مزاج العشق المر بقلم سلمى المصري
التي قاتلت من أجله بحقارة لا تنكر ولكن لم يكن أمامها سبيل غيره وجود زين الدين في حياتها مسألة حياة أو مۏت وهي لاتريد المۏت مطلقا
هي تريد أن تحيا لتنعم بقربه فالحياة قد بدأت تمنحها الكثير فبعد أن عاش راهبا الى جوارها لثلاثة أعوام تمخض الحظ معطيا اياها فرصة لتصبح زوجته عن حق وهاهو يوما بعد الاخر يستسلم لقدره معها وربما جاءت اللحظة التي تتمكن فيه من طرد خيال تلك الشقراء العالق بباله هذا الى الأبد
نبرات صوته تسللت الى أذنها مجددا
سمتها صوفيا جمالها ميحتملش اي اسم تاني
أغمضت عينيها واقتربت في استسلام تشم عطرها
فتحت عينيها فجأة وقد قفزت الذكرى الى الزهرة بدورها
لم ټشتم رائحتها بل شعرت برائحته هو
لقد ظنت انها تجاوزت كل شىء
كيف عادت الى نقطة الصفر بمجرد مكالمة صغيرة استغاثت فيها به لينقذ ايلينا
العقل والمنطق وكل شىء يخبرها انه لايستحق والقلب يعترض كالدوام غير عابىء بأحد
حسنا فليعترض كما يحلو له فلم يعد هناك ارادة ستخضع له مطلقا فيكفي جدا ما حدث
شعرت بمن يجذب بنطالها فنظرت الى الأسفل بابتسامة لتجد تلك الصغيرة المبهجة تفتح ذراعيها لها وتطلب منها أن تحملها
ديانا الجميلة
قطبت الصغيرة حاجبيها في تركيز واشارت باصبعها تجاه الوردة البيضاء
ابتسمت صوفيا وهي تضمها اليها
ايه رأيك لو نسميها ديانا جمالها ميحتملش
بترت عبارتها بسرعة
الويل لها هل تردد عبارته دون وعي
هل بلغ بها الخبل تلك الدرجة
انزلت الصغيرة لتلتقط كفها وتبتعد بها عن المكان
يا بختك ديانا
انتبهت صوفيا على الصوت لتحيي الفتاة الرقيقة التى عقدت ساعديها تتابعهما
دارين ازيك
ابتسمت دارين في رقة
انا بخير المهم انتي عاملة ايه خلاص اتطمنتي على ايلينا
هزت صوفيا رأسها وهي تتمتم
الحمد لله
ضيقت صوفيا عينيها وأنهت ترددها على الفور
دارين انتي عايزة تقولي حاجة صح
حكت دارين جبينها بكفها تجيبها في توتر
بصراحة زياد كان عاوز يسألك عن
توقفت صوفيا عما تفعله لتنظر الى دارين في صرامة
احنا ناقشنا الموضوع ده كتير دارين وانتو عارفين رأيي كويس فيه فليه كل شوية تضغطو عليا
الټفت الاثنتان على صوته وقدومه المفاجىء الذي أربكهما
اقترب من الصغيرة ورفعها من على الأرجوحة قبل أن يقبل وجنتها ويعطيها لدارين قائلا
خديها جوة يا دارين لو سمحتي
ضمت دارين الصغيرة وهي تبدل النظر بين وجهيهما في ترقب ليكرر زياد
دارين لو سمحتي
قاطعته وهي تبدأ بالتحرك
حاضر حاضر
راقبهما زياد حتى اختفيا ليلتفت الى صوفيا يسألها وهو يضع يديه في جيب سترته
لحد امتى صوفيا
تشبثت صوفيا بأحد أعمدة الأرجوحة وضغطته بقوة فتحت ثغرها تبحث عن اجابة لم يسعفها بها عقلها
كرر سؤاله في لهجة تحمل حزما نوعا ما
امم مقولتليش صوفيا
أشاحت بوجهها لحظات عادت فيها اليه تخبره في حسم
زياد انا مش هبدأ حياة جديدة والقديمة لسة متقفلتش مش هقولك ان الموضوع يخص صحتي لانك دكتور وعارف ان حالتي دلوقتي بقت احسن كتير بعد العلاج انا عاوزة الاقي نفسي يا زياد قبل اي حاجة تانية انا بدأت طريق ولازم اكمله خلاص بدأ يكون ليا هوية وكيان منفصل بدأت اعرف انا مين انا كنت ضعيفة تايهة ولما في لحظة افتكرت نفسي وصلت تهت اكتر انا مش ههرب تاني
