انتي حقي انا بقلم نورهان حسني
بقي إحنا كدا اتاخرنا علي الفرح ماشي سلام سلام
سارت حنين اتجاه القاعة بسرعة وهي تلملم
شتات نفسها من أنفاس أدهم التي اخرقت كيانها
تنهد ادهم بقوة ومسح علي شعره ببطء وشبح الإبتسامة يغزو وجهه ليقوم من موضعه ليتجه إلي قاعة الشباب و تتسع عينيه دهشة من اختفاء عز لغمز له ماهر و ينظر له نظرة ذات معني ليضحك أدهم بقوة ويكمل حديثه مع شادي
زاد عز من ضمته لزوجته وقالو أنا بعشقك يا جهاد
رفعت جهاد نظرها إلي عز وقالتتعرف كنت خاېفة مرقصش معاك وأنا بفستان الفرحة الرقصة اللي بحلم بيها
جهاد بمرحأيوة عندك حق عشان محدش يشوفنا و البنات تفضل تبصلك وأنا أقوم سيباك وأروح أضرب فيهم
عز بضحكرومانسية طول عمرك يا حبيبتي
بعد ما يقارب العشر دقائق رجع المركب الذي يحمل العاشقان إلي الشاطئ وأوصل عز زوجته إلي قاعة السيدات و عاد إلي قاعة الرجال ليكمل فرحته وسط أصدقائه و أهله
بعد ما يقارب الثلاث ساعاتسمح لدموعه بالهبوط وهو يضم شقيقته بكل قوته ليقول من بين دموعهخالي بالك من نفسك
زاد عز من ضمته لحنين ليرتفع صوت بكائها بأنين و دموع عز خانته و باتت تهبط بقوة أكثر و كيف لا ټخونه دموعه و عيونه تأبي أن تترك أخته تبيت بعيد عنهاكيف لا ينفطر قلب التؤامان پألم علي أنه بعد ما يقارب 24 سنة تأتي الليلة التي يبيت كلا منهما بعيد عن الآخرشعر عز أنه سيبعد عن أمه و أخته و ابنته وأنه سيترك دنياه الصغيرة بمفردها بينما شعرت حنين أنها تفقد الإحساس بالأمان مع كل دقيقة يقترب منها موعد أن يكون عز في بيته بمفردهألم فراق الأخت لأخيها ليلة زفافه مؤلم ولكن ألم التؤامان كان أضعاف مضاعفة لأن روحهم التي ظلت سنين متحددة بقوة ستتفرق في تلك الليلة
أنزل عز أخته بتردد و مسح دموعها ودموعه وقالخالي بالك من نفسك مفهوم
هزت حنين رأسها بمعني حاضر لتقول سناءمتقلقش يا بني عليها وهي معانا
ابتسم لها عز وأعاد نظره إلي أخته
صعد ماهر مع فرح إلي منزلهمو أمجد مع رقية إلي منزلهمبينما تشابكت يد عز وجهاد بقوة و ودعوا أهلهم بابتسامة هادئة وعز يتابع أخته في كل خطوة يخطوها إلي أن وصلوا إلي مصعد العمارة و اتجهوا إلي منزلهم
أدهم بهمسعمو بعد أذنك هقعد مع حنين في الجنينة
عامر بحزناتفضل يا بني بس خليها تهدي شوية
اتجه أدهم ناحية سناء وحنين وقالحنين حبيبتي أهدي بس وتعالي معايا
رفعت حنين رأسها من بين احضان سناء وقالتأنا عايزه عز يا أدهم
أمسك أدهم بيدها وقالتعالي مع حبيبك بس
أطاعت حنين أدهم وسارت معه إلي الحديقة ليجلسوا علي كرسي خشبي أمام حمام السباحة وحنين مسنده رأسها علي كتف ادهم الذي حاول جاهدا أن يخفف من حزنها و يمنع دموعها من الهبوط
بعد ما يقارب النصف ساعةفي منزل عز وجهاد أنهي عز و جهاد صلاتهم الأولي في منزلهم وتناولوا طعام خفيف بسرعة وهما يتحدثان فيما حدث في الزفاف
قامت جهاد من موضعها وهي تحمل الأطباق ليقول عزسيبي الأطباق أنا هوديها
جهاد بإحراجبس
عز مقاطعا بهدوءعادي يا جهاد دول طبقين متتعبيش نفسك
ابتسمت له جهاد شاكره و اتجهت إلي حجرتهم بينما حمل عز الأطباق واتجه إلي المطبخ
