الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مزاج العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 47 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


نور مفيش داعي للتأجيل 
سحبت كفها من كفه لتقول 
مش ده معنى اللي قولته يا حسام 
قطب حاجبيه فواصلت 
لو طلبت منك فرصة هتديهالي مجرد فرصة اتاكد فيها من حاجات كتير انا بالنسبالك استاهل الفرصة دي 
التقط كفها مجددا يخبرها في سرعة 
انتي تستاهلي كل حاجة في الدنيا يا نور 
ابتسمت في حزن تخبره 

الفرصة مش ليا لوحدي الفرصة دي لينا احنا الاتنين مع بعض 
ضيق عينيه في حيرة 
قصدك ايه 
التفتت الى الباب المغلق ثم اليه دون ان ترد فاتسعت حدقتاه ينكر ما التقطه ذهنه من تلميحها 
نور ايتن بالنسبالي بنت عمي وبس ولو على 
أوقفته بكفها تمنعه من الخوض في الحديث أكثر لاتريد أن ينفي شكها بحديث واهن 
هي تريد الفرصة لكليهما كما أخبرته 
تريد قلبه خاليا حتى وان فقد احساسه بالعشق ستعرف كيف تعيد بعشقها اليه العمل 
فقط لو كان خاليا 
حسام انا
مش بتهمك ولا انت مدان قدامي بحاجة بس انا بحبك وخاېفة اغامر بقلبي وده حقي 
تنهد في عمق يفكر فيما تقوله 
فرصة 
ربما كانت محقه وهو في امس الحاجة اليها فليعطي لقلبه الفرصة في تحديد وجهته فاما يستقر مرساه على مرفأها أو يغرق دون ان يحذبها معه الى حدفها في القاع 
بعد مرور عامين 
ارتعدت بشدة وهي تحتضن نفسها وتنظر الى الباب تطالع ذلك القاسى الذي يتابعها فى نظرة تقشعر لها لتتذكر انه لاسبيل لها من الفرار أبدا ربما كان لديها أمل أخير فى انقاذ نفسها مما هي فيه خيط ضعيف من النور بين كل ظلمات اليأس التى تاهت فيها لماذا لم تلجأ اليه 
نعم جرحته ولكن ما كان ليتخلى عنها ابداا 
ليت الثمن كان حياتها اذن لفضلت المۏت مائة مرة على ان تقدم على ذلك ولكنها ليست حياتها بل حياة أخرى تستحق أن تجازف من أجلها 
ربما كان الله به رحيما فتلقى حدفها او ترسله هو الى حدفه قبل أن تذبح على هذا النحو 
انتفضت على صوت قاس وصارم 
هتفضلي واقفة كدة كتير ما تخلصي 
التفتت له بعينين امتلئتا بالدموع ولكنهما بقيا على حافة جفنيها يقاوما الانحدار لقد استنفذ ما مضي من دموعها ومشاعرها بما يكفى ولم يتبقى لها سوى الشعور بالقهر فقط والقهر لا يحتاج الى دموع 
القهر يستجلب العجز ويسلب ما تبقى من الروح ازدردت ريقها وهي تغمض عينها تتحسس هذا الخڼجر فى حقيبتها قبل ان تمد يدها الى مقبض الباب 
أمسك الرجل بكفها وهو يضغط عليه قائلا بصوت هادىء مرعب أشبه بفحيح الافعى 
انتى عارفة اتفاقنا تزودي كلمة معاه عارفة كويس ايه اللى هيجرى 
هزت رأسها وأخذت نفسا عميقا وهي تدعو الله ان ينجيها ارتعد كفها وفتحت الباب وهي تنظر الى عينى ذلك الرجل الشامتة نظرة اخيرة 
بدأت تخطو فى تردد لا تشعر بطراز الغرفة الراقى ولا حتى بالهواء الذي تتنفسه عيونها تبحث في تلقائية عن ذابحها تراجعت فى ذعر وهي تطالعه معطيا لها ظهره ترى دخان سيجارته يتصاعد ويتصاعد وكأنه دخان نيرانه التى اعدها ليحرقها بها انه هو قال دون ان يستدير اليها 
أخيرا جيتي 
لم ترد وظلت على صمتها وبعد لحظة واحدة تسرب صوته الى أذنها ومنه الى خلايا مخها التى تعرفته على الفور فتسمرت فى مكانها وكادت ان تفقد وعيها 
لم يعط لتعجبها وقتا اطول اذ استدار لها ووقف لحظات يتأملها من اخمص قدمها الى رأسها وهو يبتسم فى شماتة قائلا 
اخيرا 
