سيف و سيلين الجزء الثاني
التي كانت تجلس بجواره قبل أن يجيبه
بكذب..
قصدك آدم.. اصل... هو.. أه...إفتكرت عنده شغل برا مصر...
رمقه صالح بنظرات متهكمة قبل أن يهتف
بسخرية..
حتى الكذب مش فالح فيه يعني عاوز تفهمني
إن إبنك الفاشل بقى بيسافر برا عشان الشغل.. مش
عشان هربان من سيف بعد عملته السوداء..
صدم كامل و كذلك إلهام بأن الجد يعلم بهجوم
على العموم هو خرج من حمايتي و حتى لو
سيف مۏته مش هتدخل... لحد هنا و كفاية خليه
يواجه نتيجه تهوره بنفسه .
إنتفضت إلهام بقلق بعد ما قاله فهي رغم خشيتها
من سيف إلا انها كانت متأكدة من أن الجد سوف
يتدخل و يحل المشكلة كعادته...هتفت بحدة
متناسية مع من تتكلم..
ېقتل إبني...
لكزها كامل بمرفقه لينبهها لكنه لم تهتم به
بل ظلت نظراتها مصوبة على الجد الذي تابع
تناول طعامه ببرود دون أن يجيبها...
هدرت إلهام بغيظ من تجاهله لها و هي
تقف من مكانها..
أعمل اللي تعمله بس انا مش هسيب إبني
و هعرف إزاي أحميه كويس .
المكان ليعتذر كامل من والده على فضاضتها
معلش يا بابا إنت عارف إلهام... هي بس قلقانة
على آدم....
أشار له صالح بأن يصمت قبل أن يقف
هو أيضا من مكانه متجها نحو غرفته...
عبس كامل و هو ينظر نحو الدرج حيث
كانت إلهام تسير بخطى غاضبة نحو غرفتها
ليقرر في الاخير اللحاق بها....
صباحا دلفت هانيا بوابة القصر و هي تبتسم
بخبث في داخلها بعد أن نجحت في إتمام
الخطة التي رسمتها لها فاطمة على أكمل وجه..
حيت الحرس ثم أكملت طريقها للداخل متجهة
نحو المطبخ بحثا عن شريكتها.....
صباح الخير يا بنات .
أردفت هانيا و هي تضع حقيبتها بحرص على
طاولة المطبخ لتجيبها سعدية و صفاء بصوت
صباح الخير....
هانيا بتساؤل..أمال فين فاطمة هي لسه
نايمة و إلا إيه
دلفت فاطمة المطبخ في تلك اللحظة لتجيبها
بدلا منهما
النوم و الراحة للهوانم اللي فوق إنما الغلابى
اللي زينا ملهمش غير التعب و الشقاء.... 2
ضحكت هانيا و هي تغمزها قائلة بمغزى..
الصبر طيب يا بطة...
جلست فاطمة إلى جانبها بعد أن دفعت عربة
ها طمنيني إيه الأخبار...عملتي إيه
هانيا و هي تنظر لسعدية و صفاء..
متقلقيش كله تمام..أنا فهمت صحبتي
على كل حاجة و إديتها قرشين لزوم الخدمة
بس كان لازم نطلب الحاجة من محل غالي
كده داه مكلفنا مرتباتنا شهرين ....
فاطمة..ماهو لازم نعمل كده عشان الخطة
تمشي مضبوط...نطلب الحاجة من نفس المحل
اللي هي متعودة تشتري منه ... بس خلي بالك لحسن حد يكتشف اللي جوا الشنطة ساعتها هنروح فيها ..
هانيا..متقلقيش أنا مضبطة كل حاجة...الساعة
واحدة و نص بالتمام الطلبية هتوصل باسم
يارا هانم....و إنت طبعا عارفة الباقي ...
فاطمة بخبث..ماشي كده اللعب إبتدا يحلو
أوي...و يومين ثلاثة بالكثير و كل حاجة تخلص
و يغوروا في ستين داهية....
هانيا بقلق..بس انا خاېفة أوي...إفرضي صالح بيه
مرجعش النهاردة زي عادته....
فاطمة هي تنهرها..اوووف فال الله و لا فالك
إيه التشاؤم اللي إنت فيه داه.. لو حصل و مجاش
هبقى أتصرف متقلقيش .
قاطع أحلامها صوت والدتها..
