الإثنين 25 نوفمبر 2024

راقصه بقلم نور زيزو

انت في الصفحة 28 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

وعايز تتجوز وبس
أجابها بثقة وهو ينظر لعيناها بهدوء قائلا 
لا طبعا هنرجع القاهرة سوا لبيتنا وشغلي
رفعت حاجبها له وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بضجر ثم قالت ببرود مستفز 
وشغلي
تسيبيه يا دموع أنا أهم وبكرة لما نخلف ولادنا هتحتاجك أكثر من الشغل خصوصا آنك عارفة ظروف شغلي 
قالها بجدية وملامح خالية من أي تعبير ضحكت ساخرة وقالت بغيظ شديد 
تسيبيه هو ده كان تفكيرك لما جيت هنا وكتبت عليا حبيت تضمن أني مش هقطع الروقتين وقولك بح شغلي مش هسيبه وأنا كدة عجبك زي ما أنا كان بها مش عاجبك يبقى تطلقني
أياكي تنطقي كلمة طلاق دي تاني أنتي فاهمة يادموع والصبر له حدود وأنا صبري عليكي خلص وتجهزي نفسك عشان هنرجع بكرة القاهرة وأنا بحذرك يادموع حذاري صوتك يعلي عليا تاني ولا تفكر مجرد تفكير بينك وبين نفسك أنك تنطقي طلاق دي تاني أنتي مراتي هتعيشي مراتي وھتموتي مراتي فاهمة
تااابع 
البارت الرابع والعشرون تحت عنوان مواجهة 
أستيقظت سلمي مساءا وشعرت بثقل علي جسدها فتحت عيناها بتعب في أنحاء جسدها بالكامل تفحصت ملامحه بدقة بدأ من شعره القصير ذات اللون الأسود ثم حاجبيه العريضين بكثافة وعيناه الواسعتين رغم أغلقهم رفعت سبابها وضعته علي أنفه برفق وترسم بسمة علي شفتيها بخفة وتحولت ملامحها للصدمة كانت تعتقد بأنه حلم جميل تعيش به كعادتها تراه في منامها دوما وصدمت حين لمسته بأنه حقيقي دفعته بقوة بعيدا عنها فسقط ارضا وأستيقظ پألم من جسده نظر نحوها وهو يتألم ووجدتها ترمقه بنظرة ڠضب 
ايه في ايه
صړخت به وهي تقف من مكانها بنبرة غليظة وكاد الجيران يسمعوها من صوتها المرتفع قائلة 
في ايه ولا حاجة ياخويا حاجة بسيطة خالص جنابك نايم وو 
أنت رايح فين خليك مكانك لو قربت مني خطوة زيادة هصوت وألم عليك الناس أنت فاهم
وضعت يديها على فمها پصدمة وهي تحدث نفسها بصوت يسمعه قائلة 
عار آيه يابنت الهبلة انتي انتي دكتورة وعارفة آن في حالتك دي الأفضل انك تاخدي حرارة من جسم بشړ أنا غلطان أني انقذتك
دفعته پغضب بعيد عنها ونظرت له وهي تقف خلف الأريكة وسألته بأرتباك 
يعني أنت مستغلتش الموقف وعملت حاجة صح
أقترب منها ووقف علي الاريكة التي تفصل بينهم وقال بغزل يغيظها إكثر 
أتسعت عيناه پصدمة من صڤعتها له وألجمته الدهشة منها هتف بتلعثم وسط دهشته قائلا 
أنتي ضربتيني ولا أنا بحلم 
أنتي هتعملي إيه يابت
ركضت خلفه وهي تصرخ به پغضب شديد وتقول 
كمان بتكدب فاكر انك هتهرب بعملتك دي ياحيوان
ركض بظهره للخلف وهو ينظر نحوها پصدمة وقال بهلع 
