وبها متيم
بنهم في الأطباق البلاستيكية الطعام الحارق واصوات الضحكات تصل إلى خارج الغرفة.
اممم الله ېخرب بيتك وبيت اللي يأمنك على اكله بوقي اتحرق يا زفته.
صړخت بها شهد بأعين تدمع وكفها ټضرب على جدار الحائط بجوارها والأخرى تقهقه بتسلية ولا تستطيع التوقف فصاحت بها متابعة
يا بت الشطة حړقت بقي اوقفها ازاي
اجابتها لينا من بين ضحكاتها
كمااان بجحة وليكي عين تطمعي في اللي في إيدي
دا انتي على كدة قاصدة بقى
أجابت بهز رأسها وضحكة منتشية ترتسم على ملامح وجهها وتقول
اه بصراحة يا صاحبتي اصل الكشري المرة دي يجنن بجد.
عقبت شهد ساخرة تردد
كشړي! ودا بقى فيه كشړي! دا بقى شطة بطعم الكشري ربنا يحميكي لشبابك انا معدتك اتحرقت.
انهت طبقها لينا لتضعه الفارغ في سلسة المهملات القريبة منها فقالت لشهد بامتنان على طريقتها
مرسي ازي يا شهد ع العزومة الجميلة دي الواحد كان محتاج جرعة الحرارة وانه يشعر بلذة الألم في......
قالتها شهد مقاطعة لها لتضحك الأخرى وهي تسقط بجس دها بجوارها وتقول بموافقة
هو فعلا كدة.... عرفتي تعبري ع اللي جوايا يا شهد .
سمعت لتقول بدهشة ترافق ابتسامتها
اقسم بالله انتي الناس مغشوشة فيكي اللي يشوفك من برا بشكلك ولا لبسك الخوجاتي ده ميفتكرش أبدا ان زوقك كدة على فكرة.
بكفيها الإثنان فركت لينا على شعر راسها الكستنائي لتسقطه أمامها ثم تعيده للخلف پجنون قائلة
ارتفع حاجبي شهد وانخفضا سريعا لتعقب ضاحكة
انتي مش مميزة يا قلبي انتي مخك ضارب
وضعت لينا قدما فوق الاخر لتقول بزهو
حتى مع دي برضوا مميزة.
همت شهد ان تستمر بمناكفتها ولكن صوت الهاتف منعها تناولته لتجيب بدون ان تركز في الرقم
سمعت
الأخيرة لتجيب بارتباك وقد علمت بهوية المتصل.
اهلا ست مجيدة عاملة ايه
جاءها الرد بصوت عاتب
كويسة يا ستي بس لازم يعني انا اتصل عشان تسأليني.
ردت شهد بحالة شديدة الحرج
انا آسفة والله يا ست مجيدة لو كنت مقصرة في السؤال بالتليفون بس ربنا العالم انا كل ما اشوف البشمهندس حسن بسأله عنك واسأليه بنفسك.
لينا ازازية المية والنبي .
إيه لينا !
غمغمت بها مجيدة ثم انتظرت قليلا حتى ارتشف شهد من الماء لتخاطبها
هنيا يا قمر.
الله يهينيكي يا حجة.
قالتها شهد لتجفلها مجيدة بقولها
هو انتي قاعدة فين دلوقتي يا شهد انتي وصاحبتك
تطلعت شهد بدهشة نحو صديقتها وهي تجيبها
انا قاعدة في مكتب الشغل وصاحبتي معايا بس انتي عرفتي منين ان لينا صاحبتي
تجاهلت مجيدة الرد ع السؤال وقالت تزيد من دهشتها
بقولك ايه انا ليا عندك حق عرب عشان قولتلك اعزميني عندك وانتي معبرتيش.
والله يا حجة انا.....
متكمليش يا شهد انا مش بضغط عليكي انا بس عايزاكي تصالحيني.
تعرقت شهد بشدة فكلمات مجيدة المفاجئة لها مع حرارة الكشري جعل الاضطرب يبدوا جليا على ملامح وجهها حتى انتبهت لها لينا لتناظرها باستفهام فهته لتلوح لها بكفها للإنتظار قبل ان تجيب
طب انتي عايزاني اصالحك ازاي يا ست مجيدة
ها إيه رأيك بقى
قالتها ميرنا وهي تدلف لداخل الملهى والذي كان فارغا من رواده سائلة الاخرة والتي كان تجول معها بعينيها بانبهار على شيء حولها لتردد ضاحكة بلهاء
رأيي في إيه بس دا عامل زي اللي بنشوفه في التلفزيون لأ دا مش زي دا احلى كمان....