وفى لحظة عادت ذكريات العامين الماضيين تمر بسرعة امام عينيها كفيلم قصير فبعد انفصالها عن يوسف البدري وعودتها مع أخيها الى المنزل القديم كان لزاما عليها ان تبحث عن عمل فقد رفضت أي مساعدة من عائلته وبالأخص زين ولكن كونها طليقة ليوسف البدرى يجعلها قيد أمرين لاثالث لهما اما استغلالها ضده او رفضها تماما لتجنب اى مشاكل معه ومن عمل الى عمل لاقت الرفض 
حاولت ان تدير مقهى ابيها ففشلت فى الأمر بجدارة فلم يكن أمامها سوى بيعه لتستطيع تدبير امورها والانفاق على اخيها ومدرسته الخاصة باهظة التكاليف فهى لم تفكر تماما فى ازاحته عنها 
اخذت النقود تتضاءل وتتضاءل وهي حقا لاتعرف ماذا تصنع حتى جاء الڤرج من السماء على هيئة ساكن جديد اخبرها حارس المنزل انه يريد تأجير الشقة التى تمتلكها مقابلة للاخرى التى تسكنها مع اخيها وافقت بالطبع فحاجتها للمال لم تدع لها فرصة لتفكر من الأساس وجاء الساكن الجديد 
فارس 
مدرس هادىء الطباع لاتراه ايلينا الاوقت دفع الايجار فقط لم يزعجها او يضايقها ابدا فى شىء بل كان ملاكها الحارس فى اليوم الذى لجأت فيه الى يوسف وخذلها 
لن تذهب ذكرى هذا اليوم من بالها ابدا حين تهجم فؤاد ابن عمها عليها فى الثانية صباحا وجدته أمامها يطرق الباب بقوة ففتحت له حتى لايثير لها المشاكل تخيلت انها ستصرفه بهدوء وينتهى الأمر كما كانت تفعل معه دائما 
لم تعرف ان هذه المرة ستختلف كثيرا فقد همس لها فؤاد فى وقاحة بمجرد أن فتحت له الباب 
واخيرا يا ايلينا اتطلقتى وبقيتى ليا 
ودفعها پعنف شىء ما ليدلف الى المكان 
رمقته باحتقار 
طالعت هيئته التى يبدو ان الخمر قد اذهب بما تبقى من تعقل بها لتقول وهى تشير بثبات الى الباب 
اخرج برة يا بنى ادم انت اطلع برة 
نظر فؤاد الى الباب ليتجه ويغلقه في برود ويعقد ذراعيه مواصلا فى تلذذ غريب 
لا مش خارج يوسف وطلقك خلاص شوفى مين بقا هينجدك من تحت ايدي 
تنفست في عمق تخبره بهدوء فلم يخطر ببالها ما ينتوي فعله 
اسمع يا فؤاد انا مش ممكن اقبل الجواز منك ابدا 
قهقه عاليا وهو يحاول الاقتراب منها 
ومين جاب سيرة الجواز بس دلوقتي جواز ايه ووش ايه 
كزت ايلينا على اسنانها وقبل ان تفلت منها سبابا يستحقه وجدت علي وقد خرج من غرفته يتحسس الحائط فى خوف محاولا الوصول اليها اندفعت اليه تضمه وهى تقبل رأسه تطمأنه وتهدهده لتتغلب على ارتجافه وبعدها بلحظات حاولت الوصول الى الباب لتستغيث بأحد فكان هو اسرع منها 
جذبها من يدها فصړخت وهى تحاول ان تخلص معصمها من قبضته لېصرخ علي بدوره باسمها وهو يلوح بكفيه فى عشوائية ويبكى فى قلة حيلة فهو عاجز عن حماية شقيقته ولأول مرة يراوده هذا الشعور 
نجحت ايلينا اخيرا فى تخليص معصمها من قبضته ودفعته بقوة ليسقط على الأريكة لتتمايل به فتستغل هي الفرصة لتحتضن علي من جديد وتلوذ بأقرب الغرف وتغلقها عليها 
دفنت رأس علي فى صدرها وهي تلهث بشدة واول ما جاء على بالها رغم كل شىء هو الاستنجاد بيوسف فرغم كل ما حدث بينهما ورغم انقطاع الصلة تماما ورغم علمها بزواجه من جينا واحضارها للحياة معه في قصره الا انها كانت على ثقة كاملة انه لن يخذلها ابدا وسيتخذ التصرف الصحيح فكرت به حتى قبل ان تفكر فى الشرطة 
امسكت بهاتفها وبمجرد ان فتح المكالمة لم تنتظر حتى ان يأتيها صوته صړخت مباشرة فى فزع 
يوسف الحقني فؤاد اټهجم عليا 
لم يأتيها اى

رد فعاودت الهتاف 
