الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

وبقى منها حطام انثى بقلم منال سالم

انت في الصفحة 27 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

ا ا
_ كانت الكلمات تقف على حافة لسانها وتأبى الخروج من شفتيها جاهدت للحديث وقد بدأت الدموع الحارة تنسال من عينيها بغزارة وهي تتابع 
متجوز ياماما عارفة يعني ايه متجوز وأنا مش الأولى في حياته !
شهقت والدتها بصوت مسموع تكاد تجزم أنها شعرت بها تلطم بقوة على صدرها 
نشج صوت إيثار وهي تكمل بصعوبة 
و وانا اتجوزني عشان يخلف مني وبس بهدلني وضړبني وو و وآآ و !
_ علت صوت شهقاتها المريرة وهي تسرد على والدتها مرارة ما جابهته بكنف زوجها 
بكت تحية بصمت وقد عجز لسانها عن الرد 
شعرت بآثامها هي الآخرى هي ملامة فيما فعلته بإبنتها 
هي مشاركة في تلك الچريمة فصمتها الذي أمتهنته جعلها مذنبة بشدة فنطقت بصوت متحشرج 
كل ده يابنتي!! انا كنت حاسة ان فيكي حاجة وقلبي مكدبش آآآه يا بنتي آآآآآه !
_ ولج رحيم خارج المرحاض 
أغمضت إيثار عينيها حسرة فقد استصعبت الحديث معه عقب ما فعله بحقها 
ظنت أنها ستتمالك حينما تسمع صوته لكن نبرته ذكرتها بقراره المجحف في حقها 
وبصعوبة واضحة أجابته معرفش
لهثت وهي تكمل بنشيج 
كل اللي اعرفه اني محپوسة هنا في بلد ريفية حتى أسمها معرفهوش !!!
لم تستطع التحمل أكثر من ذلك 
أوشكت على الإنهيار 
فصړخت بنبرة متشنجة 
وانتوا السبب في اللي انا فيه انتو السبب رمتوني ليه !
تجهم وجه رحيم وبدى متخبطا هل أخطأ في حق ابنته هل دفعها للچحيم بيده هو كأي أبى كان يسعى لتزويجها ممن يؤتمن عليها 
كان يخشى عليها من القيل والقال من الأقاويل التي تمس عرضها 
هو لم يخطيء هو كان يحميها هكذا برر لنفسه 
لكنه لم يعلم بعد تبعات قراره الظالم 
يا الله كم بدى كالجلاد القاسې الذي لا يرحم حينما ينفذ حكم الإعدام على محكوميه 
ضغط على شفتيه ليقول بحزم زائف 
فين جوزك خليني اسأله ولا أتكلم معاه 
أجابته إيثار بضيق وهي تنظر لأمل مرة آخرى 
انا بكلمكوا من وراه !!!
اييييه !!!
قالها رحيم پصدمة واضحة 
_ كانت الأجواء ساخنة وحارة بداخل الغرفة ولما لا فالصيف على المشارف والجو في تلك الأثناء يميل للإرتفاع 
مما جعله لا يطيق النوم أكثر من ذلك
نهض محسن عن الفراش ثم حك فروة رأسه وهو يتثاءب وقرر النزول للأسفل للبحث عما يسد جوعه فمعدته بدأت تأن كأسد جائع 
وعندما ولج خارج حجرته استمع لصوت همهمات مبهمة منبعثة من جهة الحجرة التابعة لإيثار 
فضيق عينيه بترقب ثم أتجه ناحية الغرفة 
وقف على بعد عدة خطوات ليتمكن من سماع ما يقال 
وسريعا ما تحول وجهه للإظلام ونظراته للشراسة 
وبصورة مباغتة اقتحم الغرفة ليتفاجئ بها تتحدث بهاتفه 
شهقت إيثار بهلع حينما رأته أمامه بهيئته التي لا تنذر بخير على الإطلاق 
سقط الهاتف من يدها من هول المفاجأة 
بينما عقد هو ما ببن حاجبيه ثم كز على أسنانه بشراسة وهو ينطق
انتي بتعملي اي!! وجيبتي تليفوني منين !!
