راقصه بقلم نور زيزو
وقالت بحزن عميق وهي تنظر له
ده أنت مستنيتش تسمعني طردني وخليتهم يأخدوني مستحيل أسامحك ياعمه أنت وحش وشرير
أبتسمت بداخلها بمكر ورفعت حاجبها ثم وقفت بدلال تثير غضبه أكثر وأكثر وهي تتجه الي غرفتها مستديرة له
برضو مخاصمك ومش هسامحك علي عملتك دي ها
وضع يده خلف رأسه بزفر وهو لا يقوي علي هذا الخصام أكثر من ذلك ودلالها المفرط وهو يعلم بأنها تعاقبه بدلالها هذا
خرجت أثير صباحا من غرفتها أوقفتها جميلة وهي تتحدث
أثير مش هتفطري
أجابها وهي ترتدي حذاءها بروح حزينة
مش جعانة وهتاخري عندي محاضرة بدري
تركتها وخرجت أردفت جميلة وهي تسديرة لزوجها قائلة
عجبك بنتك كدة
أجابها وهو يأكل بلا مبالاة
أنا اللي عملت كدة ولا ابن أخوكي وأخوكي
طب إيه رأيك أروح أتكلم مع جلال آنا يمكن أوصل لحل
نظر لها بضيق ثم قال بأستياء
أعملي اللي يريحك بس يارب هو اللي مطردتكيش من بيته
ووقف من كرسيه ثم ذهب إلي الداخل
أستيقظت دموع علي صوته وهو يناديها ويربت علي كتفها أردفت بصوت نائم وهي مغمضة العينين ونسيت ڠضبها منه
أربت على كتفها بحنان وقال وهو يبعد خصلات شعرها عن وجهها
قومي يادموع بطلي كسل من أول يوم
رفعت رأسها من فوق الوسادة ووضعتها علي قدمه بتشبت به وهي تقول بخفوت وهي شبه نائمة وغير واعية
عمه عايزة أنام
مسح علي رأسها بيديه وهو يقول بأبتسامة
والمدرسة مين يروحها ولا مش عايزه
هروح المدرسة
أبتسم لها وهو يضع خصلات شعرها خلف أذنها ثم أشار إليها بنعم قفزت من فوق السرير بسعادة وهي تعدل من هيئتها قائلة
أنا جاهزة يلا بسرعة
أبتسم عليها وقال مشيرا علي الأريكة
ألبسي لبس المدرسة بسرعة عشان الباص هيجي بعد نص ساعة وبسرعة عشان تفطري قبل ما تنزلي
قالتها بدلال وعفوية وهي تضع يديها علي وجهها بطفوليه وترمش له بعيناها مبتسمة قرصها من خدها وخرج أخذت حمامها ومن ثم جهزت نفسها للمدرسة خرجت ورأته يرتدي قميص وبنطلون وتجهز للعمل قوست شفتيها وهي تتذكر ڠضبها منه
أفطري بسرعة
قالها وهو يرتشف قهوته حملت شنطتها وقالت پغضب
أنا مخاصمك إياك تنسي كدة ها
دلف سعيد الي مكتب معتصم سأله وهو يباشر أعماله
عملت ايه
أجابه سعيد وهو يقرب
سيد هترحل علي النيابة بعد يومين ورجالتنا هتخلص الموضوع قبل ما يوصل للنيابة
سأله بفضول أكبر
ودموع
أزدرد لعوبه بصعوبة وقال بضيق مخفض رأسه للأرض
رجعت لإلياس وداها المدرسة مع مامته
أسند بظهره للخلف متكي علي كرسيه وصمت لوهلة من التفكير ثم هتف بتهكم قائلا
كويس أنه خرجها جبهالي قبل ماتفتح بوقها
بتر سعيد الحديث من فمه وقال
بثقة
بس
مبسش دموع لو قالت أنك طلبت منها تقتله هيأخد رأسك قصادها
قالها معتصم بأنفعال يخشي تهور إلياس
أجابه وهو يضم يده أمامه بهدوء مطاع لأمره
النهاردة وهي خارجة من المدرسة هنجبها حاضر
تاااابع
دموع هترجع
سيد هيهرب
معتصم هيسلم من شړ إلياس
جميلة هتقدر تقنع جلال
جلال هيقابل جميلة بعد السنين
البارت الثالث والعشرون تحت عنوان صدمة
سقطت على علي كرسيه پصدمة ألجمته وقال بتلعثم شديد
إربت الدكتور علي كتفه بأسف ثم هتف بتهكم قائلا
أحمد ربنا ده ورم مش خبيث ممكن نستئصله بالجراحة ومبينتشرش
وضع يده علي وجهه بزفر ومسح علي وجهه ثم قال بتهكم
يعني هتكون كويسة
إن شاء الله
قالها الدكتور وهو يجلس علي مكتبه مبتسما
كان نائما بجوارها يمدد جسده علي السرير يتأملها وهي غارقة في نومها ويديها بجوار رأسها بعد خصلات شعرها عن وجهها فشعرت بيده وحركت رأسها ونظرت للجهة الأخرى
