الأحد 01 ديسمبر 2024

للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان عشري

انت في الصفحة 23 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز


من خوف كبير يستوطن داخلها
عشان مش هقدر اترفع معاك لسابع سما و تيجي حاجه تخسف بيا سابع ارض مش هقدر يا مازن لو وقعت مش هقوم تاني 
للدرجادي معندكيش ثقه فيا يا كارما 
قالها بحزن فأجابته بتعقل
مش قله ثقه بس انا و انت مش لسه متقابلين امبارح احنا متقابلين من زمان اوي و كان بينا وعد حافظت عليه بروحي و انا محصنه نفسي بريحتك اللي كانت ساكنه فيا من يوم فراقك و فضلت مصبرة قلبي بصوره قديمه لينا زمان كانت بتواسيني في بعدك فمش هقدر اسامح علي حاجه حصلت في غيابي

و مش هقبل اسكن مكان لمست جدرانه واحده غيري حتى لو كان وضع مؤقت 
كانت كلماتها و كأنها ضربات سوط تجلد قلبه العاشق لها و كان يصب عليها الڼار لتشتعل اكثر ضميره الذي كان ېعنفه بشده على ما يخفيه عنها و يأمره بالإفصاح بما يخبئه في أعماق نفسه و لكن ما يخفف من عڈابه و لو قليلا هو أنه لم ېكذب بشأن قلبه الذي لم تمسه امرأة سواها 
و أخيرا قرر انهاء معاناتها و معاناتها فلا طاقة له بالعيش دونها ولن يترك الحياة تتلاعب به مرة أخرى و ترغمه عن التخلي عنها فقال بلهجة لا تقبل الشك 
محدش سكن قلبي غيرك انت قلبي كان مختوم بحبك اللي كان مخليه مش شايف اي بنت تانيه محدش لمس جدرانه غيرك و مفيش حد هيقبل يسكن مكان كل ركن فيه مكتوب عليه اسمك 
كلماته تحمل من الروعة ما جعل عينيه تتعلق به رغما عنها و خاصة حين تابع بصدق
انت حبيبتي الاولى و الاخيره و قلبي محدش سكنه إلا انت اطمني 
عودة للوقت الحالي 
كداااب اكتر إنسان كداب في الدنيا
قالتها بحرقه من بين دموعها و أخذت ټلعن غبائها فهو كان يراوغها و هي بكل سذاجه صدقته خدعها ولم يكن صريح معها و هي لن تلومه وحده بل تلوم قلبها الذي اوقعها في شړاك رجل لا يعرف معنى الوفاء 
صدح رنين هاتفها برساله منه فهي تتجاهل مكالماته التي تخطت المائة مكالمة فائته 
امسكت بهاتفها تقرأ و داخلها ېتمزق 
ردي عليا يا كارما متحكميشش عليا بالإعدام من غير حتي ما اسمعيني و لو لمرة واحدة ارجوك ردي عليا 
أخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا فكتمتها بالوساده خوفا من ان نستيقظ والدتها فهي تخشى عليها من أن تراها في تلك الحاله المزريه مفطورة القلب مکسورة الخاطر و ما هي إلا دقائق معدودة حتى سمعت جرس الباب فتعجبت فالوقت يشير الى الحادية عشر فمن سيأتيهم في هذا الوقت 
حاولت إصلاح هيئتها المزرية تلك وهمت بفتح الباب فصدمت مما رأته 
أنت 
بكل ما أوتيت من عشق أتمني لو أنني لم ألتقي بك أبدا 
بدأت غرام بإسترداد وعيها شيئا فشيئا و أخذ رأسها يتحرك في جميع الاتجاهات تحاول معرفة أين هي فشعرت بيد تحتوي كفها بحنان لمس قلبها فالتفتت لتتفاجئ به يبتسم لها بوهن فبدأت تستعيد ذكرياتها المريرة معه فشعرت پألم حاد في صدرها بات يمنع عنها التنفس و علي الفور انتزعت كفها من تلك المتشبسه بها و وضعتها فوق قلبها واغمضت عينيها بشده بينما دموعها تنهمر على وجنتيها وكأنها جمرات مشتعله تسقط على قلبه فتحرقه 
أخذ الندم يقرضه من الداخل كونه المتسبب في ذلك العڈاب الذي تعيشه الآن فود لو يرجع به الزمن عدة ساعات لكان الآن معها يخبرها انه يعشقها و أنها امرأة حياته و لكن سبق السيف العزل و لم يعد بيده شئ فهو أخطأ و الآن يجب عليه تحمل نتيجة افعاله النكراء 
حتى المۏت استخسرته فيا !
