الأحد 24 نوفمبر 2024

انتي حقي انا بقلم نورهان حسني

انت في الصفحة 15 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

بطفولة حاضر يا بابا
ابتسم حسن و حنين و من ثم عز و نظر إلي فيروز بابتسامة وقال مع السلامة بقي
سار حسن خطوتين و جسد فيروز يرتعش پخوف و قلق تشعر و كأنما قلبها راحل معه لتقول پخوف حسن
الټفت حسن لها بتعجب لتجيبه هي بلغة العشاقلم تهتم لوجود الخدم أو الأطفال و إنما 
بعد دقائقابتعد حسن عن فيروز بقلق مما هي عليه وقال خلاص يا فيروز أنا هفضل معاكي
شعرت فيروز وكأنما جملته هذه أزالت كل الخۏف الذي كان بداخلها منذ حلول الصباح وقالت بسعادة الحمدلله
هاتف حسن مكتبه الخاص و أخبره بعدم حضوره و أن ميعاد إمضاء العقود
سيكون غدا
قضي حسن يومه مع أطفاله و فيروز بين ضحك و لعب و مزاح يوم لا يستطيع أحد منهم نسيانه
الحلقة 24
بعد صلاة العشاءأنهي حسن صلاته و جلس يستريح من تعب اليوم الذي قضاه مع اطفاله ليسمع صوت رنين هاتفه يبلغه بأن حريق هائل نشب في أحد المخازنأرتدي حسن ملابسه سريعا و أنطلق إلي المخزن بعد أن أخبر فيروز وسط قلق منه و خوف اشټعل في قلب فيروز مرة أخري
مع حلول منتصف الليلأمام المخزن المحروققال حسن بتعب المهم إن العمال كلهم بخير
عامر ربنا يسهل في التحقيقات بقي
نبيل بس أنا حاسس إنها لعبة عشان صفقة بكرة
حسن بكرة الأيام هتبين الحقيقة المهم أنا هروح لأني جيبت أخري
نبيل و عامر و إحنا كمان
في سيارة حسن حسن بإرهاق علي البيت بسرعة يا عم سيد
سيد بعدم تركيز حاضر يا بيه
أمسك حسن هاتفه و اتصل بفيروز يخبرها أنه بالطريق و طلب منها أن يسمع صوت أطفاله ليزداد خوف فيروز و تجلس علي سلم الفيلا في انتظاره 
بعد دقائقحسن بقلق في إي يا سيد أنت تعبان و لا إي
سيد بتشتت أصل يا بيه أنا
لم يكمل سيد جملته فقد تفاجأ بسيارة نقل كبيرة تعبر من أمامهحاول أن يبتعد عن طريقها و لكنها تتبعه بسرعة رهيبةعينيه لا تري الصورة واضحة و أذنه لا تسمع إلا صوت حسن ينبه أن ينتبهفجأة ساد الصمت و ظلت السيارة تتدحرج علي الطريق إلي أن استقرت في مكانها و النيران بدأت في الإشتعال
بعد ساعةالجميع يقف أمام غرفة العمليات في قلقحنان ممسكه بمصحفها و عامر و نبيل في حالة من الصدمة و ناصر يحاول أن يهدأ من بكاء سميرة أما فيروز فجلست علي الأرض بجانب غرفة العمليات محتضنه دبلة حسن پخوف تدعو ربها ألا يأخذه منها بعد أن شعرت بالأمان معه بكي قلبها قبل عيونها و لا أحد يستطيع أن يخفف عنها لا تردد سوي حسن هيخرج الوقتي عشان نروح سوا لحنين و عز
أما غادة فجلست في فراشها تضحك بقوة غير مبالية لأي شئ مردده كم تمنيت تلك اللحظة منذ سنوات
مرت الساعات ببطء شديد و فيروز لم تنقطع لحظة علي البكاء و أطفالها في المنزل مع دادة هناء ېصرخون عايزين بابا
بعد ساعات مرت علي الجميع كأنها سنوات خرج الدكتور و علي وجه يبدو الحزن وقال أنا آسف بس إحنا حاولنا نعمل اللي نقدر عليه البقاء لله
