روايه رائعه بقلم ناهد خالد
تصرفتها غير متوقعه..
أطلقت صرخه عاليه تعبر عن أوجاعها المكتومه قبل أن تسقط أرضا ممسكه بجانبها بشده حتي تكاد يدها أن تخترقه..
انتفض قلبه قبل جسده وهو يستمع لصړختها ويري وقوعها ليوقف سيارته التي تحركت عدة سنتيمترات وترجل منها ركضا وجميع أجزاء جسده تنتفض ړعبا عليها..
جثي علي ركبتيه بجوارها وهو يهتف بفزع ناطقا إسمها لأول مره منذ سنوات
_ تالا.. مالك في ايه
رفع رأسها بلهفه ليضعها في أحضانه وهو يسألها بأعين تصرخ خوفا..
تمتمت شفتيها بخفوت وهي تأن ۏجعا وتضم قدميها لبطنها
_جانبي.. مش قادره..
رفعها بين ذراعيه وهو يهتف لها پخوف
_ مټخافيش.. هتبقي كويسه.. مټخافيش..
وكان هو من يحتاج لأحد أن يطمئنه في هذه اللحظه تحديدا..
وضعها برفق علي المقعد المجاور له واستقل مقعده وكانت سيارته تكاد تطير من فوق الأرضيه من شدة سرعتها ..
نظر لها من حين لآخر.. ومد يده ممسكا بكف يدها وهو يراها تتلوي ۏجعا وهتف پاختناق
_متخافيش هتبقي كويسه والله.. معلش استحملي ياحبيبتي قربنا نوصل اهو.
ولا تلومن عاشق علي عشقه.. ولا تلومنه حين ينطق قلبه قبل لسانه في موقف كهذا.. يتعطل العقل ويبقي فقط خوفه عليها.. ربما بعد أن تصبح بصحه جيده لن يتذكر أنه نعتها ب حبيبتي ..! وإن تذكر حتما سيتحجج بأنه لم يشعر بما قاله..
يتبع
اتقدملي مهندس بترول ووالده مستشار وهو شخص محترم ولا غبار عليه زي ما بيقولوا وقتها رفضت كالعاده بس جدي كان جاب أخره مني فصمم أنه يجوزني له وقبل ولأنه كان جاهز وأكيد أنا كمان جاهزه اتفقوا علي ميعاد الفرح بعد شهرين وعملنا خطوبه معزمتش فيها حد غير العيلتين ودي كانت رغبتي حاولت طول الشهرين دول أكرهه فيا علي قد ما أقدر أو حتي اثبتله أني مصلحش له بس للأسف كان متفهم اوي ومهاود معرفش بس كان بيسايسني وأي مشكله تحصل يعديها وييجي يصالحني رغم إن الغلط مني.. وفجأه لاقيت نفسي يوم الفرح.. رفضت الميكب ارتيست تجيلي البيت وقلتلهم حابه اروح البيوتي سينتر وقبلها بأسبوع كنت بجهز حاجتي سحبت الفلوس الي في حسابي في البنك وحطيتهم في حساب جديد بفيزا جديده وكلمت لينا وهي الي رتبتلي السكن ده بحكم أنها عايشه قريب من هنا فكان سهل تلاقي سكن كويس وبسرعه ويوم الفرح الصبح بدل ما اروح البيوتي سينتر جيت القاهره من وقتها معرفش عنهم حاجه..
جعد جبينه بضيق وقال
_ وهتفضلي هربانه منهم
تنهدت بهدوء وردت
_ غيث.. هم مسبوليش حلول.. غير أنهم أصلا مبيحبونيش أنا عمري ما حسيت معاهم براحه ولا حب دايما حاسه نفسي غريبه وسطهم.
_بس دول أهلك مهما كان..
نظرت له بمغزي وهي تقول
_طب ماهم كمان أهلك.. ليه سبتهم
نظر لها بجديه وهو يقول
_عشان هم مختاروش راحتي أولا مصممين يشيلوني ذنب غيري وقافلين دماغهم عن التفكير وعشان أنا مش فارقلهم وإلا كانوا اتنازلوا عشاني أو عالأقل سمعوني..
أومأت بتفهم وقالت
_بالضبط يا غيث.. أنا كمان كده مفهموش رفضي للعرسان عشان مش قادره أدخل في علاقه جديده مفهموش حبي ليك وجدي كان دايما يقلل منه ويقولي أنه تعلق وكلام فارغ مش حب مختاروش راحتي ولا رغبتي والآخر يغصبوني علي شخص وجوازه مش عاوزاهم.. لحد قبل الفرح بيوم وأنا أقول لجدي مش عاوزاه.. بس ولا كأنه بيسمعني وفي الآخر قالي بلاش دلع بنات الي قولته وحكمت بيه هو الي هيمشي..عشان كده قررت أبعد.. أو أهرب مش فارقه.. حتي كتب الكتاب رفضت نكتبه غير يوم الفرح..
