الجمعة 29 نوفمبر 2024

اشواق غريبه بقلم داليا الكومي الله

انت في الصفحة 33 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


يشعر پألم بالغ فما بال الذي حبيبته ټصارع المۏت ربما يؤلمه ضميره الان ففريده قد تكون يئست من الحياه وترفض ان تناضل لاجل حياه هو لن يكون فيها انهما اغبى زوجان علي وجه الارض وجدته معها حق لم 
اسوء شيء تعرضت له العائله بلا منازع ولكن في اوقات الصدمات تظهر المعادن فخالته منى نسيت كل ما فعله محمد وكادت ان ټموت هى الاخري عندما علمت بما حدث لحبيبة قلبها فريده 

ما افسده محمد بتهوره اصلحته فريده وتجمعت العائله مجددا في محاوله للتماسك 
الوقت غير مناسب اطلاقا لكنه يشعر بالاسي لانه اضطر الي صفع رشا ولكنه كان مجبر هل ستسامحه وتتفهم السبب سيحاول ان يواسيها ويمسح دموعها التى تلهب قلبه كانت لا تشعر بوجوده وكأنها في عالم اخر اقترب منها بصمت وكأنه يخشي ان يتدخل في لحظتها الخاصه مازالت لا تشعر به علي الرغم من اقترابه ما حدث اكبر من تحملها واكبر من اي كابوس سيء قد يراه احدهم جلس في صمت يراقبها فالانتظار قاټل وخصوصا حينما تنتظر المجهول وانت تعلم انه سيكون مظلم هو ومحمد فعلا كل ما في وسعهما ومنعا الكثير من المضاعفات ولكن العمليه خطيره جدا وتوقف قلبها عن العمل قد يكون اضر بجزء حيوى من جسدها ثم حملها الذي يشكل خطوره اضافيه علي حياتها مسكينه فريده لم تتهنى يوما بحياتها علي الرغم من الحب الذي يحمله عمر لها والذي يعلم انه اقوى من اي حب يعرفه ولكنها لم تستمتع به يوما لايدري لماذا عاند كلاهما القدر واخفيا حبهما الذي بسطوع الشمس ولكن تدابير القدر تحملنا الي اماكن لم نكن لنخطيها بإرادتنا ابدا 
نظره منه الي الوجوه الباكيه اعادته الي الواقع المرير كلما راوده الامل ان تتجاوز فريده المحنه ينظر الي والدته فيعلم ان قلبها لا يبشرها بالخير انها علي وشك فقدان عقلها تماما يسمعها تحدث نفسها وتلومها فهى السبب لولا انها استقبلت تلك الحيه لما كانت صغيرتها عاد بذاكرته الي ايام مرض احمد التاريخ يعيد نفسه والالم نفسه يتكرر ان تشعر انك علي وشك فقدان شقيق او شقيقه شعور رهيب الكلمات تعجز عن وصفه ولكنه اقرب ما يكون الي فقدان جزء من روحك معه الانتظار يستنزفه وسيموت قبل ان تخرج فريده من العمليات فريده كتبت عليها
المعاناه وقدر لها الالم دفعت غاليا
ومازالت تدفع لو فقط تصمد وتتجاوز محنتها سيعبر لها عن حبه وامتنانه لطالما ساندته في كل شيء وكانت سندا له اهتمت بكل تفاصيله وكأنه ام اخري حظى بها لم تعامله هو او احمد كأشقاء بل اعتبرتهما اطفالها خۏفها ولهفتها عليهما كانت واضحه وتضحيتها لاجلهما لا يمكن نكرانها ابدا لديها من الحب والحنان ما يكفي العالم كله تعطى الجميع وتحرم نفسها من ابسط الاشياء انحنى يقبل يد والدته بحنان والتى ازدادت شهقاتها مع احساسها به لا يملكون الا الدعاء الان فهى بين يدى الرحمن وما اقوى من دعاء ام تشعر انها علي وشك فقدان احد ابنائها مسح دموعها بأصابعه واخبرها وهو يتحلي بالصبر والامل ادعيلها يا امى دعواتك هى سكة نجاتها صوتها يكاد يكون مسموع البكاء استنزف كل قوتها فقط ساعه مرت منذ الحاډثه المشؤمه ولكنها كانت كأنها صړخت لايام بلا انقطاع وغادرتها روحها اصبحت كالامۏات صوتها الضعيف خرج يعبر عن العڈاب الخالص وهى تقول تفتكر ممكن تعدى منها يا محمد حصلت قبل كده وشفت حاله زيها انا مؤمنه يا ابنى بقضاء ربنا لكن الانتظار مۏت محتاجه امل اتشعلق بيه قبلت كفيه وهى تترجاه پألم ارجوك يا محمد طمنى وقول انك شفت حالات زيها محمد اومأ برأسه
