السبت 23 نوفمبر 2024

اغلال الروح بقلم شيماء الجندي

انت في الصفحة 2 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


بل أدار السيارة مرة أخرى و أكمل الطريق شاردا بعواقب فعلته إنه يخدع عائلته بأكملها لكنه يحب عمه عاصم بشكل لا يوصف إذا لا بأس و لا مفر من بضعة قرارات هوجاء لأجل استقرار الجميع !
وأننا نعشق الاختيارات التي تضعنا على حافة الهاوية !
أغلال الروح 
شيماء الجندي

بينما داخل البناية الخاصة ب آل الجندي بدأت التحضيرات على قدم وساق منذ الصباح الباكر حيث أصرت الجدة القعيدة أن تشرف على جميع مايخص استقبال حفيدتها الغائبة عن الوطن منذ أعوام وقد كان !

عم الابتهاج المنزل بانتظار رؤية مدللة أبيها و الآن فور أن أصبح كل شيئ على مايرام يمكننا أن نقول مرحب بعودة الصغيرة الغائبة !
فور أن هبطت سديم من السيارة انطلقت الألعاب الڼارية و وجدت اسم سيلا الجندي يزين السماء أعلى المبنى التى اصطفت أمامه سيارة آسر اتسعت عينيها حين انطلق عاصم تجاهها مثل السهم يحتضنها بقوة هادرا بحماس غلف نبرته 
حمدلله على السلامة ياروح قلب بابااا !
ببادئ الأمر أصابتها صدمة و ذهول من فرط حماس ذاك الرجل الخمسيني الذي يحتويها الآن داخل حضنه الأبوي باشتياق واضح و محبة خالصة و تدريجيا غادرها التوتر و انتهت الرجفة الخفيفة التي كانت تسيطر على جسدها و رفعت يدها تربت فوق ظهره بلطف هامسة بحزن 
الله يسلمك يا بابا !
اخرجها من أحضانه و البهجة تتراقص داخل عينيه متأملا ملامحها و ارتفعت يديه يكور وجهها قائلا بتوتر 
إيه الجمال دا ياسيلا بقيتي زي القمر أناا آآ مش مصدق إني شايفك دلوقت !
حاولت رسم بسمة مزيفة فوق شفتيها بدأ تعاطفها تجاهه يتراقص بين جنبات قلبها وسؤال واحد يدور بعقلها ألا وهو كيف لها أن تحاول خداع مشاعره الصادقة تجاه فتاته المفقودة منذ أعوام أفاقت من مشاعرها المتضاربة على نظرات آسر المندهش من صمتها حيث وقف خلف ظهر عمه و سلط نظراته فوق ملامحها المتوترة في حين سقطت دموع الفرح من عيني عاصم مما دفعها إلى احتضانه بصمت و قد عجزت عن الحديث و المراوغة معه اندهشت من حالها و لم تتخيل أن مشاعر هذا الأب سوف تتسبب لها بالعجز والتوقف عن الاسترسال بتلك المسرحية الهزلية !
أغمضت عينيها تشعر به يضمها بقوة إلى أحضانه و يبكي بصوت واضح و مرتفع اخجلها من حالها و تأثر الجميع و سيطرت العاطفة على الموقف خرجت سديم من إطار إتقان دورها و ربتت فوق ظهره بتعاطف و حزن صامت إلى أن قاطع الموقف صوت يوسف صائحا 
إيه يااعمو مش كدا جايبين البنت من كندا ننكد عليهاا ولا إيه !! بعد إذنك بس نسلم كداا !
تركها عاصم ضاحكا من بين دموعه و قال بتوتر 
ننكد إيه أنا بس مش مصدق إني شايفها ولامسها في حضڼي كدا !
ربت يوسف فوق كتف عمه ثم قال موجها حديثه إلى سديم 
بس إيه الجمال دا كله ياسيلا شغل مستورد اوي يعني ! مش فاكراني اكيد !
قاطعه سليم ابن عم آسر ضاحكا و هو يغازلها غامزا لها 
مش فكرانا إيه دي كانت مسافرة مش فاقدة الذاكرة مش القمر فكراني برضه 
صرفت سديم نظراتها عن عاصم و ابتسمت لهما قائلة بلطف 
احم بمناسبة سيلا دا أنا مش بحبه قولولي سديم ! أما فكراكم دا أكيد طبعا ! وكمان أنا شوفت صوركم وأنا بدور على بابا ! أنت سليم أكيد !
ثم صافحت يوسف قائلة 
و أنت طبعا يوسف !
ابتسم لها و أجاب وهو يتفحصها بعينيه بانبهار واضح 
