الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

ضحاېا الماضي بقلم شهد الشوري

انت في الصفحة 20 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

 


و لا بأي شعور فقد نظرات خاوية من المشاعر صوبها الخمسة تجاهه لكنها لم تستطيع أن تصمت دون أن تقول 
تلك الكلمات 
عاشت معاك اكتر ما عاشت معانا كنت المفروض تصدقها اكتر واحد فينا بس انت محبتهاش كأنك ماصدقت تخلص منا و منها
نظر لها پألم و حزن مرددا بخفوت 
هما السبب
ضحكت ساحرة قبل أن تتابع حديثها 

محسن و ثريا و هدير مش السبب لوحدهم انت كنت سبب اساسي ان عيلتنا كلها تتدمر لو كنت قعدت دقايق بس و فكرت بعقلك كنت هتلاقي انها مظلومة واحدة عاشت معاك سنين اكيد 
أمير بسخرية مريرة 
انت عجبك دور المظلوم اللي عيشت نفسك فيه و حتى لو كانت خاېنة احنا كان ذنبنا ايه ترمينا و احنا في اكتر وقت محتاجينك فيه خليتنا أيتام ام و اب في نفس اليوم....روحت ربيت بنت مش بنتك و رميت ولادك في الشارع
تنهد أمير متابعا بسخرية 
اوعى تفتكر ان اللي بقوله ليك دلوقتي ده لوم لا انت اللوم حتى ماتستاهلهوش انت متستاهلش لا كره و لا حب و لا لوم انا بس بقولك اللي يخليك تشوف نفسك انت ظالم ظلمت نفسك زمان و ظلمت امي و ظلمتنا و متحطش اللوم عليهم لأنك أنت السبب مش حد تاني
وقف بصعوبة ثم نظر لهم پألم و أعين تلمع للدموع لحظات و وضع يده على صدره يشعر پألم حاد لم يستطيع تحمله ليسقط ارضا فاقدا للوعي بعدما حاول أن يتنفس لكن دون جدوى انتفض الجميع نحوه بقلق و فزع بينما هم لم يتحركوا خطوة واحدة
لم يشفقوا عليه لا يجب أن يلومهم احد على تلك القسۏة التي بقلوبهم تجاهه فهو من علمهم اياها بهجره لهم سنوات....بكلماته القاسېة و أفعاله هو من جعلهم هكذا و هو من اختار ان يكونوا اموات بالنسبه له فلا لوم عليهم
تم نقل يوسف للمستشفى بينما غارت عائلة الچارحي بعد أن غادر الخمسة القصر واحدا يلو الاخر بصمت تام بعد أن سقط يوسف ارضا و تم نقله للمستشفى......مر وقت طويل و لم يستطيع احد ان يتوصل للخمسة كلا منهم يغلق هاتفه لا احد يعلم عنهم شيء حزن يخيم على الجميع لكن على الرغم من ذلك الحزن لم يتمكن سليم من عدم الشعور بالسعادة لظهور براءة ابنته و لم يتمكن من كبح شعور الشماتة بيوسف يعلم ان ذلك خطأ لكن ما فعله بابنته و احفاده ليس بهين ابدا
يجلس في صمت تام شارد في سكون الليل بينما هي تتابعه بحزن كبير و قلب يؤلمها على وجعه الذي تراه بوضوع بعيناه تتذكر كيف هاتفها و طلب منها ان تخرج خارج الفيلا و ستجده ينتظرها بدون حديث انطلق بسيارته و جاء بها لهنا حيث ذلك المكان الخالي من الناس يشبه الصحراء
قص عليها كل ما حدث اليوم و بعدها اكتفى بالصمت قطعت هي ذلك الصمت الذي طال فمنذ ان قص عليها كل شيء منذ ساعاتان تقريبا و هم على هذا الحال 
امير انت كويس !!!
ظل على صمته لدقائق قبل ان يجيب 
بسخرية مريرة 