والله ما عملت حاجة دي مش أخلاقي
أخلاقك هو أنت لو عندك أخلاق هتقعد مع بنت في شقتها لوحديكم 
قالتها وهي تسرع نحوه عاد خطوة للوراء بظهره بهلع من أقتربها أكثر فسقط علي الأريكة لم تتمكن من أيقاف قدمها من سرعتها وأنفعالها فسقطت فوقه أتسعت عيناه پصدمة من سقوطها فوقه وتمسك السکين بيدها نظرت له بأرتباك من عيناه فأزدردت لعابها بادلها النظر لها بعد أن توردت وجنتها بخجل ولمعت عيناها ببريقها وشعرها الطويل منسدل علي وجنتيها من الجانبين وفوق صدره رفع ذراعيه بهدوء يضع شعرها خلف أذنها وهي تنظر بعيناها نحو يديه صامته هتف بهمس لها قائلا 
هو في حلاوة كدة
ضړبته بقبضتها علي صدره يغيظ وهو يضحك عليها فأبتعد عنه بخجل وجلست فوق الاريكة تعبث بشعرها بخجل تمسكه بقبضتها فهتف بحب قائلا 
أنتي هتقطعي شعرك بقولك حلو وزي القمر
رفعت نظرها لها وهي تعض شفتيها بخجل شديد ووجنتها زادت حمرتها فضحك عليها 
دلف إلياس الي الغرفة في منتصف الليل ووجدها علي الأرض متكية علي الأريكة وتضع رأسها عليها غارقة في نومها كما تركها بملابسها يبدو أنها لم تتحرك من مكانها أقترب منها بهدوء وجثو علي ركبتيه ينظر لها ورأي أثر دموعها علي وجنتها وكحلها الأسود لوثهما مع أنهمر دموعها 
إلياس آنا أسفة مقصدتش أعلى صوتي عليك أو أقلل من رجولتك مكنش قصدي بالطلاق آنك تطلقني وتبعد عني أنت عارف آن انا مقدرش أعيش لحظة من غيرك
جلس بجوارها بصمت وهو يستمع لحديثها ووضع يده الأخرى علي يديهما المتشابكة وقال بندم وعيناه دامعة تكاد تذرف دمعته بعد رؤيتها نائمة بالخارج باكية بدون غطاء في هذا الطقس القارس 
أول مرة تعذر من حد يا إلياس علي طول بتعمل اللي فدماغك ومتعتذرش
أنتي مش حد يادموع أنتي نفسي وحياتي عمرك ما هتكوني حد انتي آنا يادموع 
قالها إلياس وهو يضع يده علي يدها فوق وجنته ثم قال بجدية 
آنا موافق تشتغلي بس في القاهرة يادموع حولي ورقك في أي مستشفي أو هاتيه وأنا هقدمه في مستشفي الشرطة ونرجع لحياتنا وبيتنا ياقلبي
سأله بأستياء وهي تجذب يدها من يده 
وصحابي هنا هسيبهم ياإلياس
وقف بزفر شديد وهتف بأنفعال مجددا قائلا 
صحابك هعملهم إيه يادموع هاخدهم معانا ماهو أكيد كل واحد فيهم عنده حياته هنا وبعدين آنا مش فاهم أنتي بتفكري أزاي هتختاري صحابك عن بيتك وجوزك شغل وحلتها لكن صحابك هحلها ازاي اسيب آنا شغلي وحياتي وبيتي وأهلي وأعيش معاكي هنا
نزلت من سريرها بهدوء وذهبت نحوه ومسكت يده برفق ثم هتفت ببراءة 
أنت مش هتبطل عصبيتك دي يا إلياس
نظر
نحوها بهدوء فرسمت له بسمة مبهجة تزيل غضبه بها فزفر بأستسلام لتعويذة عيناها العاشقة ساحرة له فقال 
ده علي أساس إن إلياس مچنون بيتعصب لوحده
أشارت إليه بلا وقالت ببراءة طفولية 
