السبت 23 نوفمبر 2024

اغلال الروح بقلم شيماء الجندي

انت في الصفحة 5 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


أو بمعنى أدق جسد يحمل روح مهشمة !
إلى كل من يرغب في الاحتفال معي بإنتصاراتي أين أنت حين كنت أخوض المعارك بمفردي !
Back
استقامت واقفة بابتسامة فاترة رسمتها فوق شفتيها بصعوبة بالغة حين طرق عاصم الباب و دلف إليها بابتسامته البشوش يقول بقلق 
الأوضة عجبتك ياحبيبتي 
هزت رأسها بالايجاب و قالت بهدوء و هي تتجه ناحيته 

آه Nice decor ديكور جميل !
ثم أضافت بتساؤل 
أنا ممكن أسأل عن حاجه 
اتجه معها إلى الأريكة وجلس بجوارها قائلا 
طبعا مش محتاجة استئذان !
تنفست بهدوء و قالت 
حضرتك متجوز وعندك بنت تاني مش كدا 
توترت نظراته و عقد حاجبيه قائلا بقلق 
مين قالك أنا كنت هستنى لحد ما تاخدي على العيلة و اقولك أكيد !
رفعت حاجبها مبتسمة و قالت بدهشة 
طيب و ليه كل دا دا حقك و حاجة ما تضايقش أكيد عشان تستخبى ! هما فين 
ابتسم لها و أردف بحماس 
هما في السخنة بس هتصل اقولهم يرجعوا الصبح !
ابتسمت له بهدوء و قالت بضحكة خفيفة 
لا لا سيبهم على راحتهم يرجعوا لما يحبوا أنا بس حبيت اعرفك إنك مش محتاج تخبي عيلتك عني .
رفع عاصم حاجبه الأيسر و قال بمداعبة 
ماشي بس مش أنا لوحدي اللي بخبي حاجات أنا لحد دلوقت معرفش تفاصيل عن والدتك بس مش عايز أعرف غير لما أنت تحبي تحكي !
رفعت عينيها و نظرت إليه بحزن واجتمعت الدموع بعينيها و عقلها يرسم صور والدها بمخيلتها وكأنه يتعمد جلدها بسوط الذكريات أفاقت حين رفع يديه يكور وجهها قائلا بلهفة 
سديم ! مالك ياحبيبتي 
هزت رأسها و أجابت بهدوء 
أنت طيب أوي بتفكري بحد أعرفه !
عقد حاجبيه و سأل 
مين و دا يخليك تزعلي كدا ياحبيبتي 
ابتسمت له و قالت پألم 
بابا واحدة صاحبتي ! بس ماټ خلاص !
ضم شفتيه بحزن و احتضنها يربت فوق خصلاتها قائلا بلطف 
أنا آسف إني فكرتك !
تركت دموعها تهبط بهدوء و همست بخفوت و هي داخل أمان أحضان ذلك الرجل الذي أجبرها على استرجاع ذكريات منذ أعوام تحاول الفرار منها ! 
أنا مش بنسى أصلا !
و أن عناق أبي لا زال عالق بين ثنايا عقلي وقلبي لازلت أراقب الصبايا التي تجاور أبيها في الطريق و تتمسك به إن تعثرت .. لازلت أنظر إلى جميع الآباء بأعين يملؤها الحنين ومع كل انتصار أعود إلى وسادتي ليلا و تبدأ معركة خيالاتي حول نظراته لي و أحضانه و ثناؤه المحبب إلى قلبي حين يراني بذاك الصمود !!! لازلت أغمض عيناي ليلا و انتظره داخل أحلامي لأخبره عن هزائمي دون خجل لازلت ولازلت لكن قد زال أبي من الحياة و ترك أحبة تنتظره كل ليلة داخل وهم يسمى الأحلام !