يازياد مش هتجوز الا لو كنت بقلبي وكياني للانسان اللي هتجوزه مش هظلم حد معايا واخليه مجرد تجربة للنسيان الظلم احساس صعب جربته كتييييير وللاسف من الناس اللي بحبهم احساس بېقتل وبيخليك تسأل نفسك طب ليه انا ليه الحب يكون قصاده الۏجع احساس ميتوصفش وانا مش هخلي حد يجربه على ايدي انا ابدا
تنهد في عمق وهو يقترب خطوة منها يخبرها في حنان
بس انتي من حقك يكون عندك حياة يا صوفيا ممكن الحياة الجديدة دي تكون المخرج من كل اللي مريتي بيه جايز لما يكون عندك عيلة واولاد تفكيرك يختلف
احتضنت نفسها بذراعيها قبل ان تهتز ابتسامة بائسة على شفتيها لتخبره
انت ناسي اني عمري ما جربت احساس العيلة من اصله يا زياد انا اترميت في مدرسة داخلي من وانا عمري خمس سنين سنين طويلة عشتها جواها وانا لاعارفة ليا دين ولا هوية ولا حتى اهل كلمة اب وام بالنسبة لاي حد فيكو معناها كبير لكن بالنسبالي مجرد اتنين متكفلين بيا ماديا وبس عمره ما حد فيهم خدني في حضنه او حتى حاول يعرف حاجة عني
أغمضت عينيها بقوة لتزدرد غصة مؤلمة حشرجت نبرتها
تعرف اني اوقات كتيرة كنت بغير منك انت وايلينا لما كنا بنتقابل في المناسبات كان كل واحد فيكو وسط ابوه وامه وانا لوحدي بس دلوقتي خلاص مش هيبقى هدفي ادور على حد يشاركني وحدتي ولا حد يرسملي حياتي زي ماهوا عايز انا كبرت خلاص يا زياد كبرت اوي
لسة بتحبيه
الاجابة بتوجع الاجابة ظالمة للكل ظالمة ليا وليها وحتى ليه هوا كمان الاجابة مش هتغير حقيقة مهمة حقيقة ان زين لازم يخرج من حساباتي
مال اليها يسألها في ترقب
وعشان كدة كدبتي عليه
فركت كفيها ببعضهما للحظات لتهمس في حسم
لا انا كدبت عليه عشان قاصدة اوجعه عشان تعبت اني طول الوقت انا اللي بحارب وبواجه وهوا بيستسلم استسلم لوعد ادتهوله وسابني تلات سنين تلات سنين لولا وجودك جنبي فيها انت ودارين كان زماني انتهيت زين سابني عشان الظروف ورجعلي لما الظروف اتحلت انا ولا مرة كنت في حياته الاختيار الاول دايما كنت في الاخر خلاص دلوقتي الوضع اتغير ومن النهاردة انا هكون الاختيار الاول في حياتي
كلكو تعتبرو نفسكو مرفودين كلكو ماهو انتو مبتاخدوش شوية عشان لما اطلب منكو اعرف مكان حد لحد دلوقتى متعرفوش تجيبولي معلومة واحدة عنها الأرض انشقت وبلعتها ولا ايه وانتو كان لازمتكو ايه قدام المستشفى لبست طاقية الاخفا وهيا خارجة
هتف يوسف بهذا الكلام فى ڠضب وهو فى غرفه مكتبه يتلقى أنباء فشلهم كالمعتاد في العثور على ايلينا بعد مغادرتها للمشفى دون علمهم حاول احد الرجال الدفاع عن موقفهم
يا فندم احنا مسبنهاش ولا لحظة اكيد هيا اتنكرت او خرجت من مكان سرى منعرفهوش
ابتسم يوسف فى تهكم وعلت نبرته الغاضبة أكثر
ده على اساس انكو بتشتغلو ايه مش المفروض أي مكان بتراقبوه بتعرفو مداخله ومخارجه كويس ولا انتو من الاخر شوية هواة وملكوش فيها وواخدين سمعة على الفاضي
رد الرجل وهو يحاول كبح غيظه
حضرتك كلفتنا من الأول بحمايتها مش مراقبتها ودي تفرق عن دي
كور يوسف قبضته وكز على أسنانه حتى كاد يحطمها حنقا
وكمان لكو عين تردو والله ل
وقطع جملته وهو ينظر تجاه الباب الذي فتحه أحدهم ابتسم للشاب الأنيق مفتول العضلات الذى دخل اليهم
جيت فى وقتك يا فارس باشا
تقدم فارس اليه
فى بطء ووقف امامه لحظات قبل ان يلكمه فى فكه صارخا فيه پغضب
عملت ايه فى ايلينا يا يوسف يا بدري
الفصل الثامن والعشرون
اخذت ايلينا ترصف الملابس فى الخزانة الخاصة بأخيها فى شقتهما الجديدة التى انتقلا اليها غير آبهة باعتراضاته المعتادة التي لم ينطق بها هذه المرة بل ظل ناكس الرأس لم يتحسس الغرفة كعادته ليتعرف عليها بل جلس على طرف الفراش مطرقا في حزن
خصام شقيقته كان قاسېا للغاية على قلبه فهي المرة الأولى التي تعاقبه بهذه الطريقة
تنفس فى عمق وهو يرفع رأسه قليلا
ايلينا
ردت وهي تواصل ما تفعله دون أن تنظر اليه
خير محتاج حاجة
هز رأسه فى الم وعاد لينكسها من جديد
التفتت اليه لترى تردده وحزنه ووحدته علي لا يعرف شخص فى هذه الدنيا سواها هي صديقته وأمه وأخته وجل أهله
خدعه يوسف واستغل برائته وحبه له هو فى النهاية مجرد طفل حتى وان كانت لديه قدرات تفوق من هم في عمره فهذا لا يعني أنه تخطى سنواته الاربعة عشر وأصبح بخبرة كهل يدرك من يستغله ومن يحبه عن حق
قبضت كفها للحظات يكفي انها صڤعته على وجهه لأول مرة في حياتها
رفع رأسه من جديد لترى دموعه تنحدر من تحت نظارته وهو يهمس بصوت متهدج
انا بحبك اوي يا ايلينا وعملت اللي عملته عشان كنت فاكر انكو ممكن ترجعو لبعض وانتي تخرجي من حزنك انا اسف والله مكنش قصدي
ازدردت ريقها في تأثر فدموع الصغير لم ترها منذ ۏفاة أبيه
نهض في ضعف يتحسس طريقه أمامه حتى وصل اليها مواصلا
سامحينى بقا انا اسف خلاص
اغمضت عينيها وهي تشعر بارتجافه ودموعه التى أحرقت فؤادها فمالت لتقبل رأسه وتحتضنه بقوة وهي تقول في حنان
خلاص يا علي
شهق طويلا وهو يرفع رأسه اليها قليلا كأنه يراها بالفعل
يعنى خلاص سامحتينى
ابتسمت وهي تمسح على شعره البني الفاتح
ايوة بس توعدني انك متخبيش عني أي حاجة تانية ويوسف بالذات لو طلب منك أي حاجة او كلمك تيجي تقولي على طول مفهوم يا علي
ابتسم بين دموعه وهتف في سعادة
مفهوم ايلينا
أربعة اشهر مرت وهو لا يعرف أي شىء عنها
لا يعرف أين ذهبت واختفت هكذا وكأن الارض ابتلعتها ولم تترك لها أثر يذكر ليدلها الى مكانها
لا يعرف أحد كيف غادرت المشفى ولماذا لم تعد الى منزلها
حتى علي الصغير لم يعد الى مدرسته هو الاخر
شك فى البداية فى هجرتهم الى باريس مجددا ولكن رجاله أخبروه بعدم حدوث ذلك بعد مراجعة كشوف السفر فى المطار
شك فى أن يكون فؤاد قد الحق بهم أي أذى وبعد وضعه تحت المراقبه ليل نهار انتفت أي علاقة له بهم مطلقا
هل تختار دائما العقاپ الأكثر قسۏة لقلبه وتذيقه اياه
هي تعلم جيدا أن غيابها عن عينيه هو أكثر شىء لا يتحمله نعم سيطر عليه كل ندم العالم بعد ما فعله معها
بعد أن عايش كسرتها وصډمتها وخيبة أملها فيه ولكن هو لم يقصد مطلقا ان يصل بها الى هذا الاڼهيار
كل ما أراده ان تلتمس له العذر حين يضعها قيد الاضطرار لم يتمخض ذهنه سوى عن تلك الفكرة التي أدرك حماقتها وهو يتلقى عقابه القاسې فراقا وكمدا
أو ربما أراد ان تنقذه من شعوره بالذنب وتحمل هذا الوزر الثقيل عنه
وزر مۏت امه ومۏت طفله الذى تمناه منها
نظر الى جينا التي ترقد في هدوء على الفراش وتساءل لما لازال يحتفظ بها حتى الان
هل لتبقى أمام عينيه طيلة الوقت تذكره بذنبه الشنيع ام من اجل ولده
ابتسم وهو يردد في سخرية دحضت تماما هذا الاحتمال ولده الذي لا تعطيه أدنى اهتمام بعد أن أوكلت مهمة العناية به الى مربية وهي بالكاد تعرف ملامح وجهه
تأملها من جديد
تأمل شعرها الاشقر
ملامحها المغوية
جسدها المنحوت باثارة
لما لا