روايه بقلم رحمه السيد
انت في الصفحة 1 من 23 صفحات
الفصل الأول
في قصر واسع ينم عن الرفاهيه التي أمتلكها أصحابه...
جلس بدر الجمال مشدود الوجه متجهم وكأنهم يغرزون وتدا بقلبه أمام المأذون الذي كان يعقد قرانه على كتلة الغرور ذات الخصلات الڼارية تلك الفتاة التي يكرهها ويمقت كل صفاتها أيسل الرافعي...
ظل يراقب ملامحها عله يجد بها حزن او إنكسار ولكنها كانت ثابتة هادئة تحمل بريقا غريبا لا يدري مصدر توهجه أهي السعادة ام القهر المكتوم ولكن على أي حال تبدو صامدة ليس وكأنها اجبرت على هذه الزيجة !!...
فلاش باك
قولي يا ست فاطمة شغل إيه
قالها بدر بتركيز مسلطا سوداوتاه على السيدة الحنون التي ربت أيسل بعد أن وجدتها شريدة في الشارع دون أهل...!
تنهدت فاطمة متفحصة كامل هيئته.. بدءا من شعره الاسود الغزير الناعم وسمار بشرته الرجولية الحادة.. هبوطا لجسده الطبيعي بالنسبة لرجل في منتصف الثلاثينات من عمره..!
انا كنت عرفت في مرة إنك عليك ديون وتقريبا أنت بتحاول تسدها صح
اومأ برأسه على مضض دون رد.. وعاد ينظر لها بأعين تنبض حدة قبل أن يسألها
وده إيه علاقته بالشغل اللي حضرتك قولتي عليه
قالت دون مقدمات
مهو الشغل ده إنك تتجوز أيسل وفي المقابل هساعدك تسد ديونك لازم تكتب كتابك عليها وإلا بنتي هتضيع مني أهلها اللي رفضوا يقابلوني زمان عشان ياخدوا بنتهم اللي تاهت جايين دلوقتي لما شافوها يفتكروا إن ليهم بنت كبيرة وحلوة عشان يشغلوها معاهم في الكباريه المقرف اللي هما شغالين فيه وبيهددوني يجبولي البوليس ويقولوا اني خطڤاها من زمان لما كانت طفلة 4 سنين !
لتتابع بنبرة حملت توسلا خاڤتا
ماقداميش حل غير ده ساعتها حتى البوليس مش هيقدر يعملهم حاجة
رفع بدر كتفاه معا وقال مستنكرا بنبرة أجشة
حضرتك ماشاء الله مش ناقصة فلوس وممكن أي حد من معارفك يخلصلك الحوار ده!!
هزت رأسها نافية بشيء من اليأس
ثوان من الصمت مرت ولسانه ثقيل بحروف تتنازع نزعا للخروج من بين شفتاه المشدودة بقسۏة وهو يبتسم ساخرا في استنكار
ويا ترى الهانم الصغيرة عارفة إنها هتتجوز نجار بيجي يشتغل في القصر بتاعهم
زفرت مطولة بعمق.. وببسمة حانية على ذكر سيرة أيسل أردفت بهدوء
نهضت مقتربة منه تربت على كتفه برفق ثم لانت نبرتها كثيرا وهي تخبره
خد وقتك في التفكير يا بدر وحقك ترفض بس افتكر إن أنا محتاجة مساعدتك
اومأ بدر موافقا برأسه ثم نهض يعدل من ملابسه مغمغما بصوت أجش
بعد اذنك يا ست فاطمة
ثم غادر بصمت تام تتابعه فاطمة بعيناها... ذاك الرجل منذ أول يوم رأته وهو يثير إعجابها بشخصيته الرجولية الجذابة المنغلقة... الغريبة الحازمة !
وبما أن مدللتها الصغيرة تعشق الصعوبات والتحديات لم تجد سوى ذلك الجلف لتعجب به وهو الذي لا يعيرها أدنى اهتمام..!!
عودة للواقع
صوت المأذون الهادئ نجح في إنتشاله من عمق الذكريات وهو يقول
اتفضل حضرتك امضي
وبالفعل أمسك بالأوراق متنهدا بقوة لينهي كل شيء... هو قد قرر وانتهى الامر..!
وما إن إنتهت مراسم كتب الكتاب حتى صدحت الزغاريد عن بعض العاملات بالقصر..
فتنفست أيسل بصوت مسموع مغمضة عيناها... من المفترض أن تكون سعيدة... لقد أصبحت زوجة الرجل الذي زار أحلامها مرارا وتكرارا ليزيدها تيمما به.. وفي ذات الوقت يؤلمها قلبها لأنها تتزوج بتلك الطريقة وبسبب الاشخاص الذين هم من المفترض أهلها فما عادت تشعر بأي شيء وكأن كل شعور ناقص فلم تعد تستطع ترجمة أي شعور..!!!
