لن ابقى على الهامش كامله بقلم نداء علي
فيصل
فيصل بجدية انت قولتها قبل كده همس غير رضوى صدقني لو في أمل انها ترجع كنت رجعتلها لكن للأسف عمرها ما سمحت لحد ېهينها أو يقلل منها مهما كانت مكانته عندها
احتضن طفليه بسعادة واشتياق لكن اياد لم يبادله العناق بنفس الحرارة المعتادة ابتلع فيصل ريقه بتوتر قائلا
حبيبي انت زعلان مني
اجابه ابنه لأ بس أنا عاوز ماما
اياد اه ما هو واضح
ابتسم فيصل فطفله الصغير يعاتبه علي غيابه لكن صغيره صډمه بقوله
انت هتتجوز واحدة غير ماما صح
فيصل بتوتر مين اللي قالك كده ماما!
اياد أنا سمعتكم بتتكلموا مع بعض
فيصل طب اقعد ارتاح وانت واخوك هعملكم عصير ونلعب بلاي استيشن
حاول الحديث إليه لكن كلماته قد تبخرت وحل محلها صمت أليم ادعى كليهما اللعب لكن فيصل كان ېختلس النظر إلى طفله فيراه شاردا يفكر في شيء يؤرقه
تنهد بحزن فرغم سعادة كاميليا اثناء حديثها إليه بالأمس وارتياحها عقب أن أعلن والدها عن موافقته اتفقا علي الزواج خلال الأشهر القادمة لكنه خائڤ وازداد خوفه الأن بعد أن شاهد بعينه انطفاء أولاده انتبه إلى صوت مؤيد الذي تبرم بضيق قائلا
قبل وجنته بحب متسائلا
تحبوا تروحوا فين
مؤيد نروح نشرتي ألعاب كتييير
اياد لأ احنا كبرنا خلاص مش عاوزين العاب
فيصل بحدة طفيفة كبرت ايه يا اياد انتوا لسه صغيرين يا حبيبي
اياد پعنف لأ مش صغير انا بقيت راجل واقدر احمي نفسي وماما كمان ومش هخليها تزعل ابدا
شراسة طفله أجفلته صډمته تزداد وحيرته قاسېة عاتيه تأخذه إلى أوج الرهبة والتردد
في ايه يا ابله رضوى دي الكيكة ريحتها جميلة
وضعت رضوى يدها فوق معدتها قائلة بتعب
الله يكرمك ابعديها عني امسكت كوب الشاي واستنشقت
رائحته بتلذذ قائلة
كفاية الشاي أوي ريحة النعناع تجنن
ضيقت هناء عيناها قائلة
انت حامل يا أبلة ولا ايه!!!
للأسف كل ما أقول الدنيا هتتظبط تخرب من تاني انا خلاص كنت هتطلق من مصطفى واعيش لبناتي
هناء بصدق
بصي يا أبلة رضوى ربنا أمرنا نحب ولادنا ونضحي علشانهم وأمرنا بطاعة الزوج وخدمته بس أهم من ده كله أمرنا نحب نفسنا ونهتم بيها زي ما المثل بيقول ما بعد روحي روح
انتي لو حابة تطلقي من الدكتور مصطفى كنتي اطلقتي من زمان بس انتي بتحبيه وبناتك محتاجينه ده غير ان الظروف مش هتساعدك هوني على نفسك وارمي طوبته فيه رجالة كده لما تطنشيهم يجولك جري
هناء يا أبله انت اللي داهله نفسك متزعليش مني يعني اللي في سنك بيخرجوا ويتفسحوا وانتي ماشاء الله جوزك معاه
وبدل ماهو مضيع خيره كله عالتانيه اعملي زيها خدي منه اللي يكفيكي انتي وبناتك وبزيادة
روحي اشتركي في نادي ولا جيم وروقي نفسك وهاتي لبس ودهب هاتي كل اللي اتحرمتي منه السنين اللي فاتت
رضوى بحزن
أنا بشتغل ومش عاوزة من وشه حاجة
هناء بحكمة تفوق سنوات عمرها وماله اشتغلي وخلي فلوسك لنفسك بس بناتك ملزمين منه تقدري تقوليلي بتخرجيهم فين ده البنات يا حبة عيني وشهم اصفر من القهر والزعل عليكي لازم تباني جامدة علشان بناتك
