مزاج العشق المر بقلم سلمى المصري
ومش راجع تاني حكايتنا خلصت لحد كدة خلاص مش عايزة اشوفه تانى فى حياتى ابدا
جلس علي فى بطء الى جوار اخته وقد رق بالفعل لحالها تحسس شعرها وقرب رأسها بكفيه الصغيرين ليضمه الى صدره يعلم انها تكذب وتتألم تماما كما يتألم يوسف تتألم لالمه ولبعده
همست بصوت مزقه النحيب وهى تتشبث بأخيها
مش هشوفه تانى يا علي ابتدا يوحشني من دلوقتي مش عارفة هقدر اعيش من غيره ازاي ازاي مش هصحى على صوته ازاى مش هسمع منه كلمة حبيبتي تاني ازاي كل اللى فات هعتبره أصلا كأني معشتهوش جرحنا بعض يا على أوي ورغم كل ده لسه بحبه لسة يا علي
الأنثى التى دق قلبه لها واخرجته من صومعة معتقداته وقاومت معه اشباح ماضيه
ايلينا التى تمنى المۏت ألف مرة على أن تبتعد لحظة واحدة عن ناظريه حبه الكبير الذى دفع ثمنه من حياة أمه ومن حياة طفل لم يرى النور بعد ومن سمعته التى اصبحت تتراكلها الصحافة كل يوم لقد انتقمت منه بشكل لم يفعله حتى ألد اعدائه
رفع رأسه في صعوبة اختلجت شفتيه للحظات قبل أن يزمرهما في قوة ليسيطر على انهياره الوشيك
انا كلمت جينا وهتيجي تستقر هنا مع ادم ابني وهعلن جوازي منها قدام الكل
انت ناوى تجيبهم هنا بعد
كل اللى حصل
جلس على مقعد قريب كأنه لا يكترث بشىء مطلقا
ماتنسيش ان اللى بتتكلمي عنهم دول يبقو مراتي وابني
ردت وهي تلوى فمها في اعتراض
مراتك وابنك انت ازاي نسبته ليك اصلا وانت عارف انه
ابني عارف انه ابني اتأكدت بدل المرة مليون الحړام اللي كلكو عايزين تنسبوه ليه ده انا اللي عملته مش هوا غلطة هوا ليه يتحملها ليه يكبر من غير اب ليه يواجه الناس ويسألوه انت جيت الدنيا ازاي كنتو عايزيني اسيبه لجينا تربيه زي ما هيا عايزة على اي دين واي اخلاق ده اصلا لو كانت احتفظت بيه ومرمتهوش في اي ملجأ تقدرو تقولولي هوا ذنبه ايه في كل ده غلطتي وكان لازم اتحملها ومرميهاش عليه هوا كنت عارف اني هخسر كتير بس اخترت اني اواجه وما اتخلاش عنه
اسمعوني كلكو أنا عارف انتو عاوزين تقولو ايه عاوزين توصلو لأني السبب فى كل اللي حصل صح انا فضحتكو ووطيت راسكو و
واشاح برأسه مضيفا بصوت بدأ يتهدج رغما عنه
بس ده ابني وحقيقة مقدرش انكرها لازم اعلن قدام الكل اني متجوز أمه والغي الوصمة اللى اتوصم بيها من غير ذنب
شعر محمود بما يعانيه ولده
عڈاب ضميره مما حدث وعذاب فراقه لأمه وفراقه لحبيبته كان يعلم ان ولده يقاوم وأنه سيسقط حتما
غلبت شفقة الأب غضبه فقال وهو يحاول التماسك بدوره
ابنك يبقا ابننا يا يوسف ولازم ترجعه يتربى وسطينا
مسح يوسف وجهه في تعب واستغرق لحظات يبحث عن أي كلمة
كل حاجة فى الشغل هترجع لأصلها والخسارة هعوضها أوعدكو ان شاء الله
ربت محمود على كتفه فى حنان
كله فداك يا يوسف
دمعت عينا ايتن في تأثر عز عليها أن ترى أخاها هكذا لم يكن يوسف لها مجرد أخ بل أنه ظل لسنوات عمرها كله أبا ثانيا لها اغدق عليها من حنانه وعطفه اكثر من ابيها نفسه جابت ذكريات طفولتها معه في رأسها وتذكرت حين كان يحملها على كتفيه وحين كانت تختبيء خلفه اذ اخطأت لتفر من عقاپ والديها
مسحت دمعتها سريعا واقتربت تمسك بذراعه قائلة في حب
