الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ارمله حسن شاهين

انت في الصفحة 32 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

يابني سيب وليد سيبه انا انا مش حلتي غيره 
أشارا سالم بيداه الى جابر بذهاب وكان جابر في هذا الوقت يحمل وليد وتمنع مروره خيرية الواقفة امام سالم تبكي وتترجى 
ابعد جابر عنها ليمر من جانبها بقوة حيث الخارج 
صاح صوتها بهلع 
بلاش تموته بلاش سيب وليد
سبوه 
رمقها سالم بسخرية وهو يرد بفظاظة معتاد اتقانها 
متقلقيش وليد هيرجعلك تاني عشان تدفنيه
جمب الحبايب اللي بتروحي تقري عليهم الفتحه كل
سنه 
مسكت كف يداه برجاء وهي ټنهار اڼهيار أم 
لا ياسالم ارحمه ده مهم كان ابن عمك ارحمه يابني ارحمه انا مليش غيره
نفض يداه
بعيدا عنها بقسۏة قائلا ببرود 
وهو رحم أخويه لم خطفه مننا وهو في عز شبابه
ويتم بنته ورمل مراته تلات سنين انت ببترجيني
اني اسيب ابنك يعني حتى مش قادره تقوليلي من
باب العقل ابني قتل ولازم يتعاقب وسلمه للبوليس
بس بلاش تاخد حقك بإيدك ابتسم بسخط 
بس انا هستغرب ليه مانت طول عمرك كده يامرات عمي حتى بعد ما عرفتي ان ابنك قتل اخويه كل اللي في دماغك إني اسيبه
ورجعه ليكي بدمعتين
من بتوعك لا وكمان
اسامحه ونرجع زي السمنه على العسل مش كده يامرات عمي صمت ببرود وهو يقول 
حضري تربة إبنك وقري عليه الفتحه من دلوقتي 
دا لو حفظاها رمقها بسخط هي وعمه بكر وريهام المتسعت الأعين بدهشة وزهول من هول خروج الماضي بكل هذا السواد الذي كأن بطله
الوحيد وليد شقيقها الذي افسد كل شيء كانت تنوي وتتمنى فعله 
خطى سالم عدة خطوات إتجاه باب الخروج اوقفته خيرية مرة أخرى محاولة استعطف قلبه نخو ابنها 
انت راجل عارف ربنا وعارف ان حسن عمره انتهى لحد كده يعني بوليد او من غير وليد كان ھيموت فى معاده 
لم ينظر لها توقف وهو يوليها ظهره التوت شفتيه
بسخط من وقاحة هذه المرأة ليرد عليها بحزم
انت صح حسن ماټ في معاده وكل واحد ليه
معاد هيروح بيه للخلقه 
ابتسمت خيرية بأمل 
تابع سالم حديثه قائلا بنزق 
وابنك جه معاده خلاص وكلنا لها 
حضري الكفن يامرات عمي 
خرج سالم واصدر صوت وقود السيارة صوت عال
يخبرهم بمغادرته للمكان 
لطمت خيرية على وجهه وهي تهتف بعويل وبكاء
حاد 
ابني هيضيع ابني هيضيع يابكر إبنك هيروح على ايد ابن اخوك لازم تصرف لازم تعمل حاجه اتصرف يابكر اتصرف 
كان بكر يقف مكانه بثبات وعيناه مثبتة عليها بجمود 
اقتربت منه وهي تسأله بعويل وبكاء حاد
انت ساكت ليه ابنك خلاص راح وليد خلاص هروح مننا 
هز راسه بقلة حيله وهو يهتف بصعوبة تلك
الحقيقة التي كان دوما يهرب منها 
ساعادي و محدش هيقدر يقف ادام سالم ياخيرية محدش هيقدر يمنع سالم من انه يأخد حق أخوه من إبنك 
كانت حياة تجلس في صالون وعينيها لا تتوقف
عن البكاء أحمرت عينياها بكثرة وشحب وجهها باصفرار من آثار ضغطها
على نفسها خوفا وتفكيرا 
جلست بجانبها ريم التي اتت لهم منذ نصف ساعة
حين علمت الخبر من حياة عبر الهاتف 
حياه ممكن تهدي عينك ورمت وحمرت من كتر العياط دا غير وشك اللي الډم انسحب
منه 
انحدرت دموعها بغزرة على وجنتيها وهي تهتف وسط اڼهيار روحها 
مش قادره ياريم انا خاېفه على سالم اوي ده ممكن ېقتله ويروح ف شهقت وهي تكتم حديث تخشى حدوثه 
فهي أخطأت حين اتت لهم في تلك اللحظة وهي على يقين ان وجودها غير مرحب به بسبب فعلت شقيقها الشنيعه
ولكنها اتت في هذا الوقت فقط من أجل حياة
خوفا عليها حياة بنسبة لريم الأخت الكبرى الصديقة الوحيدة وصادقة في حياتها فلم لا
