الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

راقصه بقلم نور زيزو

انت في الصفحة 29 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

لتذهب للمستشفي وترفع شعرها ذيل حصان وتذكرت حديثه علي طول شايفها دكر في لبس الدكتور ولمه شعرها علي طول 
تركت شعرها ينسدل علي كتفيها وذهبت للدولاب وأحضرت جميع ملابسها ووقفت أمام المرآة تجربهم بحيرة وبعد وقت طويل ما يقرب لساعة أستقرت علي طقم وفتحت درجها أخرجت منه أحمر الشفاه ووضعت منه وبعض الكحل والماسكرة وأبتسمت في المرآة علي ذاتها وذهبت 
دلفت سلمي آلي غرفتها بالمستشفي وصدم حين ظهر حسن شهقت بقوة من الدهشة ووجوده ونظرت لعيناه تفحصها بدهشة من مظهرها وهي ترتدي تنورة قصيرة تصل لركبتها ذات اللون الأسود وعليها قميص حريمي بكم وبه أسورة من المعصم لونه أحمر مرتدية عليهم البلطو يحميها من البرد القارس وبه فور كثير حول رقبتها من الخلف يجعلها تشبه الأطفال به وشعرها مسدول علي الجانبين يداعب وجنتها ماسكة بيدها حقيبة متوسطة الحجم وبقدميها هاف بوت أسود بكعب عالي وتضع بعض مساحيق التجميل خجلت من نظراته وهو يتفحصها من القدم للرأس بدقة ثم هتف وهو يضع خصلات شعرها خلف أذنها بلطف قائلا 
فين سلمي 
أرتبكت من سؤاله وكادت آن تذهب لكنه وهو يهتف بجدية قائلا 
منكرش آنك زي القمر دي مش سقعانة ولا مالكيش راجل يحكمك
أبتسمت له ببراءة مصطنعة وقالت بأستفزاز قاصده أغاظته 
فعلا مش لاقيه راجل يحكمني وبعدين أنت مالك ومال رجلي حاجة عجيبه والله
نهارك أسود وأنا آيه يابت مش كل شوية أتجوزني ياحسن اتجوزني ياحسونة يخربيتك وازاي تطلعي من البيت بالميكاج ده وحاطلي روج كمان 
قالها پغضب شديد فضحكت عليه وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها ثم أردفت بكذب مصطنع لأغاظته أكثر قائلة 
لا تتجوزني ايه خلاص آنا لاقيت عريس تاني امال آنا عاملة كل ده ليه هقبله كمان ساعتين شكلي حلو ياحسونة هعجبه
عض شفتاه السفلي بغيظ وغيرة تلتهبه ثم أخرج منديل من جيبه ومسك فكك وجهها بقوة ثم مسح لها صړخت به بأنفعال شديد 
أنت بتعمل إيه ياحسن بوظت كل حاجة
أبتعد عنها ودفعها بعيدا عن الباب لكي يخرج فتح الباب ونظر لها بغيرة وقال بټهديد محذرا لها 
شكلك معفن ومتلبسيش كدة تاني
واياكي تجيبي سيرة العريس ولا راجل تاني علي لسانك
ذهب وهو يغلق الباب بقوة ضحكت عليه بخجل وفتحت الدولاب أخرجت زي المستشفي بسعادة 
كان نائما علي سريره صامتا ينظر للسقف فدلفت دموع للغرفة وقالت بخفوت 
إلياس مش هتتعشي
جلس على السرير ثم تتنهد بقوة وقال 
كلي أنتي يادموع واخرجي وسيبني لوحدي
أقتربت منه بهدوء حتي وصلت أمامه وأربتت علي
كتفه بحنان رفع نظره لها بضعف وقالت بصوت مبحوح 
قولتلك أخرجي
مقدرش أسيبك لوحدك 
قالتها بخفوت شديد وهي تملك وجهه بين كفيها الصغار أزدرد لعوبه الجاف بصمت ثم قال بتهكم 
أخرجي أنا عايز أكون لوحدي
فأجابته بلطف ونبرة دافئة قائلة 
بس أنت قولت آن آنا أنت يعني نفسك مقدرش أسيبك لوحدك
مسك يدها بيده بقوة ثم أردف بضعف أكبر في نبرته وعيناه قائلا 
أخرجي لأني لو فضلت ماسك الأيد دي مش هسيبها
جلست بجواره برفقه وهي تربت علي ظهره بحنان وكأنه يخشى تركها فتهرب منه ظلت بجواره تمسح على رأسه وهو نائم علي قدميها هادي كطفل صغير هتفت بخفوت شديد قائلة 
حبيبي أنت قسيت أوي عليهم
أجابها وهو مغمض العينين ويضع يدها اليمني فوق قلبه قائلا 
وهم يا دموع مقسيوش علينا موجعونيش لما طلعوا شهادة ۏفاة ليا بسهولة وازاي قدروا يحرموني منك كل السنين دي وهم شايفني مكسور قدامهم من غيرك حتي شغلي قربت أخسره من كتر الاخطاء مفيش مرة صعبت عليهم فيها عشان يقولولي انك عايشة ويرجعوكي ليا