ضحكت ميرنا لتجلس على أحد المقاعد واضعة قدم فوق الأخرى تزيد من انبهار مودة لتسألها بفضول
لكن انتي بتقدمي الخمرا وتقعدي مع الزباين تفتحي أزايز
افتح إيه
تفوهت بها الأخرى لتطلق ضحكة مجلجلة حتى لفتت انتباه رجل البار الأجنبي قبل ان يعود لمواصلة عمله في ترتيب طاولة البار امامه وتنظيفها ثم اردفت
يا بت افهمي انا شغالة نادلة يعني اقدم الطلبات وبس انتي في مكان محترم يا بنتي الحاجات اللي بتقولي عليها دي تحصل في الأماكن اللي برا مش هنا.
اومأت مودة بتحريك رأسها فقالت بأسف
طب معلش بقى سامحيني لو كنت غلطت انا مفهمش اوي في الكلام ده.
تبسمت ميرنا وهي تجذبها لتجلس على الكرسي المقابل لها فقالت
انتي طيبة اوي يا مودة وانا عمري ما ازعل منك عشان الصفة دي اللي عندك بالذات عكس صاحبتك دوكها يا ساتر.
قصدك مين صبا
اه هي صبا دي متقنعرة ورافعة مناخيرها كدة لفوق بتسلم عليا بطرف صوابعها بقرف ليه كدة يعني بصراحة انا زعلت منك يا مودة لما عرفتيني عليها.
قالتها بلهجة عاتبة اثرت في الأخرى لتقول
والله ما متنقعرة هي بس شايفة نفسها عشان ابوها مدلعها اكمنها اخر العنقود دا غير ان حالته كويسة مش مخليها محتاجة حاجة مشافتش الغلب زي حالتنا ولا اتمرمطت من شغلانة لتانية دي حتى الوظيفة اللي مسكتها دي جاتلها كدة بالواسطة من الاستاذ شادي اللي اخته تبقى جارتها
اردفت الأخيرة ببؤس فقالت الأخرى تدعي الأشفاق عليها
يا حبيبتي دا انتي باينك شقيتي وتعبتي اوي لهو انتي معندكيش اخوات ولا اب يصرف عليكي زي المحروسة دي.
مصمصت بشفتيها تصدر صوتا لتقول
يا حسرة انه خوات ولا أنه أب دا ابويا مشافش وشي من ساعة ما اتولدت طلق امي وهي حامل بيا المسكينة فضلت تعافر عليا وعلى تربيتي لحد اما ماټت وانا عمري تلتاشر سنة وسابتني مع ستي بقى نناقر في بعض انا قليلة الحظ في كله اساسا.
ابدت لها ميرنا ملامح متأثرة بشدة عكس ما كان يدور برأسها فهذه الفتاة نكاد ان تشببهها في الظروف لكن باختلاف الطباع والمظهر ف ميرنا رغم كل الظروف التي مرت بها كيتمية تربت في ملجأ وكان جمالها هو سبب شقائها في البداية نظرا لطمع الرجال بها لتكن عرضة للاستغلال منذ صغرها قبل ان تعي جيدا لتستغل هي هذه الصفة بحنكة تعلمتها مع قسۏة الزمن
لتستعمل ذكائها جيدا في جلب المال بعدم الاستهانة بإمكانياتها فلا تستسلم أو تكن متاحة للجميع لا بل كانت تترقي في هذا المجال رويدا رويدا حتى صارت كجارية الملوك ثمنها غالي وسعرها أغلى .
هو انا صعبت عليكي لدرجادي
قالتها مودة حينما طال الصمت وقد اقنعتها ملامح الأخرى بذلك.
اخفت ابتسامتها ميرنا لتقترب نفسها نحوها قائلة
بقولك ايه يا مودة انتي ډخلتي قلبي بجد وانا بقا عايزاكي تفتحي قلبك معايا وتقولي كل اللي في نفسك انا اكبر منك والدنيا علمتني بكتير اوي عنك يعني هفيدك بجد.
أومات مودة رأسها بلهفة فتابعت الأخرى
يالا بقى احكيلي عن نفسك اكتر وقوليلي ازاي اتعرفتي باللي اسمها صبا دي
خرجتا الاثنتان من خارج المصعد لتحط اقدامهن على الطابق المنشود فقالت لينا التي كانت تفور وتغلي بداخلها
انا مش فاهمة ايه اللي خلاني اوافقك واجي كمان على بيت معرفوش ولا اعرف حد فيه دا ايه العبط ده
تبسمت شهد تجيبها همسا
وانا كمان والله ما فاهمة ايه اللي خلاني اوفقها بس انتي شوفتي بنفسك زنها وازاي قدرت تلفني بزوقها
ضحكت لينا ساخرة تقول لها
قال وبيقولوا عليكي مقاول قال دا انتي طلعتي خيبة.
