الجمعة 22 نوفمبر 2024

عاصفه الحب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 1 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
رواية عاصفة الحب 
بقلم سهام صادق
جلست تتنقل بعينيها بين رواد المطعم تزفر أنفاسها من حينا لآخر 
تنتظر قدومه بعد أن رتبت الكلمات لأكثر من مره اليوم جاءت لتخبره ان يتعجل بأمر زواجهم فلم يعد لديها مأوي غيره 
وشردت بالماضي يوم أن ټوفي والدها
فبعد اشهر من حداد والدتها علي والدها عرض عليها الزواج
السيد هشام صاحب المصنع الذي كان يعمل به ابيها وقد أعجبته عندما كانت تذهب لأخذ مستحقات زوجها لتقبل والدتها بالعرض لأجلها متطلعه لها بمستقبل وحياه أفضل 
لا تنكر انها عاشت تتفاخر بزوج والدتها بين رفيقاتها 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كان رجلا حنونا طيب القلب عكس والدها الذي لا تتذكر سوا صفعاته لوالدتها وبكائها ونظرة الأزدراء التي كان يلقيها كلما وقعت عيناه عليهم ومع مرور السنوات توفت والدتها منذ ستة أشهر بعد وعكة صحيه شديده
لتعيش مع زوج والدتها ترعاه ولكن منذ شهرا ټوفي هو الأخر بحاډث سيارة لم يكن للسيد هشام الا أبنا يعمل طبيبا ولكن قضي سنوات عمره بأمريكا مع والدته الامريكيه 
يأتي كل عام اسبوعا ليس اكثر لرؤيه والده ثم يعود من حيث اتي 
systemcode ad autoadsحتي بعد الډفن والعزاء عاد لأمريكا ليهاتفها منذ يومين يخبرها أنه سيبيع المنزل والمصنع 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كل شئ له وماهي الا فتاه رعاها والده وحان وقت ان تعرف من هي 
فهي الفتاه التي انتقلت من عالم بسيط لعالم راقي ولامع
ومع حزنها أبتسمت بعدما وجدت من أغرقها بحبه يتقدم منها ببطئ 
رغم انها كانت خطبه عاديه لم تنشئ من قصة حب مبهره  
اعجبتها وسامته ورقيه ومستقبله حيث يعد شريك مع صديق له بشركه هندسيه مال ووسامه وعائله هذا ما تتمناه اي فتاه بعمرها في رجل احلامها 
فتعلقت عيناها بأمل ان يكون ما يريده نفس ما تريده ويزيل عنها الحرج فكيف ستطلب منه أن يسرع بأمر الزواج فقد تأجل زواجهم بسبب مرض والدتها ثم ۏفاتها 
ففركت يداها بتوتر ثم حدقت بعيناه 
لا أتكلم انت الاول يامازن شكل الموضوع اللي عايزني فيه اهم 
وانتظرت أن يبدء حديثه وداخلها امالا كثيره ولكن الامل تحول سريعا الي ألم وكسر
انا أسف يازينه بس انا وانتي مننفعش لبعض مش حابب أظلمك معايا 
كلماته ترددت بأذنيها وهي تسمعه كالبلهاء تخبر نفسها أنها بكابوس وستستيقظ منه 
systemcode ad autoadsمننفعش لبعض اظلمك معايا عبارات نطقها عقلها وقلبها معا
وتابع وهو ينظر اليها يكمل باقي حديثه الذي رتبه قبل ان يأتي 
انا عارف انه صعب عليكي بس طريقنا مع بعض مشواره انتهي
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وتنهد بعد ان زفر انفاسه ببطئ 
