عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد
الفصل الخامس
كانت سمر قد انهت تناول عشائها للتو برفقه والديها و يجلسوا جميعا و هم يتسامروا.
"ايه يا سموره عيادتك وصلت لحد فين دلوقتى؟"
تسائل والدها و هو يطالعها بهدوء لتضع هى الكوب الفارغ من يدها على الطاوله أمامها لتنظر لوالدتها بهدوء.
"بدأنا فى التبييض و ان شاء نخلص و ابدأ انزل اجيب فى المعدات بقا علشان افرش العياده"
تحدثت سمر بهدوء و ابتسامه بسيطه ليومئ لها والدها بهدوء.
" صحيح لاقيتى حد يساعدك و ينضف و لا لسه؟"
تحدثت والدتها مشاركه فى الحديث معهم لتتنهد سمر بخفه.
تحدثت سمر بهدوء لتومئ لها والدتها لترتشف سمر القليل من الشاى الذى فى يدها.
" طيب يلا يا حبيبتى قومى نامى علشان تصحى الصبح فايقه"
تحدث والد سمر و هو ينهض لتومئ له سمر بهدوء و بإبتسامه.
" قومى يا حبيبتى يلا"
تحدثت والدتها و هى تنهض هى الأخرى تابعه زوجها لتومئ سمر و تنهض هى الأخرى ذاهبه إلى غرفتها.
أثناء تقليبها بالصور وقفت على صوره لها و هى عروس ترتدى الفستان الأبيض و على وجهها ابتسامه سعيده فهى اخيرا ستزف إلى محبوبها.
صوره اخرى كانت تجمعها هى و زين، هى بفستانها الأبيض الخاص بالعرس و هو ببدلته السوداء الكلاسيكي الخاصه بالعرس كذلك.
استرخت سمر على سريرها و هى تعود بذكرياتها إلى يوم زفافها.
فى قاعه الزفاف كان الكل سعيد بتلك الزيجه الا زين التى لاحظته سمر الذى كانت ملامحه متجهمه و عندما يأتى اليه احد للمباركه كان يرسم ابتسامه مقتضبه على وجهه.
لم ترد سمر إفساد ليلتها بالتفكير و قررت سؤاله فيما بعد و لكن فالتسعد بتلك اللحظه الان.
انتهى حفل الزفاف و حان وقت ذهاب العروسان إلى عش الزوجيه الخاص بهم.
بعد الوداع و بعض الدموع السعيده أغلق باب المنزل على العروسان لتدخل سمر إلى غرفه النوم الخاصه بهم.
ظلت سمر جالسه بفستان زفافها على استحياء و ملامحها رسم عليها الخجل.
ظلت سمر على وضعها لما يقارب الساعه و زين لم يدخل لها حتى و يرى وجهها.
بحثت عنه حتى وجدته، وجدته نائم بالغرفه الأخرى، نائم بأريحيه كأنه لم ېحطم قلبها إلى قطع صغيره بفعلته تلك، نائم كأنه لم يذنب بحقها ابدا، نائم بهدوء تاركا اياها وحدها تتخبط فى أفكارها.
عادت إلى الغرفه بخطوات حزينه و عزيمه مثبطه من ما حدث.
بدلت ملابسها و مسحت ذلك المكياج الذى كان يثقل ملامحها لتتوضأ و تتخذ ركنا صغيرا لها و تبدأ بالصلاه.
مع كل ركعه كانت تبكى و تناجى ربها على مساعدتها، مع كل ركعه كان بكائها يزداد.
ظلت تبكى و تناجى ربها حتى سمعت صوت اذان الفجر لتنهض و تبدأ فى الصلاه.
انتهت سمر من فرضها لتذهب إلى السرير و هى تتمدد عليه مستعده للنوم و بالفعل لم تمر سوى لحظات حتى ذهبت فى سبات عميق.
افاقت فى اليوم الموالى على صوت جرس المنزل المزعج لتنهض و هى لا تستطيع فتح عيناها من كثره بكائها بالأمس.
