الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

انتي حقي انا بقلم نورهان حسني

انت في الصفحة 43 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

ينظر إليها و ابتسامة آسره تتوجه ناحيتها شعرت كأنها كالمخدرة التي تتعاطي المخدر ببطء مع كل خطوة يخطوها
لم تتصور أن
يعود لها هكذا كما عاودته بجاذبيته و ثقته بنفسهأما أدهم لم يشعرأن الله سيمنحه الفرصة ليري حبيبته أمامه أو كما يقول لها دائما زوجتي ملامحها الطفولية ابتسامة الفرح و الخجل المرسومة علي شفتيها
لم يتمالك أحد من العاشقان شعورهم و ركضوا ناحية بعض كأنهم في عالم لهم فقطعلي قدر ما كانت المسافة بينهم قليلة علي قدر ما شعروا أنها أضعاف مضاعفة لما مروا بهموقفت حنين امام أدهم ليظهر فرق الطول بينهم ليوضح أن حنين تصل إلي صدر أدهم فقطتحسس أدهم ملامح حنين بيده الدافئة ببطء كانه يعزف لحن شوقه علي كيان حنيناتحد القلبان سويا في تحمي في طياتها أقوي معاني الشوق و العشق 
أنزل أدهم رأسه ببطء في اتجاه أذن حنين وقال ببطءبحبك أوي
هبطت دموع الفرحة من حنين لتخترق خيوط ملابس أدهم و تلامس صدره لينتفض قلبه بقوة و يزيد من ضمته لحنينهمست حنين في صدره كأنها تنعش قلبه بصوتها الحانيبعشقك
لامست كلماتها قلبه قبل مسامعهأشعلت كيانه بأكملهحملها بخفة بين ذراعيه و هو يلف بها بقوة ممزوجة بحنانانطلقت ابتسامة سعادة ممزوجة من حنين و ادهم بينما ارتفع صوت تصفيق جميع من كانوا في المطار علي المشهد الذي جعل الجميع يقف مكانهم يتعلم الحب من ضمة العاشقين و دموع فرحة من حبهم تجمعت في عيونهمرغم غيرة عز التي كانت قد أوشكت علي أن ينتزع حنين من بين يد أدهم إلا أنه شعر بعمق حبهم ومشاعره ليشعر قلبه بالإطمئنان علي أخته
أنزل أدهم حنين و حاوط كتفه بيده اليمني و بيده اليسري يجر حقائبهاقترب عز من أهله و بدا في تلقي التهنئات منهم علي عودته بسلامةو استقلوا السيارات متجهين لقصر آل توفيق
بعد إنهاء العائلة لإطعامهم انطلق كلا من ماهر و شادي وأمجد ليقضي لحظات متعه في عالمهم الخاص بينما صعد عز لغرفته ليحادث جهاد في الهاتف براحة أكثر و اتجهت سميرة بصحبة ناصر إلي منزلهم بينما اتجه عامر إلي غرفته بصحبة سناء
أما أدهم و حنين ساروا في طريقهم إلي أسطبل الخيول و هما متشابكين الأيدي ليقف أدهم أمام السور و يري خيله يشرب ببطءأطلق أدهم صفير خفيف ليلتف خيله له بسعادة و يرفع رأسه بقوة وهو يطلق صوته كأنه يغني فرحا لعودة صديقهانطلق الخيل أمام صديقه و طأطأ رأسه له لتحسس أدهم رأسه بحنان و يقولشكل كان في حد مهتم بيك غيري
حنين بإحراجمتبصليش كدا ما أنا قيلالك
ادهم وهو يا بختك يا عم
ضحكت حنين بخفة بينما ظل أدهم يتحسس رأسه خيله و هو يقولبص لسه الچرح بيوجعني لما أبقي كويس هنرجع زي زمان
حنين بطفولةو هتعلمني صح
ادهمصح يا حبيبي
جلس ادهم بجوار حنين علي كومة من القش يتابعون الأدهم ليقول أدهمالحمدلله
حنين بابتسامةالحمدلله إنك رجعت 
وضع أدهم يده خلف عنقه ليخرج القلادة التي دائما ما كان يرتديها ويقولإفتحيها
فتح حنين القلب المعلق بالقلاة لتجد صورة لأدهم في طفولته مع طفلة صغيرةدقتت حنين في النظر إلي الفتاة لتتسع عينيها دهشة وتقولدي دي أنا
أدهم بتنهيدهأيوة أنتي من يوم ما حبك سكن كياني و انا شايفك البنوتة الصغيرة اللي كانت بتيجي مع عمي و بنستخبي أنا وهي و أخواتنا عشان نلعب و محدش يشوفن