كله فداك يا أبيه المهم تكون بخير
نظر محمود الى زين ليقترب بدوره مربتا على ذراع اخيه قائلا
المهم انت يا يوسف
لم يحتمل يوسف كل هذا تمنى لو عڼفوه لينشغل بجلدهم له عن جلده لنفسه فليس هناك عڈاب فى الدنيا يوازى عڈاب النفس للنفس
نظر لهم حوله وفرت نظراته رغما عنه الى صورة معلقة جمعتهم بأمهم لينهار ما تبقى منه ويسقط فى النهاية بين ذراعى ابيه وهو يهتف في حړقة
انا السبب انا السبب فى مۏتها ماټت وهيا زعلانة مني ماټت بسببي
ضمھ محمود بشدة بينما اخذت ايتن تربت على ظهره وهي تبكى بدورها فللمرة الأولى يرى أحد دموع يوسف وانهياره
شدد محمود من ضمھ له وهو يهمس
ده نصيب يا يوسف ادعيلها بالرحمة يا حبيبي
يشعر بأنفاسها المضطربة
بنظراتها الحائرة التى استقرت على الورق امامه تنتظر توقيعه
وجهها الذابل
حزنها الذي اختطف طفولة ملامحها
يشعر بهذا وأكثر دون أن يحتاج ان يرفع رأسه ليتأكد منه
او ربما يخشى تأثيره ان تأكد منه
يعرف كم أثر بها كل مامر
يعرف كم الحزن الذي تعانيه من فقدان أمها
يعرف وحدتها وألمها الان فالكل غارق في عالمه
محمود في حزنه على زوجته
ويوسف في محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه
وزين الدين في صومعته المنعزلة التى عاش فيها عمره بأكمله
انهى توقيعه على كل الاوراق فحملته من أمامه دون أن تعلق
راقبها وهي تعطيه ظهرها وقبل ان تذهب ناداها
ايتن
أغمضت عينيها بقوة تقاوم طريقته القديمة في النطق باسمها
تقاوم هلاوسها في عودة كل شىء بينهما كما كان التفتت اليه في ضعف وهي تضم الملف الى صدرها
نعم
نهض في بطء تمعنها رغما عنه ليتأكد من كل ما رسمه خياله
تنهد في عمق فضيقت عينيها في انتظار سؤاله الذي طرحه في تردد
انتي كويسة
تصنعت ابتسامة بائسة أجابته بها وهي تهز رأسها بصوت متحشرج
الحمد لله هبقى كويسة
اقترب منها في بطء حتى صار في مواجهتها تماما ازدرد ريقه يقاوم ألما حادا في حلقه يمنع كلماته من الخروج دموعها الحبيسة تصيبه بالاختناق كأنها ستنفجر من مقلتيه هو
تحررت دمعة من عينها فأشاحت بوجهها تخفيها عن نظراته
مسح وجهه بيده يحاول ان يتماسك ويخبرها في حنان نسته أذنها منذ زمن
لو تعبانة ومحتاجة راحة قولي بلاش تضغطي على نفسك انا عارف ان اللي حصل مكنش سهل
اجابت دون أن تنظر اليه
راحتي دلوقتي بقت في التعب في اني ارمي نفسي في حاجة بكرهها في حاجة تاخد كل طاقتي وتركيزي وقتها جايز ملاقيش وقت افكر في شيء تاني ولو خاېف على الشغل انا حابة اطمنك
مد كفه في تردد الى جانب وجنتها كأنه مسير تماما لما يحدث ليجعلها تنظر اليه مجددا
مسح بابهامها دمعتها حاولت ان تشتت نظراتها في اي اتجاه بعيد عنه
لقد اهدرت كثيرا من كرامتها ولن تجعله يراها تبكي مطلقا
ستكون قوية على الدوام
ستثبت لنفسها انها تغيرت من اجلها لا من اجله
أنا خاېف عليكي انتي مش على الشغل يا ايتن
قالها في هدوء غريب اتسعت له حدقتاها ولم تعرف بعدها سببا واضحا لما حدث
كيف اندفعت لتلقي برأسها على صدره وتبكي بحرارة لاتعرف
تحركت كل ذرة فيها الى هذا الوضع دون ارادة منها
بكت بحړقة على كل شىء
بكت دون أن تعرف حتى سببا واضحا للبكاء
هل تبكي أمها
أم حبها الضائع معه