أنهمرت دموعه علي وجنته فشعر بيدها الأخري تمسحهم له بحنان فقده من أمه منذ زمن بعيد ودفء قلب عاشق يتألم لرؤية دموع حبيبه 
هتفت ببراءة وحنان قائلة 
بس دول امك وأبوك ياحبيبي مهما عملوا ومهما قالوا هم آمك وأبوك وما عليك إلا طاعتهم
أدار جسده يستلقي علي ظهره ثم رفع نظره لها بعيون لوثتها الدموع والحزن قائلة 
عشان أهلي يحق لهم اللي عملوا مفيش اهل بيرضوا بعذاب ابنهم
تتنهدت بقوة من أعماق صدرها ثم قالت بحزن عميق 
عارف يا إلياس آنا ليه بأجل فرحنا وډخلتنا عشان مش هلاقي اب ولا ام ولا حتي أخ ولا خال يديني ليك ويوصيك عليا زي كل البنات عشان لما أصحي تاني يوم مش هلاقي ماما جايه تزورني وتقولي صباحية مباركة زي كل العرايس ولا حتي أخت او خالة عشان نفسي ماما تكون معايا في يوم زي ده وخاېفة يجي عشان عارفة ومتأكدة اني هكون لوحدي فيه مينفعش لما يجي كمان تكون لوحدك زي وأهلك موجودين
جلس علي السرير بعد آن رأي دموعها تنهمر وهي تحدثه عن فقدها لأمها وهتف بخفوت حنون وهو يمسح دموعها بأنامله قائلا 
خلاص متعيطيش ياقلبي آنا معاكي أهو وعمري ما هسيبك أبدآ وماما موجودة هتيجي وتقولك صباحية مباركة وهتوصيني عليكي متقلقيش وهجيب حسن كمان بس وحياتي متنزليش دموعك دي بحس أني مش راجل ومستاهلكش لما بشوفهم
هتفت ببراءة وسعادة تغمرها قائلة 
يعني هتصالح طنط وعمه بكره صح
أشار إليها بنعم وهو يضع يديه علي عنقها من الجانبين ثم وضع قبلة علي جبينها بلطف فأبتسمت له وهي تتشبث بذراعيه فنظر لعيناها بدفء وضربات قلبه لم تتوقف وهلة واحدة عن قوتها مادامت صغيرته أمامه أوقفه رنين هاتفها فأشاحت نظرها بخجل عنه وأبعدت يده عنها وهي تلتقط الهاتف بيدها ورأت أسم أثير عندها ڼزيف داخلي لازم تدخل جراحي فورآ 
قالها الطبيب ل حبيب وأبنته فسأله على بهدوء وهو يحاوط أكتاف زوجته
المړيضة بيديه 
مفيش خطۏرة عليها
أجابه الطبيب بهدوء شديد قائلا 
لحد ما نفتح مفيش أي خطۏرة لأن إحنا مش قادرين نحدد السبب كل الإشاعات مش هنقدر نستخدمها بسبب الڼزيف
ماشي نعمل العملية المهم هي تكون بخير وتقوم بالسلامة 
قالها حبيب بتهكم وتعب وهي يتكئ على عكازه نظر الطبيب أرضا بأسف وقال 
هنضطر نستني
للصبح لأن مفيش جراح في المستشفى حاليا
آنا هعملها 
أتاءهم صوتها من الخلف أستداروا جميعا ورأوها تقف بجواره وهو يمسك يدها وعلى ملامحه الصدمة من حديث الطبيب أقتربوا منهم فنظر حبيب لها بغيظ ثم للطبيب وقال 
الجراح هيجي أمتي الصبح
9 الصبح بيكون هنا 
قالها الطبيب وهو ينظر ل دموع تلك الشابة آلتي لا يعرفها أعطته دموع كارنيهها الخاص بالمستشفى بمعني أن لها الحق في أجراء الجراحة وقال برسمية 
ياريت تجهزوا غرفة العمليات وهتعب حضرتك حد يوريني مكتبي
مرت من أمامه فمسك ذراعها بقوة وهو يقول 
آنا مسمحتلكيش تعملي العملية ولا تلمسي مراتي
بس دموع هتعمل العملية وأنا سمحت بده 
قالها إلياس پغضب شديد وهو يري آمه ټصارع المۏت وهو يرفض لكرهه لها
نظرت دموع له بتحدي وثقة وقالت بلهجة حادة جدية 
أسفة بس أنا دكتورة وقبضت تمن العملية ومادام قبضت يبقي لازم أعملها
نزعت ذراعها من قبضته ورحلت مع الطبيب دلف إلياس آلي أمه ورأها علي سرير المړض وعلي أنفها أنبوب التنفس الصناعي تجمعت دموعه في عيناه وهو يعلم بأنه السبب في مرضها لم تمر دقائق معدودة ودلف الممرضين وخلفهم دموع بعد أن غيرت ملابسها لزي العمليات كما رآها لأول مرة بعد 9 سنوات تيشرت وبنطلون أزرق اللون وفي قدمها حذاء طبي مسكت يده بحنان تطمئنه بأنها ستعتني بأمه حتي لو تكلف الأمر حياتها نظر لها بضعف فأشارت للممرضين بأخذها فحركوا سريرها والأجهزة وخرجوا كادت أن تذهب خلفهم لكنه أغلق قبضته على يدها فنظرت له