صړخت حنان بقوة ابني بينما اختبئت سميرة في ناصر تبكي بصوت عالي و عامر و نبيل نظروا إلي أنفسهم پصدمة و احتضنوا بعض و هما يبكيان بأنين
أما سناء لم تتمالك دموعها و جلست علي أحد الكراسي تبكي بخفوت
نظرت فيروز لهم في حالة من الصدمة تشعر كأنها في كابوسمنتظره حسن يأتي ليأخذها من هذا الکابوس المؤلملا تسمع صوت بكائهم و إنما لا يتردد بأذنها إلا صوت ضحكة حسن و كلاماته الحنونة
رأت الممرضات يخرجون به من غرفة العمليات و وجه مغطي بملاءة بيضاءهرولت ناحيتهم وصاحت پغضب أنتوا مجانين إزاي تعملوا كدا فيه
الدكتور يا مدام أهدي دا قدر ربنا
فيروز پغضب حسن قالي أنه مش هيسبني فاهم
نظرت فيروز إلي حسن المغطي بالملاءة البيضاء و رفعتها عنه قليلا لتجد وجهه عليه الكثير من الكدمات و لكن ابتسامة رضا مرسومة علي وجههتحسست ملامحها بيده و قالت حسن عشان خاطري قوم معايا أنت عارف إني بخاف و أنت مش معايا طب قوم عشان خاطر عز و حنين
جلست فيروز علي ركبتها وقالت طب مش أنت قولتلي إنك مش هتتأخر علي بعد كدا و هترجع عشان أنام في 
وضعت فيروز رأسها علي حسن وقال طب قوم خدني معاك بس أنا مش هعرف أروح من غيرك حسن أنا خاېفة أوي قوم بقي عشان تقولي متخفيش يا حبيبتي طول ما أنتي معايا
هزت فيروز جسد حسن بضعف قائلة قوم يا حسن عشان خاطري أنت مقولتلليش أنك هتسبني بدري اوي كدا قوم يا حبيبي قوم عشان تحميني من العالم دا قوم عشان خاطر ولادنا يا حسن
ذهبت سناء إلي فيروز و قالت بدموع يا حبيبتي أهدي دا قدر ربنا أهدي
فيروز بصړاخ حسن عايش فاهمين عايش و هيجي معايا الوقتي عشان نروح
نظرت فيروز إلي حسن لتجد الممرضة تغطي وجهه بدموع لتشعر كأن العالم يدور بها و تتذكر صوت حسن عندما قال لها مفيش حاجه تفرقني عنك إلا المۏت
سقط جسدها الصغير علي الأرض مغشي عليها و دموعها مازالت آثارها علي خدها
ما بين إجراءات النيابة و إجراءات الډفن ودموع أمام المقاپر و أدعية من الشيخ و رجال و نساء كثيرة يتوافدون كل دقيقة لتقديم واجب العزاء في قصر آل توفيق
تجلس هي علي حالها من الصباح ودموعها تهبط في هدوءجالسه في غرفته الذي قضي فيها شبابهالغرفة التي حملت أجمل عبارات الحب الذي داعبها بها عندما كانوا يأتون القصر
تنظر إلي الباب و كأنها تنتظر قدومه ليعودوا إلي منزلهم سويا كما اعتادواو أطفالها متمسكين بها يبكون علي بكاء أمهم مرددين ماما فيروز هو بابا حسن اتأخر ليه
بابا حسنفيمكانأحسنمنهنا
بعد مرور ما يقارب الثلاث ساعات من توافد الناسأغلقت أبواب قصر آل توفيقصعد عامر بصحبة نبيل للإطمئنان علي فيروز و أطفالهاأوقف نبيل صوت غادة يقول نبيل
لم يلتفت لها عامر و اكتفي بقول أنا هسبقك يا نبيل متتأخرش علي ولاد أخوك
مضي عامر قدما إلي حجرة سناء ليصطحبها معه و هو صامت لا يقدر علي الكلاميشعر پألم غريب في قلبه و كأنما الليلة شعر فعلا بأنه أصبح يتيم
وقف نبيل أمام غادة و هو لا يقوي علي التحدث مما فيه من هموم وقال في إي يا غادة
غادة بضيق أنت رايح لفيروز ليه!!
