السبت 23 نوفمبر 2024

بني سليمان بقلم زينب سمير

انت في الصفحة 2 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز


وهو عارف انه مش جدير ! اكيد يعني المرة دي هيصلح بنود الوصية الغبية اللي فاتت
عابد بقلق
واجد انت عايزنا نعمل اية 
انتصب واجد في جلسته التمعت في عينيه بواد الشړ وهو يهمس بحسيس افعي سامة
نوقع الشركة ومعاها سليمان علشان عبد الحميد باشا يعرف حتي وهو في تربته انه كان غلطان لما خلي الباشا يكوش علي كل حاجة

عابد بتسأل وقد تزرع الشړ بقلبه ايضا
يعني هنبدا نعمل اية 
واجد بنبرة ماركة خبيثة
لا انا بدأت مش لسة هبدأ
وراح يقص عليه مخططاته السابقة والتالية بأنفاس تفوح منها روائح الكرة المختفي خلف بسمات خفيفة تبث في قلبك الاشمئزاز بلا شك والاخر يستمع له وتزداد الكلمات من سعادته وهو يتخيل امامه سقوط سليمان تدريجيا امام عيونهم  
نهض سليمان عن مكتبه يستعد ليغادر المكان ارتدي معطفه علي بذلته بينما يغلق ازراره انفتح الباب ودخلت عليا معها اوراقا تحتاج الي امضاء
انت هتمشي يامستر !
سليمان وهو يأخذ هاتفه من اعلي الطاولة
انتي شايفة اية ياعليا 
مدت يدها بالاوراق نحوه
الاوراق دي محتاجه امضة حضرتك 
قام بامضاءها فتابعت بتسأل
هو احنا هنعمل اية مع مستر وليد علشان مفهمتش
نظر لها بقلة حيلة فعليا رغم اجتهادها الواضح الا انها تملك ذاكرة سمكة و
هنسلمله شحن ملابس بالتصميمات الجديدة كمان تلت اسابيع 
عليا بزهول
تلت اسابيع بس 
سليمان بنفاذ صبر
اومال ناخد وقت قد اية سنة ! كل الشغل اللي متراكم لازم يخلص علشان كدا لازم الوقت يبقي ضيق علشان نتلم ونشتغل
عليا نؤيدة لحديثه
معاك حق لازم انت
تتلم وانا 
نطق بعيون ضيقة بتركيز
اية !
فهمت اخيرا ما قالته فوضعت يدها علي وفرت سريعا من امامه وقفت عند الباب وقبل ان تغادر اردفت بتذكر وهي بيدها علي جبهتها
نسيت افكرك ان عيد ميلاد حسان رشدي انهاردة يامستر
نطق بسخرية
انتي نسيتي بس انا فاكر علشان كدا مروح ياعليا
تصادف وقت خروجه من المكتب بخروج واجد وعابد
من مكاتبهم ايضا تصادفت نظرات الشباب الثلاث معا كانت نظرات تجمع ما بين التحدي والشړ كلا منهم ينظر بثقة متأكدا أنه سيفوز علي الأخر في حرب صامتة لم يعلنوا عنها بالجهر حتي لكنهم بداخلهم يعلمون انها بدأت تري بتلك الحړب اي فريقا سيفوز اي
كفة ستميل من سينتصر ومن سيخسر انتظر وتابع بصمت واستمتاع 
بالساعة التاسعة مساءا فتح باب القصر الداخلي وطل منه سليمان بطلته المٹيرة مرتديا حلية كحلية اللون وقميص ابيض ناصع خصلاته السوداء المصففة بعناية كل شئيا فيه كان علي اكمل وجه صف إحدي الحراس السيارة امام الباب اخيرا فهبط سليمان درجات السلم التي تفصل بينه وبين السيارة ثم ركب السيارة متجها بها نحو منزل حسان رشدي 
تبعه بعد ذلك بنصف ساعة تقريبا عابد ثم واجد فالاثنان معزومان علي الحفل ايضا كلا منهم غادر بسيارة مختلفة بوقت مختلف فلا شئ يجمعهم قط حتي في صفاتهم الوجدانية 
بمنتصف الطريق تذكر سليمان شيئا هاما هل سيدخل الحفل فارغ الايدين ف لا بد من هدية يدخل بها ما الذي قد يشتريه ل حسان يفي بالغرض تذكر ما يحبه حسان فقرر مع اول محل يجده يبيع ما ابتغاه سيقف عنده ليشتري الهدية
الفصل الثاني
توقفت سيارته عند اول محل عطور قابله فالمعروف عن حسان والشائع عنه انه مهتم ب اقتناء قنينات العطر دوما ما يجد منها وما قدم رغم تفاوت الأيام الان انه لم ينسي بعد تلك العادة التي يملكها حسان هبط من السيارة وتوقف بطوله الفارع امام المحل الذي كتب علي يافطته BeSSans PerFume 
