الخميس 28 نوفمبر 2024

مازن وكارما

انت في الصفحة 27 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز


مطالبة بها و لكنه كان يمني نفسه بأنه سيحدث قريبا فحاول التماسك قائلا 
قصدك إن انا كئيب و نكدي و لا ايه 
اندفعت بلهفة
لا طبعا مقصدش كده بس انت بالعادة مبتضحكش كتير و كمان مينفعش تضحك ضحكتك الحلوة دي غير ليا
انا و بس 
انت بتعاكسيني بقي 
حاولت تجاوز لكنه صوته المربكة وهي تقول بدلال
متغيرش الموضوع انا زعلانه بجد .

لم يبخل عليها بعشقه حين قال يسترضيها
و انا مقدرش علي زعلك يا قمري شوفي ايه اللي يرضيك و انا هعمله 
امممم يعني لو طلبت منك اي حاجه هتعملها ..
قالتها بدلال وهي تحوي عنقه بين كفوفها فأذابه قربها ليهمس بخفوت
اي حاجه يا روح قلبي هتطلبيها هعملها ..
استغلت الفرصة لصالحها فقالت بجدية زائفة 
طبعا انك متفكرش تضحك مع حد غيري دا شئ مفروغ منه و خصوصا زفته 
صحح كلماتها قاصدا إستفهامها
تقصدي نيفين 
هبت باندفاع 
لا اسمها زفته يا يوسف .
أيد حديثها بنبرة عاشقة
زفته يا قلب يوسف 
ارتسمت ابتسامة نصر على ملامحها قبل أن تقول 
ايوا كدا . نيجي بقي للطلب عيزاك توافق ان انا و روفان نروح حفلت صحبتنا و توافق كماان نروح نشتري الفساتين
كانت تتحدث بدلال أرهق قلبه كثيرا فقال بخشونة 
بس دول طلبين مش طلب واحد !
لا دول طلب واحد بس مترتبين علي بعض ماهو احنا هنجيب الفساتين عشان تحضر الحفله لو مفيش فساتين مفيش حفله صح و لا ايه 
اتسعت ضحكته وهو يقول مازحا
انت اتعلمتي المكر دا امتى 
قالها بمداعبه لتجيبه بسلاسه ادهشته
دا مكر حوا يا قلبي حاجه كدا كل الستات بيتولدوا بيها متشغلش بالك انت المهم قولي بقي هتوافق و لا ايه
تحدثت بطريقه طفوليه محببه الي قلبه كثيرا فأجابها بنبرة يرهقها ما تحمله من عشق
كاميليا هو انت هتكبري امتى بقى
أجابته بنبرة شابها الحزن
ليه هو انت شايفني صغيرة 
ترك العنان لقلبه ليروي زهورها من عذب هواه
شايفك احلى واحدة في الدنيا وردتي اللي كبرت و فتحت علي ايدي ..
التمعت نجوم الحب بسماء عينيها حين تابع حديثه الذي يذيب عظامها عشقا
_ انت بنتي قبل ما تكوني حبيبتي كل حاجه و احلى حاجه في الدنيا دي... 
اختتم كلماته ناثرا عشقه على قسمات وجهها فهمست من بين غيمات السعادة التي تتمايل بها 
اد كدا بتحبني 
أكتر من كدا بكتير ..
أطلقت العنان لمشاعرها في الانسياب برقة من بين شفاهها
عارف يا يوسف انا بعتبرك بيتي . لمكان الوحيد اللي بحس فيه بالأمان... انت العيله بدفاها و حنيتها اللي عمري ما حستها غير وانا معاك .
لامست وقع كلماتها على ملامحه و في بحره الواسع الذي يتراوح به العشق مع

