غيبات تمر بقلم مروه البطراوي
ان مكنش عندك خبر بجوازة قصي
جزت سمر علي أسنانها قائله
أنا اتفاجئت زي زيك بالظبط بس هقولك علي حاجه حتي لو أعرف هسيبك تتصدمي لأنك تستحقي بقا دايرة تلفي علي زيدان علشان ټنتقمي
رفعت ريحانه حاجبيها باندهاش علي غباء قلب سمر لتبتسم بسخريه قائله
وهو أنا لما أحب أنتقم ألجأ لزيدان طب ده هو أول واحد لازم أنتقم منه عارفه ليه لأنه مش راجل زى أخوكي قدرت تضحك عليه واحده وتوقعه في فخها
انتي اللي خايبه ومقدرتيش تخلفي حته عيل لأخويا واحمدي ربنا انه صبر عليكي تلات سنين علي الأقل أهو هيخلف قريب الدور والباقي عليكي
أغلقت ريحانه عينيها بخيبه أمل قائله
ياااه للدرجه دي يا سمر الحقد مالي قلبك من ناحيتي وأنا اللي كنت مفكراكي أختي يالا معلش طالما هعارض مصلحتك يبقي لازم ترفصيني عموما يا سمر أنا بشتغل هنا تحت أي مسمي ملكيش فيه و ياريت تمشي بسرعه لا زيدان يعرف انك جيتي هنا وانتي عارفه هو ممكن يعمل فيكي ايه
مروة محمد حصرى لجروب موكا سحر الروايات
اختنقت ريحانه وقررت أن تخرج مبكرا من المصنع لعلها ترتاح قليلا قبل أن تعود الي منزل نورا لأنها لا تريد أن تسرد لنورا أمر زيارة سمر لطالما نورا لا تعلم به لأنها كانت غائبه ذهبت الي مطعم قريب لتتناول الغذاء بمفردها وطلبت من النادل طعام بسيط نسبه لما تحتويه حقيبتها من مال بسيط رجعت بظهرها الي الخلف وأغمضت عينيها لتلفح نظرات الهواء بشرتها البيضاء ثم فتحت عينيها ببطء لتنظر أمامها لتجده جالسا أمامها ينظر اليها باستمتاع قائلا
ثم سألها بمكر قائلا
ايه هو غيابي هيخليكي تتجاوزى
ربعت ذراعيها فوق صدرها تتصنع الهدوء قائله
يعني روحت المصنع ولقيت مفيش انجاز ولا لقتني بس عرفت مكاني صح طب منين أووووه لا يكون حضرتك مخاوى عفريت بيراقبني
كده هخاف منك بجد
لوى ثغره يبتسم بخبث قائلا
طب كويس انك شكيتي في موضوع العفريت ده هيسهل عليا حاجات كتير أهمها انك تخافي مني زى ما الكل بېخاف مني وبيعملي ألف حساب
ثم انحني بجسده أمامها ليرى رده فعلها قائلا
شفتي أنا ذكي ازاي
انحنت بجسدها أمامه ولم تخشي من اقتراب وجهها من وجهه قائله بقوة
ثم رجعت بظهرها الي الخلف تتحدث بتحدي قائله
أنا بقي هعمله قدامك لأني مش جبانه زيهم
ابتسم ابتسامه ساخرة استغربتها وهو يقول
أيوه بقا هو ده اللي أنا عاوزه امرأة منتقمه جبارة تعرف تاخد حقها تالت ومتلت مش تقعد ټعيط زى الأطفال
بس هرجع أقولك مسيرك تيجي لحد عندي وتقفي لأن أنا زيدان الجمال
رجعت برأسها وأمالتها الي الخلف تتلاعب بخصلات شعرها الي الخلف ليجد نفسه يتابعها كمن يتابع مشهد تمثيليا لنجمه سينمائيه تتصنع دورها باتقان وما زالت تتصنع البرود والهدوء قائله
تمام هنشوف بس ازاي ده اللي نفسي أعرفه سبق وقلت ليا انك هتعوزني في حاجات كتير بس مش وقته
ثم رجعت بوضعيه رأسها فجأة لتجده كان شاردا فيها لتضيق عينيها قائله
ممكن أعرف ايه سر الانتظار علي فكره أنا بكره الانتظار
تجاهلها وأشار الي النادل لكي يجلب الطعام الذي لم تطلبه كان طعاما فخما يحتوى علي الكثير من المأكولات الباهظه الثمن لتعلم أنه يستهزأ بها وبفقرها ليفهم نظراتها الغاضبه ويبتسم بخبث يجيبها علي سؤالها
سر الانتظار ان لازم يكون في عشرة بيني وبينك أو زى ما بيقولوا عيش وملح
ثم استطرد بخبث لأنه علم بضيقها من طلباته للنادل
علشان لما أطلب منك طلبي يبقي بعشم بدل ما ترفضي وتدوخيني معاكي
زفرت بحنق قائله
