روايه عقود بقلم ساره
انتظرت كتير ومستعد أنتظرها العمر كله..
للدرجة دي بتحبها يا واد..
وأكتر من كدا بكتير يا دولا لدرجة إنت متتصورهاش..
أنتظر الجميع إفاقتها وعلى الأخص والدها الذي كان يبكي
بصمت عندما علم أن المتبرعة هي عهود..
قټلها وهي من قامت بإنقاذه.. أي عدل هذا..
رفع رأسه للسماء يهمس بداخله..
أكيد في حكمة من دا كله يا رحيم..
أنا مكسوف أكلمك .. أنا إللي وقفت قدام طريق عفتها وقدام طريقك..
علشان الناس يارب .. بعترف كنت عايز أرضي الناس مقابل سخطك ..
رحمتك يا أرحم الراحمين أنا ظلمت نفسي..
دا كله حصل علشان أرجع لعيلتي وعيلتي ترجعلي جعلت عهود سبب إن عيني تتفتح على كتير أووي..
بدأت عهود تفيق شيء فشيء وهي تتمتم من بين غفوتها
بابا .. بابا .. كويس .. وماما .. تيتا .. سمر..
وصمتت تتأوه بخفة ثم همست بما جعل أمان في قمة صډمته وهو لا يصدق
أمان ... أمان .. أنا سامحتك..
أهو قد سمع جيدا أم أنه يتخيل ليس إلا..
للمرة الأولى تنطق اسمه ... وأيضا هل حقا نال مسامحتها..!!
همست باسمه بين غفوتها إذا هو بعقلها..
دق قلبه پعنف يطرب فرحا تنهد بحرارة ورفع رأسه للسماء
لطفك يا الله ... كرمك واسع..
بعد مرور ثلاثة أشهر كان منزل عهود مزين بالكامل بالورود رغبة فيما شدد عليه توفيق..
المنزل يضج بالسعادة ومكتظ بالأقارب والأحباب..
أصدقاء عهود
في الدارسة والجميع هنا لأجلها فقط..
الفستان أختفى يا سمر..!
تصنعت سمر البحث وهتفت بتعجب
إزاي اختفى بس يا عهود بس افتكري إنت احتفظتي بيه فين..
يعني هو ميدالية يا سمر علشان مش تظهر دي من فعل فاعل..
إهدى بس ثواني وراجعالك..
خرجت سمر وأجابت على الهاتف باستعجال
إنت فين .. قدامك كتير..
لا أنا قدام البيت أهو ممكن بس حد يقابلني..
قالت سمر وهي تخرج خارج المنزل
أنا قدامك أهو..
اقتربت منها وحيتها بإبتسامة مرحبة قائلة
أهلا وسهلا يا باشمهندسة غصون مبسوطة جدا بوجودك وإنك اصريتي توصلي الفستان لعهود بنفسك..
اتسعت إبتسامة غصون الجميلة وقالت بحماس
لما جيتي ليا وحبيتي تعملي مفاجأة لعهود وطلبتي تصميم خاص بيها وحكيتي حكايتها أنا اشتغلت على الفستان بكل محبة وصدق وشغف إن أشوف عهود صمتته يليق برقتها وقلبها وحبيت يكون هدية مني لها وأنال الشرف إن أقابل عهود..
قالت سمر بعدم تصديق
عهود بتحبك جدا ومتابعة الديزاين بتاعك بشغف جامد أووي مش هتصدق نفسها لما تشوفك..
أنا إللي متحمسة أشوف عهود واتعلم منها إللي هي اتحملته..
إنت حد جميل أووي يا غصون..
يلا يا بنتي يلا مش وقت غزل ابقي امدحيني بعدين العروسة لسه من غير فستان..
أيوا تصدقي .. دا الفستان الوهمي إللي إحنا جبناه بالاتفاق مع أمان أنا خفيته..
طب يلا بينا..
في هذا الاثناء جلست عهود بإحباط على الفراش وقالت بسخط
شكل حد بيحاول يعمل معايا مقلب وخفى الفستان..
ترن ترن ترن .. فستانك هنا يا عروسة..
التفتت عهود على صوت سمر لتجد أمامها التي عرفتها جيدا .. غصون ..
وقفت پصدمة تتأملها عن قرب..
رددت بعدم تصديق
غصون .. صح .. أنا مش بتخيل.
لم تترك غصون لها مجالا للتصديق واحتضنتها قائلة
عهود .. زي ما وصفوك بالضبط..
فرحانة أووي إن شوفتك..
قالت عهود دون تصديق
هو في أيه!!
يلا مش وقت أسئلة العريس هيجي وكتب الكتاب هيبدأ..
أنا مش مصدقة .. غصون .. طب فهموني..
بدأت سمر تحكي لها ما حدث ليترقرق الدمع بأعين عهود وجذبتها لأحضانها
مش لاقيه كلام أوفي بيه إللي عملتيه يا سمر..
دا ولا حاجة من إللي عملتيه معانا يا عهود .. كفاية إن أخيرا وصلت لبر الأمان..
معلش هفصل وصلة العشق ده .. وأقولك يلا يا ست عهود فستانك مستنيك.