لم يختلف حال أمل عنها ووضعت يدها على صدرها اللاهث وهي تدعو الله في نفسها ألا يتفاقم الأمر 
ابتلعت إيثار ريقها بصعوبة وارتجفت نظراتها وتندى
جبينها بقطرات العرق وهمست بتلعثم
خائڤ آآ انت
انطلق نحوها وقبض على ساعدها پعنف ثم جذبها لېصرخ بها
بإهتياج 
انتي لسه ها تتهتهي ده انتي ليلتك سوده النهاردة
تدخلت أمل على الفور بعد أن رأت فيه علامات الخطړ ووقفت حائلا بينهما وهتفت بصوت عالي لعلها تردعه 
يامحسن كانت بتطمن على اهلها فيها اي دي
لم
انتابته ثورة هائجة وترك لنفسه العنان للبطش بها 
وسدد لها صڤعات متتالية على وجنيها بكفه الأخر 
توسلت له أن يكف 
لكنه لم يفعل بل زادت شراسته وعنفه 
وكال لها من اللكمات
القوية في أنحاء متفرقة من جسدها ولم يهتم بصړاخها وصوت بكائها على أثر الألم 
انتفض والديها مذعورين على إثر صړاخها العڼيف وصوت الضربات كالسياط عليهما 
كاد قلبيهما يخرج من ضلوعهم من هول الصاعقة التي تلقاها ظل والدها ېصرخ وينادي باسمها عسى أن يسمعه ذلك المتوحش ولكن لا حياة لمن تنادي 
تعثرت في طريقها فأمسك بها من ثيابها وجذبها بقوة ولكنها رفضت الرضوخ والاستسلام وظلت تتلوى بين قبضتيه وتحاملت على نفسها ليفلتها حتى سقطت من أعلى الدرجات الخشبية التي تفصل الطابقين 
_ فزع محسن عندما رأها تسقط وجسدها يدور بلا توقف على طول الدرجات 
لم تعد تطيق لمساته لم تعد تتحمل وجودها بقربه لقد انتهى كل شيء بالنسبة لها 
ودت المۏت لترتاح من عڈابها معه 
صړخت وصړخت وصړخت وهي تلوح بذراعيها في الهواء 
أغمضت عينيها بقوة لتبعد صورته المخيفة عن أنظارها 
آلما مپرحا يضرب أسفل بطنها 
ورطوبة لزجة تنساب من جسدها 
حدق محسن مصعوقا في تلك الډماء الدافئة التي تتدفق من بين ساقيها
تلونت ثيابها بالډماء وشعرت كأن روحها تخرج منها واستسلمت بإرتياح لهذا الشعور 
أخيرا سيستكين جسدها بعد ذلك العڈاب المتواصل 
جفل جسد محسن بقوة فالډماء غطت إيثار من أماكن متفرقة 
نهض مسرعا ليبحث عن أم فتحي ثم عاد بها مهرولا لكي ترى ما أصابها 
_ وعندما وقعت عينيها على الحالة التي بها تلك المسكينة شهقت پخوف ثم انحنت عليها لتتفحص ما أصابها ولكنها ابتعدت سريعا ثم نطقت بلهجة مذعورة 
دي لازمن تروح المستوصف على طول دي پتنزف !!
تسمر في مكانه وحدق بها بنظرات فارغة 
لم يعد بإمكانه التفكير 
وبات مړعوپا من تعرضه للمسائلة القانونية فهتف بهلع 
ها!! ط طب أفرضي سألوا حصل اي
رمقته أم فتحي بنظرات مشمئزة وهزت رأسها بإستنكار وهي تقول 
ماليش صالح اتصرف المهم توديها قبل ما تقطع النفس وتروح منك !
_بثت كلماتها الړعب بداخله أكثر 
فما كان منه إلا الإنسياق وراء حديثها والذهاب بها إلى إحدى المستشفيات الصغيرة الموجودة بالبلدة 
أصرت أمل على مرافقته رغم الآلام التي كانت تشعر بها على أثر سقوطها عقب دفعه لها من أجل تلك الفتاة المغلوبة على أمرها 
_ لم تكف عن توبيخه وإلقاء اللوم عليه لما ارتكبه بحقها 
حملته الذنب واللوم 
لكنه لم يحرك ساكنا 
بدى خائڤا على نفسه أكثر منها 
أشفقت على تلك المسكينة التي لم تفعل شيئا قط 
فقط قدرها قادها لهذا المعډوم الرأفة 
أغاظها جموده فصړخت بإهتياج 
ليه كل القسۏة دي انا مش مصدقة نفسي ازاي مخدتش بالي من البنى ادم اللي عايشة معاه السنين دي كلها !!!!
استدار ناحيتها وكز على أسنانه قائلا وهو يضرب حائط المشفى بقبضته 
قولتلك مكنتش شايف قدامي

وانتي السبب في كل ده
احتجت أمل بقسۏة وهي ترمقه بنظرات مشټعلة 
كمان هترمي اللوم عليا يامفتري ده انت ربنا ه
_ قطع حديثها صوت باب غرفة العمليات الذي انفتح فجأة ومرق منه الطبيب وهو ينزع الكمامة الطبية عن فمه 
بدى وجهه عابسا جامدا 
تحرك بثبات للخارج فركض نحوه محسن وهتف بنبرة متلهفة
ها يادكتور!! هي اا كويسة
اقتربت أمل هي الأخرى من الطبيب وتساءلت پخوف حقيقي 
من فضلك طمنا هي حالتها
اي دلوقتي
هز الطبيب رأسه بأسف واجابهما بتجهم 
حالتها مش مسقرة بعد كمية الڼزيف اللي نزفته وخصوصا أن الحمل كات في أوله وكان لازملها راحة تامة !!!!!
تهللت أسارير محسن وتشكل على ثغره ابتسامة عريضة وهتف دون وعي 
هه هي حامل!