انتي تستاهلي حد افضل مني 
عيناها كانت محدقه به بجمود لتبتلع غصتها بصعوبه تتمني ان لا يكون كل ما سمعته صحيح
مازن انت بتهزر معايا صح عايز تختبر حبي ليك مازن متهزرش ارجوك
فطأطأ رأسه نحو دبلته ليسحبها من أصبعه متمتما
كل شئ قسمه ونصيب يازينه 
وقف بشموخ علي المنصه يلقي كلمته علي الطلاب في حفل التخرج السنوي في الجامعه الخاصه التي يعد فيها مالك لبعض الأسهم ولأنه رمز يفتخر به كان هو ضيف شرف الحفل 
فخرجين مقبلين علي حياة جديده لابد ان يروا مثال يحتذوا به ومن لا يكون غير فريد الصاوي الرجل ذو الخامسه والثلاثون الرجل الذي حصل علي الشهاده الجامعيه في الثامنه والعشرين من عمره 
كان مجرد شاب يعمل بناء يقف علي الخشب يدقه ويربط حديد الاعمده ببعضه 
والده داهمه المړض پقسوه وهو في عامه الثاني بالثانويه فلم يكملها كان حلمه أن يصبح ضابط شرطه ولكن الواجب قد أتي كونه الأبن الأكبر 
ليترك مدرسته وحلمه ويتحمل عبئ حياه أكبر من طاقته لم يكن يهوي يوما صنعة البناء حتي انه كان دوما يخبر والده حينما يكبر سيجعله يترك ذلك العمل الشاق وسيتكفل بكل شئ خاص بعائلته ولن يجعله يعمل وسيعيشه حياه كريمه  
ولكن كل شئ أتي كما لم يتمني يوما عمل بتلك الصنعه بعد مرض والده فهي مصدر رزقهم الوحيد ذلك العمل هو من أوصله ليصبح الأن رجلا يتصدر أسمه الصحف ويملك المال بكثره 
وبعد عامان من المړض ټوفي والده ليبدء صموده وكفاحه بعزم وهو يري نظرات والدته له بأنه قد أصبح رجل البيت لها ولأشقائه 
وانتهت كلمته كما انتهت الذكريات 
حملت حقيبتي ملابسها بصعوبه بعد أن جمعت جميع متعلقاتها لتهبط الدرج وهي تطالع جدران المنزل الذي قضت فيه سنون من عمرها فيه تشعر بالدفئ والحب 
لينظر لها المحامي الذي كان ينتظر بالأسفل 
انا أسف يابنتي بس ده مال يوسف بيه وهو مكلفني ان أبيع كل حاجه هنا واحوله

الفلوس للأسف هو الوريث الشرعي للسيد هشام 
كانت تعلم حقيقة ما تسمعه لتبتسم بشحوب 
عارفه ياأستاذ فهمي 
فطالعها الرجل بأشفاق منتظرا خروجها من المنزل 
وقفت لنصف ساعه امام باب الفيلا الصغيره التي كانت تقطنها مع والدتها والسيد هشام قبل ان يتحول كل شئ لماضي تنظر للطريق من حين لأخر تنتظر سيارة صديقتها فقد اخبرتها بحاجتها للأقامه معها حتي تتدبر أمرها بأستئجار شقه صغيره من المال الذي بحوزتها في المصرف لم يكن المبلغ كبير ولكن سيكفيها لما هي مقبله عليه 
ومع انتظارها سقطت دموعها فلم تعد تحتمل تلك الذكري الأليمه التي هدمت روحها منذ اسبوع وتخلي مازن عنها وكأن لم يكن بينهم حلم وحياه خططوا لها معا 
وأنتبهت لرنين هاتفها لتهتف بلهفه
انتي فين ياندي 
لتجيبها الاخري بهدوء وهي تنظر للجالس جانبها يداعب كفها الاخر
معلش يا زينه مش هقدر اجيلك أصل حصلتلي ظروف والدنيا عندي مش تمام 