ابتسمت لها عهود واحتضنتها بإمتنان
شكرا جدا لك يا غصون .. جزاك الله خيرا..
أخرجت الفستان من داخل الحافظة الخاصة به لتقف عهود مدهوشة وهي ترى فستان من اللون الوردي الذي يناسب رقتها له طبقتان أعلاهما من التل الخفيف.. ضيق من الخصر .. ومن الرقبة إلى الخصر يهبط بكشكشات بسيطة..
ثم عند أسفل تنورة الفستان الواسعة ينتشر الكثير من الورود الرقيقة..
كان تصميم بسيط فريد من نوعه يليق بعهود حقا..
ما شاء الله تبارك الرحمن حقيقي تحفة يا غصون تسلم إيدك وعيونك..
دا أقل حاجة يا عهود إنت يليق بيك كل جمال الورود..
قالت سمر
حقيقي مبدعة يا غصون .. تسلم إيدك..
دا شوية على عهود والله .. تسلمولي يا حبايبي..
وبدأت عهود ترتدي الفستان ثم أكملت طلتها بحجاب طويل ذا لفة مميزة صنعتها لها غصون بكل حب..
ولم تضع على وجهها سوى بعض المرطبات الخفيفة..
خطفت طلتها العقول ببرائها التي نطقت بها ملامحها الرقيقية الطاهرة..
تبارك الرحمن ربنا يحفظك ويسعدك يا عهود..
قالت سمر بانبهار
حقيقي أجمل عروسة شافتها عيوني ربنا يسعدك يا نور عيني..
دارت حول نفسها بفرحة وقلبها يرقص بسعادة أخيرا نالتها..
هتفت غصون بحماس كعادتها عند أي عقد قرآن .. يسعد قلبها وهي ترى قلبان ينعقدان إلى الأبد برباط الود والرحمة..
كتب الكتاب هيبدأ يا بنات ..يلا يا عروسة اسمعي حبيبك وهو بيكتبك على اسمه..
ترقرق الدمع بأعين عهود ونظرت للسماء قائلة بكل صدق وكل ألم مر على قلبها
ربنا يدوق الفرحة دي لكل البنات .. البنات طيبة أووي ويستحقوا كل خير..
بسمة خفيفية أثمر فم غصون بها وهي تذكرها بنفسها غير أن عهود بها شيء مختلف عنها .. صدقا ذاقت ألآم عدة وتستحق العوض الجميل..
أغمضت عهود عينيها وهي تسمع المكبر يعلو بصوت أمان
قبلت أن أكون أمانها وسند لها بعد الله وجدارها الراسخ حتى وإن مالت بها الحياة وجدتني مئواها أهديها كل عهود الحب والورد ولن أنكث يوما بواحد منها .. قبلت بعهود زوجة وحبيبة وقرة عين لا تنقطع.
هلل الجميع وسقطت دموع نجلاء والجدة دلال وتوفيق تأثرا بينما عهود التي وقفت في شرفة غرفتها فانتفض قلبها وابتسمت بخجل وقد تسلل الحب اللحوح إلي قلبها على مهل حتى تمكن منها ولا خلاص من الآن..
فكرتيني بيوم كتب كتابي أووي يا عهود..
لحظة جميلة وبتقشعر لها الأبدان ربنا يدوقها لكل البنات وعقبال ست البنات أختي سمر..
يارب يارب ألف مبروك يا عهود..
الله يبارك فيك يا أجمل غصون وتسلمي حقيقي لكل إللي عملتيه دي أغلى حاجة ممكن
أحصل عليها..
ونظرت لشقيقتها وقالت
مش هنسى إللي عملتيه أبدا يا سمر..
طرق الباب لتدخل والدة عهود ووالدها وجدتها .. ولم يكن موقفهم أقل من سمر وغصون بجمال عهود فقد أخذوا يبكون فرحة..
احتضن توفيق ابنته بحنان جارف وهو يشعر أنها جوهرة لا تقدر..
حقيقي النعمة كانت تقيلة عليا يا عهود .. حقيقي يا عهودي إنت نعمة كبيرة علي أووي يا بنتي..
كفاية حضنك يا بابا دا عندي بالدنيا وما فيها..
سيبها بقاا يا توفيق كفاية .. عايزة أحضن بنتي..
ضحك الجميع وأخذت نجلاء عهود بأحضانها قائلة
تعالي يا وش الخير في حضڼ أمك تعالي..
قبلت عهود رأسها واستقرت في أحضانها تنال ما حرمت منه يوما..
وقفت أمام جدتها التي ابتسمت بدفء ثم هتفت
ربح البيع يا عهود شوفتي الحلاوة إللي بعد مرارة الصبر .. عيشي حياتك واستمتعي بكل لحظة وعوضي إللي فات..
قبلت عهود رأسها ويديها بحب وقالت بإمتنان
محتاجة لكل نصايحك دعمك ليا كان هو الحافز لكل حاجة هو إللي أبقاني..
تنحنح أمان قبل الدخول فالټفت عهود بخجل وأعطت له ظهرها..
تعالى يا أمان