عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد
الفصل التاسع
"بتفكرى في ايه يا عبيطه، ده الولا مز، و بيحبك، هتلاقى احسن من كدا فين، و مش بس كدا ده غنى و مش هيحرمك من حاجه، و بشطارتك انتى هتخليه زى الخاتم فى صباعك"
تحدثت هنا لتنظر لها سمر بإستغراب حالها كحال الجميع.
"هنا، ملكيش دعوه انتى"
تحدث زين بصرامه و هو ينظر إلى هنا پغضب لتنظر له والدته بصمت.
" بابا وقت علاجك قرب و مجبناش الدواء معانا، و كمان انا تعبانه و ورايا شغل كتير، فيلا بقا علشان يا دوب نوصل فى ميعاد العلاج"
تحدثت سمر متهربه من الحديث ليومئ لها والدها بهدوء متفهما.
" ماشى يا بنتى، يلا"
"ما انتوا قاعدين شويه "
تحدث عم سمر متمسكا بأخاه و عائلته قليلا.
" معلش يا دوب الحق ميعاد العلاج، ما انت عارف الدكتوره مبتهزرش فى مواعيد الدواء"
تحدث والد سمر بإبتسامه ليومئ له اخاه بخفه.
" يلا يا زين وصل عمك و عيلته بالعربيه"
تحدثت والده زين - سعاد- و هى تحث ابنها على إيصال عمه و عائلته.
"مفيش داعى يا طنط، احنا هناخد تاكسى او حتى هطلب أوبر "
تحدثت سمر بإبتسامه لتصر زوجه عمها على قرارها.
" و الله يا طنط ما هينفع، و كمان العربيه مش هتكفينا انا و بابا و ماما و آنسه هنا كمان، خلى زين يتكل على الله يوصل خطيبته و احنا هنتصرف"
" عن اذنكم يا جماعه هاخد العلاج بتاعى انا كمان"
تحدث والد زين مستأذنا من زوجته و ابنه و خطيبته ليومئ له الجميع بهدوء.
" غريبه يعنى يا ماما مغسلتيش المواعين انهارده"
تحدث زين بإستغراب لتجلس والدته بأريحيه على المقعد.
"سمر ربنا يديها الصحه شطبتهم اول ما خلصنا غدا علطول، و لما قولتلها سيبيهم حلفت عليا ان ما حد هيشطبهم غيرها، كتر خيرها"
تحدثت والده زين بإمتنان بالغ و سعاده كبيره ملحقه بتلك الدعوات لسمر لتشعر هنا بالغيظ.
تحدثت هنا پغضب مكبوت لتبتسم والده زين بإتساع فرحه بما وصلت اليه هنا.
" يلا"
نطق زين ناهضا من مجلسه لتتبعه خطيبته التى تحولت معالمها إلى الڠضب.
تمددت سمر على سريرها بعد أن ذهبا والديها إلى النوم لتدخل إلى غرفتها مقرره فعل مثلهما.
أمسكت بهاتفها و هى تعيد تشغيل ذلك الفيديو مره اخرى لتتابعه حتى نهايته لتتنهد بقوة بعد ذلك.
أمسكت بهاتفها مقلبه به لتقع تلك الصوره أمامها، صوره تجمع زين و طفل صغير نائمان بجانب بعضهما البعض.
ابتسمت سمر بخفه متذكره ذلك الموقف التى التقطت به هذه الصوره.
فى يوم الجمعه، ذلك اليوم العطله الذى يقضى به زين اغلبيه وقته فى المنزل نائما ليستريح من ضغط العمل طوال الاسبوع.
كانت سمر تنظف المنزل كعادتها فى يوم عطلتها هى الأخرى بهدوء على قدر المستطاع.
رنين جرس المنزل جعلها تترك ما فى يدها لتذهب للمنزل سريعا و هى تضع وشاح الرأس مخبأه شعرها سريعا.
فتحت الباب لتبتسم بإتساع فور ان رأت جارتها و هى تحمل طفلها الصغير على يدها.
"اهلا ،اتفضلى تعالى"
تحدثت سمر بإبتسامه واسعه و هى تتحرك قليلا مفسحه المجال لجارتها للدلوف للداخل.
"انا آسفه انى بزعجك فى الوقت ده و الله، و بالأخص فى يوم اجازتك، بس ماما تعبانه اوى، و انا هخودها المستشفى و مش عارفه اسيب إياد مع مين، ممكن تخليه معاكى بس ساعتين على ما اتطمن على ماما؟"
تحدثت الجاره بحرج لتبتسم لها سمر بخفه.
"مفيش قلق و لا حاجه، هاتيه و ربنا يطمنك على مامتك، ابقى طمنينى عليها و لو عوزتى اى حاجه اتصلى بيا هجيلك علطول"
تحدثت سمر بإبتسامه واسعه و هى تمد يدها لتحمل ذلك الطفل الصغير لتبتسم لها جارتها ماده يدها بطفلها و بحقيبته التى تحتوى على اشيائه الخاصه أيضا.