أنا مش ههرب منك
أسف ياحبيبتي صحيتك
ياسلام أنت تصحيني زي مانت عايزه وبعدين انا كدة كدة هصحي عشان ورايا شغل
هز رأسه للأمام بتفاهم ثم قال بحزم
طب يلا عشان أوصلك وأروح ألف شوية في أسكندرية علي ما تخلصي
توصلني مرة واحدة علي فكرة إحنا جايين بعربيتي يعني المفروض تقول آنا اللي هوصلك لعربيتك
أعتدل في جلوسه ثم قال بغيظ من أحراجها له
كتر خيرك ياستي
أنت هتزعل أنا بهزر معاك خلاص انت اللي هتوصلني متزعلش
أبتسم بداخله علي مظهرها الطفولي الذي أشتاق له وكبت سعادته بداخله مصطنع الڠضب ثم نزع يده من قبضتها بقوة بملامح ڠضب وذهب صړخت پغضب منه وهي تقف علي ركبتيها فوق السرير قائلا
إلياس أنت أتجننت بتسبني وتمشي
صدم بذهول من نطقها لأسمه لأول مرة ويسمعه من بين شفتيها بطريقة خاصة بها لأول مرة ينطق أسمه من أحد بهذه الطريقة المٹيرة التي تجعله يرغب في سماعه بأستمرار منه رغم نطقه وهي غاضبة لكن نبرتها دافئة قفز فوق السرير فجأة ففزعت منه وهي تقول
خضتني حرام عليك هقطع الخلف بسببك
هتف بهدوء شديد هامسا لها قائلا
لا متقطعيش انا عايز دستة عيال أنتي قولتي إيه وأنا واقف هناك
نظرت له پخوف من هدوءه وأزدردت لعوبها بصعوبة فأرتبكت من نظراته ثم قالت
انت أتجننت
هز رأسه بالنفي وهو يقول بتذمر مشتاق لسماع أسمه منها مجددا وقال بتذمر
لا اللي قلبها علي طول
إلياس
تاني
قالها وهو ينظر لعيناها بهيام وحب شديد فهتفت مجددا برقة شديدة تثيره
إلياس
فصړخت به بدلال تثير كيانه أكثر قائلة
إلياس أستني
وصل حسن للمستشفي وتوقف أمام مركز الأستقبال يتابع مرضاه هتفت الممرضة بهدوء قائلة
دكتور ممكن تمر علي مرضي دكتورة سلمي
فسألها وهو ينظر علي بعض التحاليل قائلا
ليه وهي فين
أجابته بهدوء وهي تبتسم له بتكلف
مجاتش النهاردة تعبانة دكتورة دموع أتصلت وقالت هتروح تطمن عليها
رفع نظره بذهول وترك القلم ثم قال
عيانة عندها آيه
معرفش آنا عرفت من دكتورة دموع لما أتصلت
قالتها الممرضة
وهي تجهز الأدوية للمرضي أخرج هاتفه من جيبه وأتصل ب دموع ولم تجيب عليه مما زاد قلقه
أنحني علي للأسفل نحو سريره ينزلها علي السرير فهتفت أثير بخفوت مبتسمة
آنا كويسة ياحبيبي
مسح علي رأسها بحنان ثم قال بهدوء
يخفي خلفه عاصفة من القلق والخۏف عليها
هو أنا هعوز إيه غير أنك تكوني كويسة وبخير انا هجيب حاجة تاكليها آو عصير
كاد أن يذهب فمسكت يده برفق ثم نظر لها بهدوء وقالت باسمة
علي آنا عارفة أنك قلقان عليا بعد كلام الدكتور بس هو طمناك أنه مش ورم خبيث ولا حاجة يعني مش هينتشر ياحبيبي وبمجرد ما نعمل العملية خلاص مش هيظهر تاني وهبقي كويسة وكمان مفيش خطۏرة كبير متقلقش كدة
آنا بخاف عليكي اووي ياأثير لو جالك شوية كحة بحس أني هتجنن من الخۏف ومبقاش علي بعضي أنت أغلي وأحلي حاجة في حياتي كلها
جذب رأسها آلي صدره فتشبثت به بيديها وهي تبتسم بسعادة ثم قالت
وأنت ياحبيبي مش بس اغلي حاجة أنت كل حاجة في حياتي ربنا ما يحرمني منك
خرج حبيب من غرفته ووجدها تجلس في الصالون حزينة سألها وهو يجلس بجوارها
مالك ياجميلة قاعدة كدة ليه
إلياس بقالي يومين بتصل بيه مبيردش عليا وفي الآخر تليفونه أتقفل قلبي مش مطمن
قالتها وهي تترك الهاتف من يدها بوجه عابث أجابها حبيب وهو يأخذ طبق الفاكهة قائلا
تلاقيه فصل شحن ولا حاجة مانتي عارفة أبنك عقله مبقاش فيه
نظرت له بحزن عميق وقالت غاضبة بأنفعال
