غيبات تمر بقلم مروه البطراوي
معانا
اغتاظ ناجي من غرورها فرد بجمود قائلا
وده اللي مجنني عارف انها معانا ومع ذلك ساعدها وعطاها مبلغ محترم جابت بيه شقه تمليك وقلت فرصه هيروح يقعد معاها بس ده لسه قاعد معاكي بعد اللي انتي عملتيه فيه
ابتسمت شكران بخبث قائله
ده كده يأكد ليك ان لا قصي ولا شذي فارقين معاه أنا ابني أكيد هيدور علي مصلحته وهيختار واحده من الوسط بتاعه مش واحده سنكوحه وعلي فكرة يا ناجي الواحده دي أكيد مش سمورة حبيبه عمتها فخليها تريح نفسها ومتشغلش بالها
بعد خروجها من مكتبه وصفعها للباب من خلفها هزت رأسها ترفض استيعاب الموقف فهو لم يعد مسموحا لتلك العائله أن تدلف حياتها مرة أخرى ترى ما المخبئ خلف كلمات زيدان أهي الخيانه مرة أخرى تذكرت نظراته المتفحصه لها واستائت
للأمر هل
ستتعرض الي خيبه أمل جديده تعتبرها تجربه قاسيه في حياتها كانت عندها اعتقاد راسخ أن زيدان سيفسد ما فعلوه بها لتعتبره داعم لها ودون تفكير منها خرجت من المصنع دون أن تخبر
بالأمر ذهبت الي منزل نورا فلديها مفتاح ودلفت لتتوجه الي غرفة نورا وتجلس علي الفراش تضم نفسها بحرص لم تجد احتواء غير احتوائها لذاتها لم تجد من يخفف حزنها الوحيد الذي كان يفتعل ذلك ومن أجلها هو قصي ولكنه يأس ومل لكن تتذكر جيدا وقوفه أمامها وبيده شذي عروسا له وهو متصلب جامد القلب ذرفت الكثير من الدموع لتذكرها هذا الموقف ومرت ساعه وقامت بالاغتسال لعلها تزيل أثار نظرات زيدان لها وبالرغم من بروده ماء الاستحمام الا أنها كانت تكوى جسدها لتتزايد دموعها كأنها تجلد من جديد أنهت استحمامها العصيب وخرجت تضم نفسها بكلتا ذراعيها لتتصلب أمامها وهي تلمح طيفه في ظل المرأة كأنه يقف خلفها لتهتز وترتعش وتستدير للخلف مغمضه عينيها تفتحها ببطء ولكن لم تجده كانت ترى صورته في المرأة بابتسامته البارده التي دوما تبغضها شعرت بالضعف يغتالها ولكن لما يريد ابقائها في المصنع فتح الباب فجأة لتنتفض لتجدها نورا تنظر اليها بلوم وعتاب لتركض ريحانه نحوها ترتمي في أحضانها تشهق قائله
جحظت نورا بعينيها غير مصدقه وابتلعت ريقها تربت علي ظهر ريحانه لتهدئ شهقاتها قائله
اهدي بس يا ريحانه أنا قلتلك أنا شفته بعيني وانتي مصدقتنيش بس انتي كنت رايحه لماجد ايه اللي عرفك انه صاحب المصنع ماجد اللي قالك صح
لا ماجد كان مرتب معاه أدخل المكتب ألاقيه وأهاني أهاني يا نورا أنا بيقولي انتي عايزة ماجد في ايه مفكرني رخيصه الحيوان
أجلستها نورا بهدوء لتستمع الي ما سردته ريحانه عما حدث بمكتب ماجد وبعد أن انتهت ريحانه سألتها نورا بتوجس قائله
وانتي هتعملي ايه
استكملت نحيبها قائله
هزت نورا رأسها بسخريه قائله
علي فكرة قصي لو عرف مش هيعملك حاجه لأنه بصراحه عمره ما حبك ومتزعليش مني
هزت ريحانه رأسها بتفهم قائله
طب أعمل ايه
ابتسمت نورا بخبث قائله
هتكملي عادي وتشوفي أخره ايه بس اسمعي اما أقولك جو الخۏف ده اوعي تبينيه ليه فهماني
لا خالص محصلش ومش هيحصل أنا عمرى ما أخاف منه بس نظراته مش مريحه أول مرة يبص عليا بوقاحه ده أنا عمرى ما شفته بيبص لخطيبته كده قبل كده
أدارت نورا وجهها الي الجانب الأخر لتتأكد ان زيدان نظراته لريحانه يدور خلفها لغز كبير
جاء الصباح ونهضت نورا
