وبقى منها حطام انثى بقلم منال سالم
انت في الصفحة 57 من 57 صفحات
عاوز كلام في أي حاجة
ردت عليه إيمان على مضض
طيب
توالت فقرات الحفل تباعا حتى انتهى العروسين من تقطيع
قالب الحلوى ذي الأدوار المتعددة فهتف منسق الحفل قائلا في الميكروفون
ودلوقتي نطلب من أصحاب العروسة يتجمعوا عشان البوكيه
وبالفعل تسابقت صديقات ورفيقات روان في الوقوف خلفها استعدادا لتلقي باقة الورد المميزة التي تعلن ضمنيا عمن سيأتي عليها الدور في الإرتباط
نظرت لها بتعجب وإرتفع حاجبها للأعلى في ريبة وتساءلت مع نفسها بفضول
هي ناوية على ايه المچنونة دي
أمسكت روان بالميكروفون والتفتت برأسها ناحية رفيقتها الوحيدة وصاحت بنبرة جادة
حدقت الفتيات لبعضهن البعض بنظرات غريبة ومتعجبة بينما تابعت روان بنبرة ممتنة
البوكيه ده هايروح لأختي وصاحبتي وحبيبتي إيثار
شهقت إيثار مصډومة حينما سمعت اسمها يتردد في المكان
ووضعت يدها على فمها في ذهول عجيب
قام منسق القاعة بتسليط الأضواء عليها فقط بعد أن أخفض الإضاءات الأخرى لتصبح هي وحدها محور الإهتمام
حقيقي أنا مكونتش أتخيل إن ربنا هيكرمني بواحدة زيك ونفسي أوي نكون مش بس أصحاب !
هنا تدخل مالك في الحوار وطلب من شقيقته بهدوء
ممكن أكمل أنا !
ناولته روان الميكروفون ليلتفت هو بجسده ناحية حبيبته وتأملها بنظرات عاشقة وأردف قائلا بنبرة آسرة
ارتعش جسدها على إثر صوته وضمت كفيها معا لتفركهما بتوتر وتعلقت أنظارها بعينيه العاشقتين
أكمل مالك قائلا بنبرة متيمة
وقف هو على بعد خطوات معدودة منها وحدق فيها بثبات ثم همس لها بتنهيدة حارة
إيثار أنا محبتش حد إلا انتي !
وضع يده على قلبه ليشير إليه وأسبل عيناه وهو يتابع بصدق
قلبي ده عمره ما دق إلا ليكي وبس !
جثى مالك على ركبته أمامها فخفق قلبها أكثر واستطاع أن يرى توترها الرهيب فابتسم لها
لم تصدق تحية ما حدث وانطلقت منها دفعة لا متناهية من الزغاريد السعيدة لفرحة ابنتها التي ستكتمل اليوم مع حبيبها الوحيد
أمطرتها روان بقطع الزهور الصغيرة فوق رأسها وهي تقفز بفرح في مكانها
مال عليها عمرو قائلا بعبوس
اهدي شوية مش كده يا روني
ردت
عليه بمرح وهي ترمش بعينيها
فرحانة أوي يا عمرو مش مصدقة أخيرا ربنا جمعهم مع بعض
قال عمرو مبتسما وهو يغمز لها
الحمدلله عقبالنا احنا كمان !
ردت عليه محتجة وهي تشير بيدها
لسه بدري أما أخلص دراسة وآآآ
قاطعها قائلا بجدية
وأنا مش هاصبر كل ده أخلص بس اللي ناقص في الشقة وبعد كده هاعجل بجوازنا يا حبيبتي !
ابتسمت روان له بخجل ولم تقل المزيد فقد كانت هي الأخرى تحترق شوقا لتكون إلى جواره تحت سقف منزلهما
نظرت له إيثار بإندهاش واعترضت على ما يفعله
استنى يا مالك احنا رايحين فين بس وسايبين الفرح
رد عليها بعدم اهتمام بما يظنه المتواجدين من حولهما
هاتعرفي الوقتي
سحبها ورائه بعيدا عن الحاضرين فضحكوا على ما يفعله مالك بعروسة وصفقوا لهما فخجلت هي من تصرفه الطائش وهتفت بحرج
يا مالك مش ينفع اللي بتعمله ده
رد عليها بعدم إكتراث
محدش ليه حاجة عندي إنتي مراتي وأنا حر
استقل السيارة وقادها إلى بقعته المميزة على كورنيش البحر
تلك البقعة التي شهدت مولد حبهما وفراقهما ولحظات تعاستهما ومعاناتهما وانتهت الآن بزواجهما وفرحتهما الأبدية
اتسعت حدقتيها في إعجاب كبير حينما رأت كيف زين ذلك المكان وجمله ليليق بها
افترشت الرمال بالزهور الوردية والحمراء على الجانبين
ووضع في المنتصف بساط ابيض لتسير هي عليه كالأميرات
إنها تعيش حلما رائعا لا تود الإستيقاظ منه أبدا
صف السيارة على الجانب وترجل منها ثم دار حولها ليفتح الباب لملكة قلبه
مد ذراعه ليمسك بكفها ليعاونها على الترجل منها فابتسمت له بنعومة وتحركت معه أجمل ما رأيت بحبنا
هذا الجنون وكثرة الأخطار
حينا يغرد في وداعة طفلة
حينا نراه كمارد جبار
لا يستريح ولا يريح فدائما
شمس تلوح وخلفها أمطار
أحبك وسأحبك دوما
حبيبتي و معذبتي إيثار