ابن الخادمه وسليله العائله بقلم فاطمه حمدي
تضع علي وجهها مستحضرات تجميل إنبهرت هي الأخري بجمالها وثوان معدودة وإستمعت إلي صوت الزغاريد تعلو وتعلو تعلن عن مجئ عمر بصحبة عائلته لتتوتر أكثر ويتملكها الإرتباك
بينما نهض مصطفي ليصافح عمر وعائلته ويرحب بهم وكذلك هشام والحاج سعيد وبقي محمود جالسا لم يعد قادرا علي القيام فتقدموا جميعا نحوه وصافحوه وتبادله المباركات والتهاني وبعد قليل آتي المأذون وجلس بين الحاج محمود وعمر الذي كان يتألق في ملابسه حيث كان يرتدي بنطال من الجينز الأسمر وقميص أبيض وچاكيت سبور باللون الأسمر أيضا فأصبح أكثر وسامة وإشراق
نهض عمر بعد أن إستأذن الحاج محمود أن يدلف إلي زوجته توجه إلي غرفة الفتيات بصحبة مصطفي فتقدم مصطفي وهو يقول مرحا بعد اذنكم يا جماعة العريس عايز عروسته علي إنفراد
وهي تتوسل لأخواتها بالنظرات بأن لا يتركوها ولكن دون جدوي لا يشفقن عليها لحظة واحدة
عبست أمل بوجهها وقالت بحدة ده علي أساس اني مش متربيه ولا إيه لا بقولك ايه أوعي تفتكر إني مکسورة الجناح وهقولك لا والنبي يا سي عمر وهخاف منك !
أومأت أمل رأسها قائلة بالظبط كده
رفع عمر حاجبه وقال يعني لو ضربتك بالقلم هتعملي ايه !
ضيق عينيه بمكر وهو يقول بمراوغة بتقوليلي بقا زي ما هعمل هتعملي قد كلامك يعني
عادت نظرة التحدي إلي عينيها لتنظر له قائلة بثقه ايوه طبعا
أمسك أنفها بيده وقال ضاحكا بلاش غلط قولنا وبعدين خليكي قد كلامك ورديلي الي عملته
توترت أكثر وقالت ها لاء طبعا أنت مچنون أصلا
تنهد بنفاذ صبر وقال طب اديني ايدك ألبسك الشبكه يا روح قلبي
زفرت بضيق ومدت له يدها فأمسك بها وشرع في تلبيسها الخاتم والمحبس وإنسيال رقيق وسط خجلها ونظراته المتفحصه لها وما إن إنتهي مد يده لها وقال غامزا لبسيني دبلتي بقا
غمز لها مره أخري وتابع قائلا أنا مرتاح عشان معاكي يا مراتي العزيزة !
رمشت بعينيها وأشاحت بوجهها كي لا تضعف أثر غزله الصريح لها وتكشف نفسها أمامه وأنها كأي أنثي تذوب من كلمة رقيقة
تنهد عمر قائلا بمزاح أحبك وأنت مكسوف ثم أمسك يدها وقال طب تعالي نخرج للناس ولا عايزني اقعد معاكي هنا ها قوليلي متتكسفيش
عليكي مش عايزك ټعيطي أبدا يا حبيبتي ربنا يهنيكي ويسعدك
إنحنت أمل بجسدها وقبلت كف والدها ثم قالت من بين دموعها ربنا يخليك لينا ويباركلنا في
عمرك يا بابا وميحرمناش منك أبدا
نظر الحاج محمود إلي عمر وقال أوعدني يابني تحافظ عليها ومتهنهاش عمرك عشان أبقي مېت مطمن عليها
أسرع عمر
واجاب عليه قائلا متقولش كده يا حاج أمل في عنيا ربنا يبارك في عمر حضرتك
إبتسم له الحاج محمود وقال أنا متأكد انك هتحافظ عليها يابني ربنا يسعدكوا
ثم جلس ونظر إلي إبنته أميره الواقفه مع المعازيم وحدث نفسه قائلا عقبالك يابنتي أنتي كمان ربنا يسعدك زي اختك
مر إسبوع علي عقد قران عمر وأمل كانت الحالة مستقره للجميع ما عدا الحاج محمود الذي كان يتدهور يوما عن يوم