مسرعه لتأخذ ملابس ريحانه التي توجد عندها وتبعث بهم الي المغسله لتحتار ريحانه فيما تلبس لتعرض عليها كنزتها البنيه بلون شعرها المكشوفة الذراعين لتحمد ريحانه ربها أنها ترتدي معطف المعمل فوقهم ومعطف الشتاء خاصتها ولكن تخلعه عنها في المعمل هبطت من سيارة نورا وتحججت نورا أنها ستأخذ وقت لتصف السيارة لأنها وجدت زيدان من مرأة السيارة يدلف قبلهم وتأكدت أنه سيدلف الي المعمل أولا وتخمينها كان صحيحا دلفت ريحانه الي المعمل غير متوقعه وجوده لتذهب الي الدولاب الموضوع فيه البالطو لتأخذه كي ترتديه
غيبيات تمر بالعشق بقلم مروة محمد
لتنتفض علي صوته وهو يقول
في تأخير تلت ساعه علي الشغل
رفعت حاجبيها بنفاذ صبر ليستهزأ بها قائلا
ينفع موظفه ولا بلاش كيمائيه عظيمه تتأخر عن الشغل وتيجي بعد مديرها ولا الهانم أخدت علي الراحه والسهر في بيت مامتها لنص الليل مع الزباين
نظرت ريحانه الي الجانب الأخر وزفرت بحنق ورمت المعطف علي الأريكه مربعه ذراعيها فوق صدرها تنظر اليه ببرود لتضايقه فينفجر قائلا
تمام انتي مش أخده علي الراحه وبس انتي أخده علي قله الأدب وعدم احترام رئيسك في الشغل
هههههه بتضايقني علشان ألغي العقد صح طب مش لاغي يا رينووو ايه رأيك بقي
تضايقت من استخدام اسم لها يداعبها به ولكنها تمسكت ببرودها وصمتها حتي يفيض ما بداخله لتدلف في هذه اللحظه نورا بابتسامته الساخرة وهي تمد يدها لكي تصافحه قائله
صباح الخير يا مستر زيدان المعمل نور والله بجد أنا مبسوطه كتير من ساعه ما ريحانه قالت ليا ان حضرتك صاحب المصنع وأخير ا رفعت سر زر
ليبتسم بتفاخر وسخريه وهو يسلط أنظاره علي ريحانه التي بدات تفور من الغيظ لتندفع قائله
دي ماركه هو عاملها علشان يوضح للكل انه زيدان صاحب عطر الريحان اللي بقاله فترة هيتجنن ويطلع عطر له بس مش زى العطور المتداوله
ثم استطردت بسخريه قائله
أصله عايز يبقي وحش العطور
ليرفع حاجبيه بانتصار قائلا وهو تاركا لها المكان
وهيحصل وعن قريب كمان زى ما أنا مرتب كل حاجه أنا مفيش قوة توقفني
واستطرد وهو ينظر الي عينيها بثقه قائلا
وهبقي وحش العطور زى ما بتقولي لأن أنا وحش ومسيطر في كل حاجه
خرج ليتركها في حالة ثورة عارمه تود حړق المعمل بأكمله لتنظر اليها نورا پغضب وهي تشير بأصبعها بحركه دائريه علي وجه ريحانه
اللي انتي بتعمليه ده مفيش منه فايده قلتلك نكمل شغل ونشوف أخره مستعجله علي ايه واضح كده من عينيه انه مش مستعجل
زفرت ريحانه بحنق قائله
عارفه ان اللي عملته غلط بس أنا نفسي يسيبني في حالي أو يقول هو عايز مني ايه وبعدين ايه اللي مدخله هنا وأنا مش موجوده
ضحكت نورا ضحكه ساخرة قائله بسخريه
يا ريحانه ده مصنعه يدخل في أي مكان فيه وفي أي وقت انتي متقدريش تقوليله لا واللي عمله النهارده ده البدايه التقيل جاي ورا
موكا سحر الروايات رواية غيبيات تمر بالعشق
تنهدت ريحانه بعمق وقررت استكمال عملها وكل يوم تدعو الله ألا تقابله وبالفعل يستجيب لدعواتها حيث رجع الي شركاته مع سمر التي حاولت مرارا وتكرار امالته لها ولكن دون جدوى حتي قامت بمراقبته وعلمت أنه يمتلك مصنع في منطقه نائيه وترددت لتسأل عن المصنع وموظفيه حتي لمحتها تسير في الممر الذي يؤدي الي المعمل وتتبعتها دون خوف ولا حرص ودلفت خلفها بدون استئذان لتتفاجئ بها ريحانه أمامها غير مستوعبه وجودها هي الأخر لتهتف سمر باندهاش قائله
ريحانه! انتي بتعملي ايه هنا مش ده برضه مصنع زيدان ولا أنا غلطت في العنوان ولو ده مصنعه انتي بتعملي ايه هنا لا وجوه المعمل كمان
تنهدت ريحانه قائله
اه ده مصنع زيدان وأنا بشتغل كيمائيه هنا وطبعا يا سمر انتي هتمثلي عليا انك مكنتيش عارفه زى ما مثلتي زمان وقلتيلي