يلا يا فاطمة اوام خذي الكبايات و شوفي السفرة
ناقصة إيه....
نهضت فاطمة لتفعل ما أمرته به والدتها كاتمة
ڠضبها بداخلها و هي تعد نفسها أن كل هذا
سينتهي قريبا.....
مرت ساعات الصباح روتينية على الجميع
أروى منشغلة بلجين لا تتركها و لا لحظة واحدة
سناء خرجت للقاء بعض صديقاتها... أمين
و كامل ذهبا إلى الشركة كعادتهما و هشام
مشغول بإفتتاح المستشفى أما إنجي فكانت
تحاول طوال الوقت ان تبعد عنها علي الذي
إستغل
تلك الخطة حتى يتلتصق بها كامل النهار....
أما يارا فقد أخذها صالح لوالدتها و التي هاتفتها
لتخبرها بقرار طلاقها من والدها مما جعل يارا
تقرر الذهاب علها تقنعهما أن يتراجعا عن هذا
القرار.....
في تمام الساعة الواحدة و خمسة و ثلاثون
دقيقة كانت فاطمة تقف خلف إحدى الأشجار
أمام الفيلا بالضبط تراقب عامل التوصيل الذي
دلف إلى الفيلا صحبة احد الحرس...
قطفت وردة ثم دلفت تسير ببطئ وراءهما
و هي تمثل أنها تتحدث في هاتفها...
تجاوزتهما نحو المطبخ لكن الحارس
أوقفها ليطلب منها أخذ الأغراض...
اومأت له ثم نادت لصفاء و التي أتت مسرعة
لتقول لها..
صفاء من فضلك شوفي هاني عاوز إيه...
حركت الهاتف في يدها لتراه صفاء ثم أكملت
طريقها للداخل... أخذت الأخرى كيس الأغراض
ثم سارت لتصعد به لجناح صالح لكنها تراجعت
بعد أن تذكرت ان يارا ليست موجودة....
أخذته نحو المطبخ ووضعته على الطاولة
قائلة لفاطمة..
الطلبية دي عشان يارا هانم اول ما تيجي
طلعيهالها الأوضة .
فاطمة و هي تنفخ بضيق..
بقلك إيه يا صفاء...أنا مليش دعوة بأي
حاجة تخص يارا هانم...
مصمصت صفاء شفتيها ثم سارت نحو الفرن
لتتفقد الطعام....لتنتهز فاطمة الفرصة و تخرج
علب السچائر و تضعها في الأكياس مستغلة
أن لا وجود لكاميرا مراقبة داخل المطبخ.
وقفت من مكانها لتغادر المطبخ من الباب الخلفي
قائلة لصفاء..
أنا طالعة اشم شوية هواء لما تخلصي الاكل
إبقي ناديلي .
بعد أقل من ساعة توقفت سيارة صالح أمام
باب الفيلا... اعطى مفاتيحه للحارس حتى
ينقل السيارة ثم ترجل ليفتح الباب ليارا
التي كانت متعبة جدا خاصة بعد فشلها
في إقناع والديها بالبقاء معا.....
كانت تسير ببطئ مستندة على صالح و كانت
هذه من المرات القليلة التي تقبل فيها أن يقترب
منها أو أن يساعدها...توقفا عندما نادت عليهما
صفاء التي كانت تحمل الأكياس في يدها
إتفضل يا بيه... يارا هانم طلبت الحاجات دي
و النهاردة وصلوا .
أخذ منها صالح الأكياس ثم نظر ليارا
ليسألها...كانت ستخبره أنها لم تطلب شيئا
لكنها غيرت رأيها عندما رأت إسم محل
العطورات و مواد التجميل الذي تقتني
منه دائما حاجياتها.. أومأت له بالايجاب
ثم صعدت الدرج ليلحقها صالح حاملا
الاكياس.......
سبقته يارا لتدلف غرفة الملابس لتغير ثيابها
و اخلد للنوم من شدة تعبها بينما بقي صالح
يستكشف محتويات الكيس...
إبتسم بخبث و هو يرفع قلم احمر الشفاه
ذو اللون الصارخ الذي أعجبه بشدة متخيلا
إياه يصبغ شفتيها الجميلتين...لعڼ نفسه
بسبب شعوره أنه يريدها في الحال لمجرد تخيل
هذا اللون عليها....أعاد القلم لمكانه محاولا
التخلص من ذلك الشعور الذي يبغضه كثيرا
و هو فقدان السيطرة عن مشاعره تجاهها....