وهو يقول بأمل واصعب منها مېت مره الحمد لله الظروف خدمت فريده انا وعمر كنا موجودين والمستشفي قريبه وعمر وفر الډم في وقت قياسي صدقينى يا امى في الحالات الخطيره اللي بيقلل نسبة نجاحها بطىء الاجراءات والحمد لله فريده دخلت العمليات بعد ساعه تقريبا وهى في العمليات دلوقتى وفريده قويه وحامل هتناضل عشان خاطرنا عشان جنينها عشان عارفه ان عمر بيحبها وروحه فيها ولو استسلمت كلنا هنروح معاها اصمدى انتى كمان واتفائلي بالخير 
ۏفاة والده كانت اول ازمه حقيقيه يمرون بها ثم مرض احمد والان فريده السنوات الاخيره حملت الكثير من الالم والكثير من الامل لابد وان ينتهى الالم يوما ما وتمنى ان ينتهى اليوم ما يحدث هو تدابير الهيه لما فعلته نور امر ستسامحها عليه قبل ان تستيقظ يوما ما ولا تجدها الحياه اثمن من ان نضيع أي ثانيه منها في البعاد وندا التى كانت تتحامل علي فريده بكت من قلبها وتمنت لو يعود الزمن للوراء لتعطيها فرصه اخري كانت تعلم جيدا ان ۏفاة فريده ستعنى
ۏفاة عمر فهما
متحدين في الارواح الصمت كان السائد في الصاله الصغيره التى تجمعوا فيها في انتظار خروج فريده لم يقوى احدهم علي الكلام حتى الدعاء كانت القلوب هى التى تتحرك به وليست الشفاة راقبوا جميعا عمر وهو يضع رأسه علي ركبتيه وهو يجلس ارضا في ركن قصى كانوا يعلمون انه يبكى وانه ېموت تدريجيا معها ولم يجرؤ احدهم علي مواساته 
واخيرا 
فتح الباب المؤدى الي غرفة العمليات ببطء وتوجهت انظارهم جميعا للممر المؤدى الي الداخل تمنوا لو تخرج منه فريده تركض في اتجاهم لتخبرهم بنفسها انها بخير لكن للاسف التى غادرت من الباب لم تكن فريده بل ممرضه ترتدى زى العمليات الاخضر المميز بذكائها الفطري علمت ان احدهم لن يجرؤ علي سؤالها عن مريضه بين يدى الرحمن وان أي ثانيه تمثل لهم حياه او مۏت فلم تنتظر ان يسألوها عنها بل قالت فورا المريضه خرجت من العمليات وحالتها مازالت حرجه هى حاليا في الافاقه ولما تستقر
شويه هتتنقل علي العنايه والخبر الكويس انها
مخسرتش الجنين كملوا الدعا هى لسه محتاجاه 
ذكيه تلك الممرضه سكنت جراحهم ولم تطمئنهم بالكامل فتحت باب الامل لكنها لم تدخلهم منه وتعمدت ذكر الحمل لالهائهم لكنهم لن يهدأ بالهم ويطمئنوا حتى يروها بأنفسهم وتتحدث اليهم 
عمر كان مازال يجلس علي الارض ونهض فورا يترجاها ان تسمح له برؤيتها حتى من بعيد الممرضه اجابته بإشفاق وتفهم ممنوع صدقنى هى لسه داخل حرم العمليات اول ما تتنقل العنايه هنسمح ليكم برؤيتها واحد واحد من بعيد 
هو لن يتحمل الانتظار اكثر من ذلك وخصوصا وهو يعلم انها تحتاج اليه ليتهم يسمحون له برؤيتها هو ايضا يحتاج اليها بنفس مقدار احتياجها اليه اصوات بكاء تصاعدت مجددا اصابته بالكآبه فالټفت پحده ليستكشف فوجىء بعدد من رجال الشرطه يتحدثون مع عائلته الباكيه هو يعلم جيدا انهم لا يحتملون اعادة ما حدث ولكنهم يجب عليهم ذلك من اجل ان تجحم تلك اللعينه في الچحيم الابدى
منذ الحاډث لم يفكر الا في السبب الذى جعلها تحمل كل هذا الغل والكره لفريده التى لم تعاملها يوما الا بكل حب انتظر حتى اخبرت خالته وجدته الشرطه عن الجزء الذى لم يحضره وتولي هو اخبارهم بالباقي بالتأكيد اعادة صياغة ما حدث في كلمات تقولها خالته ستؤلمها بنفس مقدار المها وقت لذلك تحمل هو الالم وجنبها هى ذلك 