ابتسم أدهم ابتسامة خافته وقالساعتها رسمت الصورة دي و أنا بفتكر آخر مرة لعبنا فيها سوا و طلبت من واحد صحبي إنها تبقي صورة عادية و بعدها عملتها في السلسلة زي ما أنتي شايفه كدا
شكلك متغيرش أوي بس فيك حاجه متغيرة
ادهمإي هي
حنين وهي تدقق النظر في عيون ادهمنظرة الحزن اللي في عيونك و بتحاول تخبيها
أدهم بتنهيدهكل حاجه هتعرفيها يا حبيبي
حنينمممم ماشي المهم أنت أطلع ارتاح بقي
أدهمماشي
صعد أدهم برفقة حنين إلي الطابق العلوي للقصر ليذهب كل منهم إلي غرفتهفتحت حنين باب غرفتها لتجد عز ملقي علي أريكته و غارق في نومه وبيده هاتفه أمسكت حنين الهاتف ببطء و دثرته بالغطاء بينما اتجهت لدورة المياه الملحقة بحجرتها و أبدلت ملابسها و استسلمت لنومها سريعابينما أدهم بعد أن أنهي حمامه البارد تمدد علي فراشه براحة وهي ينظر لسقف الغرفة ويقول لنفسه آخر مرة كنت فيها هنا كان جوايا حزن ميتوصفش الوقتي جوايا سعادة متتوصفش الحمدلله يارب
في اليوم التاليذهبت حنين برفقة أدهم وعز وسناء لشراء الشبكة الخاصة بهم وألبسها ادهم لحنين في حفل صغير أقامه أمجد وماهر و شادي والفتيات في حديقة القصر
مر أسبوع علي عودة أدهم و تحضيرات زفاف عز و جهادوسط جو من الفرحة يسود قصر آل توفيق
و في أحد الأيامفتح أدهم باب مرسمه وقالأدخلي
دخلت حنين بسرعة و فتحت الإضاءة لشوقها لرؤية المكان الذي قضي فيه أدهم معظم أيامهكان المرسم متوسط الحجم يوجد به طاولة في أقصي يمين الغرفة عليها علب قهوة و سكر وغلاية للمياه بينما في أقصي اليمين توجد لوحة غير مكتملة الرسم بينما باقي الغرفة ممتلئة بلوحات كثيرة معظمها تنم علي الحزن و الخۏف وبعضها لأخوة أدهم
ظلت حنين تتنقل بين اللوحات بسعادة وهي تقولالله حلو أوي يا أدهم كلهم أحلي من بعض
أدهم بابتسامةاستني بقي أوريكي أحلي حاجه رسمتها
حنينلا مظنش إن في أحلي من دول
وقف أدهم أمام الحائط المقابل لحنين و أبعد الستار عنه ببطء لتظهر صورة حنين مرسومة علي الحائط بأكمله
اتسعت عين حنين دهشة في محاولة لإستيعاب ما يحدث ليقول أدهمدي بقي الوحيدة اللي كانت بتسمعني
لم تستطع شفاه حنين أن تجمع أدني كلمة وهي تنظر لصورتها بتعجب ممزوح بسعادة
الټفت حنين بنظرها إلي أدهم قائلةأنا معرفش أقولك إي غير إني بعشقك
ابتسم أدهم ابتسامة هادئة وقالأنتي حبك جوايا وصل لمرحلة أكبر بكتير من إن كلمة توصفه
ابتسمت حنين بإحراج و ظلت تتأمل الصورة في صمتبينما ذهب أدهم إلي الطاولة ليحضر القهوة
بعد دقائق معدودةوقف أدهم بجانب حنين وقالأتفضلي قهوتك
الټفت حنين بنظرها لها ليصيح قلبها بقوة نظرتك و القهوة كلامهما أصبحوا إدماني كلاهما مكونان لكياني نظرتك التي تبعث في الأمل و القهوة التي تذكرني بنظرتك عندما تغيب من أمامي
التقطت حنين كوب القهوة وقالت
جلس الإثنان علي كرسي أمام اللوحة يتحدثان في أمور كثيرةإلي أن انتهت قهوتهم و قالت حنينيلا بقي عشان كدا اتأخرنا عليهم
قام أدهم من موضعه وقالتمام يلا بينا
سارت حنين خطوتين للأمام بينما أدهم نظره مركز علي اللوحة المرسومة علي الحائط ليقولحنين
الټفت حنين و قالتأيوة يا أدهم
أدهم وهو يقترب من حنينممكن متزعليش مني
حنين پخوف وقلقها في إي يا أد
لم يمنح أدهم فرصة لحنين لإكمال كلماتها و ضړبت صافرات الإنذار عقل حنين ولكن لم يكن لها جدوي أمام ادهم التي تفوق كل معاني الرومانسية و الهدوء
يلا يا أدهم
ابعد ادهم يده من حول حنين وقال بصوت متقطعأنا آسف
حنين بتوترخلاص يا أدهم يلا نروح ليهم
الحلقة 56