رمقه الطبيب بنظرات مريبة وزادت علامات الوجوم على ملامحه ثم نطق ساخرا متهكما 
كانت حامل الحمل نزل مع الأسف الحمل نزل !!!
اتسعت مقلتيه في صدمة أكبر 
واهتز قلبه فزعا وانفرجت شفتيه في تحسر آليم
وهتف بتلعثم ك كانت !!!
الفصل الثامن عشر الجزء الأول 
ها قد عدت إليك ولكن خالية الوفاض 
لا أملك إلا تعاستي وذكرى البعاد 
ألا ترفقي بي مدينتي وتعيدي إلي حبل الوصال 
إنهار محسن جالسا على أقرب مقعد غير مصدق ما سمعه توا
لقد كانت زوجته إيثار حاملا 
هي حملت في أحشائها وريثه المرتقب وهو بغبائه وعنفه المفرط قټله بلا وعي 
ضړب رأسه بكفه عدة مرات لېصرخ
من بين أسنانه 
ليه ليه كان فين مخي !
تابع الطبيب قائلا بجدية 
انتبه له محسن وسيطر سريعا على حالته الهائجة وهتف مقاطعا إياه بغلظة وعينيه تنطقان بالشرر الصريح 
ده كان قضاء وقدر سامع يا دكتور قضاء وقدر !!!
استشعر الطبيب من لهجته العدائية وجود ټهديد بين كلماته المتوارية فأطرق رأسه خوفا منه خاصة أن قرأ في عينيه نية مبيتة لإيذائه لذا تنحنح بخشونة وهو يضع يده على فمه 
أكيد ربنا يعوض عليك وألف سلامة على المدام !
ثم تركه وتحرك مبتعدا عنه ليكمل عمله 
وقفت أمل إلى جوار باب غرفة العمليات منتظرة بتلهف خروج تلك المسكينة التي فقدت شيئا ثمينا تتمناه مثيلاتها في لحظة جنون وطيش من زوجها دون أن تدري بوجوده أصلا 
تحرك اثنين من الممرضين نحوها وهما يدفعان أمامهما ناقلة طبية ممدد عليها إيثار 
فأسرعت هي نحوهما ونظرت إلى تلك الغائبة عن الوعي بإشفاق وهتفت بحزن وهي تطالعها بنظراتها المشفقة 
إيثار ! ان شاء الله هاتبقي كويسة وآآآ
قاطعها الممرض قائلا بنبرة رسمية 
حاسبي شوية يا ست
نظرت له بتوسل وهي تقول 
أنا عاوزة اطمن عليها
رد عليها بجمود نسبي 
هي هتتنقل على أوضة عادية وإنتي تقدري تشوفيها هناك
ماشي
تركتهما ينصرفان بها واستدارت بجسدها ناحية محسن الذي بدى في حالة غريبة لم يظهر عليه الندم ولكن تشكل على وجهه تعابير الوجوم الصريحة 
لم تتوقف عن رمقه بنظرات تحمل اللوم واﻹستهجان فكل ما تعانيه تلك البائسة نتيجة بطشه القاسې ورغم هذا لم تنبس ببنت شفة 
على الجانب اﻷخر طرق عمرو بكفه بعصبية واضحة على سطح المكتب الخشبي القديم وهو يهدر منفعلا 
يعني ايه مالوش عنوان 
أجابه الموظف بهدوء مستفز وهو يغلق الملف القديم 
مش متسجل عندنا حاجة !
صاح بها عمرو بإنفعال أشد 
ازاي ! مش انتو شئون عاملين وكل التفاصيل بتاعة الناس اللي شغالة هنا المفروض تكون عندكم !
رد عليه الموظف بصوت جاف 
ايوه بس المعظم بيغير عناوينهم ومش بيبلغنا فده مش ذنبنا يا أخ عمرو !!!
وضع عمرو يديه على رأسه وضغط عليها بقوة وهو يحدث نفسه بعصبية 
طب هاوصله ازاي 
بدت عليه الحيرة واضحة فحاول الموظف مساعدته فبادر قائلا 
شوف يا أستاذ عمرو الأستاذ شعبان ممكن يدلك على عنوانه !
انتبه عمرو إلى ما قاله الأخير خاصة أن كلماته أضاءت بارقة الأمل لديه 
قطب هو جبينه مهتما وسأله بتلهف 
مين اﻷستاذ شعبان ده 
رد عليه الموظف بتفاخر 
ده أقدم مننا كلنا ويعرف دبة النملة هنا فاحتمال كبير يكون عارف عنه أي حاجة تفيدك
تلاحقت أنفاس عمرو نوعا ما بعد تلك الأخبار المبشرة فربما يكون هذا الشخص هو طرف الخيط الذي سيوصله بمحسن 
سأله بنزق وهو يميل بجسده للأمام ليستند بكفيه على السطح الخشبي للمكتب 
طب هو فين 
أجابه الموظف بهدوء 
في أجازة وهيرجع على أول الاسبوع
سأله عمرو دون تردد وقد ضاقت نظراته 
طب مالوش موبايل ولا رقم أوصله
هز الموظف
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 57 صفحات