روايه مدثر بقلم محمد محسن حافظ
على الباب ومعها صوت الكبير ينادي مدثر مدثر انا عمك عبد الحميد يا والدي ومعايا سعاد جايه تقولك على حاجه انهض ببطيء شديد وافتح الباب ولكن قبلها مسحت وجهي من اثر البكاء وان كانت علامته واضحة يبتسم الكبير كعادته بينما سعاد مازالت ملامحها متجمدة بعض الشيء جلس الكبير بجوار شقيقته وذهبت أنا للجلوس في نفس المكان وان كان بعيد عنهم قليلا يندهش الكبير ويقول خير يا مدثر مالك انت مش فرحان ان صافيه اختك وبنتها جم يحضروا فرحك تتبع كلامه سعاد باتزان شديد وتقول شوف يا مدثر يا ولدي انا عرفت كل حاجه من عبدالحميد اخويا وعرفت انت تعبت اد ايه علشان تربي في اخواتك وكنت ليهم كل حاجه وهم مردوش الجميل بس دي مش نهايه العالم انت راجل ولازم تبجي اجوي من كده النهارده چت صافيه بكره يچي الباقين كل حاجه بالصبر حلوه واوعي تنسي مهما عملوا انهم اخواتك وتضيع عمرك على الفاضي في الاڼتقام عمرك هيخلص وفي الاخر ملكوش غير بعض احنا ضيعنا اربعين سنه كنت محتاجه فيها اخويا الكبير وبكر كمان كان كده بس كنا بنكابر مع اننا اللي غالطنين انظر لها في ضعف وأنا اجلس مكاني ثم أقول انتم كان عندكم النيه في كده رغم المشاكل اللي دعيتوا بيها لكن انا وضعي غيركوا اخواتي عاوزين يضروني واتبروا مني وڤضحوني كل ده علشان فلوسي راحت ومبقتش زي الاول خافوا على نفسهم مني لاعرهم ولسه بيحربوا فيه مش هضحك عليكم انا تعبت بجد ووصلت اني عاوز ابعد عن الدنيا كلها ساعات بيبقي جوايا احساس أني عاوز انتقم منهم بس مش هكدب عليكم أوقات كتير بتخيل انهم في حضڼي ينهض الكبير و يقترب مني ويقول طب ما صافيه جت اهي تفرح معاك ارفع راسي وقد ملأت الدموع عيناي وأنا انظر له قائلا صافيه مش جايه تفرح دي جايه توقعني يا كبير انا عارف حضڼ اختي كويس وحافظ وشها ولما تكون صادقه ولما تكدب وصافيه جايه مزقوقه من اخوها للاسف اتسعت عيون الكبير ثم ينظر الى سعاد ويقول انتي قولتي نفس الكلام قولتي البنت دي جايه ونيتها الغدر بس ياريت اكون ظلمها تبتسم سعاد وتقول انا لحد دلوقتي مش عاوز اظلمها ولحد لما خلصت كلامي مع مدثر بقوله اختك جت يمكن الباقين يحنوا بس اتاكدت لما سمعت منه الكلمتين دول دي حاجات بتتحس يغضب الكبير ويقول دي لو مكنتش اختك انا كان هيبقي ليا تصرف تاني معاها بس تكرم علشان خطرك شكرا يا كبير طول عمرك بتفهم في الأصول قلتها لأقف بجواره ليقول انسي النهارده كل ده انت عريس افرح الليله دي وانسي كل حاجه واحنا جنبك واهلك وناسك تقف سعاد أيضا وتقول في تردد وهي ترفع يدها انا عاوزه منك طلب يا مدثر وجدتني أقول لها دون أن اشعر طبعا يا امي اتفضلي تفيض عيناها دمعا وتقول انا ربنا مرزقنيش بالذريه متجوزتش اصلا بس حاسه اني لو خلفت ولد كان هيبقي زي دلوقت تعالى في حضڼي يا ابني اقترب منها وهي تفتح ذراعيها واحتضنها بشدة لا اعلم هل هذا ما ابحث عنه ام ما تبحث عنه هي ولكني شعرت بالراحة الحقيقية لتقول وأمازيغ حضنها من هنا ورايح تقولي يا امي مش عاوزه اسمع غيرها لم أرد عليها ولكنها شعرت برأسي وأنا أوافق
ظهرت فريده كانت جميلة وبسيطة و سعيدة جددا تركت ألامها ومستقبلها المجهول واكتفت بحاضرها و بالفرحة التي تعيشها انطلقت الزغاريد مع قدوم المأذون ليعقد القران وبالطبع لن يكون الشهود اشخصا آخرين غير الكبير وبكر داعب شريف حبيبه التي بدت هي أيضا سعيدة بقربها من شريف الى ان نطق قائلا ططب مما اتتجووز أأنا ككمان ببالمره كنت اضحك في الظاهر وبداخلي ألاف الطعنات فكيف املك أسرة تحبني منذ أيام ويتركني من تربطني بهم علاقه ډم مند سنين طويلة وعند انتهاء القران جلست فريده بجواري لتقول انا مش مصدقه نفسي انا بقيت مرات مدثر الحسيني خلاص حقا لم أكن أتوقع أن أتزوج بهذه السرعة وان تتغير حياتي بالكامل حاولت على قدر الإمكان ان ارجع كما كنت مع صافيه بضحكات كاذبة لم أتعود عليها وبعض كلمات النفاق التي اكرهها ولكن كان لابد من فعل ذلك حتى لا تشك.
الي ان فاجأتني بعد مرور شهر او اكثر قائلة وهي تضع يدها على بطنها الظاهر كده في مدثر صغير شعرت بالسعادة وتذكرت وقتها ادم وعائشة أبنائي فكم انا بحاجه إليهم أيضا شعرت بي فريده ولكنها لم تتكلم حتى جاء موعد العودة كنت خائڤا جدا فقد حدثت أشياء كثيرة كلفت بها شريف ووليد والباقين تمت كلها بنجاح ولكني اليوم وعند عودتي طلبت منهم إحضار رمزي مكبلا فقد فاض الكيل منه وأريد ان اثأر منه ومن أفعاله وتصرفاته.