وضع عز الصحون في غسالة الصحون ليتنهد بقوة و يرفع رأسه لأعلي و يقول محادثا نفسه حنين من يوم ولادتها وهي أمانة في رقبتي وعلي أد فرحتي النهاردة علي أد خۏفي
تنهد عز بقوة و رفع يده لأعلي وقال بصوت خاڤتاللهم إني استودعتك أختي حنين فأنت الحافظ الحامي الذي لا تضيع عنده الودائع
مسح عز علي شعره ببطء و ارتشف قليل من المياه وقال مشاجعا نفسه يلا يا عز يلا يا بطل
بينما داخل الحجرة تقف جهاد أمام المرآة بقميصها الحريري باللون الزهريأطلقت جهاد لشعرها العنان علي كتفيها وابتسمت لنفسها بتوتر و أغمضت عيونها بقلق وهي تزيد من ضمتها للدبلة
هو أنا بحب اللون الزهري من فراغ
جهاد بقلق ممزوج بخجلعز
قاطعها عز عن الكلام هادئة رومانسية تحمل أرقي معاني الحب
الفصل 58
في يومأنهي أدهم و حنين عملهم وساروا إلي طريقهم للقصر في سيارة أدهمأغلقت حنين هاتفها وقالتعز بيسلم عليك
أدهمالله يسلمهأخباره إي
حنينالحمدلله تمام
أدهم بغمزةعقبالنا كدا لما نسافر لشهر العسل
ابتسمت حنين بخجل وقالتطب ركز في الطريق
ارتفع صوت هاتف ادهم معلن اتصال من شاديفتح أدهم الخط قائلاأيوة يا
شادي مقاطعا بسعادةألحق يا أدهم أنا بقيت أب
أوقف أدهم السيارة بسرعة وقال بدهشةأنت أهبل يا بنيمش نغم ليه في السابع!!
شادي بضحكمهو البيه شرف بدري
أدهم بتنهيده سعادة لصديقهمبروك يا شادي ألف مليون مبروك
أغلق أدهم الهاتف وأدار سيارته و في الإتجاه المعاكس
حنين بتعجبفي إي يا أدهم
أدهم بسعادةنغم ولدت
التقطت طفلها بحنان و وضعت رأسه الصغيرة علي صدرها ليهدئ الطفل عن البكاء و يرتاح لسماعه دقات قلب أمهتحسست ملامحه بحنان و دموع الفرحة متجمعه في عيونها لتقول بصوت هامسأنت حلو كدا إزاي
آتاها صوت زوجها وهو يقترب منها ويجلس بجوارها قائلاطالع لمامته
ابتسمت نغم پألم وقالتلا يا شادي دا هيبقي نسخة مصغرة منك
قبل شادي جبين زوجته و أمسك بيد طفله ليقول بفرحةنورت يا أدهم باشا
نغم بتعجبأدهم!!!
شاديأيوة يا ام أدهم
قطع كلامهم صوت طرقات طفيفة علي باب الحجرةرفعت نغم حجابها علي شعرها واتجه شادي لفتح الباب ليجد أدهم و حنين
أدهم بابتسامةكبرت و بقيت بابا
ابتسم شادي بفرحة و احتضن صديقه بقوة وهما يضحكان بسعادةأغمض أدهم عينيه بسعادة وهو غير مستوعب أن صديقه الذي عاش معه سنين الفرحة و الحزن صديقه الذي يتشاجر معه علي هدف في لعبة البلايستشنها هو الآن أصبح أب
ابتعد أدهم عن شادي و نظر في الأرض قائلامبروك يا مدام نغم
نغمالله يبارك في حضرتك
دخلت حنين إلي نغم و احتضنتها بفرحة قائلةمبروك يا نغومتي
نغم بابتسامةالله يخليكي يا حنون
حملت حنين الطفل بحذربينما قال أدهم ها بقيت أبو إي
شاديأبو ادهم
اتسعت عين أدهم و حنين دهشة بينما ابتسم أدهم تدريجيا وطبطب علي كتف صديقه قائلاأصيل والله
اتجه أدهم إلي حنين وتحسس وجه الطفل بحذر و طبع قبلة علي جبينهليرفع نظره تدريجيا إلي حنين قائلا بهمسعقبالنا
بعد حوالي أربعة أشهرارتفعت أصوات صراخهن بۏجع وسط حالة من القلق تسود من بخارج حجرة
الولادة
يتحركان امام الحجرة ذاهبا و غيابا وهما ينظران لبعض بقلقإلي أن انقطع صوت الصړاخ و ارتفع صوت بكاء صغيرلتقول حنين بخضةهما سكتوا ليه
عزالدكتور زهق منهم وكتمهم النفس
حنينأنت بتتريق!!!
