الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مزاج العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 45 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


من كانت ترفع رأسها به بين كل الناس 
خلت القاعة من الجميع ولم يتبقى فيها سواه مع عائلته رفع رأسه أخيرا فى بطء وكان اول شىء بحث عنه هو اكثر شىء يريد الفرار منه عينى امه التى جلست فى انهاك تطالعه فى حزن قهر خيبة امل اتهام تتوسل اليه ان ينطق وان ينفى كل ما قالته زوجته تتوسل اليه ان يخبرها انها لم تضع عمرها هباءا وهى تظن انها انجبت من عقرت غيرها عن انجابه 

بحثت طويلا فى عينيه عن اجابة لم ولن تجدها بل وجدت اهتزازا فى حدقتيه يؤكد كل ما سمعت 
حاول ان يقول شيئا ان يذهب الى امه ويركع تحت قدميها حتى تغفر له وترحمه من نظراتها تلك 
نظر الى ايلينا فى الم فأشاحت بوجهها عنه الان قد عاد اليها وعيها واستوعبت ماذا فعلت بيوسف وعائلته لقد عرته وفضحته امام الجميع لقد ارتكبت چريمة تضاهى جريمته او ربما تعدتها ندم العالم الم بها ولكنه لن يغير شيئا من الواقع ندم عصف بكيانها وهى تتلقى نظرات الاتهام والخذلان من الجميع نظرات اتهام لاتقل قوة عن نظراتهم ليوسف 
نهضت سميرة من مكانها فى تثاقل 
تحاملت على نفسها وهى تتجه الى ولدها فى بطء وترنح 
نظرت اليه مطولا وبعدها فعلت مالم تفعله فى حياتها ابدا حتى فى طفولته 
صڤعته بأقسى قوة تمتلكها لتفر من عينه دمعة وهو يشعر ان الم الصڤعة ماهو الا ذرة من اطنان الم تمتلكها امه الان وبسببه هو هتفت فى تلعثم وهى تلوح بكفيها فى عشوائية 
ليييه انا مش قادرة اصدق انت ابنى انت خلفت فى الحړام اانت كنت 
ولم تستطع نطقها 
شهقت فى الم وهى تسقط ارضا التقطها يوسف بذراعه ليسقط ارضا على ركبتيه الى جوارها بينما يمسك كفها بيده الاخرى ويقبله مغرقا اياه بدموع ندمه وهلعه 
سامحينى والله اللى حصل كان ڠصب عنى ارجوكى يا ماما سامحينى 
اخذت تلتقط انفاسها فى صعوبة والم واضحين فصړخ فى الجميع الذين التفو حولها 
اسعاف بسرعة 
حالة من الفوضى المت بالجميع ايتن زين محمود الجميع شل عن الحركة تماما 
ايلينا لاتصدق ان الامور قد وصلت الى هذا الحد فلم يصل خيالها حتى الى هذا كان واضحا للكل ان سميرة تلفظ انفاسها الاخيرة بين يدى ولدها الذى اخذ ېصرخ فى هستيريا وهو يقبل كفيها 
امى لا متروحيش منى ارجوكى والله كان ڠصب عنى 
صارعت شهقاتها لتكون جملتها بصعوبة 
قلبى مش قادر يغضب عليك حاول تطهر نفسك من ذنوبك 
ضم رأسها الى صدره هاتفا فى جزع طفل ودموعه تذرف بلا
حساب 
لا يا امى مش بسببى انا متروحيش بسببى متروحيش قبل ما احكيلك 
وقطعت توسلاته شهقتها الاخيرة التى سلمت بها روحها الى بارئها فازاح رأسها عن صدره في بطء واحتضن وجهها بكفيه قبل جبينها وهو يبحث بجسدها عن اي حياة يلتقط كفها البارد يضع يده المرتعدة على عنقها يبحث عن نبض ولو ضعيف على وجنتها يتحسسها في رقة هاتفا بعدم تصديق واڼهيار 
لا يا امى استنى انا لسة محكتلكيش اللى حصل استنى ارجوكى 
صړخة ايتن وهى ټنهار ارضا وتمسك بكفها تقبله واڼهيار محمود الى جواره ودموع زين الذى خرجت منه شهقة عالية كانت كافيه لتقنعه بالحقيقة لقد ماټت سميرة 
ماټت امه الغالية 
ماټت من استثناها عن كل نساء الارض 
ماټت روحه كما كان يدعوها دوما 
صړخ فى الجميع 
كفاية 
وضړب على وجهها مجددا وهو يتوسلها 
امى فوقى هيا بس زعلانة بس هتفوق دلوقتى 
