روايه رائعه بقلم ناهد خالد
نسبه كويسه جدا بس هو رافض وشايف أنه لما يفضل أعمي يبقي بيكفر عن جزء بسيط من ذنبه..
قاطعته باستفهام
_ تقصد ذنب مۏت أخوه الي هو مشيله لنفسه!
_ بالضبط هو شايف أنه السبب في مۏت أخوه وإن فقدانه للبصر في الحاډثه عقاپ من ربنا له وفرصه يسدد جزء من شعوره بالذنب لما يفضل عايش في الضلمه بقيت عمره فرافض تماما يعمل العمليه.. وعشان كده والده لجألي.. عشان لازم يتعالج الأول ويخرج من الحاله الي هو فيها ويقتنع أن مۏت أخوه قضاء وقدر وملوش ذنب فيها وأن كلها مجرد أسباب ولو كان أخوه هو الي سايق برضو كان ماټ بعدها هيقتنع بسهوله يعمل العمليه ويكون كويس.. عشان كده بعتلك أنا عاوزك تمسكي حالته.
نظرت له بدهشه وقالت
_أنا! اشمعنا
رد بعمليه
_ أنا طول السنه الي فاتت معرفتش أجيب معاه نتيجه هو أصلا مش مديني فرصه أنا قابلته ٣ مرات بالعدد في خلال السنه ومفيش مره فيهم سمعني حتي هو معندوش استعداد يبقي كويس وكأنه بينتقم من نفسه وكده ضميره بيستريح عشان كده فكرت فيك أنت صحيح لسه بقالك سنه بس ممارسه للمهنه رسمي بس شاطره وأنا واثق فيك.. وعندي خطه ممكن تفيدنا مع حالته..
نظرت له بفضول وهي تقول
_ وايه الخطه يا دكتور
_ إن يامن ميعرفش أنك دكتوره نفسيه هنرتب لمقابلتك بيه وكأنها صدفه وتحاولي تقربي منه لحد ماتبقوا صحاب ويثق فيك ويحكيلك عن حياته ووقتها ييجي دورك أنك تساعديه وهتعرفي بمل سهوله عشان هيتقبل كلامك وهيبقي عنده استعداد يسمعك..
ردت بقلق
_ ايوه بس لما يعرف أني دكتوره وكنت بضحك عليه ممكن تحصله انتكاسه..
_ تالا وقتها هيكون بقي كويس وأنت الي هتعترفيله بنفسك هو وقتها هيكون اتعالج من الحاله الي فيها حاليا وهيكون رجعله نظره وحياته استقرت واحساسه بالذنب اختفي وكل ده بفضلك أنت مش هيسيب كل الي كنت السبب فيه ويقف عند كدبك عليه بعدين في مهنتنا ده مش كدب دي حيله حيله تنقذي بيها مريضك لما تكون كل الحلول متقفله في وشك ويكون معندوش استعداد أنه يساعدك تعالجيه بأنه حتي يسمعك! وكمان علاقتك بيه هتبقي بحدود وده دورك متحاوليش تاخدي مكانه مهمه عنده عشان لم تعترفيله بالحقيقه متبقاش صعبه وخدت منحني تاني..
نظرت له بتردد وكادت تجيبه أنها قلقه من الأمر ولا تريد خوض هذه التجربه فليفكرا في حل آخر وليس هذه الطريقه التي تحمل مخاطر هم في غني عنها ولكن قاطع حديثها دقات فوق الباب تابعها دخول رجل يبدو في منتصف الخمسينات من عمره يرتدي بذله أنيقه ويبدو عليه الترف علمت هويته حين استمعت لصوت وجيه يرحب به
_ أهلا يا مصطفي اتفضل..
إذن هو مصطفي الشعراوي من كانوا يتحدثون عن ابنه للتو
جلس وعرفه وجيه بها وسرد عليه أيضا خطته فبدأ مصطفي في الحديث لها وهو يقول
_ ابني بيضيع مني ودي مش مجرد كلمه بقولها بتبالغ في حالته لأ دي حقيقه.. بحسهبحسه مش حاسس بالي حواليه وكأنه في غيبوبه معظم الوقت سرحان وأوقات بكلمه والاقيه بيرد بحاجه غير الي بقولها أصلا فاقد التركيز في حاجات كتير مفيش بس غير الشغل هو الي بيركز فيه مش بيركز.. بيهرب فيه من التفكير في أيام بيفضل في الشغل يوم كامل مبياخدش راحه أبدا وأيام تانيه بينام اليوم كله ومبيقومش غير بالعافيه..
قاطعته وهي تعلق علي حديثه
_ بيهرب..