"ربنا يفرح قلبك و يريح بالك و يهنيكى"
تحدثت جارتها بإبتسامه واسعه لتودع سمر بعد ذلك مغادره.
" ده نايم،طيب احطه فين دلوقتى؟ هحطه جمب زين لحد ما اروق اوضتى بسرعه"
حدثت سمر نفسها و هى تومئ مؤكده على حديثها لتتوجه بخفه إلى الغرفه التى ينام بها زوجها و قامت بوضع الطفل بجانب زين الراقد فى سبات عميق.
فور ان وضعت سمر الصغير على السرير حتى نام بشكل مماثل لزين لتبتسم سمر عليهم و على شكلهم اللطيف مخرجه هاتفها ملتقطه صوره لهما لتخرج مكمله عملها.
بكاء عالى لطفل بجانب اذنه جعله ينهض بفزع ناظرا حوله پصدمه و استغراب حتى وقعت عيناه على ذلك الجسد الصغير الذى يبكى و يتحرك بعشوائيه بيديه و قدميه.
حمل زين الصغير و هو لم يفق كليا بعد، و سؤال واحد يأتى فى عقله، من أين أتى هذا الصغير؟ هل أنجبت زوجته دون أن يلمسها حتى؟
فور ان حمل الصغير حتى هدأ لينظر له بإستغراب، ألم يكن يبكى منذ قليل؟ ايتوهم الان؟
وضع الصغير على السرير مره اخرى ليعاود البكاء بشده ليحمله سريعا مره اخرى ليصمت و يبتسم لزين الذى نظر له بإستغراب.
خرج من الغرفه حاملا الصغير باحثا بعينيه عن سمر التى كانت بالمطبخ تعد طعام الغداء.
"مين ده؟!"
نطق زين فور ان رأى سمر لتلتفت له سمر سريعا.
"هو صحى؟"
تسائلت سمر و هى تتقدم له اخذه الصغير من يده و هى تلاعبه ليقهقه الصغير على مداعبتها له.
"ده إياد ابن استاذه ريهام جارتنا، حصلها ظرف طارئ و اضطرت انها تسيب ابنها معايا شويه لحد ما ترجع"
تحدثت سمر و هى مازالت تلاعب الصغير الذى يقهقه بقوة على مداعبتها له.
"و اشمعنا تجيبه عندك انتى بالذات؟ مودتهوش عند اى حد تانى من الجيران ليه؟ و لا مودتهوش عند حد من أهلها ليه؟ "
صاح زين بقوة فى وجه سمر التى توقفت عن مداعبه الصغير و قد بدأ الصغير فى البكاء بسبب صوت زين العالى.
"سكتيه بسرعه انا دماغى مصدعه"
صاح زين مره آخرى ليزداد بكاء الصغير حده لتومئ له سمر سريعا و عيناها اغرورقت بالدموع.
بدأت سمر فى هدهده الصغير حتى يهدأ و لكن لم يجدى ذلك نفعا ليزفر زين بقوة خارجا من المطبخ نهائيا.
بدأت سمر فى الغناء بخفه لذلك الصغير حتى هدأ و توقف عن البكاء ليبتسم بهدوء على صوت سمر الهادئ.
افاقت سمر من شرودها فى الماضى على تلك الدمعه التى انسابت على وجنتها لتمسحها سريعا معتدله فى جلستها.
أمسكت بهاتفها طابعه بعض الأحرف لتضغط على زر النشر واضعه هاتفها على الشاحن لتنام فأمامها يوم حافل بالغد.
فى غرفه زين، كان يتمدد على سريره ممسكا بهاتفه و هو يتصفح الصفحه الخاصه بسمر على موقع التواصل الاجتماعى - فيسبوك- و التى أصبحت تلك إحدى هواياته مؤخرا.
وجدها قامت بالتحديث منذ دقيقه تقريبا ليرى بماذا حدثت.
"تهاجمنا ذكريات من الماضى لتجعلنا نشعر بالحنان لذلك الماضى، و لكن نفس الذكريات ترينا كم كانت اختياراتنا خاطئه، لذلك الحمد لله كثيرا على ما فات و ما سيأتى، الحمد لله دائما و أبدا"
قرأ زين ما قامت سمر يتحديثه على صفحته ليبتلع تلك الغصه التى أصابت حلقه فجأه.
"انا مبقتش عارف انا عايز ايه بالظبط، انا عايز ارجع للماضى، و لا أفضل فى الحاضر و اللى المستقبل بتاعه مجهول؟ بس السؤال الأهم لو كنت فضلت فى الماضى كان حالى هيبقى عاجبنى؟ "
تسائل زين زافرا بقوة ليتمدد على السرير ليحاول النوم فهو لديه عمل فى الصباح الباكر.
يتبع