انتي حقي انا بقلم نورهان حسني
انت في الصفحة 49 من 49 صفحات
تلك الللحظة
ساعات مرت ببطء شديد كأنها سنواتلتمحي حالة القلق بمجرد سماع صوت بكاء صغير ينبع من حجرة الولادة ليقفز الجميع من مكانه فرحا وتخرج الدكتورة حاملة بشړي وضع حنين لطفلةهرول أدهم إلي مسجد المستشفي و توضأ سريعا وصلي ركعتين شكر لربه بأنه حمي زوجته وابنتهو دموعه تتساقط علي سجاد المسجد
أنهي ادهم صلاته واتجه إلي الحضانهحمل أدهم طفلته بين يديه بحذر و اقترب من أذنها ونطق الشهادتين و الأذان وبعض آيات من القرآنو دموعه اللؤلؤية متحجرة في عيونهداعب أدهم بيده المرتعشة وجه طفلته الصغيرة وقال بصوت خاڤتتعرفي إني استنيت أشوفك بين ايديا كتير من النهاردة ومن أول لحظة ملكتي كياني عايز أوعدك إني هحاول علي أد ما اقدر أكون أب كويس و أبقي صاحبك برده أه أوعي تخبي حاجه عنيانا مطمن عليكي عشان قدرت اختار ليكي الأم الصح
بين دموع الفرحة و إحساس الألمحملت حنين طفلتها بيد مرتعشةضمتها لصدرها ضمھ حانية لتمحي آلامها تدريجيا لشعورها بنبضات قلب طفلتها الصغيرةدمعة تلو الآخري سالت علي خدي حنين لسعادتها بحملها لطفلتها الأولي نبتة حبها هي و أدهمنظرت إلي طفلتها الساكنة بحنان قائلةنورتي دنيتي أنا وبابا يا
مرت خمس سنواتعلي ولادة فيروز تلك الفتاة التي تجمع بين تفاصيل أدهم وحنين و جدتها فيروزتلك الفتاة التي أصبحت كلماتها الشبه مفهومة ادمان لحنين و أدهمتلك الفتاة التي جاءت تلك الدنيا نتيجة لقوة حب وترابط بين ابويهاتلك الفتاة التي حظيت بعشق خالها عز منذ الوهلة الأولي التي حملها فيها بين يديهبين مزاحها مع والدها أدهمو هو مشغول بعملهو مشاكستها لوالدتها حنين وهي تعد الطعامو لعبها مع باقي أطفال الأسرة و هرولتها إلي أحضان خالها عز بمجرد رؤيتهو نطقها لإسم رقية وجهاد و فرح بطريقة طفولية مرحة جعلتهن يعشقن اسمائهن من شفاهها الصغيرةو دلالها علي عمها ماهر كي يصحبها في نزهة مع منهو مشاكستها ل أمجد و شادينشئت فيروز الصغيرة في جو أسري هادئترتب الفتاة الصغيرة علي اسمي معاني الإحترام والأخلاق من والديها
رفع أدهم عينيه عن هاتفه الحاسوب قائلامم ماشي يا حبيبي بس متتأخريش
صړخت فيروز بمرح قائلةهييييييه يعيش بابا يعيش هييييييه
هرولت فيروز إلي باب المنزل بطفولة وهي تتمايل بمرح و قبل أن تغلق باب المنزل قالت بمرحبابي فيروز بتحبك أوي
قام أدهم من موضعه و اتجه إلي حجرته ليجد حنين منكمشه في فراشهااقترب أدهم منها بقلق قائلاحبيبي مالك
فتحت حنين عينيها پألم قائلةمفيش يا أدهم تعبانه شوية
داعب ادهم بطنها التي بدأت في الإنتفاخ قائلاإي الباشا تاعبك
حنين بابتسامة باهتةالباشا إي بقي مهم اتنين قول الباشوات
حنين بنظرة حزنحرارتي بس
أدهم بعدم فهمهو أنتي تعبانه!! اتصل بالدكتورة
الټفت حنين بنظرها لصورة تجمعها مع أدهم ليلة زفافهم قائلة بحزنشوفت كنت حلوة إزاي حاسه إني اتبدلت يا أدهمبقيت كل ما ابص لنفسي في المراية أعيط
وضعت حنين يدها علي وجهها ليرتفع صوت أنين بكائها تدريجيااقترب أدهم من حنين وأبعد يدها عن وجهها قائلاعلي فكرة بقي أنتي لسه حلوة زي ما أنتي بل جمالك زاد بالكعبرة اللي في بطنك اللي فيها ولادنا دول
أدهم بابتسامةطب ممكن تخليني أثبتلك إنك لسه زي ما انتي بل بقيتي أجمل
نظرت له حنين پألم قائلةمفيش داعلي يا أد
قطع أدهم كلام حنين لحمله إيها بين ذراعيه قائلاقولتلك هثبتلك
حنين بضيقيا ادهم بلاش جنان بقي
