وبقى منها حطام انثى بقلم منال سالم
فهم
لوكامية !!
بالبوكس يعني !
ابتسمت له إيثار فهتف مالك بسعادة
ايوه كده اضحكي محدش واخد منها حاجة
وفجأة أصاب إيثار الهلع وصاحت بتوتر
اووف ده انا اتأخرت أوي لازم أروح
نظر لها بإندهاش وهتف بجدية
طب استني أوصلك ده احنا سكتنا واحدة
هزت رأسها معترضة وهي تجيبه
لأ مش هاينفع عن اذنك
ثم تحركت بخطوات أقرب إلى الركض لتعبر الطريق فصاح بها مالك
تنهد بعمق وحاول اللحاق بها ولكنها أوقفت الحافلة لتستقلها فتوقف في مكانه ووضع يده على رأسه ليحكها وحدث نفسه بفضول
يا ترى ايه حكايتك يا إيثار
قررت إيثار ألا تخبر عائلتها عما حدث حتى لا يتأزم الوضع ويعلم أخيها فيتهور مجددا مع ذلك البغيض وتتحمل هي اللوم والتوبيخ من الجميع وكأنها المذنبة
مرت عدة أيام وتكررت اللقاءات بين إيثار ومالك في الحرم الجامعي وفي قاعات الدراسة وأحيانا في طريق عودتها للمنزل
وشعرت هي بالإطمئنان من قربه خاصة بسبب أخلاقه الكيسة وصفاته الطيبة بالإضافة إلى روحه المرحة
كما شعر مالك هو الأخر بالإرتياح من وجودها في حياته المملة وإنعكس هذا على طبيعة ألحانه التي يعزفها على آلته المفضلة
كذلك راقبت سارة ابنة عمها من شرفة منزلها ما يحدث بين الاثنين من تبادل للإبتسامات والعبارات أثناء لقائهما فزاد فضولها لمعرفة سبب توطيد
العلاقة بينهما وتسائلت مع نفسها بخبث
وذات يوم قرر مالك أن يسأل إيثار عن تلك المسألة التي شغلت تفكيره لليال طوال
فإستغل فرصة إلغاء محاضرتها وطلب منها
ينفع أتكلم معاكي في الكافيتريا شوية
نظرت له بإستغراب وتسائلت
هاه نقعد لوحدنا
ابتسم لها ليجيبها بمكر
سألته بجدية وهي ترمقه بنظرات مترقبة
هو انت مش عندك محاضرات
هز رأسه قائلا
أه
لوى شفتيها لتسأله بإهتمام واضح
طيب مش بتحضر ليه
أجابها بغرور وهو ينتصب في وقفته
ما أنا بأجي في أخر أسبوع وأشد العزم وأعدي
ابتسم لها متسائلا بتوسل
ها موافقة نقعد في الكافيتريا شوية
أومأت برأسها موافقة فتهللت أساريره وسارا سويا نحوها
انتهت إيثار من إرتشاف مشروبها وأسندت الكوب الفاضي على الطاولة فتسائل مالك بجدية
تحبي أجيبلك تاني
نفخت من الضيق وهي تجيبه
لأ مش عاوزة قولي بقى انت عاوز ايه احنا بقالنا فترة أعدين ومش قولت حاجة !
ابتسم لها ليقول بمرح
بأستجمع بنات أفكاري
رددت متسائلة بإستغراب
بنات مين
أردف قائلا بجدية
بأهزر يا إيثار أنا مش عاوزك بس تفتكري إني بأدخل في حياتك لا سمح الله كل الحكاية إني ان بالي مشغول بقاله فترة على حاجة كده
سألته بفضول وهي ترمقه بنظرات ثابتة
حاجة ايه
اخذ نفسا مطولا وزفره على مهل ليسألها بتوجس
هو ايه اللي عجبك في خطيبك الأولاني
اتسعت مقلتيها پصدمة فتابع قائلا بحذر
لو مش عاوزة تردي براحتك !
مطت شفتيها للأمام وأجابته بإنزعاج
مش الفكرة بس بس البني آدم ده ما إكتفاش باللي عمله فيا كمان آآآ
ترددت هي في إخباره بما حدث معها ومع عائلتها وطأطأت رأسها منكسرة
أنا أسف لو كنت ضايقتك انسي اللي قولته كله
قالها مالك وهو يلوم حاله بشدة لتسرعه في طرح ذلك السؤال عليها وتوجس خيفة من أن تتركه وترحل مبتعدة عنه وترفض الحديث معه مجددا ولكنه تفاجيء بها تتابع بصوت شبه مخټنق
أنا مكنش بيني وبينه قصة حب أو غيره أنا أنا كنت زي أي بنت جالها عريس مناسب فإتقدملها وأهلها سألوا
عليه ووافقت لكن آآآ
صمتت للحظة لتسيطر على حالها وتابع بحزن
لكن للأسف طلع عكس ما كنا مفكرين وأنا اللي كنت عبيطة ومصدقتش اللي اتقال عنه
سألها بإهتمام وهو يتطلع إليها بتفرس
تقصدي ايه
ردت عليه بتنهيدة مطولة
كان لافف وداير ومصاحب بنات كتير وأنا وأنا مكونتش أعرف ده لحد ما
Flash Back في وقت سابق
خرجت إيثار بصحبة رفيقتها مروة من محل الزهور بعد أن إبتاعت باقة ورد حمراء مميزة وابتسمت لها متسائلة بسعادة
تفتكري شريف هايفرح بالورد ده يا مروة
ردت عليها رفيقتها بثقة
أكيد طبعا يا بنتي هو كل يوم بتجيله ترقية وبعدين الورد مش جايله من أي حد ده منك خطيبته !