وضعت اول وشاح وجدته أمامها على رأسها لتذهب و تفتح باب المنزل لتجد والدتها أمامها بإبتسامه عذبه.
"صباحيه مباركه يا عروسه"
تحدثت والدتها و هى ټحتضنها ليدخل والدها بعد ذلك محتضنا اياها هو الاخر.
"هى الساعه كام؟"
سألت سمر و هى مازالت تكافح لإزاله النوم من عيناها.
"الساعه ٣ يا حبيبه امك"
تحدثت والدتها بإبتسامه واسعه لتقطب سمر حاجبيها بإستغراب.
"ياه انا نمت ده كله؟ "
تسائلت سمر بإستغراب ليخرج زين من الغرفه و هو يرحب بوالد و والده سمر.
قامت والده سمر بسحب سمر إلى غرفه نومها لتجلسها أمامها و هى تنظر لها بإبتسامه.
"هاه طمنينى،انتى كويسه؟ ايه اللى حصل؟"
سألت والده سمر بحماس لتتنهد سمر بخفه.
"مفيش حاجه حصلت يا ماما"
تحدثت سمر بهدوء لټضرب والدتها على صدرها بقوة و صډمه من ما تسمعه من ابنتها.
"يا مصيبتى،ليه هو مبيعرفش؟"
سألت والده سمر و قد تحولت ملامحها من الحماس و السعاده إلى الاحباط و الحزن.
" ل لا يا ماما، الحكايه كلها اننا كنا تعبانين من الفرح، و الصراحه انا اللى طلبت منه انه يدينى فرصه و هو سمعلى"
كذبت سمر على والدتها و كانت تلك اول مره تكذب على والدتها التى نظرت لها بشك.
"سمر انتى مش مخبيه عنى حاجه، صح؟"
سألت والده سمر بشك لتبتسم لها سمر بخفه.
" مټخافيش يا ماما، بس يا ريت متفتحيش الموضوع ده تانى لانى مبحسش بالراحه "
تحدثت سمر مانعه والدتها من الحديث فى ذلك الموضوع مره اخرى لتومئ لها والدتها على مضد.
"ربنا ييسر الأحوال بينكم و يرزقكم بالذريه الصالحه"
دعت لها والدتها لترتمى سمر فى احضانها و هى تريد البكاء بشده لتغلق عيناها بقوة مستنشقه بقوة و عمق حتى لا تبكى.
" ايه يا بت ماسكه فيا كدا ليه؟"
سألت والده سمر بإستغراب و هى تلاحظ تمسك سمر الغريب بها.
"اصلك وحشتينى اوى يا ماما انتى و بابا، الحياه من غيركم وحشه اوى"
تحدثت سمر و هى تنظر بوجه والدتها بإبتسامه عذبه.
"ربنا يخليلك جوزك يا حبيبتى"
اكتفت سمر بإيماءه بسيطه من رأسها و ابتسامه مقتضبه على وجهها.
كانت كذبتها الأولى ان كل شئ بينهم جيد و تتابعت كذباتها بعد ذلك لتشعر بالحزن بداخلها و الانكسار و ټحطم كبريائها الأنثوى على صخره الحب.
افاقت سمر من شرودها على صوت اذان الفجر لتتنهد بقوة ناهضه لتتوضئ و تؤدى فرضها.
"يا رب خرج حبه من قلبى، يا رب قسى قلبى عليه، يا رب خرجه من قلبى و عقلى يا رب"
ظلت سمر تدعو ربها و هى تبكى لتشعر بالراحه بعد ذلك لتنهض ذاهبه إلى فراشها.
"انسيه يا عبيطه، هو باعك، أو مكنش شاريكى من الاول اصلا، انسيه و ابدأى حياتك من جديد"
تمتمت سمر لنفسها قبل لن تعتدل فى نومتها مغلقه عيناها ذاهبه فى سبات عميق بعيدا عن الواقع، تاركه كل شئ خلفها.
يتبع