نفخ بضيق و هو يرخي ربطة عنقه ليتوقف
فجأة عندما لمح ما جعل شياطينه تخرج....
كز على أسنانه پغضب و هو يمسك علبة
السچائر بين يديه ليسحقها بكفه و يضغط
عليها حتى تدمرت بالكامل.... رماها على
الطاولة ثم أفرغ محتويات الكيس على
الطاولة عله يجد شيئا آخر و هو يتوعد
ليارا بالعقاپ هذه المرة......
الفصل الخامس
شعرت يارا بالإرتباك عندما رأت نظراته المتوحشة
نحوها...رغم انه لم يحدثها منذ خروجها من الحمام
إلا أنه لم يبعد عينيه عنها... تحدث اخيرا ليأكد
شكها أن هناك مصېبة ما في الطريق..
إمتى طلبتي الحاجات دي .
قرأت يارا إسم المحل بتمعن قبل إن تجيبه..
مش فاكرة.. نسيت.
جلست أمام مرأة تسريحتها لتضع بعض المرطبات
على وجهها...و ما إن إنتهت من فتح إحدى العلب حتى وجدته يقف وراءها و ينظر لها من خلال
المرآة مد يده أمام وجهها لترى يارا علبة
إلتفتت وراءها و هي تعقد حاجبيها بتساؤل
لترى إبتسامته اللئيمة التي لطالما أثارت خۏفها
قبل أن يسألها..
إيه داه
حولت نظرها مرة أخرى ليده التي تحتوي
اومأ برأسه قبل أن يردد بسخرية..
برافو... شطورة يا حبيبتي.. و بتعمل إيه علبة
الزفت دي في الاكياس اللي إنت طلباها
مش عارفة
لم تتردد في إجابته فهي فعلا نسيت
متى آخر مرة طلبت فيها أغراضا من ذلك
المحل..لكنها بسبب تفكيرها في مشكلة
والديها لم تعطي الأمر أكثر مما يستحقه و لم
تدري أنها بذلك قد إرتكبت خطئا كبيرا.....
فهي بخطئها الغير مقصود هذا جعلت
وحش صالح يستيقظ من جديد بعد أن
وعدها طوال الايام الماضية أنه لن ېؤذيها
طالما كانت مطيعة....و مازاد حظها سوء هو
إنتهاز ه لهذه الفرصة حتى يثبت لنفسه
أنها لا تعني له شيئا و أن قلبه لا يزال ملكه.....
صاحت بصوت عال عندما تفاجأت بأصابعه
تلتقط خصلات شعرها بقوة حتى كاد يقتلعهم
من جذورهم ليوقفها من كرسيها...جرها نحو
الفراش ليرميها فوقه بقوة متغافلا عن أمر حملها
بعد أن أعمى الڠضب بصيرته...
كان صدره يعلو و يهبط من فرط إنفعاله
عيناه محمرتان و كأن شيطانا تلبسه في تلك
اللحظة...أثنى ركبتيه على الفراش حتى
يستطيع الوصول إليها ليقبض على
شعرها من جديد هاتفا بصوت كفحيح
و تعصي أوامري
مرة ثانية..
أحاطت يارا وجهها بكفيها
بحماية لكن ذلك لم يوقفه ليصفعها بكل قوته
عدة مرات...زاغت عينيها تشعر پألم حارق
.
صړخت بأعلى صوتها حتى تنقذ نفسها من
هذا الۏحش الذي يبدو أنه مصر على قټلها
أبوس إيدك كفاية... إبني ھيموت...
كلماتها جعلت الغمامة تنقشع من أمام عينيه
ليفيق في تلك اللحظة من جنونه و ينظر تحته
ليجدها متكومة على نفسها تحتضن
بطنها بيديها خوفا من أن تصيبها ضړبة
خاطئة...
صوت طرقات الباب العڼيفة
تلاها صړاخ فريد الذي كان يدعوه لفتح الباب..
إفتح يا صالح...إفتح يا مچنون بدل ما أكسر
الباب...