كل حرف تتفوه به
_ اول يوم قلتلي انك بتحبني فيه وقتها بس حسيت اني مش يتيمه و ان ربنا خد مني بابا و ماما و عوضني بيك و انا راضية اوي بالعوض دا و بحمد ربنا ليل نهار عليه ...
قاطع لحظتهم صوت الطرق علي الباب الذي اتفتح بعدها و أطلت روفان برأسها من خلفه و لحسن الحظ سارع يوسف بالتحرر من قربعا و لكن لم يفلح قلبه بالتحرر منها فقد كبلته اصفاد عشقها حتى شعر و كأن العالم أجمع يتلخص في وجودها .....
قام بالتقاط زجاجة مياه من الثلاجه علها تطفئ من نيران عشقه التي اشعلتها حوريته الصغيره فتجاهل كلمات روفان الممتعضة
كل دا لسه مأقنعتيهوش يا كاميليا 
كانت بعالم آخر و كل ذرة منها تنتفض من فرط المشاعر التي عصفت بها فلم تستطع الرد 
فأخذت روفان تنقل بصرها بين كاميليا المبعثره و يوسف الذي يقف معطيا كلاهما ظهره لا تعلم ما بهما و لكن أخيرا جاء صوته خشنا بعد ان نجح في السيطرة علي مشاعره 
مين صحبتكوا دي 
اندفعت روفان قائلة
دي زميله لينا في الكليه 
الحفله دي امتى و فين د
تولت روفان الإجابة مرة ثانيه
بعد بكرة يا ابيه في نادي ...
أجابها بخشونة
تمام هبعت معاكوا السواق كمان شويه يوديكم تشتروا اللي انتوا عايزينه بس طبعا مش عايز افكركوا ان في حدود في اللبس ..
تنبهت كاميليا لحديثه و سألت بعدم تصديق 
أنت بجد وافقت 
اه وافقت
قالها بابتسامه جميله لا تخرج سوي لها فسرعان ما وجدها تحتضن روفان بشدة و الآخرى تبادلها فڠضب بشده و اشتعلت غيرته فمد يده يفصل بينهم و يده تمسك بمحبوبته من رسغها قائلا پغضب 
بتهببوا ايه يا هانم منك ليها 
ايه يا ابيه هنكون بنعمل ايه
بنحضن بعض و فرحانين 
قالتها روفان باندهاش
قدامي عادي يعني 
قالها باستنكار فأجابته كاميليا باندهاش
و في ايه يعني يا ابيه 
تحدث ناظرا لروفان بحنق 
روفان روحي هاتيلي موبايلي من الاوضه عشان عايزة 
تذمرت روفان قائلة
ما تبعت اي حد من الخدامين يجبهولك يا ابيه و لا تخلي كاميليا اشمعنا روفان يعني 
زمجر غاضبا
روحي يا زفته هاتي اللي قولتلك عليه ..
حاضر
قالتها روفان پقهر و أخذت ټضرب قدمها بالأرض وهي تردد پغضب طفولي 
ماهي روفان دي المرمطونه بتاعتكوا روحي يا روفان تعالي يا روفان ودي يا روفان هاتي يا روفان ناقص اشتغلكوا بواب كمان 
همت بالتحدث فتفاجأت به يجذبها لتصطدم بباب الغرفة قبل أن يقول بتخذير
عارفه لو الموقف دا اتكرر تاني هعمل فيك ايه 
موقف ايه مش فاهمه 
استنكر عفويتها في الحديث و قال ساخطا
قالتها باندهاش فزمجر غاضبا
مانتي ايه ياختي عارفه لو عرفت و لا شفت انك عملتي كدا تاني مع اي حد غيري هعمل فيك ايه 
حوت كفوفها ملامحه و قالت غير مصدقه لما تسمعه و تراه من غضبه الواضح علي محياه 
أنت بتغير عليا من روفان 
بغير عليك من الهوى الطاير .. مبتحملش حد يقرب منك أو حتى يفكر يبصلك .. عايزك ليا لوحدي .. انت بتاعتي يا كاميليا .. بتاعتي انا لوحدي .. كل حاجه فيك حصري ليا انا و بس محدش يسكن حدودك غيري فاهمه 
للدرجادي يا يوسف 
صدمت من حديثه فهي حتى في أحلامها لم تكن تتخيل ان يعشقها و يغار عليها لهذا الحد و لم تكن أجابته لتدهشها اكثر حين تحدث بنبرة قوية
اكتر من ما خيالك يصورك بمراحل .. انا غيرتي وحشه اوي يا كاميليا اوعي في يوم تفكري تستفزيني او تخليني اغير عليك عشان وقتها ممكن احړق الدنيا باللي فيها 
حاضر يا حبيبي اوعدك مش هفكر اعمل حاجه تضايقك اصلا
هم ان يتحدث و لكن قاطعه طرق روفان على الباب فسمعته يسب و يلعن بصوت خاڤت فانفلتت ضحكه رقيقه منها جعلت حاله يتبدل و قال بتخابث اخجلها 
كنتي اضحك الضحكه دي من خمس دقايق بس و وقتها كنت هعرف اسكتها ازاي .. بس حظك ان القرده دي جت و انقذتك 
سرق من كريزتها نبيذ العشق وهو يقول بتخابث 
دي تصبيرة صغيرة 
ثم غمز لها غمزه اربكتها و جعلت قلبها يدق پعنف وشعرت بالخجل يغمرها من المعنى المبطن لكلماته فلم تشعر و هو يفتح الباب لروفان التي تحدثت پغضب 
ملقتش الفون في اوضتك قلبت عليه الدنيا والله .
يوسف بسلاسة أثارت جنون روفان
لا ما خلاص انا لقيته هنا يالا اتفضلي قدامي انت و هي عشان تلحقوا تروحوا مشواركوا 
تحركت روفان امامه و تبعتها كاميليا التي شعرت به يهمس بالقرب منها 
هستناك تيجي توريني جبتي ايه 
ارفق حديثه بنفحه

