الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

انتي حقي انا بقلم نورهان حسني

انت في الصفحة 44 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

أستني يا آنسة حنين
رمقه أدهم بنظرة ڼارية و أمسك بيد حنين بقوة ليقول احمد بتعجب من هذا الشخصأصل أنا عايز حضرتك أنتي وعز و عامر بيه في موضوع
عز متعجباموضوع إي يا عم جميل
جميلعلمي علمك يا بني هو من ساعة ما حددنا ميعاد اللي هنيجي فيه وهو قال إنه عايزكوا في موضوع
أحمدأصل بصراحة أنا بطلب إيد الآنسة حنين
صاح أدهم فيه پغضبنعم!!!!
بلعت حنين ريقها بصعوبة وهي متأكدة أن أدهم لن يتمالك أعصابه ليقول عامر بسرعة قبل أن يفتك أدهم بأحمدحنين مكتوب كتابها يا بني
اتسعت عيون أهل الحي دهشة و خصوصا أحمد و جميل ليقول عزحنين اكتب كتابها بسرعة علي ادهم لأنه كان تعبان و مسافر ومحدش عرف غير طارق و أنا فكرته بلغكم
جميلمحصلش يا بني طارق في سفره وهيرجع بكرة علي فرحك
أحاط أدهم كتف حنين بيده و رمق أحمد بنظرة ڼارية وكأنه يصيح به نظراتك لها ليست حقك أو حق أي بشړي هي حقي أنا فقط ابعد عيونك عن حبيبتي و إلا فتكت بك دون رحمة
شعرت حنين بسخونة أطراف ادهم التي تغلي من غضبه وسارت معه في صمت بعد ان همس أدهم لعز أنه سيوصلها إلي الطابق العلوي
سارت حنين بقلق مع أدهم بينما قال أحمد بأسفأنا آسف يا عز والله ما كنت أعرف
عزخلاص مفيش مشكلة
بينما يحادث عز نفسه ربنا يستر وتخرج سليم بعد نظرات أدهم دي
وقفت حنين علي درجات القصر وقالت بصوت مرتعشأدهم أنت كويس
أدهم بصوت يحمل في طياته بركان ڠضبأطلعي فوق يا حنين و أحسنلك أوعي تنزلي لحد ما يمشوا
صعدت حنين درجات السلم بسرعة فائقة وعلي وجهها علامات الحزن و القلق اللذان أختفيا بسرعة بمجرد اندماجها مع باقي الفتيات
انسدلت أستار الليل بظلامته ليغادر كل شخص إلي منزله وتبقي حنين في غرفتها بين ذراعي عز يتذكران مواقف طفولتهم سويا وعلي شفاههم ضحكة فرحة متخفية في شبح الحزن من أن كل واحد منهم سيكون بمفرده
في اليوم التاليرغم إنشغال حنين مع جهاد في جناحها بالفندق التي سيقام به الزفاف إلا أنه بعد أن أنتهت حنين من تجهيز نفسها و الإطمئنان أن جهاد لم يبقي لها الكثيرذهبت إلي جناح عز و طرقت الباب بخفة ليفتح لها أدهم ويسبقه صوت ضحكاته انقطع صوت ضحكات أدهم وهو ينظر لحنين پصدمة من تلك الملاك الصغير الذي يقف أمامهفستانها الأحمر المنقوش بالدانتيلخمارها السكري الذي يزيد بريقه طرحة حمراء تحتهحمرة خديها الطبيعيجمالها الساحرعيونها الزرقاءرموشها التي تتحرك ببطء كأنها تمده بالأكسجين الذي يستمد منه الحياةلوحة متكاملة يعجز أي إنسان علي إظهار عيب فيهاتمني أن يجذبها في تلك اللحظة إلي ليخفيها عن عيون أي بشړي غيره 
حاولت حنين الهروب من نظراته و أن تظل كما هي بقوتها ولكن كيف وهي تراه أمامها و هو بكامل وسامتها كأنه لم يكفيه أن عينيه تشعل قلبها عشقا له بل وجاذبيته أشعلت كل كيانها حبا له
تنهدت حنين بقوة وحسمت أمرها وقالت بحزنلو سمحت عايزه عز
آتاها صوت عز يقولطب يلا بقي كله بره منك ليه ليه ليه ليه ليه ليه ليه
ضحك الشباب بهيسترية بينما همس شادي قائلاخمس دقايق وأجي أكملك دفتر النصايح
ماهر بهمسأنا سجلتلك أهم الملاحظات في الدفتر
عز وهو يضغط علي أسنانهطارق خد العيال دي بره أحسن
خرج جميع الشباب من الحجرة بينما لم تسمح حنين لعيونها بأن تلمح أدهم وأغلقت الباب وقالتأنت بټعيط
عز بضحكلا بس من كتر الضحك دموعي نزلت