وقبل أن تكمل حديثها قاطعتها زينة بفهم 
مافيش مشكله انا هعرف اتصرف ابقي طمنيني عليكي
systemcode ad autoadsلتغلق معها بدموع حبيسة مشيرة بيدها لسيارة أجرة مارة علي الطريق 
زفرت ندي أنفاسها براحه بعدما أنهت كذبتها علي رفيقتها فأبتسم مازن اليها وهو يحتوي كفيها بين كفيه
مالك ياحببتي 
فحدقت به ندي بتشويش وطأطأت رأسها أرضا
احنا اللي عملناه ده صح ولا غلط 
فأقترب منها مازن أكثر حتي تلاصقت اجسادهم 
احنا غلطنا في ايه ياحببتي انا بحبك وانتي بتحبيني ايه الغلط ف ده 
فتعلقت عيناها به وهي عابسة
انا كده سرقتك منها يامازن
فصدحت قهقهته عاليا وضمھا اليه
ندي انا بحبك انتي زينة كانت مرحلة وانتهت من حياتي انا من ساعه ما شوفتك وانا بلوم نفسي اني مقبلتكيش قبلها 
وبدء يبثها مشاعره يخبرها للمرة التي لا تحصي بأنه أحبها منذ اول لقاء جمعهم ولكنه كان 
نظرت الي المائدة المعده بأشهي الأطعمه والخادمه تضع طبق يلي الأخر لا تعلم لما اليوم الحنين أخذها الي حياة الفقر وقلة الحيله 
وفاقت من شرودها علي صوت الخادمه تسألها بأدب
كل حاجه كده تمام ياحجه
فألتفت اليها أمينه ببشاشة 
بتقولي حاجه ياروحيه
systemcode ad autoadsأبيه فريد وصل وفارس معاه ياماما
وحشتيني وحشتيني اوي ياست الكل
وحشتني ياحبيبي مش هسيبك تسافر تاني سامع
ووكظته علي ظهره بخفه ودموعها تتساقط فأولادها هم عالمها الصغير الذي لا تريد شيئا غيره
لتقف سلمي بينهم تفتح ذراعيها لشقيقها 
هو انا دوري في الاحضان مش هيجي خالص
فضمھا فارس اليه بدفئ 
تعالي يالمضه عمرك ماهتكبري 
عناق وحب وشوق ودعوات فمن يراهم لا يري الا عائله حقيقيه 
أثمرها الصبر والرضي 
فدلف فريد نحوهم بعد ان انهي مكالمته لتتجه اليه والدته بحب فأحتضنها علي الفور ومازحها بلطف لا يظهره الا معها 
حتي في الفرح بټعيطي ياست الكل 
فتقدم فارس منهم وهو مازال يعانق شقيقته الصغري 
علي فكره انا اللي كنت مسافر تعالي أحضنيني 
بعد قضائها لأيام في إحدي الفنادق تبكي علي حالها جاهدت حزنها وضمد چراحها وقررت ان تبحث عن شقه تستأجرها وبعدها تبحث عن وظيفه وفي طريقها حملتها أقدامها لأحد الأماكن التي كانت تلتقي فيها معه لتقف أمام المطعم تنظر للداخل ودموعها تتساقط وألتفت تكمل سيرها فوجدت مازن يهبط من سيارته هو وشريكه 
كان أنيق كعادته رائحة عطره تسبق خطواته ونظارته السوداء تعطيه هالة من الوقار 
لينتبه مازن اليها بعدما دفعه صديقه برفق منبها له بوجودها ثم سبقه لداخل المطعم فأقترب منها يرسم علي شفتيه أبتسامه مصطعنه
أزيك يازينه 
فهتفت علي الفور بنبرة منكسرة 
مش كويسه يامازن 
فتنهد وهو يطالعها 
سمعت ان ابن السيد هشام باع كل حاجه وبقي شريك في مستشفي لسا بتتبني
فأبتلعت لعابها ورفعت عيناها نحوه كالضائعه 