كنت فاكر اني هبقى كويس بعد ما حقق اڼتقامي كنت فاكر انهاردة هيكون اسعد يوم في حياتي بس بالعكس حاسس بڼار جوايا.....حاسس بۏجعي زاد اكتر ما كان
ثم تابع باعين لامعة بالدموع 
كنت بحبه اوي كانت بتعامل معاه على انه صاحبي مش انا بس اللي كده هو كان حاجة كبيرة بالنسبة لينا رغم ۏجعي على امي لما ماټت بس ۏجعي 
منه كان اكبر
نزلت دموعها بحزن عليه و هو يتابع قائلا بحزن 
عارفة شعور انك تكوني فاكرة انك حاجة كبيرة اوي عند الشخص ده و فجأة في لحظة يتخلى عنك بسهولة كأنك و لا حاجة في حياته.....صدمني يومها كنت اول مرة اشوف منه قسۏة
نظر لها قائلا پألم و قد تمردت دمعة من عيناه 
عارفة طول السنين دي كلها كنت بحاول القي ليه مبرر ع اللي عمله عشان اعذره عشان ما اكرهوش حتى بعد ما رمانا فضلت ايام مستنيه يرجع ياخدنا قلبه يحن بس معملش كده
ثم تابع بصوت مټألم 
نظر لها متابعا پتألم 
خديني في حضنك يا فرح
بدون تردد جذبته لاحضانها تضمه بقوة و دموعها ټغرق وجهها و كذلك فعل هو يحاول ان 
بفيلا الادم حيث قادته قدمه لهنا بعد ساعات من السير بالشوارع.....بغرفة الرياضة الموجودة بحديقة الفيلا كان يلكم ذلك الكيس الرملي المعلق يحاول ان يخرج الڠضب و النيران المشټعلة  ان النيران المشټعلة بصدره تلك ستهدأ اليوم ظن انه سيرتاح لكن حدث العكس هيئة يوسف و هو يسقط ارضا لا تفارق باله ابدا يكون كاذبا ان قال انه لم يحزن عليه
كان منشغلا بلكم ذلك الكيس پغضب و لم يشعر بها و هي تدخل من الباب بعدما كانت تجلس بالحديقة تذاكر دروسها و رأت انوار تلك الغرفة مضيئة تفاجأت به سرعان ما شهقت بقوة و 
انت كويس ايدك پتنزف جامد
لم يجيب فقط يحدق بها خرجت من الغرفة 
قائلة بتعجل 
استنى بس ثواني هجيب شنطة الاسعافات الاولية هاجي علطول
مرت دقائق و جاءت ثم بهدوء جذبته ليجلس ارضا بتلك الغرفة التي لا يوجد بها مقعد واحد حتى ثم جذبت يده تضعها على قدمها تضمدها برفق ثم التقطت يده الاخرى و فعلت المثل و هو فقط يتابعها بصمت اقلقها نظرت له لتجد عيناه لامعة بدموع و الحزن و الالم يشع منهما سألته بحزن 
في حاجة مضيقاك هو الچرح بيوجعك
ياليت چرح قلبه كان مثل چرح يده سيطيب و يشفى بدون اثر لكن ما بداخله لن يشفى ابدا
بصمت انحنى بجسده يضع رأسه على قدمها يغمض عيناه تعجبت مما فعل ليقرر الحديث 
مش هعمل حاجة يا مهرة خليني كده بس
بتردد وضعت يدها على رأسه تمررها بلطف تعبث بخصلات شعره بلطف
ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه و تلك الذكرة لاحت على باله الآن هو و والدته بنفس المشهد كم كان يعشق ان ينام هكذا على قدمها و هي تعبث بخصلات شعره بحنان
اغمض عيناه بينما هي كانت تتأمله بحزن لا تعرف ما به لكن قلبها يؤلمها و هي تراه هكذا مر وقت و شعرت بانتظام انفاسه ارادت ان تجعله يستيقظ لكن خشيت ان تزعجه و ارادت ان تذهب لكن قلبها لم يطاوعها ان تذهب و تتركه هكذا بقيت بجانبه تعبث بخصلات شعره بحنان و بحب مررت يدها على وجهه الوسيم مر وقت قليل حتى غفت 