لدهشته الضابط اخبره لقينا في شنطتها روشته لطبيب نفسي مشهور د احمد صديق اكيد طبعا سمعتوا عنه 
ولما عملنا له زياره بعد اذن النيابه طبعا بلغنا انها مريضته وبتتعالج عنده من زمان طبعا رفض يعطينا أي تفاصيل لكن لما سألناه عن تشخيصه لحالة المتهمه قال انه كان بيعالجها من سنوات طويله علي انها شخصيه معاديه للمجتمع anti social personality وبعدين من حوالي سنتين الامر اتطور واصبحت تعانى من وسواس قهري عڼيف وفي اخر زياره له من اسبوع لاحظ انها بدأت تعانى من هلاوس وضلالات وكان شاكك انها قلبت فصام مزمن وما استبعدش انها تكون عڼيفه او تحاول القټل لان
الاصوات اللي بتسمعها ممكن تأمرها بأي حاجه وخصوصا انها شخصيه معاديه للمجتمع بطبعها 
مسكينه فريده فتحت للحيه حياتها وقلبها فتسببت في خسارتها لزوجها
الدقائق لا تمر ابدا والصمت مازال سيد الموقف الجميع فقد قدرته علي الكلام وكل منهم يتألم في صمت وكأن الكلام والصړاخ العالي نذير شؤم الدعوات اصبحت تتصاعد من القلوب الي خالقها مباشرة دون المرور باللسان حتى شريفه اصرت علي ترك غرفتها علي الرغم من تحذيرات الاطباء واحتوت ابنتها الباكيه في حنان اموي تملك الكثير منه تجمعت العائله كعادتها في السراء والضراء وحضر حتى اسيل وزوجها وخالتها لمياء والدة اسيل وريما ابنتها الصغري وعمر كان يشعر بخدر عجيب وكأنه يفارق الحياه تدريجيا مع كل دقيقه تقضيها فريده بعيده عنه الانتظار استنزفهم تماما حتى جاءت الممرضه اخيرا لتخبرهم انها انتقلت اخيرا الي العنايه المركزه وان الزياره ما زالت ممنوعه 
لا يستطيعون منعه من رؤيتها هى تحتاجه سيهدم المشفي فوق رؤسهم حتى يراها بعينيه يريد فقط ان يراها تقدم من الممرضه في هدوء تحامل علي نفسه كى يتحدث به قال انسه انا لازم اشوفها ولو دقايق صدقينى هى محتاجانى جدا طيب هشوفها من بعيد بس ممنوع دى اوامر الدكتور صدقنى انا مش في ايدى أي حاجه هدوئه يغادره اصبح يتحدث بعصبيه الان 
مدرس مساعد اطفال واللي اټهجم عليك ده جوزها واعصابه خلاص اڼهارت انت عارف الظروف 
فجأه ڠضب الطبيب زال تماما صاح بتفهم ايوه فاهم وكمان كنت عاوز اقابلك المسعفين بلغونى بالمجهود الجبار اللي انت والدكتور التانى عملتوه بصراحه هى حالتها حرجه جدا ومكنش هيبقي فيه أي امل بدون تدخلكم 
محمد اشار الي عمر الذى اقتاد رشا الي الخارج ليبعدها عن الموقف المتوتر الدكتور التانى عمر ابن خالتى طبيب تخدير وعنايه مركزه وانا باطنه وطبعا حاولنا كل اللي نقدر عليه وربنا يسترها طمنا عليها يا دكتور حالتها ايه بالظبط 
ممدوح ربت علي كتفه وقال العمليه عدت بسلام وقدرنا نسيطر علي الچرح الحمد لله كان بعيد كذا ملليمترعن القلب والاوعيه الكبيره لكنه طبعا اصاب الرئه اليسري حاليا هى في غيبوبه واللي رايده ربنا هيكون بالطبع هو كان يعلم كل ما قاله الطبيب لكنه اراد ان يخبر الطبيب الجميع بنفسه فهو لم يعد لديه أي قوه للكلام او الشرح طيب ممكن نشوفها من بعيد 
ممدوح مرر نظره علي الوجوه المتوتره كطبيب يعلم ان الزياره ممنوعه ولكن كإنسان يعلم جيدا شعور الاهل عندما يصاب عزيز لديهم قال بتوتر طيب هسمح لواحد بس يشوفها ويطمن عليها ويطمن الباقيين وان شاء الله لما وضعها يستقر هدخلكم واحد واحد اختاروا شخص واحد 
هتاف مجمع خرج بإسم عمر حتى
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 37 صفحات