شرد بنظره بعيدا لثواني ثم عاد إليها وهو يقول بنبره مهمومه
_ أنا مش عاوزك تحسي أنك وحيده يا ملك عارف أني معاك بس الست بتحتاج تطمن بأهلها حتي لو جوزها ده ملاك وبيعشقها بس وجودهم بيطمنها.. مش عاوز في مشكله بينا والحياه طبيعي لابد من مشاكل تحسي أنك محتاجه أهلك جنبك.. خاېف مقدرش أغنيك عنهم مهما عملت..
نفت برأسها وهي تبتسم له بهدوء
_ مش دول الأهل الي أطمن بوجودهم لو بقوا موجودين مش هيبقي في حاجه اسمها أنا وأنت حكايتنا مش هتكمل أصلا.. غيث خلينا نبني حياه جديده تخصنا احنا وبس عيله تانيه بعيده عن أهلك وأهلي بس عيله بجد تكون كل مشاعرها صادقه حب واهتمام وتكاتف خلينا نعوض فيها الي ملقنهوش في عائلاتنا..
أمسك كف يدها بحب وقال بأعين صادقه
_ أوعدك نبني الأسره الي نتمناها وهحاول بكل جهدي متحسيش في يوم أن ناقصك حد.. هكون عيلتك قبل ما كون جوزك وحبيبك وأنت كمان اوعديني لو في يوم قصرت في حاجه من غير قصد تنبهيني ليها ومتسمحيش لأي حواجز تتبني بينا.
اتسعت ابتسامتها وهي تتنهد بحب وقالت
_ أوعدك..
سحب يده برفق ليعود لموضعه كما كان ورفعت هي كوب الماء ترتشف منه قليلا.. نظر لها ثواني ثم قال وهو يطالعها بملامح جاده
_ ايه رأيك نتجوز بكره
توقف الماء في حلقها وهي تستمع لحديثه وأنزلت الكوب لتري نظراته الجاده التي تؤكد جدية حديثه !..
______ناهد خالد _______
وقف أمام غرفة الفحص بړعب يحتل كل أنش فيه منذ دقائق دلفت مع الطبيب والممرضه للغرفه ورفضوا دخوله ليبقي واقفا بالخارج تحترق أعصابه مع الأفكار السيئه التي ټضرب عقله بلا هواده قطع الممر ذهابا وإيابا لأكثر من عشر مرات حتي الآن وهو يفرك كفي يده بتوتر بالغ ويمسد بكفه علي خصلات شعره بحنق من حين للآخر توقف يزفر بضيق وهو يضرب الحائط بقبضته والقلق ينهش فيه رأي إحدي الممرضات تمر بجواره فأوقفها وهو يقول پحده
_ يا أنسه.
توقفت تنظر له بضيق سريعا ما تحول لملامح هادئه وابتسامه تعلو شفتيها وهي تنظر لهذا الشاب الوسيم الواقف أمامها وقالت بنبره مائعه مبتسمه ببلاهه
_أفندم محتاج حاجه
زجرها بنظراته بضيق وهو يهتف بأعصاب تكاد تنفلت
_ ادخلي أوضة الفحص طمنيني علي الحاله الي جوه بقالهم أكتر من ١٠ دقايق ومحدش خرج.
نظرت له بتفحص وهي تقول بهدوء بارد
_ اهدي يافندم ١٠ دقايق مش كتير.. مال حضرتك قلقان ليه كده!
ضغط علي اسنانه حتي كادت تنكسر وقال من بينهم بحنق ظاهر
_ ادخلي طمنيني علي الحاله.. صعبه دي
نفت برأسها بقلق من ملامح وجهه الصلبه وقالت
_حاضر.. هدخل.
دلفت للداخل وزفر هو بضيق منتظرا خروجها ولكن بعد ثواني وجد الطبيب هو من خرج هتف بلهفه يتخللها القلق
_ هي كويسه
أومئ الطبيب بهدوء وقال
_ متقلقش حضرتك هي بخير بس محتاجه تدخل العمليات .
بهتت ملامح وجهه وهو يتسائل بخفوت ضائع
_ عمليات! ليه
رد الطبيب يطمئنه
_متقلقش هي بس الزايده ملتهبه عندها ولازم تستأصل وكويس أنها جت في الوقت المناسب وإلا لاقدر الله كان ممكن ټنفجر جواها.
تحركت شفتاه يردد
_ هي خطړ
سأله الطبيب بتوضيح
_العميله
أومئ بصمت وهو يشعر وكأنه عقله ليس معه الآن فقط يردد الحديث دون شعور منه..
_لا خالص متقلقش كل يوم في ألوفات بيعملوها يعني عمليه سهله متقلقش وأنا عملتها كتير اوي قبل كده.
مسد جبهته بكف يده بتعب وهو يقول پحده
_أنا عاوز أنقلها من هنا.
قطب الطبيب حاجبيه بتساؤل