تكن بجوارها في تلك الأوقات العصيبه وهي
تحتاج لمن يهون عليها خۏفها من القادم على
يد زوجها 
ان شاء الله خير ياحياة خير 
كانت راضية تمسك المصحف بين يداها وتقرأ به
بتركيز وتنحدر آلدموع من عينيها پخوف من ضياع الحفيد الوحيد لديها والعوض على الحفيد الثاني
الذي قتل وافسد في لأرض ذنوب بسبب حقده
وغيرته من اولاد عمه حسن وسالم الذي تخشى من فقدانه هو أيضا 
خرج رأفت من باب مكتبه قفزت حياة بسرعة من جلستها واقتربت منه وهي تقول بلهفة 
عملت إيه يابابا رافت وصلت لحاجه عرفت سالم
خد وليد على فين 
هز رافت راسه بنفي وهو يقول باحباط
كلمت كل ألناس اللي ممكن تعرف هو راح فين لكن مافيش فايده الواحيد اللي يعرف هو فين جابر دراعه اليمين هو اكيد معاه دلوقتي 
أغلقت راضية المصحف وهي تنهض وتقول بثبات
اطلعي على اوضتك ياحياة خديها ياريم 
رفعت حياة عينيها ناظرة الى راضية بعدم فهم
وهتفت بدهشة 
أنت بتقولي إيه ياماما راضيه انت ناسيه سالم فين دلوقت 
لا مش ناسيه بس كمان سالم راجل ومن ضهر راجل ولوو عمل اي حاجه في وليد يبقى حقه 
هتفت حياة بصياح واڼهيار 
بس ده ممكن ېقتله 
زفرت راضية بتعب وصعدت بدون ان تتحدث إليهم فهي لم تقف لتجادل حياة لأنها تعلم عنادها واصرارها على رؤية سالم الآن وهي متيقنه
ان مهم حدث من كلاهما لن يتنازل سالم عن اخذ ثأره من وليد وهذا مايجعلها لا تقوي على الصمود أمامهم لهذا فضلت راضية الجلوس في غرفتها بمفردها 
قال رافت وهو يهم بالخروج من المنزل 
انا هروح كده اسأل على جابر او اي حد يعرف هو فين
وان شاء الله اوصل لسالم اطمني ياحياة يابنتي 
خرج رافت تاركا حياة تنظر للغراغ بحزن 
تجلس بسنت تتابع كل مايحدث بصمت عقلها مشوش تخشى ان ېؤذيها سالم بعد ان ينتقم من
ابن عمه او يتهمها بي شيء وهمي مثلا هي لا تعلم نواي هذا السالم ولكن هي سلمت له المسجل فقط من اجل ان يضمن لها الأمان من ابن عمه ورجاله المجرمين 
تمتمت بسنت داخلها پخوف بعد تشتت
الأفكار بها 
يترا هيعملو فياا إيه 
بعد مرور ساعة ومزالت حياة على وضعها تبكي بدون توقف وعقلها لم ياخذ قسط وأحد من الراحة
من زوبعات الأفكار المتراكمة
داخلها 
كانت ريم تجلس بجانبها تهدأها تارة وتشرد
تارة آخره فالأيام القادمة على كلتاهما لا تبشر بالخير
وخصوصا بعد بئر الماضي الذي فتح سريعا
ېهدد باخذه ضحېة اخره قبل إغلاقه 
اما بسنت مزالت كما هي تجلس صامته ثابتة ناظرة
الى الفراغ أيضا بشرود والخۏف يشتبك معها بإصرار ملازم لتظل كما هي تفكر في أسوء الأشياء الذي ممكن ان تحدث لها في هذا النجع 
دلف جابر في هذا الوقت وهو يتنحنح بخشونة بعد ان فتحت له الباب الخادمة مريم 
رفعت حياة عينيها عليه كادت ان تفقد ماتبقى من عقلها وتركض عليه ولكن توقفت بثبات تنتظر القادم منه وماذا يريد وجدت انظاره مثبته على بسنت وهو يقول بإحترام 
لمؤاخذة ياست حياة اصلي جيت عشان اخد الانسه بسنت عشان اروحها بنفسي لبيتها في
قاهره 
نهضت بسنت تحت انظارهم وهي تتحدث بصوت
مرتبك خوف 
تروحني ازاي وراجل اللي ممكن يموتني ده و
قاطعها جابر قائلا بخشونه 
لا متقلقيش سالم بيه بعتني ليك عشان يوصلك
رساله ولأمانه ديه 
مد جابر يداه لها ببعض الأموال وهو يقول لها بتوضيح 
ده مية الف جنيه بعتهم ليك سالم بيه 
تعويضا عن اللي حصلك قبل ماتيجي ليه وهو كمان بيوصلك انك لو عايزه تفضلي في نجع العرب والامان اللي طلبتيه منه هيقدمه ليك ولو عايزه ترجعي من مكان ماجيتي اعرفي انك بقيتي في امان لان اللي كان مكلف رجالته پموتك هو دلوقتي تحت أيده 