كل ما تعرفه انها احتاجته دون أن تفكر في رفضه من عدمه
فجر حنانه معها
افتقادها لكل شىء أحبته وفقدته بكل طريقة
حاول أن يكتم أنفاسه حتى لا تلاحظ اضطرابها من قربها الزائد
ولكن ماذا عليه أن يفعل بنبضات قلبه المتمردة تكاد ټحطم ضلوعه تلك
كيف يوقفها هي الأخرى
اخترقت احدى دمعاتها قميصه فتحسس حرارتها جلده ليغمض عينيه مقاوما الما يعصف بروحه وينكره على نفسه
مد يده في تردد ليربت على شعرها فتوقف كفه في منتصف الطريق وهو ينظر الى دبلة فضية لنور في خنصره
الايمكن ان يسمي ما يحدث الان خېانة في حقها
هل يقبل الم الخېانة الى ارق قلب صادفه ومع من حطمت قلبه مسبقا
شاء أم أبى لازالت الذكرى تلوح بخياله بين الحين والاخر
انحرف كفه الى كتفها يبعدها عن صدره في رفق
ازدردت ريقها وهي تطرق أرضا قائلة
انا اسفة محستش بنفسي
تصنع ابتسامة باردة على شفتيه يخبرها فيها بحنان أكثر برودا
متعتذريش يا ايتن مفيش اخت بتعتذر لاخوها انها اترمت في حضنه وقت ما احتاجته
همست في ألم تنكر جملته رغما عنها
تتذكر يوم ألقى مثلها في وجهها منذ سنوات يا لقسوته التي لاتعرف من أين أتى بها
أخته !!!
واصل حديثه
طبعا يا ايتن وفي اي وقت احتجتي اي حاجة اطلبيها مني انا
وقبل ان ترد او بالأحرى تبحث عن رد مناسب شعرت بنور تفتح الباب وتدلف الى المكان
مسحت عبراتها سريعا قبل أن تقترب منها
تمعنت الثانية بها لحظات قبل أن تربت على كتفها تسألها في رقة
ايتن انتي كويسة
تنفست ايتن في عمق وهي تضم الاوراق الى صدرها بقوة قبل أن تهز رأسها بالايجاب
بعد اذنكو
وفرت من المكان بأسره فلم يعد بمقدورها الاحتمال اكثر
راقبتها نور حتى خرجت لتلتفت الى حسام الذي كان يراقبها بدوره حتى أغلقت الباب خلفها لتظل عينيه معلقة به للحظات قطعتها نور وهي تسأله
مالها ايتن
أجابها حسام وهو يتجه الى مكتبه
اللي حصل لايتن وللعيلة الناس كلها عارفاه
استقر في مكانه ورفع نظراته اليها
الاف من الاسئلة تطرح ذاتها بوضوح في عينيها وهو لايملك جوابا واحدا يريحها او يريح نفسه
سألته مسبقا عن علاقته بايتن فأخبرها أنه خطبها لبعض الوقت ولم يطل الامر كثيرا
جعلها تتوقع سبب انتهاء الخطبة بأنهما لم يتفقا فتهور ايتن لايليق بشخصه الحازم
جعلها تتوقع تقليدية العلاقة بينهما وأن الخطبة تمت لصلة القرابة ليس أكثر ولم يصحح لها مفهومها بأنه هام عشقا بايتن سنوات طفولته وشبابه
جعل كفره بالمشاعر الذي يردده على مسامعها ليل نهار يدحض اي شك لديها عن أي مشاعر جمعتهما
يخبرها دوما باعجابه بها وبذكائها وبكل شىء فيها يخبرها ان هذا يكفيه وأكثر في الزوجة التي يتمناها
علقھا بأمل انها قد يمكنها تحريك مشاعره في لحظة
أنا بحبك يا حسام
قطعت أفكاره باعترافها الصعب على فؤاده فنهض ليصبح في مواجهتها
لايعرف حقا بما يجيبها
هل يخبرها ان القلب لايمكنه أن يدخل معادلة دون ان يدمر
هل يخبرها ألا تحبه فقلبه لن يبادلها المشاعر تلك ما عاش
ولكن من يدري
وماذا بنور لا يمكن أن يعشقه رجل
بها كل شىء يستدعي منه المحاولة
كفاه غرقا في جنون حب مزيف لايمكنه تجاوز ما أصابه منه
التقط كفها يقبله في رقة ارتعدت لها جسدها بأكمله وهو يسألها
يبقى نتجوز دلوقتي يا