لا أنا اللي بعصبه
فضحك عليها وهي تتحدث بلهجةطفوليه وأستدار لها ينظر لعيناها وسألها 
طب وهو يعمل إيه لما تعصيبه
يصالحني طبعا
قالتها بغرور مصطنع وهي متشبثة بذراعه فقال بذهول 
أنتي تعصبيه وهو
اللي يصالح اه منكم ياستات تغلطه وعايزين تتصالحوا
أجابته بجدية قائلة 
اه وبعدين نتكلم جد بقي حسن وسلمي هيجوا معايا القاهرة
حسن مين مفيش حسنات ولا سيئات بت أنا لو شوفتك واقفه مع راجل غيري او بتكلمي مع دكر غيري هقتله وأبقي ارجعي قوليلي بقي عصبي 
أنت بتغير يا إلياس
اه بتنيل بغير ومش أول مرة تعرفي 
حقي أغير علي مراتي مادام بحبها
وأنا بحبك 
أخذها صباحا في سيارته وعاد بها إلى القاهرة فور وصولهما ذهب إلى شقته أدخلها وعاد للخارج وفي يده ملفها وذهب آلي مستشفي الشرطة وأعطاه للمدير صديقه ليعينها بأقصي سرعة ثم عاد إلى شقته وجدها جهزت الطعام من أجلهما أ
أنت جيت ياحبيبي عملت إيه تعال أحكيلي وأنت بتأكل 
واحشتيني 
إلياس أنت عارف آننا مش هنتمم الجواز غير لما تتكلم مع أهلك وتسامحهم
أبتعد عنها بزفر وقال بصوت غليظ 
اسامحهم اسامحهم أزاي بعد اللي عملوا دول بعدوا مراتي عني 9سنين وضيعوا شبابي اللي كنت هقضيه مع حبيبتي انتي فاكرة صحابك والناس هيبصولنا أزاي وأنتي لسه بنت وراحة تتجوزي راجل شعره ابيض الناس متهمهاش إحنا بنحب بعض ولا لا قد ما يهمهوا وأحنا ماشين مع بعض يفكروني باباكي اسامحهم علي وحدتي اللي عشتها ولولا عملتهم كان زمان عيالي بتجري حواليا وبيقولولي يابابا اسامحهم بعد ما طلعوا شهادة ۏفاة لأبنهم
ياحبيبي اللي فات خلاص واهو ربنا طلع أحسن من الكل وجمعنا مع بعض وبكرة ولادنا برضو هتجري حواليك ويقولوا بابا جه بس لو خدت موقف وعملت اللي فدماغك وقطعت علاقتك بيهم الزمن هيجري لا اللي حصل حصل مش هيتغير بس بلاش ندمر مستقبلنا ونخليه هو كمان حزين دول أهلك باباك ومامتك
ياريت قلبي زي قلبك يادموع واسامح بسهولة اللي يجي عليا ويأذيني 
قالها ودلف آلي غرفته تاركها دون أن يتناول الطعام الذي اعدته 
الف سلامة عليكي ياحبيبتي ياريت آنا وانتي لا ياقلب امك
قالتها جميلة وهي تربت علي كتفه دق باب الشقة وقف علي وهو يقول 
انا هفتح
ذهب يفتح الباب ووجد إلياس بوجه عابث يبدو عليه الڠضب والاستياء دخل علي وهو خلفه ويقول 
أهو إلياس جه اهو ياست
أثير
وقفت جميلة بسعادة لمجيئه وعانقته وهي تقول 
كده ياحبيبي بقالي ثلاث ايام مسمعتش صوتك
أبعد يدها
عنه ونظر لها بحزن شديد سألته بهدوء من تعابيره التعيسة 
مالك ياروح قلبي
دموع فين ياماما 
سألها بأستياء وهو يحاول التحكم بأعصابه وقع سؤاله عليها كسهم مسمۏم غرس في صدرها فأزدردت لعوبها پخوف وقالت بتلعثم 
دموع ما دموع ماټت ياحبيبي