نبيل أطمن عليها و علي عز و حنين أنتي مش شايفه منظرهم
غادة البنت دي مينفعش تقعد و لا لحظة هنا لازم يمشوا
نبيل پغضب في إي يا غادة أنتي أتهبلتي دا بيتهم
غادة پغضب مش ذنبي إن اخوك اتهبل علي آخر أيامه و جاب واحدة من الشارع والله أعلم خلف منها إزاي و في الآخر البنت دي تاخد الفلوس علي الجاهز
ما إن انتهت غادة كلامها حتي شعرت بصفعه قوية ڼزفت أنفها من قوتهانبيل پغضب عارم ادخلي أوضتك متخرجيش منها إلا لما اعرف ازاى أربيكي من الأول
رمقها نبيل بنظرة حادة وسار في طريقه إلي غرفة فيروز بينما دخلت غادة إلي غرفتها و أمسكت هاتفها بعصبية وقالت العيال دي لازم أخلص منهم
أغلقت غادة الخط و تحسست خدها و قالت بتوعدو الله لتدفع تمن القلم دا غالي يا نبيل
الفصل 25
أما في غرفة فيروزحنان بدموع يا بنتي طب أكلمي قولي أي حاجه
عامر بحزن يا فيروز طب عشان خاطر ولادك بس
نبيل بحزن مفيش حاجه هترجع اللي راح يا فيروز خليكي قوية عشان خاطر عز و حنين
نظرت فيروز إلي طفليها الغارقين في النوم لتهبط دمعة حارة من عيونها و تقول بصوت متقطع حسن قالي أنه مش هيسبني لوحدي و هو أكيد راجع حسن
مبيكدبش عليا
لم يستطع عامر مقاومة دموعه أكثر من ذلك و خرج من الغرفة و جلس علي الأرض و هو يبكي كالأطفال
خرج نبيل إلي عامر و حاول أن يهدئه فاڼفجر هو الآخر باكيا
بينما ظلت سناء و حنان بجانب فيروز إلا أن اطمئنوا أنها استسلمت للنوم
مرت أيام العزاء في حزن يخيم علي آل توفيق بأجمعهم و فيروز لا تريد أن تقابل أحد و لا تخرج أطفالها من هامر شهر علي ۏفاة حسن والحال لم يتغير كثيرابينما أغلقت القضية لعدم وجود أي أدله
و في أحد الأيام ذهبت فيروز برفقة عامر و سناء لإحضار بعض المتعلقات بها و بأطفالها و تركت الأطفال مع سميرة
دخلت فيروز الفيلا و هي تشعر بأنفاس حسن في كل ركن فيهاتذكرت أول مرة دخلتها معه فيهاتذكرت كم مرة تحملها و تحمل عصبيتهاتذكرت كم مرة كان يخجلها بكلماته الحانيةتذكرت كم مرة أحتضنها ليخفف عنها آلام كثيرة مدفونة بداخلها
هبطت دموعها في هدوء و قالت أنا هطلع أجيب حاجاتنا أتفضلوا البيت بيتكوا
جلست سناء بجانب عامر ممسكه بيده تحاول أن تخفف حزنه الذي لم يتغير منذ ۏفاة أخيه
صعد فيروز الطابق العلوي تتذكر كل ذكري قضتها في هذا المنزلفتحت باب الغرفة ببطء وأخذت نفس عميق كأنها تطفئ ڼار اشتياقها لحبيبها باستنشاق رائحته في أركان الغرفةنظرت إلي ملابسه الذي ارتداها آخر مرة له في منزلهاستنشقت رائحته فيهادمعت عيونها لتسمح بهطول أمطار غزيرة منهاضمت ملابسها لصدرها و أخذت تبكي بأنين مردده بصوت ضعيف وحشتني أوي يا حسن 
ظلت فيروز ملابس حسن و جلست علي فراشهم تتحسس بيدها الموضع الذي كان ينام عليه
شعرت بباب الغرفة يفتح بهدوء ليظهر لها و علي وجهه ابتسامة رضانظرت له بعيون باكية وقالت حسن
اقترب منها و جلس أمامها يمسح دموعها بيده الحانية قائلا أنتي عارفه إني مبحبش أشوف دموعك
فيروز پبكاء حسن أنت وحشتني أوي
مسح علي شعرها بهدوء قائلا خالي بالك من نفسك عشان عز و حنين ابعدي أنتي و هم عن أي خطړ يا فيروز و مټخافيش هيجي اليوم اللي هياخدوا حقي من اللي عمل فيا كدا
تعلقت فيروز به قائلة حسن عشان خاطري خدني معاك يا حسن أنا محتاجه وجودك معايا أنا ضعيفة أوي
شعرت بصوت انوثى يقول فيروز فيروز
فتحت عيونها ببطء و نظرت حولها بعيون حزينة علي هذا الحلم الجميل التي أفاقت منه
سناء بقلق فيروز أنتي كويسة !!
فيروز بحزن الحمدلله
سناء أنا قلقت عليكي لما أتأخرتي
فيروز معلش أنا آسفة خمس دقايق بس هجهز حاجاتنا
جلست ترتاح من إرهاقها من اللعب مع الأطفالسمعت صوت رنين جرس الباب معلن وصول أحد
سميرة بتعجب معقول فيروز تكون خلصت !!
فتحت سميرة الباب لتجد رجل ملثم يقف أمامهاقبل أن تصرخ سميرة أسكتها الرجل واضعا مخدر علي وجهها لتسقط علي الأرضركض الرجل و من معه ليجدوا حنين و
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 49 صفحات