هي الأخرى بجانبه
تجلس امام النيل هكذا منذ ساعات بشرود كلما وقعت عيناها على طفل صغير أو طفلة برفقة والديها تشعر بحسرة كبيرة و غيرة لطالما كانت هكذا منذ الصغر
بينما هو كان يقود سيارته بالشوارع يبحث عنها القلق ينهش قلبه حزين لأجلها توقف عندما لمحها تجلس على احد المقاعد الخشبية امام النيل بشرود تام كأنها بعالم اخر
توجه لها ثم جلس بجانبها قائلا بقلق 
بقالي كتير بدور عليكي.....حتى تليفونك مقفول انتي كويسة
صمت.....كان جوابها عليه الصمت بقى هكذا بجانبها لوقت غير معلوم حتى قطعت هي الصمت قائلة بحزن و اعين لامعة بالدموع 
تخيل فجأة ان يبقى اقرب واحد ليك و اكتر حد بتحبه في يوم و ليلة يبقى عدوك.....انا اتوجعت منه اكتر ما اتوجعت على مۏت امي بسببه اتحرمت من حاجات كتير اوي
نظرت له قائلة بدموع 
اقولك على سر
نظر لها بحزن ثم اومأ لها بنعم لتتابع هي بدموع ټغرق وجهها و الم 
انا كنت ساعات كتير بغير من ادم و اوس و ريان و امير عشان هما عاشوا معاها و معاه و شبعوا من حنانهم قدروا يكونوا ذكريات معاهم اول يوم مدرسة كانوا معاهم يعني عاشوا معاهم الطفولة المرحلة اللي بتبقى اهم مرحلة في حياة كل انسان بيكون فيها ذكريات كتير مع اهله
ثم تابعت پبكاء و حزن 
انا ساعات كمان كنت بغير من زينة و زمايلي في المدرسة لكا كل واحدة تيجي تحكيلي عن باباها و مامتها جابولها ايه و عملولها ايه كنت بغير و بزعل اوي و بحس بحرمان كبير كنت دايما اسأل نفسي ليه انا مش زيهم
مسحت دموعها بظهر يدها قائلة بصوت مخټنق 
ليه ذكريات طفولتي كلها حزن و ۏجع ملوش اخر انا كنت فاكرة اني هرتاح انهاردة بالذات بس محصلش انا دايما حاسة اني تايهه مش عارفة انا عايشة ليه و لا عايزة ايه الأول كنت عايشة عشان اخد حق امي بس دلوقتي ايه السبب عشان اعيش
نظرت له باكية بينما هو الحزن مرتسم على وجهه لأجلها 
انا ساعات كتير كنت بفكر اڼتحر او اموت نفسي بس كنت بخاف اني لو مۏت ما اشوفهاش لاني ساعتها هبقى في الڼار
بكت بقوة و هي تتابع بحزن 
عارف يومها.....يوم ما ماټت قدام عيني و لحظة ما وقعني و قال مش ولادي جوايا حاجة اتكسرت مش هترجع زي ما كانت ابدا هما خدوا مني حاجات كتير طفولتي براءتي احلامي الحنان اللي كان نفسي احس بيه وسط عيلتي
بلحظة جذبها لاحضانه بقوة بعدما فشل في قول شيء يخفف عنها بينما هي لم تمانع بل تشبثت به بقوة كل ما كانت تحتاج له عناق قوي يشعرها بالأمان بكت بقوة و هي تتشبث به بقى الاثنان هكذا حتى غفت بين ذراعيه حملها برفق شديد و توجه لسيارته مر وقت و كان يحملها بين يديه مرة أخرى يصعد بها الدرج حيث غرفته كان الجميع بغرفهم
وضعها على الفراش ثم دثرها بالاغطية و جلس بجانبها يربت على خصلات شعرها بحنان و قلبه يدمي من الحزن عليها ليتها استطاع ان يأخذ كل اوجاعها و يتحملها
 

 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 22 صفحات