مازن انت سبتني ليه هو الحب ممكن يضيع بسهوله كده
فأشاح عيناه بعيدا عنها متمتما
انتي

مش مناسبه ليا يازينة حاولي تنسيني وابدأي حياتك 
وابتعد عنها ليدلف للمطعم وهو يمسح علي وجهه 
فألتفت تسلط عيناها نحوه 
ارتشف فريد من فنجان قهوته ببطئ وهو يستمع لحماس شقيقه
بعد أن رأي بعض صور المشفي التي أصبحت قيد الانشاء 
مش مصدق نفسي يافريد ان حلمي بدء يتحقق
فأبتسم فريد بعدما استرخي في جلسته علي مقعده 
كل حقيقه بدأت بحلم
فلمعت عين فارس من السعاده واقترب من شقيقه يجلس جانبه يربت علي فخذه بأمتنان
كل اللي انا فيه وهكون فيه بعد فضل ربنا هيكون بفضلك يافريد 
ودمعت عيناه ليشير اليه فريد بتحذير
ايه يادكتور انت هتعيط 
فتمالك فارس دموعه وابتسم اليه ليصدح رنين هاتف فارس فنظر الي المتصل متمتما لشقيقه 
ده يوسف 
وانصرف ليتنهد فريد براحه مغمضا عيناه بأسترخاء 
خرجت من سيارة الأجرة التي نقلتها لمنزل عمتها هاربة من آلامها ليترجل السائق مخرجا لها حقائبها ثم تناول أجرته لينصرف 
وسارت بخطوات شارده نحو المنزل الذي قدم بفعل الزمن وطالعت المكان حولها فهي لم تأتي لبلدة أهل والدها منذ ان ټوفي فأما والدتها هي من كانت تأتي لزيارة عمتها او عمتها من تأتي اليهم 
systemcode ad autoadsوشهقت بفزع عندما وجدت يد تربت علي كتفها وألتفت بجسدها فوجدت فتاه تحدق بها بتركيز 
انتي بتدوري علي حد 
ليقفوا لدقائق يطالعون بعضهم بصمت الي أن تمتمت زينه بأشتياق 
نجاة انتي مش فكراني 
فنظرت لها نجاة بتمعن وهي تتسأل هل حقا من تقف أمامها ابنه خالها التي انقطعت زيارتها منذ زمن
فالتواصل الوحيد الذي كان بينهم الهاتف والزيارات القليله التي كانت تفعلها والدتها من اجل رؤية ابنة شقيقها كانت تذهب مع والدتها حينما كانت صغيره وأنقطع كل شئ بعد ان توفت والدتها 
نجاة أنا زينة
فتركت نجاة اكياس الخضار التي بيدها أرضا لتضمها اليها بشوق 
ياا يازينه اخيرا شوفتك تاني 
فدمعت عين زينة بآلم وربتت علي ظهرها بحنو
القريه وحشتني اوي وانتي كمان يانجاة 
فأبتعدت عنها نجاة تنظر لأعين المارة حولهم هاتفه بأحدي السيدات
ديه زينه بنت خالي أحمد ياأم خالد 
وكل من يمر من أجل الذهاب لفلاحة أرضه تخبره عن هويتها بسعاده وجاء احد الصبيه 
نساعدك في حاجه ياأبلة نجاة 
فأشارت نجاة للصبي بأن يحمل حقائب زينه 
systemcode ad autoadsياريت يامحمود ومتخافش مش هقول لحد انك مجتش الدرس امبارح 
وتابعت وهي تخبره بتحذير
بس لو عملتها تاني 
فحرك الصبي رأسه سريعا نفيا عدم تكرار الامر
وحمل احد الحقائب وعاونه زميله في حمل الأخري 
لتجذبها نجاة نحو المنزل وهي الي الأن غير مصدقه وجودها هنا 
الفصل الثاني
رواية عاصفة الحب 
بقلم سهام صادق
رفع عيناه من فوق الأوراق التي يطالعها بتركيز ثم أبتسم علي رؤية ابن
 

انت في الصفحة 1 من 28 صفحات