لم يكن فريد بمفرده من فزع بل أروى أيضا
التي حالما سمعت صوت صړاخ يارا و صالح
حتى أتت لترى ما يجري...مرت دقائق
و صالح يرفض فتح الباب ليحاول فريد
بكل
قوته تكسير الباب ضربه عدة مرات بكتفه
لكنه لم يستطع.... فكر للحظة في إستعمال
سلاحھ لكنه خاف أن يصيب عن طريق
الخطأ أحدا منهما ليستمر في ركل الباب
بقدمه حتى نجح في تحطيمه....
أشار لأروي أن تدخل قبله بينما ظل هو
أمام الباب إحتراما لخصوصية زوجة أخيه..
إندفعت أروى داخل الغرفة لتشهق پصدمة
و هي ترى مظهر يارا التي كانت في حالة
كانت ملتصقة بوجهها أما هي فقد كانت أشبه
بچثة هامدة لا يتحرك من سوى عينيها...
بكل قوتها دفعت أروى صالح و بدأت
تضربه بيديها و تشتمه بأبشع الأوصاف
بعد أن تذكرت ما حصل لها على يدي
زوجها هي الأخرى في بداية زواجها....
يا حقېر... يا ژبالة بتمد إيدك على مراتك
فاكر نفسك راجل... يا هموتك
أقسم بالله لموتك يا .....مش مراعي
حتى أنها حامل.. عاوز ټقتلها إنت للدرجة
دي واطي..سيبني...بقلك سيبني يا فريد ......
إهتاجت أروى خاصة بعد أن أبعدها فريد
عن صالح الذي ظل واقفا يرمقها بنظرات
غامضة...كاد أن يعود ليارا مرة أخرى حتى
يكمل ضربها على تجرأها و إفشاء سر حملها
لكنه بدل ذلك هتف بكل برود محدثا شقيقه
الذي كان يحاول بكل جهده تهدأة زوجته..
فريد... خذ مراتك و إطلعوا برا أديكوا
إطمنتوا عليها لسه عايشة و مفيهاش حاجة....
إنفرجت شفتا فريد من وقاحة شقيقه
و بروده بينما صاحت أروى التي كان
تحاول بكل قوتها التخلص من ذراعي
زوجها التين تمنعانها من الفتك بصالح...
أجابه فريد دون أن يترك أروى..
إنت اللي لازم تطلع برا مش أحنا.... إوعى
تفتكر إني هعيد غلطتي ثاني و أقف أتفرج
عليك و إنت بتضربها زي ما عملت قبل
كده .
توقفت أروى عن التحرك لشدة صډمتها مما
تفوه به زوجها...تمتمت بصوت منخفض
يدل على خيبتها
قصدك إيه بالكلام داه...
لم يجبها فريد بل رمق شقيقه بنظرات ذات
مغزى عله يغادر الغرفة بصمت دون مزيد من
الإعترافات...زفر صالح بقلة صبر و هو يلمح
بطرف عينيه يارا التي كانت تحاول النهوض
من على الفراش...ثم هتف بحدة عله ينهي
هذا الحوار السخيف من وجهة نظره....
بقلك إيه يا فريد....لآخر مرة هقلهالك
خذ مراتك و إطلع برا ملكش دعوة بلي
بيحصل بيني و بين مراتي..هي غلطت لما
فكرت ټأذي إبني و أنا بربيها عشان تحرم
دفع فريد أروى برفق ناحية الفراش و هو يقول
روحي ساعديها بسرعة.....
ركضت أروى نحو يارا التي كانت تشعر بأن
عظام وجهها قد تكسرت فهو عندما كان
يضربها كان حريصا فقط على إصابة
وجهها...أسندتها لتنهض يارا عن الفراش
مطئطئة رأسها بخزي و خجل فهذه ليست
أول مرة يضربها أمام الناس...حتى أنها
نسيت شعور الألم الذي لم يكن يساوي شيئا
أمام نظرات أروى و فريد المشفقة.... 2
دفع فريد صالح بكل قوته محاولا إخراجه
من الغرفة و هو لا يكف عن لومه و شتمه
أدخله بقوة نحو جناحه حتى يتسنى لهما
التحدث بخصوصية..أغلق الباب وراءه و هو
يشمر أكمام قميصه ليندفع بعدها مباشرة
ليلكم شقيقه حتى أسقطه أرضا...إنحنى
ليقبض على تلابيب قميصه ليهزه عدة
مرات و هو لا يكف عن الصړاخ في وجهه
قائلا..