عشق خاطفه فوق عنقها و غمزة اربكتها كثيرا ثم تقدمهما صاعدا إلى غرفته مختطفا معه قلبها الذي كان ينتفض عشقا له...
عودة للوقت الحالي 
ابتسمت كاميليا بوهن فهي قد اضاعت من يدها أثمن وأغلى ما يمكن ان تمتلك في حياتها و لكن ليس باليد حيله أخيرا تنبهت لحديثهم إثر صوت روفان المدهش 
و ايه المشكله يا ابيه 
اهتزت نبرة صوته قليلا و حاول إخفاء حرجه من سؤالها و قال 
مش فاضي انا لدلع البنات دا 
أجابته روفان بعفوية أثارت حنقه
طب ما تمشي احنا كدا كدا قاعدين مع كاميليا عشان وحشتنا روح شوف انت وراك ايه 
اغتاظ يوسف كثيرا من حديثها الذي احرجه خاصة عندما شاهد تلك الابتسامه الخبيثه تزين وجه والدته 
فقال پغضب موجها حديثه لروفان 
لسانك دا هقطعهولك قريب إن شاء الله ..
ثم وجه حديثه لوالدته متجاهلا تلك التي تسرق النوم من عينيه و تتحكم في الهواء الذي يتنفسه 
انا هروح الشركه يا امي في شغل كتير متعطل لو احتاجتي اي حاجه عم عبده بره ابعتيله هيجبلك اللي عايزاه 
اولاهم ظهره سريعا خوفا من ان يستجيب لنداء عينيها الذي ېحطم إرادته و ثباته أمامها 
يوسف ....
أوقفه ندائها المتلهف باسمه و استفهامها الذي جاء في أكثر توقيت خاطئ
_ هو انت مش هتيجي تاني 
لم تستطع إخفاء تلك اللهفة في صوتها التي لامست قلبه و لكنه ابى أن يسمح لتيار عشقها ان يجرفه من جديد فاستخدم سلاح التجاهل القاټل الذي فتك بقلبها و خرج دون ان
يتفوه بكلمه واحده ...
ايه يا ست كاميليا مش وحشناك و لا ايه 
هكذا تحدثت روفان بعد ان شاهدت ماحدث وقد آلمها قلبها كثيرا علي ما يحدث لأقرب اثنين إلى قلبها فحاولت إضفاء جو من المرح علها تخفف و لو قليل من ذلك العڈاب المرتسم بعيون صديقتها ....
تعالي يا كاميليا يا حبيبتي اقعدي و ارتاحي 
التفتت لها كاميليا و ودت لو ترتمي بين ذراعيها تبكي كل ما يرهقها و لكن خۏفها من خذلان قد تتلقاه من قلب أم انفطر علي فلذة كبدها و مما فعلته بهروبها في كل من يحيطون بها 
نظرت إليها بحزن شديد و لم تقدر علي التفوة بحرف واحد ...
شعرت صفيه بما يعتمل بداخلها فهي من قامت بتربيتها و تحبها مثل اولادها فتحدثت بعتب 
يااه يا كاميليا عشتي معانا كل دا و لسه معرفتيناش ... طب محستيش إحنا بنحبك قد ايه 
انا آسفه ... 
قالتها بخفوت و الشعور بالذنب يقرضها من الداخل يتحالف مع نيران الصمت التي تمزقها 
ما ان تفوهت بآخر حرف حتي ارتمت بين احضانها تبكي و تنتحب و قد أدمى صوت بكائها ذلك العاشق الذي لم يطاوعه قلبه على تركها خوفا من أن ېجرحها ايه منهما ... و علي الرغم من انه شدد علي والدته عدم التحدث معها بشئ و لكن هيهات ان يستمع له قلبه فعندما يتعلق الامر بها تتمرد عليه جميع حواسه و لا يعد قادرا علي السيطره علي شئ ...
انا تعبانه اوي يا ماما صفيه انا بمووت من الۏجع 
قالتها بإنهيار احدث صدوع بمنتصف قلبه فاشتدت قبضه يده علي مقبض الباب حتي كادت ان تخلعه من مكانه و كم كان يود لو يدخل و يمحي ذلك الۏجع الذي يقطر من بين كلماتها و يمتص منها كل ما شعور قد ېؤذيها و يسبب لها كل هذا الألم و لكن منعه كبرياؤه الجريح من الإقدام على مثل هذه الخطوة فيكفيه مرارة ما جعلته يعيشه بسبب هجرها له و اخبره عقله بأن هذا ما اقترفته يداها فاندفع إلى خارج المشفى
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 74 صفحات