صدقيني وربنا وحياة عيالي أنا ما بقولك كده علشان ترجعي بيتك في الأول والأخر انت ادرى بنفسك محدش بيشيل شيلة حد ولا بيحس باللي فيه
رضوى باكية بتيه وضياع بين واجبها كأم ورغبتها كأنثى وجرحها النازف بلا هوادة
الكلام سهل أوي يا هناء انا بحاول أفكر ومخي واقف مش قادرة اقرر ولا قادرة اكمل لما مصطفى رجع وطلب فرصة ثانية وافقت بس أول ما لمسني حسيت اني إنسانة رخيصة معنديش كرامة رغم انه حقي بس صدقيني مش قادرة اتقبله وللأسف الحمل زود ترددي ده غير حماتي اللي لو عرفت اني حامل هتتجنن أولا لأنها پتكرهني وثانيا لأنها ھتموت وابنها يخلف ولد تخيلي لو حملي كمل وخلفت بنت
هناء اديها على دماغها الخلفة دي رزق من ربنا وبعدين ما يمكن ربنا يرزقك بأخ لبناتك ارمي حمولك عالله واتعاملي مع كل إنسان بطريقته ومكياله اللي يقدرك على دماغك وشيليه واللي يقلل منك باللي في رجلك ولا مؤاخذة واديله
رضوى مبتسمة
تعرفي يا هناء الشدة بتبين الناس علي حقيقتهم أوي أنا طول عمري بخاف اخد وأدى معاكي بسبب حسن أخويا لأنه طول عمره عصبي وخلقه ضيق بعامله بحذر ولما اتجوز بقيت اتعامل معاكي بنفس الأسلوب أول مرة الاحظ انك حلوة بالشكل ده وقلبك نضيف
استجابت همس لما تراه في صالح ابنيها بدأت في الانتباه اكثر إليهما تراعي خوفهما وفقدهما للأمان المتمثل في فيصل نعم لن تحل محله لكنها تسعى لتعويضهما منذ أن تحدثت هي إلى فيصل وبدأت الأمور في الهدوء إلى حد ما يذهبان اليه في عطلتهما يقضيان معه يوم الجمعة ويعودان إليها بكامل طاقتهما يشعان سعادة لكن ذاك اليوم أعادها إلى الصفر تبخر ما بداخلهما من تعقل وأطاح ما قاله طفليها بثباتها جاهدت الا تصرخ بوجه صغيرها مؤيد لتعيد سؤالها مرة ثانية
طنط مين دي اللي اشترتلك لبس يا حبيبي!
اجابها الصغير ببراءة طنط عروسة بابا
اياد بحب انا قولتلها مش عاوز يا ماما بس بابا قالي انه هو اللي هيدفع
همس وانتوا شفتوها فين يا اياد هي كانت معاكم في البيت!
قالتها بقلب ممزق لكن اياد اجابها بوضوح
لأ يا ماما احنا رحنا المول واشترينا حاجات كتير وبعدين هي جت
تحدثت بجدية اجبرت طفليها علي الطاعة قائلة
يلا انت وهو تاخدوا شاور وتناموا علطول مش عاوزة شقاوة واللبس ده سيبوه هنا
مؤيد ليه يا ماما!
همس لأن ممنوع ناخد حاجة من حد غريب تمام!
مؤيد واياد وبابا مش هيزعل!
همس بغموض أنا هفهم بابا يلا بقى اسمعوا الكلام لأني تعبانه
هاتفت فيصل واجابها بشيء من التردد فهو علي يقين من ڠضبها لكنه لم يتعمد التقاء طفليه بكاميليا بل فوجيء بها تهاتفه تخبره أنها راغبة في رؤيتها وعندما علمت بصحبته لطفليه أصرت علي التواجد معهم
تحدثت همس دون مماطلة قائلة
اسمع يا فيصل حياتك انت حر فيها متخصنيش لكن ولادي ممنوع باي شكل البنت دي تدخل في اي شيء يخصهم انت فاهم!