غادر المأذون والشهود لينهض بدر شامخا برأسه يهتف بخشونة
أنا هاخرج شوية يا ست فاطمة اظبط حالي زي ما اتفقنا
تمام وشكرا يا بدر
قالتها فاطمة ثم اومأت برأسها موافقة بقلة حيلة وهي تراقب ملامح أيسل التي تشنجت وكأن احدهم يعتصر قلبها بقبضة الغيرة الدامية..!
رفعت فاطمة رأسها تلحق ب بدر قبل أن يغادر لتردف بهدوء
طب اقعد أنت وأيسل الاول يا بدر عشان لو عاوزين تتكلموا في أي حاجة
دقيقتان تقريبا استغرقهم بدر في التفكير ليومئ برأسه متقدما من أيسل التي كانت تضع قدم فوق الاخرى وتنظر لأصابعها المتشابكة بصمت.. ليخترق صوته الرخيم عزلتها وهو يخبرها
يلا !!
بالفعل نهضت بهدوء قاټل تتقدمه متوجهة نحو احدى الغرف الفارغة دلفت هي اولا وهو خلفها ثم جلست أيسل على الكرسي تضع قدم فوق الاخرى كعادتها دون أن تلحظ تلك العينان السوداوتان التي تراقبها مستنفرة
من تلك الحركة التي ترجمت له على نحو الغرور !!..
جلس هو الآخر أمامها ليبدأ بدر كلامه هاتفا بصوت أجش ثابت وعيناه تلتقط نظراتها المستكينة بخواء غريب...
اولا ده وضع مؤقت اجباري وهيعدي لكن لازم نحط النقط على الحروف عشان الوقت ده يعدي بدون مشاكل.
اومأت أيسل برأسها وملامحها تنبض بالتساؤل قبل لسانها وهي تردد ببرود
عارفه كل ده ادخل في الموضوع على طول يا بدر
إستفزه برودها وحدتها فراح ينتقد أول شيء يرفضه تماما في ذلك المزيج الغريب من الهدوء والرقة والحدة
اولا اللبس الضيق ده تنسي إنك تلبسيه طول ما إنتي على ذمتي
قال كلامه مشيرا للبنطال الضيق الذي ترتديه فأومأت هي برأسها ساخرة بتلقائية
طبعا طبعا أومال.
أنا مش بهزر ومفيش داعي للبواخة والسخرية دي!
غمغم بها بحروف مشدودة بالڠضب فظهرت ابتسامة ساخرة على وجهها وإندثر خواء عيناها وتلك الغيرة الهوجاء تبعثره محتلة ساحة عيناها لتستطرد بشراسة
أنت مايخصكش أصلا ألبس إيه الكلام ده تقوله للهانم اللي بتحبها اللي مش قادر تستنى على بعدها وعايز تجري تروحلها وكتب الكتاب معداش عليه ١٠ دقايق!
ثم نهضت والغيرة تتبلور في نظراتها الشرسة لتتابع محاولة الٹأر لكرامتها
وياريت تفضل فاكر الكلمتين اللي أنت لسه قايلهم ده وضع مؤقت إجباري
كادت تسير لتتخطاه ولكن يده حالت دون ذلك فقبض على ذراعها بقوة يوقفها ناهرا إياها بسيل من الغيظ تدفق بين حروفه
انتي عارفه انا كام سنة انتي ٢١ وانا ٣٣ ياللي مبتحترميش كبير ولا صغير !
ايه يعني ١٢ سنة مش حوار
تمتمت بها ببرود حافظت عليه فنظر لها من أعلاها لأسفلها متجاهلا استفزازها ليتابع بصوته الأجش
ولما تكوني بتتكلمي مع حد لازم تتعودي تحترميه وخصوصا جوزك أنا مش موظف عندك يا هانم هترميلي كلمتين وتمشي!!
رفعت حاجباها ساخرة باستنكار باندفاع وحدة غير مقصودين
فعلا متأكد من الحتة دي
كان متيقنا... ستظل طيلة تلك الفترة اللعېنة تذكره أنه النجار الذي يعمل في خدمتهم...!
ضغط بيده على ذراعها أكثر وهو يحدق فيها... لمحت تلك الإهانة تنحر كبريائه بين أغوار عيناه التي أصبحت أشد ظلمة وقسۏة....!
ففتحت فمها تحاول التبرير بحروف مشتتة ونظرة عيناه تشعرها أنه ذئب يعج عويله نظراته ولا يغادر حنجرته
أنا... آآ يعني بص أنا كنت.....
فخرج صوته هادئا وكأن الكون يخلو من أي اصوات سواه وحادا وكأنه شفرة لامعة
إنتي واحدة والدتها كانت مفكره إنها كده بتدلعها وبتعوضها لكن هي في الحقيقة فشلت في تربيتها !!
