روايه رائعه بقلم ناهد خالد
منهم عيني شافته حتي.. اكتفيت بيك وده كان العيب التاني.. ۏجعي.. ۏجعي الي بقي ملازمني وأنا شايفك أبعدلي من نجوم السماء.. والي زاد دلوقتي بعد ما عرفت أنك اخترت الي هتكمل معاك حياتك.. دخلت حد تاني حياتك يبقي أكيد نستني أو بتحاول تنساني بيها وفي الحالتين عاجلا أم آجلا هبقي بره حياتك.. مبلومكش.. بس بلوم قلبك الي حلف في يوم أني الأولي والأخيره وعمره ما يحب بعدي.. ولومته مش هتفدني بحاجه ولا هتهدي ۏجعي..
قالت الجمله الأخيره بمرار.. وانهمرت دموعها بعجز وۏجع سكن جوارحها وبالأخص ثنايا قلبها الذي يتفتت الآن!..
_________ناهد خالد ______
_ ازيك يارودينا..
هتف بها يامن ببرود تام وهو يستقبلها في بهو فيلتها بعد أن ذهب لها ليتفقا علي ميعاد الخطبه المناسب لكليهما بعدما تقدم الأمس لخطبتها!.. أهو بكامل عقله وهو يفعل هذا! لا يهم المهم أنه يريد فعلها يهرب من قلبه الأحمق الذي لا ينفك عن الإشتياق لمن خدعته.. وعقله الأكثر حمقه الذي لا يتوقف عن التفكير فيها..يجب أن يهرب منهما بأي طريقه حتي وإن كانت تتمثل في خطبته ل رودينا!
ردت بلهفه وعيناها تلمعان بسعاده
_ازيك يا يامن مستنياك من بدري..
رودينا فتاه بملامح جميله وهادئه في الوقت ذاته.. ذات الأربعه وعشرون عاما.. تخرجت من كلية الآداب قسم اللغه الفرنسيه وتعمل مترجمه في شركة أبيها الخاصه بالسياحه كشركة صديقه.. يامن هو حلمها البعيد منذ خمس سنوات تحديدا بعدما تعرف والدها علي والده.. ولكن وجود تالا كان يعيق طريقها واعترفت أنها لن تصل له يوما.. ومع ذهابها وابتعادها عن حياته لسبب مجهول بالنسبه لها تجدد أملها في أن يصبح يوما نصيبها وشريك حياتها.. ولا تصدق أن اليوم قد أتي أخيرا..
رد ببرود واضح
_ كان عندي metting فتأخرت..
جلست أمامه وهي تبتسم بلطف وقالت
_ولايهمك.. تشرب ايه
اعتدل في جلسته وهو يقول بجديه
_مفيش داعي ياريت بس نتكلم في المفيد عشان لازم ارجع الشركه.
نظرت له بعتاب طفيف وهي تقول
_يعني يصح تبقي في بيتي ومتشربش حاجه
نفي برأسه باستسلام وقال
_ تمام.. ممكن قهوه ساده..
قطبت حاجبيها باستغراب وقالت
_من امتي بتشرب قهوه أنا فاكره أنك مكنتش بتشرب قهوه ولا شاي ولا أي حاجه فيها كافيين.
التوي ثغره ببتسامه هازئه ساخره وقال
_ اهو بقيت بشربها.. ومش هي بس..ودي كمان..
قالها وهو يخرج من جيبه علبة سجائر تخصه!..
اتسعت عيناها بدهشه وهي تقول
_ سجاير! أنت من امتي بتشربها!
رد بنزق
_ مش مهم من امتي.. أنا عرفتك عشان المفروض تعرفي بما إننا هنتخطب وكده..
كانت جملته الأخيره ساخره وكأنه يرفض حقيقة الأمر! . ولكنها لم تلاحظها في حين هتفت بتردد
_ حاسه أنك اتغيرت كتير مش بس مجرد عادات حاسه أن في حاجات كتير فيك اتغيرت.
نظر لها بجمود وهو يهتف
_هتفرق معاك أنت أصلا متعرفيش شخصيتي قبل كده عشان تفرق معاك لما تتغير.. ليك الي هتعيشي معاه دلوقتي مش أكتر..
نفت برأسها وهي تقول بجرأه
_لأ ليا أعرف إذا كان سبب تغيرك هي.. لأن لو هي السبب يبقي وأنت قاعد معايا دلوقتي.. قلبك معاها!
رفع عيناه لها وقد بدأت بعض شرارات الڠضب تسكنها امتعضت ملامحه بوضوح وهو يقول
_ ملكيش تعرفي ايه السبب لأني اتغيرت وأنا مش معاك لكن ليك تعرفي أني لما هخطبك.. هخطبك عشان محتاج أنساها وليك حرية الاختيار ياتقبلي تبقي معايا وتساعديني أكون ليك ياترفضي وأنا هحترم قرارك..
صراحه صاړخه! كيف يخيرها بكل هذه البساطه! ألا يراعي مشاعرها وهو يلقي هكذا حديث علي مسامعها!..