توجه بخطواته نحو المحل فتح بابه الزجاجي ودخل فوجد روائح العطور تملئ المكان استنشق نفسا عميقا من الروائح بإنتشاء ثم زفره جال بنظره في المكان فلمح خلف طاولة مكتب صغيرة تقف فتاة علي مقعد وتضبط بعض القنينات علي رف زجاجي تعطيه ظهرها وتعمل بنشاط وأنتباه بالغ حتي انها لم تشعر به عند دخوله
انفزعت الفتاة عندما سمعت صوته والتفتت ترمقه بفزع فالتوت قدميها الاثنتين ببعضهم البعض
اختل توازنها أثر ذلك عندما لمح ذلك ا توقف الزمن عند هنا لثانية حتي رفعت عيونها الفيروزتين له حينها ايضا توقف الزمن مرة اخري لكن عنده هو فقط فتح مشدوها وهو يراقب عيونها الفيروزتين اللأتان اصطدما بعينيه وخصلات شعرها النية الفاتحة تسقط علي جفن عيونها فتمنع عينيه من التمتع بهما كأنه غرق فيها ! حيث لم يرفع عينيه او ترمش جفنيه منذ ان سقطت عينيه عليها
أول من فاق من تلك الحالة هي
شكرا لحضرتك جدا
فاق اخيرا من تطلعه لها الغير مهذب علي حديثها فنظف حلقه وأعاد الثبات لنبراته
عفوا علي اية !
نقل ابصاره بتوتر نحو قنينات العطر و
انا عايز ازازة برفان رجالي لو سمحتي 
توجهت نحو إحدي الرفوف
عايز حضرتك ماركة معينة 
فكر قليلا قبل ان يتوجه بخطواته نحو نفس الرف الذي توجهت هي له وهو يقول
تسمحيلي اختار بنفسي 
اؤمات بحسنا بكل رحب فراح هو يبحث بين القنينات عن مبتغاه وسط تحديقها به كان سليمان طويل جدا وهذة صفة تميزه في بعض الاحيان وتعيقه في احيان اخري ملامحه كأنها منحوتة ملامح رجولية شرقية ربما تكون عادية لكنها فيها لمحة من التميز له كاريزما خاصة هي التي تجعل العيون تتعلق به نظرات عينيه في بعض الاحيان ولبعض الاشخاص تكون أسرة لذا اذا طالع احدهم ونظراته رائقة قد تتعلق عيني الشخص بتلك النظرات الي أبد الدهر خصلات شعره البنية الفاتحة حتي خصلات ذقنه المنبتة قليلا كانت بنية ملابسه كانت تدل علي مدي ثراءه رائحة عطره التي تنبعث منه تدل كذلك علي مدي ذلك الثراء فذلك النوع من العطور هي لا تأتي به في محلها لغلاء سعره اوقفها عن ذلك فجالت ببصرها نحو إحدي الاماكن كي لا يعرف انها كانت تجحظ عيونها فيه منذ قليل لا تعلم انه شعر بها وبمراقبتها منذ البداية مد يده بقنينة العطر لها وهو يهتف
عايز الازازة دي
اخذتها منه وهي تساله بعدم تصديق
بجد
سأل متعجبا
هو فيها حاجة 
أجابته بنبرة سريعة
لا طبعا مش قصدي يافندم
صمتت لفنية
قبل ان تتابع الحديث بثرثرة
انا اصلي انك اخترتها وفي مليون
نوع عطر تاني غيرها من ماركات عالمية دا البرفيوم اللي حضرتك حاطة فرنسي اصلي لشركة G dal اعتقد تمنها بالتقدير يوصل ل 15 ألف جنية فأنك تاخد ازازة متعديش ال 500 جنية دا صدمني
بعيدا عن ثرثرتها الكثيرة التي اندفعت في وجهه مرة واحدة هو تمتع لمراقبته لحركات يدها
ووجها وهي تتحدث بتلك السرعة والانفعال وجد نفسه بلا سبب يبتسم عندما لمحت هي ابتسامته نظرت للارض بخجل لم يدوم طويلا حيث سرعان ما رفعت عيونها لتقول بحماس
تعرف اني انا اللي عاملة تركيبة العطر دي بنفسي علشان كدا مصډومة انك اخترتها اصلي انا بعمل تركيبات كتير ومحدش بيعرف بيها خالص واللي بيعرف مش بتعجبه إلا ناس قليلة طبعا
قالت اخر جملة بشفاء مزمومة بضيق فوجد نفسه يقول سريعا ليراضيها