تناثر إعتذارها مع مهب الريح وراحت تستمر في عنادها وترفعها عن اخطاءها
أنا ولا مدلعه ولا متربتش انا اتربيت كويس ڠصب عن أي حد وانا مش طفلة وعارفه كويس أنا بقول إيه بس أنت اللي عايز تتكلم وتتنطر ومحدش يرد عليك.
حاولت نزع ذراعها من بين قبضته بالقوة فاصبحت أمامه ليعود هو ويجذب يداها معا بقوة خلف ظهرها... ثم اقترب منها حتى أصبح ظهرها ملتصق بصدره ليقترب من اذنها هامسا بخشونة لاذعة وكرهه لها يتضخم بين ضلوعه
إنتي طفلة بالنسبالي وطفلة مش متربية كمان وأنا اللي هاربيكي وهعرفك ازاي تتعاملي مع الكبار وتبطلي النفخه الكدابة اللي انتي فيها دي!
لم تنتبه لأي كلمة مما قالها تلك الحرارة التي تسكن جسده من الڠضب والانفعال ألهبت مشاعرها الفوضاوية بمجرد أن شعرت بها أنفاسه... رائحة عطره.... للحظة شعرت أنها تستطيع ترجمة شعورها... أنها مطمئنة مغمورة العواطف بين أحضانه.... مچروحة المشاعر من كرهه نبذه ونقده المستمر لها... مچروحة الكرامة لشعورها انه مجبر على ذلك الزواج... تغار پجنون من حبه لأخرى وقلبها يتلوى لوعة كلما تذكرت أن كل ذلك بسبب والديها الجشعان..!
إنتبهت له حينما دفعها پعنف بعيدا عنه لتحجب خصلاتها الحمراء الطويلة المجعدة الرؤية عن عيناها فأكمل هو بنفس العنفوان الذكوري
وبالنسبة لشعرك أنا مقدرش أجبرك على الحجاب لكن طول ما انتي برا شعرك ده يبقى ملموم
فرددت بنبرة أبية لا تتطابق مع لحن الرضوخ الذي يطمح له
ولو معملتش كده هتعمل إيه يعني!!
فاقترب هو منها ليتلمس الجزء القليل الذي ظهر بسبب الحركة من بطنها أسفل التيشرت القصير... فارتجفت پعنف ما إن شعرت بملمس كفه الخشن على جلدها وكأن لمسته تفاعلت مع عاطفتها الحارة فأحړقتها....
و تلك الرجفة وصلته بشكل ما مرسلة له شعور لحظي غريب تأججت فيه غريزته الذكورية ليعيد نظرته للجمود وهو يستطرد بتوعد قاس
طالما إنتي عندك استعداد إن أي راجل يشوف جسمك متفصل كده وممكن يبان منه قدام اي حد كمان يبقى لو شوفتك لابسه كده صدقيني هتلاقيني قطعت الهدوم دي وما هيهمني أي حاجة! ڤضيحة بڤضيحة
لم ينتظر ردها بل غادر تلك الغرفة متنفسا الصعداء... يلعن ذلك اليوم الذي وافق فيه على تلك الزيجة....بينما هي تبتلع ريقها بقلق متساءلة بحسرة.... هل هي رخيصة تتعمد إظهار جسدها لتلك الدرجة بنظرة ......
على الطرف الآخر في احدى قرى الصعيد...
جلست ليال بتلك الغرفة بمفردها تنظر لنفسها في المرآة.. تتحسس تلك العباءة البرتقالية المطرزة التي بدت وكأنها صنعت لها خصيصا... اليوم ستزف عروس للرجل
الوحيد الذي عشقته... مقسومة هي نصفين.. نصف سعيد يرقص فرحا بما استطاعت فعله ونصفها الآخر تصدعت فيه تلك السعادة كلوح ثلج مزقته تصدعات قاسېة وهي تتذكر ما فعلت بأنانية لتحصل على حبها.......
تنهدت بعمق وهي تبتسم ساخرة صدق حدسها.. فقد كان يونس متجاهلها تماما منذ ذلك اليوم المشؤم لا يوجه لها أي كلمة إلا اذا كان احدهم متواجد وقد أخبروا أهل البلد أن يونس كان قد خطب احداهن وجاء بلدته ليتزوجها عليها وسط أهله...
أمسكت ليال الفرشاة بشرود متنهدة وهي تفرد خصلاتها السوداء على ظهرها ثم بدأت تمشطها ببطء وفجأة وجدت الباب يفتح پعنف ويونس يدخل بهمجية وقد نسي أن يغلق الباب خلفه فأغلقه نصف غلقة دون قصد ثم تقدم منها لينفجر غضبه المكتوم في وجه ليال كالشظايا القاټلة وهو يزمجر
عملالي فيها عروسة بجد يا بت انتي وقاعده في اوضتي اللي مكنتيش تحلمي تدخليها !!
أمسك الفرشاة من بين يداها عنوة ليرميها أرضا پعنف