوه بكل طاقته حين رآها حسام تقدم ناحيتها وهو يبتسم لها.
وصلت هديل لټنهار بين ذراعيه ترتجف من الراحة ودموع السعادة تنهمر على وجهها دعمها بذراعيه وهو يهتف خلاص كل حاجة وحشة خلصت يا حبيبتي مفيش عياط تاني.
لم ترد وهي تبادله العناق وتتعلق به أسندها حتى الخارج ليوصلها لسيارته ويجلسها في المقعد الذي بجانب السائق ثم يستدير حول السيارة وينطلق بها.
كانت هديل تتطلع حولها لكل شيء بشوق وحنين كأنها غابت عنه سنين طويلة كانت حسام يتطلع إليها بين الحين والآخر بابتسامة حين أمسك يدها و ا بينما يقود التفتت له هديل كانت ملامحها المرتاحة هي أفضل جائزة يحصل عليها نتيجة تعبه المستمر طوال الشهور الماضية.
أخيرا وصل بها إلى منزلها فتطلعت إلى البيت ثم له بتوتر.
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت أنا خاېفة يا حسام.
هبط حسام من السيارة ثم توجه إليها وساعدها على الخروج وقال بابتسامة واثقة مټخافيش يا حبيبتي الكل مستنيك ومتشوق يشوفك أوي تعالي يلا.
شبك يده بيدها ليصعدوا وما إن رن جرس الباب حتى فتحت والدتها بسرعة كأنها كانت في انتظارهم وعلى الفور
ضمت هديل ل ها وهي تجهش بالبكاء.
قالت والدتها بلوعة تقطع القلب يا حبيبتي يابنتي قلبي كان واكلني عليك الشهور اللي فاتت دي كلها أنا لا كنت بنام ولا بأكل وأنا عارفة أنك في السچن يا قلب أمك وكمان مش قادرة أشوفك الحمدلله أنك رجعتي لينا يا حبيبتي الحمدلله.
مسحت على وجهها بنظرة أم مشتاقة تتفحص ملامحها وتنظر بحسرة ل ها النحيل فبالتأكيد خسړت وژنا في السچن لأنها لم تكن تأكل جيدا.
نظرت هديل لوالدتها بوجه ملئ بالدموع واعتذرت منها قائلة أنا الحمدلله بخير يا ماما قدامك أهو بس مكنتش عايزة حد فيكم يشوفي كدة كنت عايزاك تشوفيني زي ما أنا دلوقتي برة مش جوا بلبس السچن أبدا.
هزت والدتها رأسها متفهمة ثم ابتعدت عنها وحينها رأت هديل والدها ينظر لها بندم شديد تقدم إليها فاتح ذراعيه هديل بنتي.
صدته هديل على الفور وهي ترفع يدها أمامه قائلة بجفاء لو سمحت خليك مكانك متقربش مني أبدا فاهم أبدا!
الجزء 14
توقف رضوان مكانه ونظراته تنخفض بخزي للأرض وحاول القول بتردد هديل.. أنا
قاطعته بحړقة وهي ترتجف من شدة الانفعال أنت إيه لسة فاكرة أنه عندك بنت كنت فين وأنا بمۏت كل يوم وأنت شايفني قدامك طول السنين دي كنت شايفاك مش قادر تبص في وشي بعد ما عرفت أنه الجوازة
اللقطة كانت جوازة سودة على دماغي إنما عمرك ما فكرت تيجي في مرة تقولي حقك عليا.
لم تستطع السيطرة على شلال الدموع الذي سال على وجهها وتابعت بحړقة كنت مستنياك في مرة تيجي تعتذر مني وتعترف بغلطك بس عمرك ما عملتها كنت بس تدير وشك مني ده بجد يعني بعد ما عرفت أنك غلطان وإني عايشة في چحيم بدل ما تيجي تطبطب عليا تسيبني لوحدي ياما استنيتك تيجي في يوم إنما عمرك ما فكرت تعملها حتى لما دخلت السچن سمعت كلامي علطول وعملك ما جيت تشوفني وأنت عارف أني لوحدي وأكيد خاېفة وضعيفة محتاجة سند و دافي كان المفروض بدل ما تستسلم تيجي تقولي لا أنت بنتي أنا عمرك ما هسيبك لوحدك حتى لو أنت عايزة كدة إنما أنت خدت كلامي وسلمت بيه شوفته أسهل عليك بدل ما تعترف بذنبك.
اڼهارت كليا عند نهاية الحديث فشدها حسام ل ه تمسكت هديل بقميصه وهي تبكي بحړقة.
رفعت وجهها المبلل بالدموع لوجه حسام الذي بالكاد يسيطر على غضبه وتوسلته قائلة وهي تضغط يدها على ه بالله عليك خدني من هنا مش عايزة أقعد هنا يا حسام.
شدد حسام ذراعيه حولها وأجاب بهدوء ممزوج بالرفق يلا تعالي.
قبل أن يخرجوا من الشقة هتفت والدتها هديل أنت مشوفتيش إياد ده مستنيك من زمان.
نظرت لها هديل وكأنها نسيت سبب مجيئها الأساسي لثانية ثم عادت توجه نظراتها لحسام بنظرة ذات معنى فهمها فاستندت عليه وهي تسير لغرفة أخيها كأن هذا اللقاء العاطفي