عزلا بستعبط أنتي مش سامعه صوت الأطفال
خرجت الدكتورة من الحجرة تحمل البشري السارة لكل من أمجد الذي وضعت زوجته أنس و البشري لماهر الذي وضعت زوجته منه
علت أجواء البهجة في المشفي لقدوم أول الأحفاد من نسل نبيل و عامر
مر ما يقارب الشهر علي وصول الطفلين أنس و منهأجواء من البهجة كانت تسود القصر بالطفلين رغم صوت بكائهم المستمر الذي قضي علي النوم من عيون الجميع لكن الفرحة زادت أضعاف مضاعفة لإقتراب موعد زفاف أدهم و حنين
و في احد الأياموضع طفله بحذر في فراشه بعد أن تاكد من أنه استسلم لنومهو جلس بجوار كرسي بجانب فراش طفله و بدأ في مراجعة بعض ملفات عمله
سمع صوت ضعيف يقولأمجد أمجد
اتجه أمجد إلي فراش زوجته وقالأيوة يا روءه مالك
أغلقت رقية عيونها پألم قائلةأنت هنا فكرتك روحت المجموعة
أمجد بابتسامةمش أنا قولتلك لما تفتحي عيني هتلاقيني قدامك و بعدين النهاردة الأجازة
رقية بقلقأنس فين
أمجدأنس في سابع نومه
رقية بأسفمعلش يا أمجد أنا عارفه إني بتعبك معايا اليومين دول
أمجدعارفه لولا إنك لسه تعبانة كنت عملت إي
رقية بدلعإي!!
أمجد بهمسكنا جينا أخت لأنس
كتمت رقية صوت ضحكها في وسادتها بينما وضع أمجد يده علي فمه حتي لا يرتفع صوت ضحكه و يستيقظ أنس
أمجد من بين ضحكاتهقومي بقي بلاش كسل عشان أنا جعان
رقية بمرحعلم و ينفذ يا فندم
رفع حاجبه بتعجب وهو ينظر حوله قائلاأومال حنين فين
جلست جهاد علي الكرسي المجاور لعز قائلةخلصت صلاة و أدهم رن عليها
زفر عز قائلاأدهم !!
جهاد بابتسامةلسه بتغير علي حنين !! كلها أسابيع و هتبقي في بيته
مسح عز علي شعره قائلانفسي الزمن يقف يا جهاد و تفضل حنين معانا هنامش متخيل إن البنوتة الصغيرة اللي كنت بسرحلها شعرها و ماما مش فاضيه كبرت و بقيت عروسة مش مصدق إن حد ممكن ياخد بنتي مني
جهادأدهم بيحبها وهيحافظ عليه وهي كمان بتحبه متقلقش يا زيزو علي حنينحنين طيبة و ربنا بيحبها وأكيد بدل لأدهم خير فيها مكنش قربه منها بعد كل دا
عز بتنهيده و هو ينظر لحجرة أختهربنا يفرحها
جهاديارب
شرع عز في الإفطار و جهاد تلعب بالشوكه بتردد ليلاحظها عز و يقولفي إي يا جهاد مالك
جهاد بابتسامة طفوليةمفيش
عزلا والله
جهاد بنبرة هامسةهو أنا لو قولتلك في ضيف هيجي يقعد معانا تقول إي
رفع عز حاجبه الأيسر بتعجب قائلاضيف!! مين و ليه و إزاي
جهاد بنفس النبرة الهامسةهتقول إي بس
عزمش لما اعرف هو مين هو أي حد يدخل بيتي
جهاد بطفولةلا مهو دخل بيتك خلاص و بيأكل معانا
عز بنصف عينبت يا جهاد أنتي جايبه عفاريت في البيت
ضحكت جهاد بقوة ليقول عزو الله شكلك عفرتي البيت وأنا في الشغل
تنهدت جهاد بقوة من بين ضحكاتها قائلةلا لا مش كدا لا لا
عزأومال إي
قامت جهاد من موضعها و وضعت يدها علي بطنها قائلةالضيف هنا و هيشرف بعد 7 شهور
اتسعت عين عز دهشة في محاولة لإستبعاب ما تقوله جهاد لتبتسم جهاد قائلةأيوة أنا حامل
احاسيس كثيرة غزت كيان عز في تلك اللحظةسعادةشوقدهشةقلق توقف نظر عز علي جهاد التي تنظر له بسعادة مختلطة بحب لتتجمع دمعة فرحة في عينيه و يتمتم قلبه بالحمدقام عز من موضعه و حمل زوجته بين يديه كالطفلة و دموعه تهبط في صمتبينما