الله ينور عليك أنا يوسف و أهم واحد في العيلة دي خدي بالك !
ضحكت بخفة لدعابته و اقتربت منها نريمان تقول بترحيب 
حمدلله على السلامة ياروحي ! نورتي بيتك !
ابتسمت لها سديم و قالت بلطف 
ميرسي ليك جدا !
ابتسمت لها نريمان و جابت عينيها جسد سديم الممشوق و ملامحها المشابههة لوالدتها الكندية بنسبة صغيرة حيث ورثت عن أبيها أغلب الملامح تلك بالتأكيد ابنه عاصم الجميلة هي تذكر جيدا ملامح الصغيرة حين رحلت مع أمها الكندية كما يغمرها الآن شعور بالارتياح تجاه تلك الفتاة لاحظ آسر شرود زوجة عمه بها و راوده الارتياب أن تكون قد لاحظت أمر ما أو أصابها شك تجاه سديم مما دفعه إلى التساؤل 
إحنا مش هندخل ولا إيه 
هزت رأسها بالايجاب سريعا واتجهت إلى الداخل معهما تردف بخجل طفيف من شرودها بالفتاة 
سوري حبيبتي أنا بس مش مصدقة الشبه بينك وبين عاصم أصل كل البنات اللي كان بيفكرهم أنت يعني مكنتش برتاح ليهم ولا لملامحهم لكن أنت غير خالص !
اتجه عاصم إلى ابنته و أحاط كتفيها قائلا بلطف 
أعمامك جوا مع تيته ياسيلاا ! اقصد ياسديم آآ
قاطعه سليم قائلا بدهشة 
هو أنت غيرتي اسمك لوحدك 
هزت رأسها بالإيجاب و قالت بهدوء 
آه أنا محبتش اسم سيلا و بحب سديم أكتر !
قال عاصم بلطف 
أحسن برضه سديم أجمل بكتير أنا مكنتش موافق على الاسم دا زمان أصلا !
ابتسمت له سديم و هدر يوسف من الخلف مداعبا عمه 
ما شاء الله عليك ياعمو رفضت سيلا زمان وموافق على سديم دلوقت 
رفعت سديم حاجبها و أدارت جسدها تنظر إليه بدهشة قائلة بنبرة تحذيرية 
ليه هو سديم وحش 
رفع يوسف يديه باستسلام و أردف ضاحكا 
ده مفيش أجمل من الاسم وصاحبة الاسم !
ضحكت سديم و واصلت سيرها ثم تقدم يوسف يسير بجانبها متحدثا معها لكنها انشغلت بالنظر إلى الحديقة من حولها حيث اعجبها الطراز الخارجي الخاص بالبناية والحديقة و لاحظت بيوت خشبية أنيقة و صغيرة منقوش فوقها اسماء من الواضح أنها تخص الحيوانات الأليفة داخل المنزل اندهشت من فكرة تأسيس المنزل بطريقة تختلف عن المألوف حيث من الواضح أن المساحة شاسعة و استغلها أهل المنزل بطريقة مٹيرة لدهشتها وجدت سيارة آسر التي اصطحبها بها من المطار تدلف إلى الداخل بقيادة سليم الذي انفصل عنهم وخمنت وجود مكان في الخلف خاص بالسيارات وصلت اخيرا إلى البوابة الصغيرة الخاصة بالبناية و اخرجها عاصم من جلسة انبهارها قائلا بتوضيح 
طبعا مندهشة من كل دا أصل آسر اقترح إننا نستغل المساحة بطريقة جديدة و عملنا لكل عيلة دور منفصل و آآ
قاطعه يوسف مشيرا إلى المنزل الفريد و المنفصل عن البناية و قال بتوضيح 
وده بيت آسر لوحده منفصل و ورا فيه صالة

الچيم و كدا !
هزت رأسها وقالت مداعبة إياه بخفة 
اممم مهتم أنت أوي بالتفاصيل !
ضحك يوسف وبرزت غمازتيه و قال هامسا لها 
أنا أهم حاجة في حيااتي التفاصيل فكريني افرجك البيت بتاعه تحفة من جوا بس وهو مش موجود عشان بېخاف أوي على حاجته !
راقب عاصم ضحكات ابنته و حديثها مع ابن اخيه ببسمة هادئة و شغف واضح ثم قال مقاطعا تواصلهما 
يلا ياحبيبتي جدتك مستنياك !
ثم اكمل شرحه للمنزل قائلا 
أول دور دا أنا عايش فيه مع جدتك و طبعا أنت تختاري تحبي نقعد هنا و تاخدي الدور اللي فوق بتاعنا !
اتجهت سديم معه إلى الداخل و ابتسمت بهدوء ثم أجابت بحيرة 
as you like زي ماتحب !
راقبت سديم عبارات الترحيب بها فوق البالونات الهوائية و تلك
 

انت في الصفحة 2 من 75 صفحات