زفر بضيق وهو يقلل حدته وقال بتعقل
_مش عاوز أبدأ حياتي معاك بكدب عشان كده لازم أصارحك.. وليك الأختيار ومش هاخد رد دلوقتي فكري براحتك وردي عليا..
وقف بشموخ وهو ينهي المقابله قائلا
_ هستني ردك.. سلام..
نظرت له وهو يذهب وعقلها شارد وملامحها متجمده پصدمة كلماته.. لم تتوقع أن يكون صريح معها لهذا الحد!..
____________ناهد خالد _______
دموعها تتهاوي منذ قابلته.. كاذبه هي إن قالت أنها استطاعت أن تتخطيه.. لم تشفي منه كما أزعمت وهي تقف بوجهه لم تفعل.. قلبها خاڼها وهو يود لو يشبع اشتياقه منه وجسدها ود لو ارتمي بين أحضانه.. جميعهم خائڼون.. حتي هو!..خاڼها حينما غدر بها بعد أن آمانت له ورأته آمانها وسندها.. متي ستكف عن حبه! متي سترحم نفسها من هذا العڈاب..
انتفضت علي صوت هاتفها فوجدتها صديقتها المقربه لينا
_ألو..
كان صوتها متحشرجا أثر البكاء وقد التقطته لينا بوضوح..
_ مالك يا ملك
_مفيش..
_مفيش! مفيش ازاي! أنت معيطه!
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تقول بخفوت
_ قابلته..
أتاها الرد المستغرب من الأخري وهي تقول
_مين
تنهدت بعمق وهتفت إسمه بۏجع عكس ما هتفت به أمامه اسمه مازال يجلب لها ذكريات مريره وليس كما قالت أنها أصبحت تردده دون أي شعور!
_ غيث..
استمعت لشهقة الأخيره وهي تقول
_ غيث! قابلتيه فين ده!
ابتسمت بمرار وهي تقول
_ تخيلي سيبتله القاهرة كلها وجيت الاسكندريه وبرضو قابلته..
_هو عرف مكانك منين!!
_معرفش مكاني دي صدفه.. أو يمكن نصيب أننا نتلاقي لأني مبأمنش بالصدف..
رددت الأخيره بذهول
_ ياااه معقول الصدفه دي! المهم قلولي ايه الي حصل لما قابلتيه
تنهدت بضيق وهي تتذكر ماحدث في مقابلتهما.. وأخذت تسردها علي صديقتها وما إن انتهت حتي استمعت للأخيره تقول
_ جدعه يا ملك كنت خاېفه لتكوني اڼهارتي قدامه وشمتيه فيك..
ابتسمت ابتسامه ساخره ومتألمه معا
_لا مټخافيش اڼهارت لوحدي..
_وبعدين يا ملك هتفضلي لأمتي مش عارفه تنسيه أنت بتضيعي حياتك وأنت محصوره في الماضي.. امتي هتشوفي مستقبلك!
زمت شفتيها بضيق وهي تقول باصطناع
_ألو.. لينا سمعاني.. الو..
أغلقت الخط وهي تستمع للأخري تقول
_أنت بتستهبلي ملك أن
لم تنتظر أن تكمل حديثها وكانت قد أغلقت الخط..
تسألها متي ستنساه تسألها متي ستخرجه من عقلها وحياتها وتلتفت لمستقبلها هي نفسها لا تعرف إجابة هذه الأسئله المطروحه. أتظنها سعيده بما هي فيه! أنها أكثر شخص رغبه في الخروج من هذه القوقعه لكنها لا تجد طريق الخروج!.
___________ناهد خالد _______
_وهتعمل ايه يا غيث..
سأله صالح ابن عمه وهو يجلس أمام مكتبه بعدما سرد له الأول مقابلته بملك وأنه وأخيرا وجدها..
_ أنا عرفت مكانها مشيت وراها وعرفت بيتها مش هرجع القاهره هشتغل معاك هنا يا صالح الفتره دي لأن الشغل هنا كتير وأنت محتجني معاك.. ده الي هتقوله لعمامي ها..
أومأ بموافقه وهو يقول
_ فهمت متقلقش هقولهم كده قولي بقي ناوي علي ايه
وقف يسير ببطئ تجاه النافذه الخارجيه ورفع يده يفك رابطة عنقه پاختناق وهو يقول
_ هعمل الي كان مفروض يتعمل زمان.. هتمسك بيها لآخر نفس فيا.. وهترجعلي هقرب منها وهحاول أرجع حبها ليا
_ ولو مقبلتش قربك أصلا..
التف برأسه ينظر له قليلا قبل أن يقول
_ يبقي هفرض نفسي عليها
________ناهد خالد _______
بعد يومان
كان يجلس بمكتبه يتابع عمله حين دق هاتفه معلنا عن متصل نظر لشاشته ليجدها رودينا تسمرت أنظاره علي الهاتف قليلا والأفكار تعصف برأسه.. تري أستوافق ستقبل بما قاله وتتقدم بمساعدته! كيف تفعلها وهو يعلم أن الأمر مهين فمن تقبل أن تربط بشخص في حياته أخري بل ويجلس أمامها بكل برود ويعترف لها لم