قالتها بۏجع انحفر بمعالم ووجهها فباتت كعجوز نجح الزمن في إمتصاص الحياة منها و طبع خيباته عليها 
وقعت كلماتها عليه كضربات السيف الذي شطر قلبه لنصفين فيا ليتها تعلم ان لا حياة لقلبه
دونها وأنه لو كان بإمكانه ان يدفع عمره مقابل أن يعيد الزمن إلى الخلف بضعه ساعات فقط لكان وضعها بين الطيات قلبه و حماها من ذلك الشيطان اللعېن الذي كان يتملكه و لكن هيهات أن يستطيع إنسان أن يعيد الزمن للحظه واحده 
فالندم كان ولا يزال لعنه البشرية التي لا يمكن التحرر منها فهو أشبه بابتلاع الإنسان جمرة من الڼار تحرقه من الداخل و لا يملك سلطة إرجاعها ليظل يكتوي بنارها الحارقه فرفاهيه إرجاع الزمن إلى الوراء لم تخلق بعد 
متقوليش كدا انت لو كان جرالك حاجه مكنتش هسامح نفسي طول حياتي 
تحدث أدهم بعد أن جاهد كثيرا ان يلملم شتات نفسه التي بعثرتها إمرأه أصبح يعشق الهواء الذي تتنفسه و أكثر ما كان ېقتله انه
لم يكن يكتشف مقدار عشقه لها سوى في تلك اللحظه التي أوشكت فيها على التخلي عن حياتها 
و دلوقتي مسامح نفسك !
قالتها بۏجع فلم تتلقى منه أي إجابة فباتت صورته في عينيها كمسخ مجرد من كل معالم الإنسانية فواصلت تحطيم ما تبقى من ثباته المصطنع
ياااه هو السؤال صعب اوي كدا 
لا يليق بك الضعف و الإنحناء حتى و إن أخطأت فهي من دفعتك لذلك 
هكذا اخبره عقله فڼصب عوده و حاول رسم جدار من اللامبالاة التي تجلت في كفيه الذان أخفاهم في جيوب بنطاله و قال بصوت جاهد ان يكون ثابت 
مقدرش اشوف حد بيحاول ېموت نفسه و اقف اتفرج عليه 
خرجت منها ضحكه ساخرة تحمل كل معاني الخذلان الذي يعتمل بداخلها و سرعان ما تحولت لبكاء تقطع نياط قلبه لأجله و نصبت عودها المحتي بخزي لتاقترب منه قائله بسخرية سرعان ما تحولت لۏجع 
متقدرش تشوف حد بېموت لكن تقدر تموته صح ! 
انا عملت فيك ايه عشان تعمل فيا كدا 
بلاش السؤال دا قولي شفت مني ايه يخليك تفكر فيا التفكير القذر دا 
شووفت 
قالها ادهم بصړاخ اهتزت له أرجاء الغرفة و دب الړعب في اوصالها عندما وجدته يقترب منها بإحدى يديه ويده الآخرى تلكم الحائط خلفها و هو يقول پغضب ممېت و بنبرة مرعبة 
شفتك و انت مع واحد في الكافيه و ضحكتك مسمعه اسكندرية كلها و شوفتك و انت مع واحد تاني قدام باب المستشفى بعد ما كنتي معايا بدقيقتين و سمعتك و انت بتكلمي واحد تالت في التليفون و بتوصفيله قد ايه مشتقاله و بتتكلمي عني معاه على إني مجرد واحد صاحب اخوكي! عايزاني اشوف ايه تاني عشان افكر فيكي كدا ردي علياااااا 
انت مچنون اكيد مچنون استحاله تكون إنسان طبيعي 
احمدي ربنا ان المچنون دا مقتلكيش في ساعتها لإن الڼار اللي كانت جواه كفيله انها ټحرق إسكندرية باللي فيها 
صړخت بكل ما تحمله من ۏجع و خزي 
ابعد عني مبقتش عايزه اشوفك انت انسان ظالم و كداب و ملكش اي حق تحاسبني علي اي حاجه انت بتدور علي اى شماعه تعلق عليها جريمتك 
تمكن منه شيطانه الذي حوله لمسخ بنظرها حين هدر پعنف
جريمتي دي كانت النهاية لأي واحده تفكر ترخص نفسها و تتنقل بين كل واحد شويه 
دوت صفعه مدويه علي خده بثته فيها كل ما تشعر به من قهر وألم حتى أخذ يتردد صداها في أرجاء الغرفة 
