الأربعاء 18 ديسمبر 2024

الابتلاء ثم العوض ( بنت ابو علي) بقلم شيماء حسن الصيرفي

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بيه واسعى إنك توسعه 
هز دماغه بمعنى ماشي قربت منه وبوست خده وقلت 
الف مبروك يا راجلي وديما في نجاح
خليك عارفك أنك أنجح من كل اللي معاك عشان كنت راجل بتصرف على عيلتك وكنت بتسعى لعلمك وصدقني يا محمد بكرة ربنا هيرزقك بكرم كبير من عنده 
خرجت أمي وخرج معاها كل الحزن اللي كان جوايا لما فكرت في كلامها لاقيته كله صح التعليم دا رزق أنا عملت كل اللي عليا من مذاكره واعتماد على نفسي عملت كل اللي اقدر عليه عارف إني كنت أقدر أعمل أكتر من كده بس لو كنت مبشتغلش أو باخد دروس في كل المواد بس عمري مكنت هسيب الحمل دا كله لأمي 
قررت أدخل كلية الآداب رغم إن مجموعى كان جايب كليات أعلى منها بس من وجه نظري كلية الآداب هي أعلى واسمى كلية لأنها بتضم أغلب المجالات تحت مسمى واحد 
اخترت قسم إنجلش وقررت إني لازم اتفوق فيه كنت بذاكر بجد من أول يوم وبحضر المحاضرات اللي اقدر احضرها ودا بسبب مواعيد شغلي 
شوية كنت اشتغل كاشير في سوبرماركت أو صيدلية كنت بدور على شغل مده ساعاته قليله عشان الدراسة وفي الاجازة كنت بنزل اشتغل في المزارع مع امي 
مر أول سنتين في الكلية وكان تقديري بين الامتياز وجيد جدا مرتفع قررت احافظ على تقدري وميقلش عن كده بل يزيد عشان أبقى دكتور في الجامعة واحقق حلم أمي ويفضل اسم ابويا مذكور 
عشان الشغل كان بياخد وقت كتير قررت ادي دروس لإبتدائي وإعدادي على الأقل كام ساعة في اليوم والفلوس الحمدلله كويسة 
ولأن لما الإنسان بيسعى ربنا بيرزقه الولاد كانت بتزيد كل يوم وبفضل الله كنت بقدر أوصل المعلومة لكل الطلاب واللي مستواه متوسط بقا مرتفع واللي كان مستواه دون المتوسط بقا متوسط وقدرت اثبت نفسي في المجال دا 
مر الاربع سنين وكان تقديري العام امتياز مرتفع تعبت كتير عشان اوصل لنقطة دي وكنت سعيد أوي وكل شوية ادخل اشوف اترشحت ابقى معيد ولا لأ 
هو ليه كل لما أحلم بحاجة وأقول خلاص هتحصل تطير زي الحمام
قلت كلامتي بحزن شديد بينهش في قلبي 
ليه بتقول كده يا محمد!
قالتها أمي بتعجب رديت عليها وقلت 
حلم ابنك إنه يبقى معيد خلاص راح 
نهيت كلامتي قربت مني وقالت 
ليه بس مش أنت الاول 
رديت بحزن وقلت 
الأول بس الأفقر اللي ملوش واسطه مش زي اللي عنده واسطه في الجامعة اتعين رغم انه الخامس على الدفعة 
طبطبت على كتفي بحنان وقالت 
لو كان خير لبقى ملكش رزق فيه يا بني ربك شايلك رزق أحسن مليون مره أرضى انت بس 
اتكلمت پقهر طالع من قلبي المتفتفت وقلت 
راضي راضي والله يا أمي 
نهيت كلامي ودخلت اوضتي بحزن نمت على سريري وأنا بيتعرض قدام عيوني تعبي طول سنين الكلية وشقايا في شغلي وصحتي اللي كنت باجي عليها لأجل اكون متميز بس خلاص كل دا بقا هوا 
ڠصب عني دموعي خانتني حزن على تعبي طول الفترة اللي فاتت 
کرهت الحياة ومبقاش عندي اي قابليه لأي حاجة بس امي معجبهاش حالي وفوقتني على طول فوقت أكتشفت إني كنت هضيع اهم سنين في عمري 
بدأت أدور على شغل جمب الدروس مكنتش حابب اشتغل في مدرسة لأنه هيكونوا محتاجين سنة تربوي وأنا خلاص معدش عندي قدرة لدراسة بدأت أدور على شغل يبقى كويس بس ملقتش غير الترجمة كنت شغالي في المجال دي والدنيا بدأت تفتح معايا والفلوس تبقى كويسة 
أمي قعدت خالص من الشغل اللي كانت بتنزله وبقيت متكفل بكل المصاريف بتاعتنا وقدرت اوفر مبلغ كويس وقررت أتقدم لإيمان جارتنا حب الطفولة 