ضحك ساخرا وهو ينظر لوالده الجالس علي الاريكة يلهو مع أطفال أثير متحاشي النظر له بعد أن سمع سؤاله وذهب إلياس نحوه بغيظ وقال 
دموع فين يابابا
ادخلوا العبوا
جوا ياحبايب جدو ما إحنا قولنا دموع ماټت إحنا اللي هنعيدوا هنزيدوا أنساها بقي 
قالها حبيب وهو يقف متجه نحوه صړخ إلياس بهم پغضب 
أنسي مراتي ده
اللي انتوا عايزينه
ودي مين ياسيادة اللواء عفريت ولا جوز امي مش دي دموع اللي ماټت هي دي ولا لا يا جميلة هانم
إلياس آنا
انتي ايه هتبرري كذبك عليا كل السنين دي بإيه هان عليكي أبنك هو بيضيع شبابه وقلبه مكسور هونت عليك ياسيادة اللواء وأنت شايفني مكسور في المستشفي بصارع المۏت وقلبي مفتوح ازاي جالكم قلب تطلعوا شهادة ۏفاة لابنكم لدرجتي بتتمنوا مۏتي 
بتر حديثها بعصبية شديدة وهو ېصرخ بهما وهي تقف بهدوء صامته تنظر لهم وله بعجز لا تستطيع إخماد ناره بعيناها كما تفعل فناره تنبع من بركان ۏجع بداخله 
بااااااس لحد هنا وكفاية اوووي مراتي اشرف من الشرف
سامحني يابني ڠصب عني ربنا يعلم سامحني أمك غلطت وطمعانة أنك تسامحها
أخرج من جيبه ورقة ووضعها بيدها وهو يقول بنبرة غليظة قوية 
نظرت ليدها والورقة بها پصدمة شديد ودموعها تنهمر بغزارة أخذها وخرج من الشقة غاضبا كالثور الهائج الذي لا يستطيع أخراج غضبه الموجود بداخله ظلت تنظر ليدها وكأنه ټوفي بالفعل نظرت أثير لزوجها وهو في صډمته من ما حدث منذ قليل بكت بصوت عالي وهي تغلق قبضتها على الورقة ولم تشعر بشئ حولها سوى سقوط جسدها أرضا وهي تمسك قلبها من الالم فصړخت أثير وهي تهرع لها 
ماما 
تااابع 
جميلة ممكن ټموت 
حبيب هيسامح دموع وهي السبب في اللي حصل 
دموع هتوافق إلياس علي قراره 
إلياس ممكن يغفر بعد اللي حصل 
حسن هيعترف بحبه
البارت الخامس والاخير والعشرون تحت عنوان أمر واقع 
ركب سيارته بجوارها صامتا وهي تراقبه بنظراتها والصمت سيد المكان قاد بها في طريق جديد فسألته بهدوء قائلة 
احنا رايحين فين 
أجابها دون النظر لها ببرود شديد يخفي خلفه وجعه قائلا 
هوصلك المستشفي مش ورديتك هتبدأ كمان ساعة
مسكت يده بيدها الصغيرة برفق ثم هتفت بعفوية قائلة 
بس أنا مش هروح النهاردة لسه راجعين الصبح من سفر وتعبانة
أوقف سيارته فجأة ثم نظر لها بلهفة وخوف عليها و قال 
تعبانة في حاجة بټوجعك
نظرت للهفته عليها وخوفه ثم قالت مردفة 
تعبانة لتعبك عارفة ومتأكدة آنك محتاجني دلوقتي أكثر من أي وقت تاني مينفعش أسيبك وأروح الشغل أنت عارف آنك عندي أغلي من الشغل ومن العلميات وكل حاجة
صمت ولم يعقب علي حديثها وقاد سيارته للبيت صامتا 
وقف سلمي أمام المرآة تتجهز
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 30 صفحات