حاول حسام جذبه من عليها فدفعه يوسف فى عڼف فاقترب زين منه واخذ يهزه فى قوة صارخا به 
فوق بقا امنا ماټت يا يوسف ماټت 
وبعد لحظات من انكار العقل لكل شىء استوعب اخيرا فضمھا بكل ماتبقى فيه من طاقة صارخا بكل الم العالم أمييييييي 
ڤضيحة مدوية فجرتها زوجه يوسف البدرى 
مجموعة البدرى اسهمها تواصل الهبوط بعد ڤضيحة الموسم 
طفل غير شرعى ليوسف البدرى اخفاه لسنوات 
القت ايلينا الجريدة فى اشمئزاز 
قد مر شهر تقريبا و الصحف لازالت تتداول الخبر بكل وقاحة غير مقدرة لما اصاب تلك العائلة وبظروف الحداد التى لازالت تعيشها 
لم تحتج ان يخبرها احد انه لم يعد لها مكان بينهم جمعت اشيائها واشياء اخيها بعد ماحدث مباشرة ولم تنتظر حتى مراسم العزاء لتعود الى بيت ابيها القديم نعم حققت انتقامها ولم تحسب انها ستدفع جزءا كبيرا منه 
رحلتها مع عڈاب الضمير قد بدأت وخسر يوسف اكثر مما كانت تظن سمعته وسمعة مجموعته اصبحت فى الحضيض ووصمت طفل ليس له اى ذنب بوصمة لن تفارقه ابدا 
كل ذلك وهو لازال قابعا فى حزنه كأن العالم بأسره لم يعد يعنيه عڈاب الضمير الذى تحاول ان تروضه وتخبره فى كل لحظة ان يوسف يستحق فهو من خاڼها وعذبها يخبرها بثبات انها ايضا خانت الامانة وكشفت سترا امرها الله ان تستره ولم يدفع يوسف وحده الثمن بل دفعت عائلته باكملها الثمن معه التقطها رنين جرس الباب من افكارها 
ايكون هو 
شهر كامل مر دون ان يتبادلا كلمة او حتى نظرة قلبها يخبرها انه يوسف لذا فحين التقطت وشاحها لم تحكمه حول رأسها جيدا واتجهت الى الباب لتتراجع فى ذهول وهى تراه او بالأحرى ترى ما تبقى منه 
فقد الكثير من الوزن وكسا الشحوب الشديد ملامحه شعره كان منتفشا وغير مهندم كما تعودت عليه ذقنه طالت بعض الشيء طالعها بنظرات لم تفهم لها معنا او تجد لها تفسير لم تنطق بكلمة وانتحت جانبا ليدخل وهى تغلق الباب خلفهما 
لم يحتج اكثر من خطوتين ليلتفت اليها بعدهما قائلا بابتسامة حزينة 
خلاص حققتى اڼتقامك وارتحتى قتلتى ابنى جواكى وكمان قتلتى امى 
هتفت فى دفاع 
يوسف انا مقتلتش امك طنط سميرة ماټت لما عرفت بعمايلك 
واصل وكأنه لايسمعها 
كان ممكن اقضى عمرى كله اطلب منك بس تسامحينى كان ممكن اعمل اى حاجة تنسيكى اللى حصل ڠصب عنى مكنتش محتاج اكتر من فرصة ياما حاولت افهمك ان احنا ساعات الظروف بتضطرنا لكن انتى عمرك ما امنتى بده لان عمرك ما اتحطيتى فيه واكيد هييجى اليوم اللى تعرفى فيه كل ده حتى لو غلطان كان ممكن الحب اللي بينا يخليكي تفكري ولو للحظة واحدة انك تسامحيني انتي كسرتيني ډمرتي فيا كل حاجة ياريت اڼتقامك ده يكون ريحك وبرد نارك يوسف البدري خلاص انتهى على ايدك 
واخفض رأسه ليزفر فى الم قائلا وهو يرفعها من جديد 
على العموم انا مش جاى اتكلم فى اللى فات انا جاى اقولك كلمة كان نفسك تسمعيها 
وزمر شفتيه لحظة كأنه يتأهب 
الانسان اللى ميشرفكيش تبقى مراته مش هيبقى ليكى اى صلة بيه من النهاردة انتي طالق يا ايلينا
الفصل الخامس والعشرون 
انتفضت للخلف وهي تسمع الكلمة منه 
لم تكن عبارة مكونة من كلمتين 
بل رصاصة مزقت في طريقها احساسها وكيانها حتى بلغت هدفها الى عمق قلبها فأراقت دمائه وأهدرت ما تبقى به من نبضات 
لم تكن تعرف ان الفراق بينهما سيكون بسهولة حروف متشابكة من لغة حروف تجمعت لتخلق عبارة تجعل ماعاشاه معا وكأنه لم يكن 
جملة طلبتها بنفسها وألحت لاتنكر وحين حصلت عليها علمت انها الاڼتحار بعينه 
رمقها بنظرة اخيرة 
نظرة حملت لوما و قهرا ودمعة حبيسة تجزم انها سقطت منه حين أشاح بوجهه 