بعد عدة ساعات في منزل عز و جهاد المستقبليوقف عز أمام باب المنزل يتابع العمال و هم يدخلون أثاث منزله و بجانبه تقف جهاد تشاوره في كيفية تنظيم المنزل
عزيا بنتي دي المرة المليون اللي نقعد نكلم فيها إزاي هنرتب الشقة
جهادقول بقي إنك زهقت من
أولها يا عز قول
نظر عز علي أقصي يمينه ليجد أمجد يحاور ماهر في أمر معين ليقوليا أمجد أنت يا بني
تقدم أمجد ناحيته و قال بتعجبفي إي يا عز إي إذاعة الشرق الأوسط دي
عزبص يا بني خد أختك أهي زي ما هي انا مش ناقص جنان والله
أمجدلا لا و الله ما ترجع أنا ما صدقت خلصت
جهاد پغضب طفوليتصدقوا انا غلطانة إني وقفت بينكوا أنا راحه للبنات
خرجت جهاد من المنزل و صعدت لمنزل ماهر العلوي لتجد الفتيات جميعهن به
جلست جهاد مع الفتيات يمرحون و يضحكون وفي وسط مزاحهم قالت نغمو الله شكلي هعملها يا جهاد و هولد في فرحك
رفعت جهاد حاجبها الأيسر وقالت بلهجة اعتراضلا بقي كدا كتير و مين قال إني هعزمك أصلا
أخرجت نغم لسانها بحركة طفولية وقالتعز هيعزمني أنا و شادي
قامت جهاد من موضعها وقالتو الله لأضربها علي بوئها البت دي
فرح بضحكأهدي يا بنتي دا انتي عروسة أهدي
جلست جهاد بجانب حنين و تناولت بعض البوشار منها وقالتهاتي يا بنتي أكل بدل ما أرتكب جناية
حنين بصوت ضعيف وهي تهمس لرقيةالبت دي متعرفش حاجة اسمها دايت قبل الفرح
رقية بهمسمش موجود في قاموسها
حنين بهمسربنا معاك يا زيزو
جهادبتقولي إي يا حنون مسمعتش
حنين بمرحلا يا قلبي بقول يارب عز يشكر ربنا علي النعمة اللي هتبقي معاه
ضحكت رقية وقالتشخصيتها قوية جدا
و هكذا استمر الحال مع الفتيات في ضحك و لهو وفي الطابق السفلي يتابع الشباب العمال المنشغلين بتركيب الأثاث
بعد ما يقارب الساعتينهاتف عز جهاد ليخبرها أنهم يستطيعوا النزول للبدء في ترتيب المنزلهبطت الفتيات جميعهن ولكن بما أن نغم في بداية شهرها السابع رحلت مع شادي علي وعد بالقدوم في الغد
أما فرح و رقية اختاروا ترتيب المطبخ نظرا لأنه لن يكلفهم مجهود كبير وهم في حملهم
أما جهاد و حنين بدءوا بغرفة عز و جهاد و سميرة وسناء يرتبون حجرة استقبال الضيوف
هبط الشباب إلي حديقة المنزل يستريحون قليلا وسط جو هادئ منهم ترتفع فيه صوت ضحكاتهم
قبل حفل الزفاف بيومانقسم قصر آل توفيق إلي قسمين القسم الأول يضم الطابق العلوي وبه الفتيات و أصدقاء جهاد و القسم الثاني يضم الحديقة وبها الشباب وأصدقاء عز الذين قدموا من مرسي مطروح
بينما حنين منشغله مع جهاد سمعت صوت هاتفها يعلن رسالة من عز أن العم جميل قد جاء بالأسفلهرولت حنين إلي إسدالها و هبطت إلي الطابق السفلي وخصوصا في أحد الجوانب بالحديقة حيث يجلس العم جميل مع عمها وباقي الرجال الكبار سنا و مقاماابتسم العم جميل لرؤيته لحنين و احتضنها بسعادة وهو يقولوحشتيني يا حنه
حنين بمرحيعني خلصت كلية ولسه بتقولي يا حنه
العم جميلأيوه و هفضل أقولك يا حنه
حنينبس كدا أنت تؤمر يا عمو
أكملت حنين السلام علي باقي جيرانها من الحي وعلي وجهها ابتسامة سعادة أما علي مساف أمتار منها ينظر لها پغضب وكأن عينيه قاربت علي أن تخرج نيران تفتك كل من ينظر لها حتي و لو نظرة بريئةازداد ڠضب أدهم من مزاح حنين مع العم جميل رغم أنه يعلم أنه في سن جده ولكنه لم يعد يتحمل هذااقترب منها بهدوء ما يسبق العاصفة وقبل أن يتكلم حضر أحد جيران حنين وهو يمسك بعز الذي يصيح بهيا عم سيبني أنا عريس
أحمديا بني أصبر بقي عايزك
حنين بإحراج و خوف من نظرات أدهمطب استئذن أنا
أحمد بسرعةلا
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 49 صفحات