مش كل الناس زوقها راقي علشان تعجبهم تركيباتك
بيسان بعيون لامعة أثر عبارته المجاملة لها
فعلا 
ابتسم مجيبا عليها بصدق
فعلا  
مد يده بالقنينة لها مرة اخري
ممكن تاخديها بقي وتلفيهالي لفة تنفع ل مناسبة عيد ميلاد
اخذتها منه وتوجهت ل الجهة الاخري من المكتب اخرجت مجلد بنفسجي اللون وراحت تلف الهدية بطريقة راقية كانت تقوم بعملها بتركيز لكن رغم ذلك لم تمنع نفسها من سؤاله
عيد ميلاد مين اخوك ولا صاحبك ولا 
قاطعها بكلمة واحدة خرجت بدون ملامح متأثرة
عدوي عدوي الوحيد كمان
توسعت عيونها بزهول لما قاله حتي انها تركت ما بيدها وعادت ترجع له مرة اخري وهي تقول بحماس
انا اول ما شوفتك قولت انك حد اوبه برضوا انت اكيد من الناس اللي عندها اعداء وبتاع وبتمشي بسلاح صح 
كل ما قالته قالته بثانية واحدة بحديث متلاحق حتي انه شعر ان انفاسه هو التي تروح لكثرة الحديث توسعت عيونه بزهول من فرط ثرثرة تلك الفتاة واندفاعها لم يكاد يفوق من زهوله حتي تابعت هي
لو معاك سلاح ورهوني بليز ارجوك ارجوك
تابعت حديثها بزم بسيط في مما اعطاها مظهر طفولي لم يستطيع هو ان يتجاهله فوجد نفسه يخرج من حزام بنطاله ال ويريه لها بالفعل لمعت بعيونها الاثارة وهي تلمحه كادت وهي تقول بسعادة
الله دا بجد هو انت ظابط ولا حرامي 
وهو ينطق بتحذير
دا ممنوع اللمس
نظرت له باستعطاف
بليز
تقابلت عينيه بعيونها فوجد نفسه يتنهد بقلة حيله
رسم الجمود علي ملامحه وهو يقول
لو سمحتي غلفي العطر علشان لازم امشي
عادت مكانها لتقوم بتغليفه مرت دقيقة ساد فيها الصمت بينهم لكنها لم تستطيع ان تصمت اكثر من ذاك حيث عادت تسأل فضول
مقولتليش انت حرامي ولا اية ومين عدوك دا ولية عدوك 
وانتي مالك 
قالها بحدة لكي تصمت فتلك الفتاة ادخلت فيه
بتلك اللحظات القليلة التي مرت العديد من الذبذبات الكهربائية التي لا يريد ان تزيد اكثر لذا عليه ان يغادر بأسرع وقت بعد ان يمنحها نظرات من جليد وملامح
من خشب
بالفعل صمتت وهي تنظر للارض بخجل سأل وهو يخرج محفظة نقوده من جيب بنطاله
الحساب كام 
قالت بنبرة جادة
550 جنية يافندم 
اعطاها المال وتوجه صوب الباب قبل ان يخرج هتفت هي بنبرة عابثة
بس علي فكرة لو شفتك تاني لازم تقولي مين عدوك دا
نظر لها مزهولا منها ومن حديثها فمنذ لحظات ظن انها أحرجت وانكسفت وترغب بمغادرته بأسرع وقت لكنه وجدها قد عادت لمرحها من الجديد وعاد مبسمها للأبتسام بحرية مرة اخري لاعبت حاجبيها وهي تهتف
متركزش معايا علشان متهيسش
وغمزت له بمرح
غادر المحل بحال غير الذي دخل به دخل عابث الوطه وخرج مبتسما رغم انه علي بعد خطوات من عدوه !!
فيلا حسان رشدي 
كانت مظاهر الاحتفال تظهر في كل مكان بالحفل رقص وغناء حركة ومرح الاجواء مضيئة والجو في غاية الجنون يقف ماجد في إحدي الاماكن مع إحدي رجال الاعمال يتحدث معه بشأن العمل عابد مع فتاة يتحدث معها بمرح كبير حسان امير الحفل ينتقل هنا وهناك ببسمة كبيرة مرتسمة علي قاطع تلك الاجواء دخول سليمان الحفل والمغلف البنفسجي بين يديه توجه بخطواته نحو حسان الذي بدوره عندما لمحه توقف عن التنقل ليرحب به تعلقت عيني حسان بسليمان وعيون اخري كثيرة ك ماجد وعابد مثلا وغيرهم الكثير
مد سليمان يده بالمغلف
لحسان عندما وصل له وهو يقول بنبرة باردة حاول بكل جهده ان يظهر
فيها قليل من المودة
كل سنة وانت طيب ياحسان
اخذ حسان من بين يده المغلف قربه من ثم
 

انت في الصفحة 2 من 20 صفحات