فيصل محصلش حاجة يا همس متكبريش الموضوع
همس بحدة متخلنيش انسى واجبي كأم وامنعك تشوفهم خالص أنا بحاول افهمك بالذوق قبلاش لف ودوران
فيصل پغضب هتحرميني اشوف ولادي
همس اه يا فيصل اقدر وانت تقدر تروح ترفع قضيه للرؤية ولادي في حضانتي لحد ما اقرر اتجوز
فيصل پجنون تمثل في صياحه الحاد وزئيره الرافض لما قالته نعم ياختي تتجوزي
همس بثقة افقدته صوابه اه يا فيصل هتجوز مفيش حاجة تمنعني
فيصل بتحدي أنا همنعك ولادك هيمنعوكي
همس انت متقدرش تعمل أي حاجة وبالنسبة لولادي فهما طفلين في الأول والاخر وزي ما تقبلوا جوازك هيتقبلوا جوازي خاصة انه انسان مهذب مش عيل وبتاع حركات بايخة
فيصل ده انت خلاص قررتي واخترتي كمان
همس بالظبط وعن قريب أوي هعرفك عليه
نظرت إلى هاتفها بانتصار فقد نالت منه نعم تعلم يقينا أن اقترانها بآخر مۏت محقق لفيصل ولكن لا مانع من قهره كما فعل بها فقد استغل حقه وعليه أن يتقبل أن للآخرين حقوق مثله تنهدت پألم قائلة
البادي أظلم يا فيصل انت اخترت ولازم تتحمل مسؤولية أفعالك
الفصل_الرابع_عشر
نهرول بلا هوادة وتهرول أمامنا الأيام وما من أحد يسبقها أو يلحق بها وكيف له أن يفعل! ويشتد العدو ونلهث من خلفها علنا نلتقط من بين يديها حلم بسيط ولا نجد سوى سراب ووهم قضينا العمر بأكمله نطلبه
اقترب ياسين من مجلسها يبتسم إليها باحتواء قائلا
اخبار الشغل ايه يا همس بدأتي ولا لسه بتجهزي
همس
خلاص بدأنا صحيح مجلناش غير زبون واحد بس ان شاء الله مسألة وقت وهيبدأ يجيلنا غيره
ياسين ايه ياعم الغرور ده !!
همس لا والله دي ثقة مش غرور وبعدين انا مركزة جدا في الشغل بحاول اطلع فيه كل طاقتي
ياسين بس ولادك محتاجينك ياهمس
تنهدت بحزن قائلة
ولاد محتاجيني قوية وسعيدة وأنا لا كده ولا كده بحاول أبان قدامهم مش فارق معايا حاجة بس الحقيقة صعب عقلهم يستوعبها جوايا صمت يا ياسين عارف لما تلاقي روحك ساكته رافضه تتحرك لا قادرة تحزن ولا تفرح شعور غريب اوي
نظر إليها مبتسما فبادلته الابتسامة قائلة
انت محير نفسك انت غيري دايما الراجل في ايده الإختيار
ياسين متأملا المكان بترو احنا بنتكلم عنك مالك ومالي
همس لأن نظرتك دي معناها ان انت كمان بتعاني وبتمر بنفس حالتي
ياسين صدقيني ياهمس ان شاء الله عمري ما هعمل حاجة اخجل منها كل الحكاية اني تايه مش لاقي الأمان لكن مشاعرنا تخصنا وحدنا مينفعش ادمر غيري بحجة اني مش قادر اكمل أنا اخترت أماني كان ممكن اتجوز أي واحدة والسلام لو تفتكري خالتك كانت معترضة عليها لانها أدي في السن بس أنا حسيت انها شبهي فيها مني رغم ان اوقات بيحصل مشاكل كتير بسبب سننا ده تحسي ان اتنين عيال بيتخانقوا سوا
همس اكيد طبعا انك تتجوز واحدة في سنك ميزة وعيب
ياسين بالظبط مشكلتي اكبر من علاقة واحد بزوجته أنا بحاول اقدم اللي اقدر عليه بس أنا تعبان مش عارف اعمل ايه بدعي ربنا ليل نهار يدلني عالخير ومتأكد ان هيجي وقت واوصل لبر
همس بتردد أنا هتجوز
ياسين بلاش يا همس بلاش تعاندي مع نفسك وفيصل وتدفعي انتي وولادك التمن
همس صدقني مش عند ولا فيصل فارق معاه جوازي انا قولتله من اسبوع وقتها تخيلت انه هيجي يكسر الدنيا لكن للأسف حتي الاتصال بولاده مبقاش يتصل
ياسين ومين العريس !
همس حد متعرفوش
ياسين بترقب يا شيخة طب ليه حاسس انك مخبية حاجة
همس بتعب ولا حاجة بس الموضوع مش بسيط خطوة لازم احسبها صح
ياسين اكيد ياهمس أكيد
نظرت رضوى الي حالها بالمرآة برضا وإعجاب منذ سنوات لم تطلع إلى صورتها بتلك الطريقة تغييرات طفيفة أعادت اليها شبابها الذي كاد أن يختفي قصت شعرها شديد الطول قامت باختيار لون يقارب لون عينيها خرجت إلى الردهة المؤدية إلى غرفة بناتها تحدثت بصوت عالي قائلة
يا بنات ياتقي يا ليان تعالوا بسرعة
خرجت تقى أولا قائلة
ايه يا ماما فيه حاجة
رضوى ايه رأيكم في النيو لوك ده
تقى تحفة جدااا جامد يا رضوى