داخل الحديقة المظلمة أمسكت سديم المصباح الصغير و سارت بخطوات حذرة تقول بصوت مرتفع 
حد هنا !!
عقدت حاجبيها حين استمعت إلى أصوات خاڤتة خلف الشجرة الكبيرة المثمرة و تدريجيا أبصرت جسد والدها يزحف فوق الأرض بصعوبة بالغة يحمل فوق ظهره صندوق صغير لكن يبدو أنه ثقيل الوزن !
هرعت إليه وهبطت أرضا تجلس بجانبه قائلة پصدمة تحاول إزاحة الصندوق عنه 
بااابا ! أنت إيه اللي عمل فيك كدا !! و إيه الصندوق دا حاطه كدا ليه !!!
رفع أبيها وجهه المتعرق و رأت ملامحه شديدة الآسى ينظر إليها پألم قائلا 
أنت مين أنا معرفكيش الصندوق دا بتاع بنتي سديم ولازم أوصله !
انطلقت الدموع من عينيها و أردفت پخوف ولازالت محاولاتها لرفع الصندوق عنه مستمرة 
أنا سديم ياباابا !
نظر أسامة إليها و عقد حاجبيه قائلا بدهشة 
لو كنت سديم كنت هتقدري ترفعي الصندوق ! أنا معرفش صوتك ولا دي ملامح بنتي !
ثم صړخ فجأة بقوة حين وضعت يدها فوق الصندوق تحاول استكشاف سبب ثقله لكنها رفعتها حين صړخ بقوة وهدر پألم 
ااااه تقلتي الحمل يااابنتي !!!
انتفضت سديم فوق فراشها تضع يدها فوق صدرها الذي يرتفع ويهبط بقوة و رفعت يدها الأخرى تسير بها حول عنقها بهدوء و هي تهمس 
مكنش قصدي اتقل حملك !
و أحيانا تصبح الأحلام كالجمرات ټحرق أرواحنا و كأنها تخبرنا أن نيران ذنوبنا لم ولن تخمد بل إنها تتعمد إرسال رسائلها المؤلمة لنا على هيئة جمرات!
ثم اغمضت عينيها و قد انتظمت أنفاسها بعد فترة صغيرة لكنها عقدت حاجبيها حين ارتفع رنين هاتفها برقم غير مسجل لكنها تحفظه عن ظهر قلب !
رفعت الهاتف إلى أذنها و قالت بنبرة جافة 
دي مواعيد إتصال ! الساعة 3 الصبح !
استمعت إلى ضحكته الرجولية ثم نبرته المداعبة يقول 
أهو أنا متصل مخصوص عشان اسمعك بتكلميني كدا 
زفرت بإرهاق و اسندت جسدها إلى الوسادة خلفها تقول بفتور 
عايز إيه ياسامح أنا مش طايقة نفسي !
استمعت إليه يتنفس بملل و يقول 
يووه ياسديم على طول قاټلة حماسي ببرودك كدا على العموم مادلين ظهرت و قابلتني من و المچنونة مصرة تطلبلي البوليس

تخيلي بس على مين الورق اللي معايا قلقها أوي و اعتذرتلي عن سوء التفاهم !
أنهى كلماته ضاحكا بقوة بينما ضيقت سديم عينيها و علقت متسائلة 
الورق ! أنت مصور الورق على فونك ليه أصلا 
استمعت إليه يقول ساخرا 
ليه !! عشان موقف زي كداا ياسديم هو أنا اللي هقولك الكلام دا دا أنت أجدع واحدة في الخروج من المصاېب !
جزت على أسنانها بقوة و قالت پغضب طفيف 
بخرج من المشاكل منغير ما ابتز الناس !
ضحك بقوة و أردف 
و أنا بحب شغلك عشان كدا ياقلب خالك على نضيف دايما عشان كدا أنت عندك دلوقت بالمناسبة أمجد بيدور عليك و بعت صورك لواحد يشوف حكايتك شكلهم لسه مقلقين أنا ظبطت الدنيا و أنت حاولي تنجزي بسرعة العيلة دي كبيرة و مليانة !
رفعت حاجبها حين نظرت من خلف زجاج غرفتها المطل على الحديقة و رأت أحدهم يجلس بالخارج فوق الأريكة همست حينها بخفوت 
اقفل دلوقت ياسامح و خد بالك من مواعيد اتصالك لو خاېف على الحوار دا و عايزه يتم منغير مشاكل !
وافقها الرأي و أجاب 
عندك حق بالمناسبة أنا طلبت دفعة جديدة من آسر تحت الحساب يعني عشان يفضل فايق معايا كدا !
زفرت بملل و أجابت 
بقولك إيه اعمل اللي تعمله معاه انتوا أحرار أنا كل اللي يهمني نصيبي و بس سلام بقاا !
أغلقت الهاتف و لم تنتظر رد ثم أزاحت الباب الزجاجي و خرجت إلى الحديقة تسير بخفة لكنها توقفت فجأة تعقد حاجبيها حين وجدت أمجد هو الشخص المجهول و يجلس واضعا يده فوق صدره و يميل إلى الأمام قليلا رددت بصوت واضح ومسموع 
Are you ok ?! أنت بخير !
ثم واصلت سيرها بخطوات أسرع حين لم تجد رد و لم يلتفت إلى مصدر الصوت وقفت أمامه و ضيقت عينيها حين رفع رأسه و قد احتل الألم ملامحه و قال 
أنا تمام كنت هطلع البيت بس حسيت بۏجع قولت ارتاح دقايق روحي أنت !
أجابته بفتور 
تحب اكلم سليم 
استقام فجأة صائحا بجزع 
لااا اوعيي تعمليهاا آ .آآآه !
أنهى جملته پصرخة قوية و قد اشتد الألم و مال إلى الأمام مما دفعها إلى إمساك كتفيه و إجباره على الجلوس قائلة بجمود 
أنت
 

انت في الصفحة 5 من 75 صفحات