يوسف انت سامعني اعمل معروف انا انقطعت المكالمة او انهااها يوسف دون كلمة واحدة ولم يكن لديها متسع من الوقت لتفكر فى صډمتها فقد تزايدت دقات فؤاد على الباب وازداد ارتجاف علي بين ذراعيها وقبل ان ترفع هاتفها لتتصل بالشرطة سمعت صوت جلبة بالخارج فأحدهم قد كسر الباب وبعدها سمعت اصوات تحطيم اشياء بالشقة واصوات تأوهات متتالية لصڤعات ولكمات فلم تحملها قدميها اكثر لتتهالك ارضا وهى تضم علي اليها فى قوة تحاول ان تأخذ منه الامان اكثر مما تحاول ان تبثه اياه هدأت تلك الاصوات تدريجيا لتنتفض على صوت دقات هادئة على باب الغرفة وصوت فارس الرخيم يناديها 
افتحي يا ايلينا انا فارس 
مدت يدها فى تردد وخوف ونهضت لتفتح الباب فى بطء نظرت منه قبل ان تفتحه اكثر الى فؤاد الذى تكوم ارضا والى فارس الذى انتحى جانبا ليترك لها الفرصة فى الخروج اطلقت على من بين ذراعيها ونظرت الى فارس تسأله فى توتر 
انت عرفت ازاى باللى حصل 
ابتسم فارس وهو يضع يديه فى جيب بنطاله مداعبا 
العفو مدام ايلينا تحت أمرك 
لو كانا فى موقف اخر لاتسع ثغرها من دعابته وطريقته فى القائها ولكن نظرة الى فؤاد المتكوم ارضا اصابتها بالفزع فأعادت سؤالها من جديد فى ثبات وجديه لا تحتمل اى مزح ليرد فى هدوءه المعتاد 
انا جيت على صوت الدق والخبط اللى كان فى المكان وعلى صوت صرختك وصړخة علي مش محتاجة ذكاء يعنى 
نظرت اليه فى تمعن لأول مرة 
هيئته توحى بانه احد ابطال المصارعة وليس مدرسا ابدا 
يشبه الى حد كبير نجوم السينما فى هندامه وطريقته اللبقة وكل شىء 
لم يصبه مجرد خدش واحد من فؤاد او ربما هى حالة فؤاد الذى سيطر الخمر فيها على عقله فلم يتمكن من الدفاع عن نفسه 
قطع تأملها صوت فؤاد المترنح 
وده يطلع مين ده راخر 
اقترب فارس منه قائلا وهو يعقد ذراعيه بابتسامة جذابة للغاية 
اهلا فؤاد باشا ازى الحال دلوقتى 
لهجته ثقته طريقته تذكرها به 
يوسف البدرى الذى تخلى عنها منذ لحظات 
وضع فؤاد يده على رأسه ونظر اليها بعد ان تلونت پالدم هاتفا 
وحياة امك لدفعك التمن غالى 
فرك فارس كفيه 
لا يافؤاد بيه محدش هيدفع اى تمن غيرك تفتكر لو بلغنا البوليس دلوقتى هيبقا ازى الحال وياسلام بقا لو خطيبتك بنت الوزير عرفت والجوازة اتفركشت شوف انت بقا 
نهض فؤاد فى تثاقل قائلا وهو يمسك جبينه يكافح الدوار بشدة 
انت بتهددنى يا بتاع انت 
رد فارس فى برود 
اه 
نظر فؤاد الى ايلينا هامسا في ڠضب مكبوت وكأنه تعمد الا يصل تهديده الى احد غيرها وهو يميل اليها قبل ان يخرج 
مسيرك تقعى تحت ايدى لو مكنش دلوقتى بعدين وبكرة تشوفى يا 
واضاف فى تهكم 
بنت عمي 
وقبل ان يخرج تفاجىء بقبضة فارس الحديدية حول معصمه وهو يقول ببروده الثلجى المخيف 
متفكرش يا فؤاد بيه انصحك متفكرش 
نظر اليه فؤاد بتوعد قبل ان يخطو مغادرا المكان فى تعب دون أن يرد 
التفتت ايلينا الى فارس بابتسامة ممتنة 
مش عارفة بجد اشكرك ازاى 
ابتسم فارس ابتسامته الغامضة الجذابة التى طالما اثارت حيرتها فهى لاتعرف حقا أهي ابتسامة حزينة ام حائرة ام تائهة 
شفتاه تبتسمان بينما عيناه هائمتان فى عالم اخر وقبل ان يرد سمعت صوت ارتطام فتفاجئت بعلي يسقط ارضا فاقدا للوعى 
صړخت ايلينا باسم أخيها وركعت ارضا وهى تضع رأسه على حجرها وټضرب وجنته فى رفق صاړخة فى هستيريا 
على الحقنى يا فارس اعمل حاجة اول مرة اشوفه كدة 
تحسس فارس نبضه وتنفسه بسرعة وهو يقول لها 
اهدى ايلينا هوا بس خاېف دى نوبة فزع مش اكتر حاولى تتكلمى معاه فى اى حاجة وحسسيه بوجودك 
رمقته فى دهشة من أين له اين يعرف كل هذا ولكنها نفذت ما طلبه بالضبط وضمت على اليها اكثر وهى تتحدث
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 71 صفحات