قبلتها إيثار من وجنتها وقالت بإمتنان
حبيبتي يا ميرو يا ريت يقدر ده لأحسن كل شوية يعمل خناقة ونتخاصم ويستنى مني أصالحه
هزت رأسها لتقول بخفوت
معلش هما الرجالة كده بيحبوا الواحدة اللي تحسسهم بقيمتهم
أها هو هيخلص شغله في الشركة كمان ساعة
أردفت مروة قائلة بهدوء
طيب تعالي نستناه في الكافيه اللي جمب شغله وقرب ما يخرج تطلعي تستنيه عند باب الشركة وتهاديه بالورد
اوكي
وبالفعل تحركت الاثنتين في إتجاه المقهى الحديث المجاور لمقر عمل خطيبها شريف
بحثت إيثار بعينيها عن طاولة شاغرة لتجلس عليها ولكن وقعت عينيها مصادفة على شريف الذي كان يقهقه عاليا وبصحبته إحدى الفتيات صارخات الجمال فتسمرت مكانها مصډومة وحدقت فيه بعدم تصديق
صدم الأخير حينما سمع صوتها وإستدار برأسه ناحيتها وجحظ بعينيه بتوتر رهيب
اڼفجرت إيثار صاړخة بصوت جهوري
انت انت يا شريف انت بتعمل كده ! و وبتضحك عليا وتستغفلني ! هونت عليك تخدعني وآآ وتعرف عليا غيري !
نهض عن مقعده واتجه نحوها وأردف قائلا بتلعثم
انتي انتي فاهمة الموضوع غلط
صړخت فيه بإنفعال وهي تشير بيدها
انت كداب أكبر كداب ومنافق شوفته وعرفته في حياتي !
ثم ألقت بالباقة في وجهه وإنصرفت وعبراتها تسابقها في الإنسياب على وجنتيها
نظرت له مروة شزرا وأضافت قائلة بسخط
حقيقي هي خسارة فيك !
ركض شريف مسرعا ليلحق بإيثار وهتف بصوت لاهث
استني يا إيثار إنتي فهمتني اللي حصل غلط دي دي زميلتي
رمقته
بنظرات حادة وأكملت پغضب
أنا شايفاك بعيني وطالما انت قبلت تعمل كده وأنا خطيبتك يبقى الله أعلم هاتعمل ايه وأنت متجوزني
ثم نزعت خاتم الخطبة من إصبعها وألقته في وجهه لتضيف بصوت محتد
خد دبلتك أنا مش عاوزاك
نظر لها مصډوما وتسائل بنبرة مشدوهة
ايه اللي عملتيه ده
ردت عليه بصوت مخټنق
اللي كان لازم يتعمل من زمان وشبكتك تيجي تاخدها من بابا عن اذنك
إحتقنت عينيه بشدة وهتف بصوت شبه غاضب
مش أنا اللي واحدة
تسيبني يا إيثار
ردت عليه بټهديد صريح
حاسب من سكتي لأصوت وألم عليك الناس وأعملك ڤضيحة
إلتوى فمه ليقول بنبرة عدائية
لأ الڤضيحة دي أنا اللي هاعملهالك
لم تفهم إيثار ما الذي يعنيه بعبارته الأخيرة تلك ولكنها ابتلعت ريقها وأظهرت شجاعة عجيبة وهي ترمقه بنظرات إحتقارية ثم تركته وإنصرفت وهي تمسح عبراتها
لاحقا عادت إيثار إلى منزلها وسردت على عائلتها ما حدث فإنزعج والدها كثيرا واستشاط أخيها عمرو ڠضبا وتحسرت تحية على حال ابنتها ولكنهم في النهاية وافقوا على قرار ابنتهم بإنهاء الخطبة على الفور
ما لم تتوقعه عائلتها هو حضور شريف أسفل البناية والصياح بصوت جهوري لفت أنظار ساكني المنطقة متهما إيثار زورا في سمعتها
واستمر في تلفيق التهم الباطلة عليها وهتف بنبرة
عالية
هاتولي راجل يرد عليا وينكر اللي بأقوله ده بنتكم المصونة مصاحبة شباب ودايرة على حل شعرها ومقضياها لأ وفي الأخر يقولولي بالسلامة معدتش يلزم طب اتشطر يا حاج رحيم ولم بنتك الأول احسن ما تلزقوها لولاد الناس المحترمين
احتقن وجه عمرو بشدة وهتف بصوت غاضب
سيبني يا بابا أنزل أربيه
أمسك به والده ومنعه
من النزول قائلا بصرامة
ده واحد ماتضيعش نفسك عشانه خليك هنا
رد عليه عمرو بصوت محتد وهو يرمق إيثار بنظرات ڼارية
انت مش سامع بيقول ايه عن بنتك
بكت إيثار بحړقة وهي تدافع عن نفسها قائلة
أنا معملتش حاجة
لطمت تحية على صدرها وأضافت بصوت متحسر
يالهوي على الفضايح إتجرسنا واللي كان كان
هتف عمرو بنبرة هائجة
خدنا ايه من طلوعها معاه وطول الخطوبة غير الفضايح والتهزيق
استمرت إيثار في البكاء بمرارة في حين أكملت تحية بصوت مليء بالخزي
يا كسرة عيني قصاد الجيران مين هايصدق إن بنتنا أشرف من الشرف بعد الجرسة اللي عملهالنا في كل الشارع !!!!