صمتت بسنت وهي تفكر في حديثه وتختلس النظر
الى هذه الحقيبة الصغيرة الموضوع بها الأموال
الذي كانت ثمن حياة خوخة وعائلتها ولكن ماذا
تفعل الآن لم تتمكن من الجلوس في هذا النجع الذي لا يمس صلة لحياة الأحياء الشعبية التي كانت تقطن بها في القاهرة سترحل من هنا سالم شاهين ليس مضطرا للكذب عليها اكيد هذا الوليد تحت يداه الآن ومنذ الصباح وهي تسمع حديثهم ان وليد تحت يد سالم وسيقتله عاجلا ام آجلا 
اخذت حقيبة الأموال من جابر وهي تنظر له
قائلة بحرج 
خلاص انا جايه معاك 
استني يابسنت انا كمان جايه
معاك استنو ثوني
هلبس ونزله هتفت حياة بتلك الجملة بثبات
اتسعت عينا ريم وجابر أيضا ام بسنت فاومات لها بدون
أكتراث 
سألها جابر بإحترام 
لمؤاخذه ياست حياة لكن حضرتك راحه فين مع لانسه بسنت 
رفعت حياة عينيها إليه وهي تهتف بكذب 
قبل مانت تدخل كان سالم لسه قافل معايا وقال ان بيرن عليك تلفونك غير متاح كان عايز يقولك انك توصل بسنت لمحطة القطر وتوصلني انا مكان ماهو قعد عشان في اورق مهمه لازم اوصلها ليه 
رفع جابر هاتفه وهو ينظر إليه ليرد عليها بتوجس
ازاي بس التلفون في شبكه وكمان مافيش أتصال
من سالم بيه انا هتصل بيه وتاكد من آلكلام ده 
رفعت حياة عينيها الى ريم لتنقذها وتساعدتها في هذه الكذبة حتى تتمكن من الوصل لسالم 
خطت ريم إتجاه جابر لتاخذ منه الهاتف وقالت له
بضيق زائف 
تتاكد من إيه انت بتكذب مرات سالم شاهين
ياجابر هي هتكدب عليك ليه يعني نفذ الاوامر
واسمع كلام ستك ياحياة 
قال جابر بعتراض 
بس يست ريم لازم اتصل بالكبير اتاكد منه 
اخذت ريم الهاتف واخفته بين يداها وقالت بجدية
مش وقت الكلام ده لازم توصل بسنت لمحطة القطر قبل ما القطر يروح عليها وتوصل حياة
الواحد والعشرون
تجلس في سيارة وتكاد ټموت ړعبا عليه لم تفكر
في مدى تسرعها في الخروج من المنزل بدون آذن
منه لكنها لم تبالي بعواقب ما سيحدث خلف
ما تفعله ولم تبالي بقسوته وعصبيته القادمة عليها
تعلم ان الأمر لن يمر مرور الكرام لكن لا يهم يجب ان تحاول الان منع تلك الچريمة من ان تحدث فهي مستحيل ان تخسره اوتسمح له بهدم حياتهم بسبب إنتقام شيطانه 
هو أحنا لسه ادمنا كتير ياجابر هتفت بعبارتها وهي تطلع على ساعة يدها بتوتر 
نظر لها جابر عبر المرآة ورد عليها بتهذيب 
ربع ساعه ياست حياة ونوصل ان شاء ألله 
اتجهت بعينيها لنافذة السيارة بجوارها وهي تشرد بذهنها في مكان اخر 
سالم 
انت بتحبني قد إيه 
أبتسم بمكر وهو يقول بفظاظة 
يعني شويه صغيرين مش كتير 
كادت ان تتركه بحنق 
خلاص ياوحش متزعلش بس انت اللي سؤالك غريب اوي 
غريب ازاي يعني مش لازم اعرف انت بتحبني قد إيه 
تنهد وهو يقول بصدق حاني 
عايزه
الحقيقه انا مش بحب جملة بتحبني قد ايه دي 
طب ليه 
انتي عارفه اني مش بعرف اوصف اللي جوايا من ناحيتك بظبط بس انا بحبك لدرجه متتوصفش 
ابتسمت قائلة بحب
فهمت وانا كمان بحبك لدرجة اني مش بحس بطعم
أليوم الا لمآ بشوفك جمبي ومعايا بحبك اوي ياسالم 
كم ان شخصيته هادئه ثابته في بعد الأوقات وفي بعد الأوقات مشاكس ممازح ووقح هو متقلب المزاج دوما وهي تعشق تقلب شخصيته سوى سلبية او إجابية فهو استحوذ على قلبها وامتلكها واهلكها بعذاب حبه وڼار شخصيته الفريدة من نوعها عليها 
وصلنا ياست حياة فاقت على صوت جابر وهو يقف السيارة في مكانا شبه مقطوع رمل الصحراء مزال متعلق في الأرض
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 39 صفحات