يمكن اكون خيبة صح بس بصراحة بقى هي صعبت عليا لما قالت انها وحيدة ونفسها نيجي ونونسها اهو نجبر بخاطرها وخلاص.
قالتها شهد وقد اقتربت من باب الشقة لتوقفها لينا تقول بحذر
هما دقيقتين وبس وهمشي واسيبك بعدها لو فضلتي تقعدي انا مش ناقصة كلمتين في جنابي من طارق ولا يسلط عليا والدتي.
اومأت لها شهد برأسها بموافقة قبل ام تضغط على الجرس في الخارج فلم تنتظر كثيرا حتى وجدت مجيدة تفتح لها بابتسامة من الأذن إلى الأذن مرحبة بلهفة
حمد الله ع السلامة يا قمر نورتونيني.
تبسمت لها شهد تتقبل عناقها والترحيب الحار قبل ام تتركها وتذهب الأخرى قائلة بأعين متوسعة
هي دي بقى لينا
قالت ولم تكد تكملها حتى اجفلت الأخرى ټخطفها بعناق اخر وتقبيل على الوجنتين مرددة
يا ختي عليكم وعلى حلاوتكم نورتوني يا بنات نورتوني
على مقعده بوسط البهو الضخم يباشر التحضيرات ويمارس عمله بالتحدث عبر الهاتف وبالحاسوب وعينبه تجول بلا هواده في انتظارها في انتظار رؤيتها وقد تيبست اقدمه منذ الصباح ليظل محله لا هو بقادر على الذهاب إلى عمله ولا هو بقادر على الذهاب نحو الغرفة القابعة بها رغم ان عملها يحتم عليها الآن عدم الجلوس في مكتبها الا للضرورة إذن ماذا يمنعها
ايوه يا كارم هاجي يا بني متقلقش........ يا سيدي عارف بميعادنا متقلقش....... يا عم نتابع الشغل من الفندق ما انت عارف ان احنا عندنا حفلة ضخمة....... لازم اباشر كل حاجة بنفسي طبعا........ يا سيدي انا مهتم المرة
دي وعايزها تبقي حدث عالمي اقفل بقى عشان جايلي عميل مهم.
انهى مكالمته سريعا فور ان انتبه عليها وأخيرا رأها.
كانت قد خرجت على ميعاد البريك الخاص بالموظفين في هذا الوقت بعد أن انهت جزءا كبيرا من العمل حتى اصاب الصداع رأسها تبحث عن مودة التي اختفت عنها ولم تتصل كعادتها بها منذ الصباح وصلت إلى بهو الفندق فتقابلت عينيها بهذا المتغطرس جالسا في الجهة القريبة منها يرتشف من فنجان قهوته وامامه الحاسوب على الطاولة الصغيرة ف الټفت رأسها بضيق وقد اصبحت تراه كثيرا وبشكل متكرر هذه الأيام في نفس المكان القريب من الجهة التي تذهب وتجيء بها نحو غرفة عملها تشعر بغربة في هذا الفندق الذي يبدوا كمدينة بسكانها وهي لا تجد راحتها سوى في هذه الغرفة التي تجمعها بجارها الغريب... شادي!
اشرق وجهها بمجرد رؤيتها له يتحدث مع أحد الأشخاص لم تدري بنفسها وهي تتقدم بخطواتها حتى هتف بأسمه منادية
مستر شادي .
قالتها ف الټفت الرؤس نحوها حتى اذا انتبه هو استأذن سريعا من الرجل ليقابلها في نصف المساء ثم اشار لها على احد الزويا حتى توقفا بها ليجيبها بغيظ
مالك يا صبا بتندهي ليه قدام الناس كدة
اسبلت أهدابها عنه وقالت بحرج
آسفة لو احرجتك.
تمتم بالاستغفار يهدأ من فوران صدره الذي يغلي مع انتباهه للنظرات المصوبة نحوها وتمالك ليرد بلهجة لينة بعض الشيء
لا مفيش احراج ولا حاجة انا بس استغربتك لما ندهتيني فجأة كدة هو انتي كنتي عايزاني في إيه
رفعت عينيها الجميلتين إليه لتأسره في النظر إليهم فلم ينتبه جيدا لما تقوله
مش عايزة حاجة شخصية بس اصل حضرتك مش باين من الصبح ودي مش عادتك.
لوح برأسه امامها باستفسار حتى تعيد ما