انت نسيت ان كان بينا عشرة زمان ولا ايه وأعتقد كان بينا عيش وملح احنا أغلب عشانا كان بيبقي عندكم
ثم نظرت حولها ونفخت بضيق قائله
وهو العيش والملح يبقي بالطريقه دي ولا بتكسر عيني
وأنا مش بحب العيش والملح بتاعكم لازم لما أعزم أعزم بحاجه تليق بمستوايا وأعزم حد عارف انه في يوم من الايام هيليق بمستوايا
ثم أشار بسبابته نحوها بكل ثقه قائلا
وانتي الحد ده
نفخت پغضب قائله
وأنا بقي هليق بمستواك ازاي ده أنا ريحانه اللي انت ووالست والداتك اعترضتوا عليها زمان لما
جوزى طلبني
للجواز دلوقتي هليق بمستواك
ثم سخرت قائله
طب تيجي ازاي دي
هتف زيدان بسخريه قائلا
أنا مش بتكلم عن المستوى المادي وعلي فكرة أنا عمرى ما
اعترضت
عليكي انتي كنتي انتي وقصي هوا بالنسبه ليا
ثم ابتسم ابتسامه بسيطه وأشاد بها قائلا
بس مكنتش أعرف ان دماغك ألماظ في التركيبات ده انتي كنتي خسارة فيه
تنهدت ريحانه بحزن قائله
ثم زفرت قائله
علي الأقل كانت نفعتني دلوقتي ومحوجتنيش للشغل
ثم ابتسمت بضعف قائله
عبيطه اللي تبيع الحب علشان منصب أو فلوس بس لما يكون حب حقيقي مش مزيف وأناني
ردها كان عبارة عن ذبذبات واشارات الي عقله تحثه علي التراجع حتي لا يقوم بظلمها مرتين ولكن صوت العقل القاسې كان أعلي وكان من الضرورى انتظار ما سيحدث في الغد فغير نطاق الموضوع قائلا
ماشي يا دكتوره أنا بعطيكي فرصه من دهب علي طبق فضه خلصي التركيبه وليكي نص تمن الماركه ده غير انها هتكون باسمك
ثم استطرد محاولا أن يغريها أكثر قائلا
ذاتا ممكن أشوفلك منحه وتاخدي الدكتوراه
هزت كتفيها بلا مبالاة قائله
لو علي التركيبه تخلص بسرعه بس الموضوع مش موضوع تركيبه ولا ماركه انت وراك هدف ومسيرى هعرفه
ثم حذرته قائله
بس وانت بتعرفه ليا خد بالك مني أنا مش سهله ولو طلع اللي في دماغي اعرف انه مستحيل ريحانه القديمه اللي كلكم تعرفوها بخ انتهت
ولا ممكن ترجع تاني لأني ادبحت ومستعده أدبح المره دى
ابتسم اليها ابتسامه بارده ولم يرد عليها يكفيه احساس الضعف والخۏف الذي يشاهده في عينيها حتي لو كانت قادرة علي أن تخفيه
معرفته بها منذ ثلاث سنوات تؤكد له أنها لم تناسب عالمه يوما ما لذلك في كل مرة يحاول فيها اخبارها بما يريده عيناها تجبره علي اخفاء السر وراء احتكار وجودها بالمصنع لو كان الأمر مثل ورقه عقد العمل لكان فعلها وجعلها زوجته مثل ما جعلها تعمل بالمصنع ثلاث سنوات قادمه رغما عنها يعلم جيدا أنها سترفضه لأنها كانت تحب قصي حبا أسطوريا ولكنها غفت غفوة بسيطه تحول فيها قصي من فتي الأحلام الي تراب الأساطير نظر الي عمق عينيها ليجد كلمات وطلاسم مخفيه فلذلك عزم أمره أن يظل يلاحقها حتي يكشف سر هذه الطلاسم تحدي عينيها له يجعله مهووس ومتيم بها لا ينكر أنه حلم يوما أن يجد امرأة تحمل صفاتها وظل يبحث ولكن لم يجد مثل ما رسم لو كان وجدها قبل قصي لكان شعر بالكمال يسخر من قصي الذي تركها وأخل بوعوده معها يعتبره رجلا فاشلا ففي قانونه الرجل الذي يشعر المرأة بالخذلان لا يعد رجلا خاصه مع أول مشكله تقابلهم يظن قصي أن الزواج من أخرى وحملها أن هذا يؤدي الي تحقيق الذات وبناء العائله يعتبر زيدان هذا الأمر لا يمثل فارقا اذا حدث معه يصف قصي بصفه واحده عندما تخلي عن معشوقته القديمه فهو جبان
موكا سحر الروايات رواية غيبيات تمر بالعشق
انتهي الطعام وعادت ريحانه الي منزل نورا بمفردها رغم عرضه عليها
ايصالها ولكنها رفضت سردت علي نورا ما دار بالمصنع حتي