ولما أنت عارف آن عقله مبقاش فيه أرحمه وأرحم عقلي اللي هيتجنن وترجعله عقله وقلبه
تاني موضوع دموع ده أنتي مبتزهقيش منه ياجميلة نفس الكلام اللي بنقولوا بنعيدوا
قالها بنرفزة وهو يضع الطبق من يده وقفت جميلة بوجه عابث وقالت
لا نعيد ولا نزيد بس أعمل حسابك أبني لو بعد عني أكتر من كدة بسبب قسوتك آنا ممكن يجرالي حاجة فيها كفاية أني مبشوفهوش غير كل شهرين ثلاث مرة
دلفت آلي غرفتها باكية بصمت نادمة على طاعتها له وبعد أبنها عن حبيبته الصغيرة
ظل يمر على المرضى في المستشفى واحد تلو الأخر وهو يشعر
بفراغ كبير بداخله لعدم وجودها كان كلما أرآد فعل شئ وتهرب
من المړضي يذهب لها ركضا وكلما ظهرت أمامه متعبة من العمل تطلب الزواج منه قطع شروده صوت نارد قائلا
يا دكتور ده علاج للكبد ودي عاملة الزايدة
نظر حسن له پصدمة وهز رأسه بقوة وقال
كمل أنت يانادر
تركه وخرج پصدمة أغيابها يوم يفعل به كل هذا حقا يجعله يشرد طوال الوقت ويكتب أدوية خطأ للمرضي غير ملابسه وذهب ولم يشعر بنفسه إلا وهو يقف
أمام باب شقتها طرق الباب بهدوء وفتحت له دموع وقالت
تعال ياحسن
هي مالها
درجة حرارتها منخفضة واضح أنها كانت مخففة أمبارح في الثلج اللي إحنا فيه ده وأنت عارف سلمي قد إيه جسمها حساسة من أقل حاجة
قالتها وهي تخرج الهاتف من يدها فسألها بفضول
أنتي بتعملي ايه
أجابته پخوف شدة وهي تعطيه الترمومتر قائلة
هتصل بالاسعاف درجة حرارتها 35وانت عارف لازم تعلي في نص ساعة وإلا هنخسرها عملت كل المحاولات ومبتطلعش
جثو علي ركبتيه بحزن وخوف أستحوذ علي قلبه ثم وضع يده علي جبينها ووجدها باردة كقطعة ثلج وترتجف رن هاتف دموع بأسمه فنظر حسن لها وقال
روحي له وأنا هقعد معاها
لا طبعا مش هتسيبها وأمشي
قالتها بتذمر وأصرار فهتف بأنفعال قائلا
آنا قاعد يادموع أمشي بقي مش ناقصة
فزعت من أنفعاله فتركته وذهبت تتواعد بالكثير ل إلياس بسبب أتصاله فهي أخبرته بمرض صديقتها نادها حسن بهدوء
سلمى
وصلت دموع للغرفة في الفندق ودلفت بغيظ شديد منه ولم تجده في الأستقبال فألقت بحقيبتها على الأريكة ثم فتحت آلباب الجرار ووجدته على السرير نائم بدون غطاء يبدو انه كآن ينتظرها نزعت طاقيتها ووشاحها ثم البلطو ووضعتهم على الكرسي ثم أقتربت منه بهدوء شديد على أطراف أصابعها حتى لا تقظه رفعت قدمه بخفوت شديد ووضعتهما على السرير ونزعت منهما حذاءه ثم جلست بجواره وهو يعطيها ظهره تتأمله فأبتسمت عليه وهو يبدو كطفل صغير في منامه ملت برأسها للأيمن بهيام وهي تتأمل بعض خصلات شعره البيضاء آلتي ظهرت بالجانبين رغم قلتهم ولكنهم ظهروا فحقا حبيبها يكبر مثلها فهي كبرت كثير عن الماضي ونضجت أكثر
أنت صاحي مش نايم أهو ااااه اووعي ياعم أنت هتفعسني في أيدك
طوقها بشدة أكثر ليزيد من حكمها بداخل ذراعيه وهتف بخفوت قائلا
عرفتي آن حبيبك راجل عجوز
هو كفاية لحد كدة
بتر حديثها من فمها
متكلميش لو نطقتي أسمي دلوقتي بالذات متلومنيش علي اللي هعمله بعدها
طب خلاص بس ممكن نتكلم شوية جد بقي
امممم ممكن
إحنا هنفضل كدة هتضيع كل فلوسك في الفندق وقاعد اجازة من شغلك بصراحة آنا مش عاجبني الوضع
ماهو بصراحة آنا مقدرش اسيب مراتي هنا في بلد مالهاش حد فيها لوحدها وكمان من غير بيت وأرجع القاهرة عشان أشوف شغلي
قالها بزفر وهو ينظر لها بعد أن وضع يديه في جيب بنطلونه بغرور تتنهدت بقوة وقالت
يعني هتفضل كدة من غير شغل وعايش في فندق