بالضبط بيهرب غير أكله الي بالعافيه بياكل وجبه في اليوم.. وجبة ايه دي متجيش ربع وجبه بعد محايله من والدته ورفض أنه يعمل العمليه.. قلبي بيتقطع علي حاله وهو محتاج الي يوجهه بس مش فايدي حاجه أقدر اعملهاله.. وكمان دكتور العيون قالي أن الحاله النفسيه هتأثر علي نسبة نجاح العمليه الي ممكن توصل ٩٥٪لو حالته النفسيه كويسه.. وممكن تنزل ل ٢٠٪لو حالته النفسيه سيئه.. وكل ده كوم والي بقي بيحصل من حوالي شهرين كوم تاني
اشتعلت عيناها بفضول وهي تقول باهتمام
_ايه اللي بيحصل.
نظر لها بحزن جلل وهو يقول
_ابني بقي بيهلوس باسمعه بيتكلم مع أخوه الله يرحمه وكأنه شايفه لدرجة لدرجة أنه بقي بيطلب وقت الغدا وجبتين وبيسيب التانيه له.
ابني بقي بيهلوس باسمعه بيتكلم مع أخوه الله يرحمه وكأنه شايفه لدرجة لدرجة أنه بقي بيطلب وقت الغدا وجبتين وبيسيب التانيه له.
نظرت له بدهشه فهي لم تتخيل أن يصل الأمر لدرجة الهلوسه! نقلت أنظارها بينهما ليهتف وجيه مره أخري
_ شوفتي قولتلك الموضوع مش سهل وعدم رغبته في العلاج ده الأصعب.. قولتي ايه هتنفذي الخطه
أومأت برأسها بشرود وهي تفكر في حالته.. وبالفعل بدأت الخطه بتعرفها عليه عن طريق الصدفه حين دبرت لمقابلته في المطعم المفضل إليه وأخذت تتودد له ورغم رفضه التام لتقبلها في البدايه إلا أنها تحلت بالسماجه مع الفطنه التي جعلته رويدا رويدا يتقبلها ويتقبل حديثها ومن ثم انجذب لها وعرضت عليه الصداقه وهكذا بدأت علاقتهما
ولا تعلم متي وكيف أحبها فلم يظهر ذلك إلا فجأة حين اعترف لها بحبه قبل أن تتركه بشهران فقط وحينها لجئت للطبيب وجيه ووالده واصراو علي أن تكمل خطتها معه بعدما نجحت في جعله يتخلي عن اكتئابه وعن أفكاره وهواجسه حول أخيه ومۏته وتبقي شئ واحد أن يقوم بالعمليه كي يري وقد اقنعته بالفعل وفي تلك الفتره تحديدا كانت تذهب معه للطبيب ليحدد ميعاد العمليه وبقي فقط خطوه واحده كي يصلوا لمبتغاهم.. فاضطرت لمجاراته وأخبره أنها أيضا تحبه رغم ثورتها عليهم بأنها هكذا تخدعه وتزيد الأمر سوء ولكن لم يكن أمامها حل آخر
باك
سندت برأسها علي ظهر السرير وهي تقول بخفوت مرير
_ ياريتني ماقبلت من الأول عالأقل العمي أهون من ۏجع القلب الي سيبتهولك.. رغم غضبك عليا إلا أني شوفت وجعك في عينك وشوفت اشتياقك ليا الي معرفتش تداريه.. ياريتك قدرت تنساني يا يامن عالأقل كان إحساسي بالذنب هدي شويه.
أغمضت عيناها بوهن وماهي إلا دقائق وكانت تذهب في النوم من شدة إرهاقها..
______ناهد خالد ______
صعد إلي غرفته واتجه فورا للحمام الملحق بها وغسل جسده بمياه بارده يحتاج إليها الآن وبشده علها تهدئ ثورة مشاعره المتأرجحه بين الڠضب والشوق السخط والحنين.. بين كل شئ وعكسه حتي بين الحب.. والكره..
خرج وارتدي ثياب النوم والقي بجسده فوق الفراش پعنف وكأنه يحمل جبالا من الهموم تنهد بعمق وهو ينظر للسقف بشرود صامت.. وبعد ثواني هتف بخفوت
_ رجعتي ليه ده أنت بعيد عن عيني ومش قادر علي قلبي أقسيه عليك هقدر عليه وأنت قريبه! ده حبك ورفض ينساك وهو بيرسم صور ليك في عقله هينساك ازاي بعد ما شافك ده عقلي طبع صورتك من وقتها ومش راضيه تروح من بالي..
أغمض عيناه وهو يسترجع صورتها التي حفرت في ذهنه ملامحها التي وقع في عشقها منذ النظره الأولي بجمالها الرقيق الهادئ وللحقيقه حتي وإن كانت بشعه ومشوهه وبها كل العبر لما يكن سيكره ملامحها كيف يكرهها وقلبه