لم يكف شريف عن تلويث سمعة إيثار مما دفع عمرو للخروج عن شعوره والدفاع عن شرف اخته الوحيدة فنزل إليه وتشاجر معه في مشاجرة عڼيفة انتهت بالذهاب إلى المخفر وعمل محاضر للطرفين
احنا معدلناش قعاد في البلد دي خلاص هنسيب البيت ونعزل عند أخويا مدحت !
قالها رحيم لعائلته بعد أن ضاق بهم الخناق من أفعال شريف المشينة
وبالفعل انتقلت الأسرة إلى الاسكندرية ليبدأوا حياتهم بعيدا عن ذكريات الماضي المؤسفة
عودة للوقت الحالي
استمع مالك لما قالته إيثار بإهتمام واضح وبدى التأثر الممزوج بالإنزعاج على وجهه بعد معرفته لسبب العداء مع شريف كما لاحظ زيادة لمعان عينيها وكأنها تقاوم العبرات وتحول دون إنهمارها
نظرت له إيثار بحزن جلي وابتسمت لتضيف بتهكم
حاجة مش مشرفة طبعا بس ربنا كان مقدره ليا الحمدلله على كل حال
رد عليها مالك بهدوء جدي
لأ بالعكس إنتي انسانة محترمة وأخلاق واللي يقول عكس كده يبقى كداب ومابيفهمش !
ابتسمت له إبتسامة مصطنعة ونهضت عن مقعدها لتقول بخفوت
شكرا على مجاملتك يدوب ألحق المحاضرة
نهض هو الأخر من مكانه وتشدق قائلا
استني شوية ده لسه آآ
قاطعته بإصرار
معلش وشكرا على العصير سلامو عليكم
عاود مالك الجلوس في مقعده ووضع كفيه على رأسه وتنهد بعمق وهو يفكر مليا في كل كلمة سردتها إيثار
فخلف قناع إبتسامتها أحزان شجية إن إختلت بنفسها بكت مليا فيا ليتها تسمح لي أن أمسح بأناملي عبراتها النقية
كان أول من تعرف إليه عمرو في المكتب هو زميله محسن والذي كان تفكيره مقاربا إليه فتوطدت صداقتهما وأصبح يشكو إليه معظم مشاكله وهمومه كصديق وفي ينفس معه عما يضيق به صدره فعرف عنه محسن الكثير والكثير وأثاره بشدة التقرب إلى عائلته البسيطة
تكاثرت الملفات على سطح مكتب عمرو فنفخ بضيق ولوى فمه ليحدث نفسه بتذمر
الشغل ماييخلصش أبدا
سحب محسن بعض الملفات ووضعها على مكتبه قائلا بإصرار
هات عنك شوية أنا فاضي
تنهد عمرو قائلا بإرهاق
كتر خيرك يا محسن الورق والروتين مابيخلصش
قال له محسن بجدية
يالا كله بيعدي أعملك شاي معايا
ماشي أهوو يعدل النافوخ شوية
طيب
قالها محسن وهو يتجه إلى الغلاية الكهربية لصيب المياه الساخنة في الأكواب الفارغة ومن ثم قام بإعداد الشاي له
أسند محسن الكوب على مكتب زميله قائلا بحماس
أحلى كوباية شاي لأحسن أستاذ في المكتب
ابتسم له عمرو ممتنا
تسلم يا محسن جت في وقتها والله
أي خدمة
إرتشف عمرو القليل من كوبه
ثم أسنده إلى جواره وقام بسحب ملف ما ليبدأ العمل فيه ولم ينتبه لإرتطام طرفه بالكوب فتناثر الشاي الساخن على يده فصړخ متأوها من الآلم
آآآه اوووف !
نهض محسن عن مقعده وتسائل