وفي ذات يوم في المساء
تشاجر مصطفي مع إيمان لنفس ذاك السبب وهو عملها الذي أخذ وقتها في الفتره الأخيرة وعادت تهمل في بيتها مرة أخري مما جعل مصطفي يثور عليها ويخرج تاركا إياها تبكي وخرج هو غاضبا
في منزل الحاج محمود
نهض عن فراشه بخطوات متثاقله ولكنها سريعه نوعا ما متجها إلي المرحاض ليتقيئ وينازع مع الآلآم التي سكنت جسده الواهن أصبح في حالة من الهزيان والمړض حاصره بل وتمكن منه ظل يتأوه بصوت
عال في المرحاض حتي إنتفضت نجيه في الفراش ومن ثم أسرعت متجهه إلي الخارج وهي تقول بلهفه يالهوي يا ساتر يارب مالك يا حاج
أخذ الحاج محمود يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة وهو يشير لها بيده ويقول بصوت متقطع ه ه ھموت يا نجية
أمسكت نجيه به وهي تقول من بين دموعها التي إنسابت بغزاره حزنا علي زوجها بعد الشړ عليك يا حاج محمود متقولش كده تعالي معايا يا حاج تعالي
سار معها الحاج محمود وهو يستند عليها حتي وصلا إلي الفراش ومن ثم ساعدته نجيه علي النوم وجسده يرتعش وكأنه أصبح لوحا من الثلج وأخذت حبات العرق تنبع من جبينه بغزاره حتي لاحظت نجيه فأمسكت كف يده رأته كالثلج تماما إنتفضت ذعرا من هيئته وهي تري جسده يتشنج وكأنه بالفعل يصارع وقفت لثوان لا تعرف ماذا تفعل !! إقتربت وهي تهزه بيديها بقلق وخوف
شديدين وقالت بتوجس يا حاج فيك ايه طمني اطلب الدكتور ولا إيه
أخذ محمود زفيرا قويا بصوت عال مما جعلها تلطم علي صدرها وهي تنادي بأسماء أولادها يا أميره يا أمل يا سالم
أنتفض ثلاثتهم ونهضوا متجهين الي غرفة والديهم أسرعت أميره وهي تقول في ايه يا ماما بابا ماله
نجية من بين دموعها مش عارفة يابنتي مش عارفة
وبينما صدمت أمل وهي تري والدها يطلق أصوات غريبة عليهم ف لأول مرة يروه علي هذه الحالة
لتصرخ أمل هي الأخري باكية لا لا بابا لا بابا
وكذلك سالم الذي كان مذهولا ودموعه علي وجهه تتساقط بشده وهو ينادي علي والده الممدد علي الفراش لا حول له ولا قوه !
جلست نجية بجانب زوجها وهي تبكي ولكن محاولة التماسك وقالت حاج لا متسبناش ده احنا ملناش غيرك يا حاج
صمتت لبرهه وهي تراه يحاول نطق الشهادة ولكنه عاجز فمسدت علي فروة رأسه وهي تردد له الشهادة عله يردد خلفها وظلت هكذا لعدة دقائق حتي نطقها بصعوبة بالغة ثم بعد ذلك تجمد جسده فجأه ووأخرج آخر نفس فيه ولم يستنشق نفس بعده فلقد خرجت الروح وصعدت إلي بارئها ليصبح چثة هامدة منغلقه العينين لم تصدق نجيه أن زوجها قد فارق فارق الحياة ولن يعود مرة ثانية لتطلق صړخة مداويه يكاد أن تهتز لها جدران المنزل بينما حضنت أمل إخواتها في آن واحد ليشهقوا ثلاثتهم باكين بمرارة فها هو الأب قد رحل رحل من كان سندا وأمان وحماية رحل الرجل الذي كان يفني حياته لأجلهم ويشقي ويسعي من أجل إسعادهم الآن رحل !
عاد مصطفي إلي المنزل بعد أن سار بسيارته ساعتان متواصلان ليخرج فيهما شحنة غضبه دلف إلي الداخل وأغلق الباب خلفه وإتجه إلي غرفة