حنينالمهم فين الجرافتعشان ألحق أروح لجهاد
عز بغمرةبتسأل عليا صح
لکمته حنين بخفة في كتفه وقالتو الله أنت رايق أتوكس
عز بضحكحاضر هتوكس خدي الجرافت أهي أخلصي
أمسكت حنين بالجرافت
وقالت بضحكإحنا وصلنا لإخلصي طيب أنا هسكت عشان أنت عريس
ابتسم عز لحنين و تذكر أول مرة ساعدته حنين في إرتداء ربطة عنقهتذكر كيف ارتفع صوت ضحك والدته وهي تعلم حنين كيف تربط ربطة عنق اخيهاتذكر نظرة السعادة في عيون حنين بعد أن أنتهت عقد الرطة بإتقانشعر بأنه يسمع صوت ضحكات والدته تحيط به ليتنهد بقوة وينظر إلي حنين التي تخفي في عيونها دموع لؤلؤيةأنتهت حنين عقد ربطة العنق بيد مرتعشة وقالتتعرف لولا إني عارفه جهاد بتحبك إزاي و أنت بتحبها إزاي كنت مسمحتش ليها إنها تاخدك مني
عز بنبرة حزن متخفيهمحدش يقدر ياخدني منك يا بنوتي
ابتسمت حنين بسعادة مختلطه بحزن وقفزت إلي عز وهي تجاهد من أجل أن تبقي دموعها في عيونها
ضمھا عز إليه بحنان وهو يقول لهاالطفل كبر و بقي عريس يا توأمي
ابتسمت حنين بسعادة وزادت من تعلقها برقبة عز و هي تقولطول عمرك كبير يا تؤامي طول عمرك وأنت سندي وحمايتي
أغلق عز عيونه بقوة ليمنع دموعه من الهبوطليرتفع صوت هاتف حنين معلن اتصال من فرح
أنزل عز أخته قائلا بمرحيلا بقي روحيلهم أحسن ما يجيوا هنا بفرقة مكافحة الشغب
ضحكت حنين قائلةحاضر أشوفك في الزفه بقي
تأكدت حنين في تمام تجهيز عز وطبعت قبلة علي خده قائلةمبروك يا زيزو
خرجت حنين من جناح عز واتجهت إلي جهاد التي استقبالتها قائلةأخباره إي ها سأل عليا ها 
حنين وهي تلتقط الآيس كريم من نغم قائلةعريس هيكون ماله يعني
جهادطب كلي كلي بدل ما تحبطيني
تزينت السماء بالنجوم لتسلط الضوء علي قلب العاشقين الذي يعزف لحن الفرحة بإقتراب تجمعهم تحت سقف بيت واحدارتفع صوت مزمار الزفه لتتعلق عيون عز بمعشوقته التي تهبط علي درجات السلم بين يد أخيها و والدهاشعر بأن قلبه يقفز من ضلوعه من كثرة دقاتهارتفعت صوت الدفوف مصاحبة للمزمار لتعزف أجمل الألحان فرحا بتجمع قلب عز و جهاد في الحلالأما جهاد كانت تتمسك بيد عامر وأمجد بقوة خشية أن تسقط من شدة توترها و انتباها لعز الذي يقف في كامل وسامتهتمنت جهاد لو استطاعت القفز و التهام الفتيات اللاتي يتهامسون علي وسامة عز
شعرت جهاد بدمعة تسقط علي طرحتها البيضاء التي تخفي وجهها لتدقق النظر وتجد أنها من امجد الذي قبل رأسها قائلامبروك يا جهاد
جهاد بنبرة شبه باكيةربنا يخليك ليا يا أمجد
ضم عامر طفلته إلي بحنان و قوة وكأنه يريدها ان تبقي بين يده و قال من بين دموعهمبروك يا بنتي
جهاد بنبرة تغالب الدموعربنا ميحرمنيش منك يا بابا
مسح عامر وأمجد دموعهم وقالوابصوت واحد موجهين الكام لعزخالي بالك منها
ابتسم لهم عز مطمئنا وقالجهاد في قلبي
ابتسمت جهاد بخجل من بين دموعها المتحجرة في عيونها لتشعر بيد عامر تمسك بيدها وتضعها علي يد عز لينتفض جسد العاشقان بقوة و يلتفت كل منهم بالنظر إلي الآخر لينطق قلبهم بدقة يعلمونها جيدا دقة تنطق قائلة بحبك
تشابكت يد العاشقان و نظر عز إلي أخته التي تنظر له بسعادة ودموعها متحجرة في عيونهاابتسم لها بطفولة وبعث لها علي الهواء لتبتسم حنين بخجل مختلط بفرحة 
ارتفعت أصوات الدفوف و المزمار للزفه بينما حنين واقفة بين رقية ونغم و ادهم يقف علي مسافة منها يتابع فرحتها المرسومة علي وجهها و الدموع المتجمعة في عيونهاتنهد أدهم بحزن وابتسم غلي صديقه شادي الذي يقف بجواره