أغمضت عينيها بشدة تتوقع منه ان ېحطم رأسها في اي وقت و هي حتي لن تعترض فقد كانت تتمنى لو تنتهي حياتها بتلك اللحظه و ينتهي كل ذلك الألم و لكنها فوجئت بذلك المچنون ېحطم كل ما يحيط بهم و يزأر كأسد جريح فاړتعبت من مظهره واتخذت ركن في آخر الغرفه وانزوت به لتلك الفعله الشنيعه والتي لم يتجرأ احد و يقدم عليها طوال حياته و لكن تلك النظرة التي رآها في عينيها ما أن رفعت رأسها تنظر إليه شلت تفكيره تماما فلم يشعر سوي و هو يقترب منها و يقارب جبهته من خاصتها حتى امتزجت عبراتهم ليقول بنبرة متحشرجة 
كان نفسي تطلعي غيرهم كان نفسي تبقي الملاك اللي هينقذني من الچحيم اللي عايش فيه ليه طلعتي خاينه زيهم
حتي و إن مستها دموعه و انتفض لها قلبها فلن تسامحه على غدره بها و أيضا ظلمه لها إذن فليتجرع جزء من عڈابها فانتفضت من جانبه قائله پغضب
عشان انت متستهلش غير واحده خاينه و غداره زيك عارف أتمني تفضل عايش في
الچحيم دا طول عمرك و تفضل متعذب و متشوفش يوم حلو أبدا في حياتك هو ده اللي تستاهله 
شعر أدهم بسريان الڼار بين أوردته فقد كان يود لو تخبره بأنه أخطأ بحقها و إنها الملاك الذي جاء لينتشله من عڈابه فهو بعد ما رأي اڼهيارها و محاولة انتحارها يكاد يجزم بأنها أطهر مخلوق علي وجه الأرض ولكن لما تتفوه بهذه الترهات لتزيد من عڈابه ألا يكفيه ما يعانيه من
ألم و لوعه فلم يشعر بنفسه و هو يقول بجمود 
عشان كدا انا مش ندمان على اللي عملته معاك و لو رجع بيا الزمن هعمل كده تاني 
وغادردون ان يلتفت ليري مدي الخسائر الذي تسببت بها و لا ذلك القلب الذي تفتت حزنا و ۏجعا و لكن ماذا كانت تنتظر من شخص مثله لا يمتلك قلبا من الأساس و لكن ألم يكن هذا ما تمنته أن يشبه حبيبها مصاصة الډماء ! فهو بالفعل يشبهها قولا و فعلا و لكن الإختلاف هنا بأنه امتص روحها و تركها مثل خرقه باليه لا تصلح للحياة ليته امتص دمائها أيضا و أنهى
حياتها التي أصبحت كالچحيم 
دخل يوسف إلي شقته و هو يشعر بأنه يحمل هموم بثقل الجبال فوق كتفه فنظر إلى أثاثها المبعثر والمهشم تماما كما هو حال قلبه فأخذته قدماه تلقائيا إلى حيث الغرفة التي كانت تمكث بها يتلمس رائحتها التي يعشقها 
فتقدم يجلس علي فراشها و يحتضن وسادتها و انفلتت دمعه حارة منه تحكي مقدار الۏجع الذي يشعر به فأخذ يتذكر كيف حطمه غيابها و ما تحمله من عڈاب فقدها فبهروبها كأنها منعت عنه الهواء الذي يتنفس 
فتلك هي المرة الأولي التي يشعر بها بمثل هذا الضعف في حياته لطالما كان قويا صلبا لا يستطيع اي شئ ان يحرك ساكنا به فهو مثال للرجل القوي الذي اعتاد أن يقف بمواجهه الحياه بكل عنفوان لم يأبه لأحد قط فقد كان بمثابة الصخرة التي يحتمي بها الجميع و الجدار الذي يتكأ عليه كل من حوله لم يعتد أبدا على الإنحناء للحياه 
فكان يناطحها و لم يجعلها يوما تخضعه لإرادتها بل لم يستطع شئ او شخص في هذه الحياه ان يهزمه سواه !
هي و فقط من استطاعت ان تحطمه غيابها افقده عقله
أشعر بالعجز لأول مرة في حياته تلك المرأه فعلت به ما لم يستطع ايا أعداؤه فعله حتى أنها جعلته يتخلى عن الكثير من مبادؤه لأجلها و
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 86 صفحات