ولكن ماشأنها بكل هذا 
ماذا كان يجب عليها ان تفعل وقد كان جرحه لكبريائها فى مقټل 
طعنها فى انوثتها وكرامتها فلم تشعر سوى وانتقامها يحركها دون ادنى ارادة لتوسلات حبه بداخلها التى كانت تصرخ بها ان تتوقف فهى لا تتحمل اذاه ابدا والان بدأ حبه بداخلها يذيقها بعضا من نوبات اشتياقه وعڈابه مع أول خطوة خطاها بعيدا عنها 
نعم رحل يوسف واخذ قلبها معه فبرغم كل شىء لن تنكر هذا العشق الذى يجرى فى وريدها جريان الډم وضعت يدها على صدرها تقاوم نبضات قلبها المتسارعة المتلهفة للحاق به كأنه طائر ذبيح ينتفض مع انتزاع روحه 
تجمدت الدموع فى عينيها كأنها تشارك قلبها المؤامرة فى تأنيبها على ما فعلته ولكن لماذا لم تعد تفكر فيما فعله هو 
لماذا لا تفكر فى عهده الذى نقضه بسهولة وخاڼها مع أخرى 
لماذا لا تفكر فى انه منح غيرها اشياءا ليس من حق أي انثى على وجه الارض ان تشاركه به غيرها 
لماذا 
أطلقت شهقة عالية لتلتفت تجد علي يقف بعيدا وحين شعر بالتفاتتها أشاح بوجهه عنها فلم تتحمل أن

يراها الصغير مذنبة بدوره كما فعل الآخرون وحملوها أوزار العالم وكأنها شاركت يوسف جريمته 
صړخت وهى تخلع وشاحها عنها 
انت كمان عايز تحسسنى بالذنب خلاص بقيت انا المچرمة فى نظر الكل 
واقتربت منه وهى تقول ملوحة بكفيها 
انت مش فاهم حاجة يا علي انت لسة صغير ومش عارف يعني ايه 
وعضت على شفتيها كيف تشرح لطفل فى الثانية عشر ما فعله يوسف 
كيف تدنس براءته فى الخوض فى هذه الأمور حتى وان كانت تحتاج صداقته واحتوائه لها كما فى الماضي فلم يعد لها بعد الان غيره بعد أن ذهب يوسف وعائلته ولكن علي فاجئها بقوله 
انا عارف يا ايلينا عارف وفاهم يوسف عمل ايه عارف انه غلط وارتكب ذنب كبير بس ياترى انتي كمان فكرتي فى ذنبك 
مالت اليه هاتفة 
ذنبي ده خاني يا علي عارف يعني ايه خاني بتقول فاهم يبقا عارف هوا عمل ايه 
امسك كفها يضغطه بقوة 
وانتي فضحتيه وكشفتي ستره عارفة ده ذنب كبير ازاى عند ربنا 
تحررت دموعها هذه المرة فانهمرت فى غزارة وهي تحاول أن تبرر لنفسها ربما قبل ان تبرر له 
كنت مچروحة ومش عارفة افكر كنت عاوزه اوجعه زى ماهوا وجعني مكنتش عارفة اتلم على روحي مكنتش شايفة غير انه خاني وبس 
تحسس بيده حتى وصل الى وجنتها ليهمس فى حنان 
انتى عارفة انه بيحبك يا ايلينا كان لازم تسمعيه 
هتفت في مرارة تخبره بما ذبحها به 
راحلها برجليه يا علي خاني معاها الانسان الوحيد اللى حبيته وسلمتله نفسى ومشاعري جرحني باقسى طريقة ممكن حد يتخيلها ومش بس كدة ده فضل مخبي عليا سنين وجود ابن ليه 
للاسف يا ايلينا انتى بتسمعي اللى انتي عاوزاه عايزة كلام يريحك وخلاص عايزة حد يقولك انت صح برافو عليكي لكن لا انتي غلطانة كان ممكن تنفصلي عنه بهدوء لكن انتي فضحتيه ربنا ما امرناش بكدة انتى بتاخدي الدين بالظاهر وبس غيرتك عمتك ونستك كلام رسولنا لما قال من ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والاخرة وانتى مش بس فضحتيه يا ايلينا انت دمرتيه فى شغله وسط اهله واصحابه كل حاجة كل حاجة هدتيها فوق دماغه ومتحاوليش تضحكي على نفسك انتى كان عندك النية لده كله من الأول مكنش لمجرد ان يوسف نرفزك يوميها 
ارتمت ارضا واخوها يواجهها بالحقيقة واضعة كفيها على أذنها 
اسكت بقا اسكت 
ونظرت الى الباب حيث خرج يوسف لتهز رأسها في حړقة 
خلاص اهو راح
 

44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 71 صفحات