انقسم الحضور بين قاعة الرجال وقاعة النساء لتبدأ مراسم الزفاف وعز مع أصدقائه في قاعة الرجال بينما رفعت جهاد الطرحة من علي وجهها لتظل بحجابها وبقيت مع صديقتها اللاتي لم يمنحنها أي فرصة للجلوس
بدأت مراسم الزفاف في القاعتين في أجواء تعلوها الفرحة والضحك بينما شعرت حنين بعد مرور ما يقارب الساعة علي الزفاف پألم في رأسها يعكر صفو فرحتهاهمست حنين لجهاد أنها ستخرج بعيد عن الضجه لتريح أعصابها قليلا
كان الفندق مطل علي مياه عروس البحر الأبيض المتوسطلتذهب حنين ببطء وتقف أمام امواج المياه التي ترتطم بخجل من قدمها و حنين شارده في حياتهاتنهدت براحة و رفعت رأسها إلي السماء لتري صورة والديها تزين السماء وسط النجومابتسمت حنين بكسرة وقالت بصوت خاڤتياريتكوا كنتوا معانا الوقتي و شوفتوا عز و هو عريس و شوفتوا الفرحة اللي في عيونهأنا عارفه إنكوا حاسسين بينا و فرحانين لعز بس هو كان محتاج وجودكوا جمبه علي أد ما أنا محتاجه أحس بالأمان بوجودكوا معانا
تنهدت حنين بقوة ونظرت إلي أمواج المياه التي تتحرك بسرعة وقالتإحساس اليتم صعب أوي وبيوجع
لم تشعر حنين بعيونه التي تراقبها منذ أن خرجت من القاعةلم تشعر پألم قلبه عندما سمع حديثهااقترب منها ببطء وقالحنين
الټفت حنين بقلق و استجمعت قواها وقالتأدهمنعم
أدهمواقفه لوحدك ليه
حنين بتنهيدهعادي
أكملت حنين باستفهامهو ممكن أسألك سؤال
أدهمأكيد
حنينأنت قولتلي بحبك ليه
تنهد أدهم بقوة وجلس علي صخرة موجودة علي الشاطئ ونظر إلي أمواج البحر المضطربة وقالعشان أنتي الوحيدة اللي قدرتي ببرائتك تهدمي كل حصون قلبي اللي وهبت عمري أبنيهاعشان أنا حرمت علي نفسي كل بنات حواء من أول لحظة قلبي دق بحبك عشان أنا فضلت سنين بحاول أكره إحساس الأبوة لما أشوف ولد مع أبوه من خۏفي من إن تكون أم أولادي زي غادة هانم بس لما شوفتك أتمنيت أكون أنا طفلك مش بس إني أجيب أطفال منك عشان بغير من نسمة هوا زيادة يترعش ليها جسمك عشان رعشة جسمك دي بس تكون ليا لما ألمس إيدك
أعاد أدهم بنظره إلي حنين التي تنظر له في صمت وقالعشان بحس إنك حتة مني
تنهدت حنين بقوة وحركت رأسها يمينا و يسارا بخجل وأعادت نظرها إلي أدهم وقالتأوقات بحس إنك بتحبني پجنون لدرجة إني بخاف
أدهم بفهمعشان اللي حصل إمبارح يعني
هزت حنين رأسها بمعني نعم ليقول أدهمأنا فعلا وصلت لمرحلة إني بحبك پجنون وصلت لمرحلة إني بغير من أي نظرة تكون ناحيتك بغير من أخوكي عشانه قريب ليكي أكتر مني ما بالك بقي باللي كان عايز يتقدملك لولا إن إمبارح كانت حنة عز كنت ممكن أدفنه مكانه عشان يفكر إنه ياخدك مني
جلست حنين بجانب أدهم وتنهدت قائلةكلامك علي اد ما بيفرحني بس بحس إنه ممكن كتر الغيرة تقلب شك
أمسك أدهم بيد حنين و شابكها مع يده وقالأنا عمري ما أشك فيكي لأنك اللي رجعتيلي ثقتي للحب بس أنا عارف إن غيرتي صعبة بس أنا مبقدرش أتحكم فيها
تنهدت حنين بقوة لتشعر بيد أدهم تحيط كتفها برفقنظرت حنين إلي عز وقالتممكن متقساش عليا يا أدهم 
أدهم بابتسامةمحدش بيقسي علي روحه بس ممكن تتحملي غيرتي المچنونة دي
حنين بمرحممممم أديني فرصة أفكر
رفع أدهم حاجبه الأيسر وقالو الله
ضحكت حنين بخفوت وقالتخلاص خلاص وبعدين يا أدهم بصراحة بصراحة يعني غيرتك دي أحلي ما فيك
أدهم بنظرة ذات معنيأنتي كلك علي بعضك أصلا زلزل كياني
زادت أنفاس حنين بتوتر لإحساسها بأنفاس أدهم التي تقترب منها
ابتعدت حنين عن أدهم بسرعة قبل ان يقترب من شفتيها وقالت بتوتريلا
43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 49 صفحات