لم يهتم أدهم بكلام حنين و إنما دخل بها إلي الحمام المحلق بحجرتهم وأجلسها علي كرسي خشبي بالحمامو اتجه إلي البانيو وملائه بالمياه الساخنة و ألقي به بعض من الزهور الوردية لتضيف رائحة ساحرة علي المياه
أوقف أدهم حنين بحذر وساعدها في خلع ملابسها وأجلسها في البانيو قائلااستمتعي بالمياه بقي وأنا جايلك تاني
أغمضت حنين عينيها پألم و تحسست بطنها المنتفخة بيد مرتعشهبينما وقف أدهم أمام خزينة الملابس الخاصة بحنين و أخرج منها بيجامة حريرية باللون الوردي و اتجه إلي المطبخ و أعد كوب من عصير الفراولة و عاد إلي حنين ليجدها مازالت مغمضة عينيها وشاردهاقترب ادهم من حنين وأمسك يدها بحنان قائلاحبيبي
فتحت حنين عينيها ببطء لتخرج دموعها اللؤلؤية المتجمعه في عيونهامسح أدهم دموع حنين بأنامله قائلامبحبش أشوف دموع عيونك عشان بتخفي لون عيونك الأزرق اللي بعشقه
ابتسمت حنين ابتسامة ضعيفه لأدهمليمسك أدهم بذراعها ويساعدها علي الخروج من البانيو ويحيط جسدها بمنشفة و يصطحبها غلي حجرتهمساعد أدهم حنين في تبديل ملابسها وهو يعلمها بكل لطف وحنان كأنها جوهره بيده يخشي عليها من الخدش أما حنين ظلت مستكينه بين يد أدهم تشعر وكأنها ابنته وهو أبيها الذي يدللهانظرت حنين إلي أدهم نظرة طويلة ليجول بخاطرها كل ذكري جمعتهم سوياأول لقاء بينهمكلماته لها عندما زارها في المشفيغموضهآلامه ليلة إعلان الحقيقةأول كلمة بحبك من شفتيهمرضهليلة كتب كتابهمأول ضمھ لهم الأوليتحضيرات زفافهمأول لمسة منهغيرتهعصبيتهحنانهلحظة أن علم بخبر حملهاصوت ضحكاته الذي أصبح بمثابة جرعة حياة لكيانها
فاقت حنين من شرودها علي صوته الرجولي يقولها بصي بقي في المراية قمر أهو
تنهدت حنين بقوة وفتحت عينيها تدريجيا ونظرت لنفسها في المرآه التي يحملها أدهماتسعت عينيها بابتسامة دهشةمازالت محتفظة بنضارة بشرتهامازال جسدها متناسق عدا بطنها المنتفخة بالتؤامينمازال شعرها اسود حريري يتراقص من الرياحالټفت بنظرها لأدهم لتجده مازال ينظر لها بعشق تلك النظرة التي تعودت عليها منه لم تتغير نظرته لها وإنما زادت جمالا و حباابتسمت حنين بامتنان و دفنت رأسها في صدر أدهم قائلةأنا بحبك أوي يا أدهم
ابتسم أدهم براحة وتحسس شعر حنين الحريري قائلاو أنا بحبك أوي يا حقي
رفعت حنين عينيها إلي وجه أدهم وقالت بنصف ابتسامةحقك!!
أدهمأيوة حقي أناحضنك دا حقي أنا ضحكتك دي حقي أنا مش أول يوم حسيت بدقة في قلبي ليكي وكل يوم حبك بيقوي وكياني بيقوي بيه
أكمل أدهم بنبرة غيرةلما اتخطبتي للي اسمه محمد دا وجه يقرأ الفاتحة حسيت إني عايز اقوم اخنقه واقوله فوق دي ليا أنا أنا وبس اللس استحقها وبعدها لما احمد دا كمان كان عايز يخطبك كان لسه ثواني وأجري عليه و أشيل عيونه بإيدي عشان بصيت عليكي وفكرت فيكيتعبتي قلبي ما بقيتي حلالي وام ولادي و عشان كدا مبعرفش أتحكم في غيرتي قصاد حد بصلك و لو بالغلط
نظر أدهم إلي حنين قائلا بنبرة هادئةفهمتي بقي إنك حقي أنا
ابتسمت حنين ابتسامة أنثوية قائلةبعشقك يا أدهم
تنهد أدهم بقوة و نظر حوله قائلا بهمسمش فيروز تحت
ابتسمت حنين ابتسامة خافته وقالتبقولك إي ما تجيب العصير دا ولا أنت عامله نتفرج عليه
أ
بغمزةجاوبيني بس مش فيروز تحت
حنين بنبرة أنثويةأيوة
أدهم بتنهيدهطب هنفضل نرغي كتير كدا
حنين بنبرة طفولية مرحةهو أنا قولت حاجه مش أنت اللي بتتكلم
ارتفعت ضحكات أدهم بقوة قائلاطب استني عايزك في حوار كدا عالسريع و سافروا إلي عالمهم الخاصليعيش العاشقان ليلة من ليالي العمر