إنت إيه يا أخي... شيطان..للدرجة دي وصلت
بيك الۏساخة تمد إيدك على مراتك و هي
حامل....لييييه عملت إيييه لكل داه...عشان
... كنت وعيتها بهدوء و فهمتها
مرة و إثنين و عشرة لكن تضربها بالطريقة دي...
خفت على إبنك من و مخفتش عليه
يتأذى و إنت بتضربها...فرقت إيه عن المجرمين
و الحيوانات اللي بشوفهم كل يوم في القسم.....
تركه و هو يتنفس بقوة ليركل قدمه منفسا
عن غضبه قبل أن يغادر الغرفة نحو أروى
ليخبرها أن تجهز يارا حتى يأخذها للمستشفى.....
في الخارج كانت هانيا تقف أعلى الدرج
رفقة فاطمة تتبادلان النظرات الشامتة
و السعيدة في نفس الوقت لنجاح خطتهما....
نزلتا الدرج بعد أن لمحتا أروى تسند يارا
و بجانبهما فريد الذي كان يسير بملامح غاضبة..
في الجزيرة الخاصة....
كانت سيلين تسير بجوار سيف الذي
أصر على أخذها في جولة داخل حديقة الفيلا
و التي ذهلت من مساحتها الشاسعة التي
غطت تقريبا ربع مساحة الجزيرة...حتى أنهما
قد إستخداما إحدى سيارات السفاري الصغيرة
لإستحالة التجول على الأقدام كل تلك المسافة...
خاصة أن الأرض كانت وعرة تشبه بالضبط
أحراش أفريقيا لولا تلك الطرقات الإسفلتية
التي تم إنشاءها حتى تسير فوقها السيارات...
إرتجفت پخوف و أسرعت لتمسك بذراع
سيف و هي تلتفت حولها بعد أن سمعت
زئير بعض الأسود... لم يتوقف
سيف عن
السير مستمتعا بردة فعلها التلقائية و التي
توقعها حال إكتشافها بوجود اسود على
الجزيرة...
جذبته من ذراعه و هي تهمس بړعب
و قلبها يكاد يتوقف عن النبض حال سماعها
تلك الأصوات المخيفة ثانية..
إنت رايح فين..مش سامع صوت الأسد....
في أسدات في الجزيرة تعالى بسرعة خلينا
نرجع للعربية قبل ما يطلعلنا واحد ياكلنا .
إلتفت نحوها سيف ببطئ و هو يردد
كلمة أسدات و التي لم يفهمها..
قوليلي الجزيرة فيها إيه.. أسدات داه
نوع جديد من الحشرات و إلا إيه
إستمرت بجذبه من يده دون فائدة فهو لم
يتحرك خطوة واحدة لتهتف موضحة له..
أسد و أسد و أسد..يعني أسدات كثير....
ارجوك خلينا نمشي مش وقت ضحك دلوقتي .
لم يستطع منع نفسه من الضحك كما كان يفعل
دائما عندما تخطئ في كلامها... رغم أنها
إسطاعت في الفترة الأخيرة و بمساعدة
ياسين من تحسين لغتها العربية إلا أنها
لا تزال حتى الآن تخطئ في بعض المفردات....
توقف عن الضحك عندما شاهد شحوب وجهها
و إرتجاف يديها من شدة خۏفها لا يلومها
فأي إنسان طبيعي مكانها كان سيخاف
طول ما أنا جنبك إوعي تخافي من أي حاجة...و
إطمني إحنا لسه جوا جنينة الفيلا و الأسود
نطقها بضحك برا في غابة الجزيرة بس
أصواتهم قريبة عشان إحنا قربنا من السور
اللي بيفصل الجنينة عن باقي الغابة.. فهمتي .
حركت رأسها بإبجاب بعد أن أشعرها كلامه
ببعض الاطمئنان لكن ذلك لا ينفي إهتزاز جسدها
كلما سمعت زئيرهم...أصواتهم فعلا مرعبة
و تجعل المكان يهتز من حولها...
لم يكن لديها خيار الرفض رغم أنها كانت تتمنى
ذلك و بشدة بعد أن عرض عليها سيف رؤية
تلك السنوريات مباشرة.....
تبعته بخطى مترددة باتجاه السور الذي كان. عبارة
أن أسلاك حديدية متينة تفصل بين الجهتين....
أشار بإصبعه نحو أحدهم لينتقل