هتف إلياس بضعف شديد وهو ينظر لعيناها قائلا 
آنا مدفعتش تمن العملية
ثقتك فيا هي أغلي تمن ممكن تدفعه 
قالتها بحب وهي تمسح دموعه بأناملها ثم أكملت حديثها بهدوء شديد 
متخافش ياإلياس آنا هخلي بالي منها وهرجعهالك عشان في كلام كتير أنت لسه عايز تقوله ليها
جذبت يدها من قبضته
وخرجت ركضا خلفهم وهي تربط كمامتها وطاقيتها فوق شعرها دلفت الي غرفة التعيقم اولا وعقمت يديها
ومنها آلي غرفة العمليات تستعد لجراحتها 
وقفوا جميعا في الخارج أمام الباب العمومي لغرف العمليات ينتظروه اي خبر يطمئنهم جاء له مدير المستشفي علي معرفة سحطية به وهتف بحزن 
قلبي عندك ياسيادة اللواء أطمن خير بإذن الله
الجراح لسه مجاش آنا مش هطمن علي مراتي الا مع جراح خبير 
قالها حبيب وهو يجلس علي الكرسي الحديدي متكي علي عكازه ناظرا أرضا فهتف المدير بطمأنينة قائلا 
دكتورة دموع
شاطرة برضو السي في بتاعها جاي من أسكندرية مفيهوش ملاحظة واحدة ولا حتي ۏفاة اي مريض عملتله عملية غير أنها حصلت علي ماجستير في الجراحة العامة وعلي حد علمي أنها بتحضر دكتوراة دلوقتي يعني متقلقش من صغر سنها
صمت حبيب ولم يعقب علي حديثه كان واقفا أمام الباب مباشرة يرفض الجلوس وهو يضع كل ثقته بحبيبته الصغيرة ومهارتها لكنه يشعر بأنقباض في قلبه شديد لا يدري سببه 
أنهت سلمي يومها الروتيني في المستشفي ونزلت تقف في الطريق تنتظر سيارة تاكسي فتوقف حسن أمامها بسيارته وفتح النافذة وأشار إليها بالركوب قائلا 
ممكن لو سمحت تبص قدامك
ضغط علي الفرامل فجاة وصړخ بها بغيرة شديدة عليها من أنظار الجميع قائلا 
ابص قدامي أنتي ازاي تخرجي من البيت كدة اصلا عجبك شكلك والناس في المستشفي بتتفرج عليكي معجبين بسيادتك
أزدردت لعوبها پخوف من غضبه وصراخه ثم هتفت بتلعثم شديد 
مش أنت اللي قولت عليا دكر يعني
هو أنا راجل
وجهشت في البكاء صړخ پغضب وهو يمسك ذراعها بقوة قائلا
آنا اقول زي مانا عايز انا ياستي عجبني شكلك وانت دكر حد أشتكالك آنا جيت أشتكت لك من حاجة
لم تتوقف عن البكاء وهو يستمر بصراخه فهتف برفق 
خلاص متعيطيش انا بس مش عاوز حد يبص عليكي انتي فكرتي أنا النهاردة كنت عامل ازاي كان ناقص اسيب الشغل والمړضي وأجي اراقبك أشوف مين بصلك ومين ضحك معاكي
تنحنحت بخجل شديد وهي تتوقف عن البكاء وقالت بعفوية 
يعني هتتجوزني وتكسب فيا ثواب
ضحك عليها وهو ينظر من النافذة ثم لها وتوقف عن الضحك اثناء اقتراب منها بشدة أزدردت لعوبها مرتبكة من قربه فقال بخفوت وهو يضع خصلات شعرها خلف أذنها بلطف 
هتجوزك وهو يقول 
مفيش مانع نجرب بعد الجواز لأحسن بدل ما أدخل دنيا أدخل أخرة
فضحكت عليه وعاد هو للقيادة 
كانت تجري الجراحة بمهارة وتركيز لأول مرة دون الشرود بماضيها او بعده عنها هتفت برسمية وهي تصل لمركز الڼزيف وتسيطر عليه قائلة 
أمسكه كويس
فأخذ الجراح المساعد المقص من الممرضة ومسك أحد الأعضاء بمهارة مدت يدها للممرضة وهي تنظر بالحقل بدقة وقالت 
ملقاط
أعطته لها الممرضة وحاولت مسك أحد الأوعية الدموية فأنفجرت الډماء مرة أخرى لكن تلك المرة بغزارة حتى لوثت ملابسها مع قفازاتها و عيناها أشاحت نظرها بدون إرادة حين لوثتهما الډماء وعادت له وضعت يدها في الحقل وشعرت بشي أخرجت يدها فرأت سائل أبيض لازج بقفازاتها فسألت بخفوت شديد 
هي عانت من إيه لما جت ظهر
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 30 صفحات