يواد خلاص بقا قلت هروح الجمعة الجاية 
قالتها أمي وهي بتضحك 
لسه الجمعة يا أمي أنا خاېف تطير من إيدي 
متقولش كده ان شاء الله هتبقى من نصيبك 
قالتها أمي بيقين رديت عليها بفرحه وقلت 
يا رب يا أمي يا رب 
كنت بعد الايام ومنتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر كنت بتمنى اليوم دا من زمان إني اطلب ايدها وتبقى زوجتي 
من ١ سنة وحبها جوا قلبي كل يوم بيزيد عن اليوم اللي قبله كنت متحكم في قلبي بالعافية وصاينها كنت بخاف ابصلها في الشارع طول الوقت كنت بغض بصري رغم الحړب اللي كانت قايده جوايا إني بصلها لو ثانية اشبع من شكلها واروي اشتياقي منها بس كنت بعافر لجل تكون ليا في الحلال 
عارفين مين خطوبته وكتب كتابة الجمعة الجاية 
قالتها ريم أول مدخلت من باب الشقة بصينلها بإهتمام انا وأمي فتكلمت أمي وقالت
مين
ردت عليها ريم وقالت 
إيمان جارتنا 
يتبع 
الفصل ٢
عارفين مين خطوبته وكتب كتابة الجمعة الجاية
قالتها ريم أول مدخلت من باب الشقة بصينلها بإهتمام انا وأمي
فتكلمت أمي وقالت 
مين
ردت عليها ريم وقالت 
إيمان جارتنا 
الكلام وقع على ودني زي الصاعقة للحظة سمعت صوت تكسير وتفتيت قلبي لمليون حته 
الأمنية دي بالذات اللي كان نفسي تتحقق مقدرتش اتخيل واحدة تانية زوجتي غير إيمان دي حب عمري وحب طفولتي 
مكنتش مصدق إنها خلاص طارت من إيدي وبقت لغيري 
مين اللي قالك يا ريم
قالتها أمي بحزن ردت ريم وقالت 
هي لسه قيلالي دلوقتي قالتلي انه كان زميلها وبيحبها 
وهي كانت بتحبه
سألت وقلبي مړعوپ من الإجابة ردت ريم وقالت 
معرفش بس ممكن خصوصا انهم زميال في الكلية 
نهت ريم كلمتها اللي كانت بمثابة سيوف بتقطع في قلبي دخلت أوضتي المكان اللي بلجأله في كل مرة بيضيع من إيدي امنية بتمناها 
هو ليه كل ما اتمنى حاجة واسعى ليها تطير من إيدي هو ليه السعادة مش من نصيبي أنا معملتش في حياتي حاجة حرام تخلي كل دا يحصل معايا معقول يكون إبتلائي في كل شيء بحبه يطير من إيدي
بصيت في السما وأنا بحاول أمنع دموعي من النزول وقلت 
بعزتك وجلالك راضي يا رب بس هون عليا يا رب 
محمد 
قالتها أمي بحنان وهي داخله أوضتي رديت عليها وأنا باصص لشباك وعاطيها ضهري 
مش زعلان يا أمي مش نصيبي ولا رزقي عارف إن ربنا كاتبلي رزق في حاجة تانية 
قلت كلامي بحزن ظاهر في نبرة صوتي طبطبت أمي على ضهري بحنان وقالت 
أوعى تيأس يا محمد وأوعى تقول ليه كل حاجة بتمناها مش من رزقي 
قطعت كلماتها وقلت 
خلاص معتش هتمنى تاني يا أمي ولا هسعى لأي شيء 
متقولش كده يا حبيبي وأوعى تقنط من رحمة ربنا 
تعرف إن ربنا لما بيحب يختبر عبد بيختبره في أكتر شيء بيحبه ويشوف هيصبر ولا لأ لذلك يا حبيبي ربنا بيختبرك ويشوف هتصبر ولا لأ أصبر يا بني وهتجني رزق كبير خلاص أنت في نهاية الإختبار وقربت للجايزة الكبرى أصبر وأوعى تقنط من رحمة الله 
حاضر يا أمي 
قلت كلماتي عشان أنهى النقاش 
بصيتلي أمي وهي بتمسك إيدي واتكلمت 
من ١ سنة بالظبط مر عليا إختبار صعب أوي وهو ۏفاة أعز وأغلى شخص على قلبي كان صعب عليا الفراق كان صعب حتى استوعب اللي حصل بس استعنت بالله وطلبت منه الصبر وصبرني وقتها كنت بقول ليه يا ربي تاخد روح أحمد وفي الوقت دا أكتر وقت محتاجينه فيها 
بعدها على طول عرفت إن ربنا لما بيحب يختر عبده بيختبره
في أكتر حاجة بيحبها
وفي الوقت دا ابوك

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات