مزاج العشق المر بقلم سلمى المصري
يراها الا مجرد مسخا
ذنبا
سببا لكل ما يعانيه فى حياته
اهي هكذا بالفعل أم أنه أصبح يبحث عن أي سبب يعلق عليه اوزاره بعد أن كلت كتفاه من تحملها
وهي بدورها قد توقفت عن الحديث عن المشاعر
ملت تماما من محاولاته البائسة للتقرب منه فهو لم يمسها فى حياته سوى تلك المرة التى غيبته بها عن العالم
انت اټجننت يا فارس!!
تعالت أنفاس فارس وعيناه تتسع في ڠضب مخيف
انت اللي واضح انك اټجننت انت ازاي تستغل واحد من رجالتي من ورايا وتخليه يعمل اللى يعمله ده مع ايلينا
تمعن به يوسف للحظات
واصل فارس بعد أن مسح وجهه في محاولة بائسة للتحكم في أعصابه
شوف يا يوسف احنا اصحاب من زمان وانا وافقتك وكملت فى اللي أنت عايزه بس عشان صداقتنا لما جيتلي بعد ما طلقت مراتك وقولتلي انك عايز تساعدها وتحميها من غير ما تحس أنا وافقتك وافقتك كمان لما رفضت أي حد من رجالتي يقوم بالمهمة وخلتني انا صاحب شركة الأمن نفسها اللي اقوم بيها لانك مش قادر تثق فى حد غيري وافقتك على چنونك حتى لما خلتني اروح اقولها اني عايز اتجوزها بس عشان سيادتك تعرف اذا كانت لسة بتحبك ولا لأ ولما تعرف تعمل كدة يا يوسف
حبيبته التي تشبه في طباعها طباع ايلينا كور قبضته عند تلك النقطة من تفكيره ليميل الى فارس ينتشله من اعتقاده هذا
ايلينا مش فريدة يا فارس خليك فاكر ده كويس
ازدرد فارس ريقه وهو يجلس بدوره في تهالك على كرسيه فرك جبينه للحظات يحاول أن يتجاوز شريط الذكريات السريع الذي هاجم خياله ليهمس باحدى مبرراته في ضعف
أنا اللي أخذل حد وثق فيا أبدا حتى لو كان عشانك يا يوسف
ضړب يوسف المكتب بقبضته يمنعه من مواصلة مهاتراته تلك يمنعه من مواجهته بايذائه لحبيبته
فارس افهم ايلينا دى تبقى مراتي أنا مسئوليتي أنا محدش في الدنيا ېخاف عليها ويحبها قدي
ابتسم فارس فى تهكم وهو يشيح بوجهه بعيدا
نهض يوسف في بطء تمشى بهدوء حتى وصل الى النافذة تنهد في عمق قبل أن يتهدج صوته وهو يخبر صديقه فى حزن
محدش فيكو هيقدر يفهم انا عملت كدة ليه
أسبل جفنيه للحظة ازدرد فيها لعابه بصعوبة قبل أن يلتفت مجددا الى فارس ويقول في جدية وهو يشبك كفيه خلف ظهره
على كل مش موضوعنا أنا عاوز أعرف هيا راحت فين ودي مهمتك أنت يا فارس
نهض فارس وقال بعد ان تأمله للحظات
حبك غريب يا صاحبي أي حد يفكر بس يقرب منها بتنسفه وفى نفس الوقت تعمل اللى عملته ده معاها !!
ابتسم يوسف وهو يلتفت للنافذة مجددا ليجيبه في تأثر واضح
انا بس ألاقيها وهصلح كل حاجة دور يا فارس مرة واتنين وعشرة أنا مش بثق فى حد قدك
وبالفعل مرت أربعة اشهر دون ان يعرف اى شىء عنها
كلف فارس وغيره بالبحث عنها دون جدوى عاد من شروده فجأة وذهنه يتفتق عن فكرة ما
أدار رقم فارس وحين جاءه صوته سأله مباشرة
فارس أخبار منصور التهامي ايه
تأفف فارس في ملل
أنا مش عارف شاغل دماغك بيه ليه واحد خرج من السچن من كام سنة وحاليا مدمن مخډرات ومفيهوش حيل يمشى خطوتين على بعض ايه اللى يهمك فى حاجة زى دي
رد يوسف بسرعة وصرامة
أنا عاوز اخباره كلها تكون عندي باستمرار ومن غير مناقشة فاهمني
اخذت تدق على حاسوبها فى انتظام وتركيز واضحين وهي تدون بعض الأشياء في ورقة الى جوارها قبل ان تلوي فمها بانزعاج واضح وهي تتمتم فى حنق
زي ما اتوقعت
ستة أشهر مرت على عملها في مجموعة عزام عرفتها ملك على أبيها احمد عزام
ذلك الرجل الذى يحمل من الهيبة والوقار بالقدر الذى يحمله من الطيبة والحنان
اخبرته بقصتها كاملة فتعاطف معها فرفضت أن يأخذ هذا التعاطف دوره في العمل هي لم تخبره من أجل هذا بل أرادت أن تكون كتابا مفتوحا من البداية لمن سيستأمنها على عمله وماله
أصرت أن تخضع الى فترة اختبار قبل أن تستلم عملها بشكل رسمي وبالفعل أذهلته ففي أقل من شهرين اصبحت مديرة لمكتبه وكالعادة ايلينا اضافة حقيقية قوية لأي مكان تعمل به
اتخذت احتياطها جيدا حتى لا يعرف يوسف مكانها المصادفة ساعدتها في البداية فمقر المجموعة فى الاسكندرية وليس القاهرةو ليست للمجموعة أي صلة او تعاملات تذكر مع مجموعة البدرى والخطوة الأخيرة هو تحريف اسمها قليلا لتختار اسم الدلال الذى كانت تناديه بها ملك ليكون اسما رسميا يعرفه الجميع بها وهو ايلا
جمعت ما دونته وذهبت به الى أحمد
طرقت مكتبه في رفق فأذن لها بالدخول ابتسم حين رآها فاقتربت لتضع الاوراق على مكتبه قائلة في جدية
انا عاوزة حضرتك فى موضوع مهم
وضع أحمد القلم الذى بيده فى حاوية الاقلام وهو يعقد حاجبيه فى اهتمام
خير يا ايلينا موضوع ايه
عضت ايلينا على شفتها فى حيرة فالأمر برمته محير حقا فتنهد أحمد في فضول
ها يا يا ايلينا قولي أنا سامعك
رفعت رأسها تخبره في سرعة شديدة حتى لا تدع فرصة للتراجع
بصراحة يا فندم اللي حسبته لقيته فيه تلاعب فى الحسابات بتاعة المجموعة وخاصة اللي تحت ايدين أسامة بيه
اطرق احمد برأسه للحظات دون أن يعلق فألقت رأسها الى كتفها الايمن وهي تنظر له فى دهشة فلم يبدو عليه الصدمة مطلقا وهي تخبره أن اخيه الذى يعمل فى خيره يسرق امواله
تنحنحت وسألته في حيرة
أحمد بيه هوا ليه حاسة ان حضرتك متفاجئتش
رفع أحمد رأسه بابتسامة متعبه وهو يقول
لا كنت متوقع
وتراجع فى كرسيه يطالعها في اعجاب
اللي أذهلنى بجد هوا شطارتك انتي يا ايلا بجد كل يوم بتثبتيلي ان ملك قدمتلي هدية حقيقية
ابتسمت في خجل لم يطغى على حيرتها التي كان لها النصيب الأكبر في امر هذا الرجل
هل هذا كل ما يشغله
ماذا عن خېانة اخيه وسرقته له
رفعت رأسها من جديد تحاول أن ترضي فضولها
طب ازاى يعني حضرتك شاكك فيه ومع ذلك بتشغله هوا ملوش أي رأس مال فى المجموعة واللي اسمعه أن ضيع فلوسه من زمان اوي
شبك احمد اصابعه وهو يوضح لها في بساطة أغاظتها
اسامة يبقا اخويا فى الأخر بعد ما خسر فلوسه انا جبته هنا وشغلته وبقا للأسف معاه كل اسرار شغلى انا كنت شاكك من فترة انه بيسرق من ورايا بس طبعا مينفعش بعد ما تبقى معاه كل اسرار الشغل انى ارفده لأنه ساعتها هيفكر ينتقم وهنبقا احنا الخسرانين
زفرت ايلينا فى ضيق من مبرراته تلك وأعدتها سلبية الى حد كبير
يعنى حضرتك هتسيهاله كدة ينهب زى ماهوا عايز
نهض احمد فى بطء ينفي ما ظهر واضحا في نبراتها عن اتهامه بالعجز عن المواجهة
بمزاجى يا ايلينا فى الوقت المناسب هنحل كل حاجة
عضت على شفتها لتتجاوز الأمر وهي تنظر الى ورقة اخرى
الغريبة بقا هوا خالد ابنه كل حساباته مظبوطة والمصنع اللى بيديره من انجح مصانع المجموعة
هز احمد رأسه مصدقا على حديثها
ده حقيقى خالد غير ابوه تماما ونفسى ملك فعلا تفكر فى موضوع جوازها منه بشكل عملى اكتر
شردت ايلينا بعينيها قليلا
ملك خاېفة اكيد حضرتك عارف ان تجربتها الاولى افقدتها الثقة فى حاجات كتير
وقبل أن يرد احمد تفاجىء بمن يفتح الباب ويدلف الى المكان في عڼف وهو يتجه مباشرة الى ايلينا صائحا في ڠضب
انتى فاكرة نفسك مين بأي حق تاخدى كل الحسابات وتراجعيها
أوقفه احمد في حدة
اسامة كلامك معايا انا انا اللى طلبت منها ده
تطلع أسامة اليها في غيظ وهي ترمقه في ظفر واضح وتحد كأنها تخبره بعدم اكتراث شعرة واحدة من جسدها بما يفعله زفر في ضيق وهو يلتفت الى أخيه بأى صفة ان شاء الله دي مجرد سكرتيرة
مسح احمد وجهه ليهدأ
انت عارف ان ايلا اكتر من مجرد سكرتيرة دي
قاطعه اسامة وهو يبسط كفيه متهكما فى وقاحة
اه طبعا عارف انها اكتر من سكرتيرة
واضاف في استهزاء وهو ينظر اليها مجددا
اكتر بكتير
فهم احمد وايلينا مارمى اليه أسامة وقبل ان ترد سارع احمد بالرد نيابة عنها
تلميحاتك السخيفة دى مش هقبل بيها يا اسامة انت فاهم ولا لا واياك تدخل هنا تانى بدون استئذان انت فاهم
ضحك اسامة باستفزاز وهو يضع يديه في جيبه
اعمل ايه بس ما كل مرة باجى بلاقيها جوة معاك
هتف به احمد في ڠضب
اسامة
هز اسامة كتفيه فى لامبالاة
خلاص خلاص انا ماشى
ونظر الى ايلينا فى شماته وهو يرى امارات الڠضب على وجهها كأنه يخبرها انه وجد الطريقة المثلى للنيل منها وبمجرد ان اغلق الباب الټفت احمد الى ايلينا قائلا في أسف
متزعليش يا ايلينا هوا لما بيتزنق بيقول اى كلام
ابتسمت ورفعت رأسها فى شموخ معتاد
يقول اللى يقوله هوا يعنى الكلام بفلوس
ضحك احمد من ثقتها التي تذهله دوما
يلا اديكى قولتى
وتأملها لحظات قبل ان يقول
ايلينا انتى عارفة انك عندى زى ملك بالظبط
هزت رأسها بسرعة قائلة
عارفة يا فندم ومش هنسى وقوفكو جنبى ابدا
ابتسم قبل أن يزمر شفتيه ليقاوم تردده ويخرج جملته أخيرا
طيب ده هيشجعنى اطلب منك طلب غريب شوية
هبط من سيارته بوقاره المعتاد
اغلق بابها وقبل ان يغادر المكان توقف فجأه
اتسعت عيناه ليمكنه احتواء المشهد أمامه
رفع نظارته في حنق ليمكنه الرؤية بوضوح أكثر
لم يمكنه بالفعل أن يحدد ماهية شعوره وهو يراها تهبط من سيارة أحد موظفيه
أهو غاضب ام ساخط أم يشعر بالغيرة
لا
أي غيرة !!
الغيرة عشق وقد